بوابة الوفد:
2024-12-28@07:43:22 GMT

الفن والحرب

تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT

يظل الفن هو المعبر والمصور للحياة والمسجل للتاريخ فمن يكتبون التاريخ لديهم رؤيتهم وعقيدتهم وموقفهم من الحياة والأحداث والأشخاص وهذا هو الفرق بين الشاعر الفنان وبين المؤرخ كما كتب الفيلسوف اليونانى أرسطو منذ مئات السنين، فإذا كان التاريخ يسجل الأحداث كما هى دون تغير سواء إضافة أو حذف، إلا أن الشاعر الفنان لديه القدرة على الإضافة والحذف فى إبداع يغلب عليه الخيال والجمال من وحى الموقف والتجربة والحدث تمكن المبدع من تصوير الحالة والقصة والحكاية فى إطار يقربها من المتلقى أو الجهور، لهذا فإن دور الفن والفنان دور رئيسى وفعال ومهم فى التأريخ للأحداث والمجتمع، وكذلك فى تشكيل وتكوين رأى عام تجاه موقف أو حادثة كبيرة فما كتبه تشارلز ديكنز الروائى الإنجليزى عن الثورة الفرنسية فى رواية «قصة مدينتين» أصدق من كل ما كتبته كتب التاريخ عن الثورة، كما أن رواية  ليو تولستوى «الحرب والسلام» عن الحرب الروسية الفرنسية سطرت كتابًا بليغًا عما فعله نابليون فى روسيا وما عانته روسيا القيصرية من ويلات تلك الحرب التى كانت بدايتها ثورة فرنسية ضد الملكية والظلم.

. وفى السادس من أكتوبر العظيم عام ١٩٧٣ لحظة العبور من النكسة إلى النصر ورفع علم مصر فوق أرض سيناء الحبيبة انطلقت أغنية النصر بعد ساعات من إعلان العبور وتحطيم خط برليف فكانت أغنية «حلوة بلادى السمرة بلادى الحرة بلادي» للموسيقار بليغ حمدى والمبدعة وردة الجزائرية تملأ أرجاء المعمورة ويصدح بها المصريون فى جميع القنوات وعبر المذياع وعلى القهاوى والشوارع والبيوت، ومع هذا فإننا اليوم وبعد مرور أكثر من نصف قرن ما زلنا نشاهد نفس الأفلام والمسلسلات المعادة والمكررة عن حرب أكتوبر وأعمال الجاسوسية فى دموع فى عيون وقحة ورأفت الهجان وبئر سبع وكأننا قد توقفنا عند هذه المرحلة ومع هذا جاء إنتاج الفيلم الكبير «الممر» بعد عشرات السنين من حرب أكتوبر 73 ليعيد الحياة والفخار للمصريين ويحيى بداخل الصغار والشباب أحداثًا غيرت وجه التاريخ وإن كان توثيقًا دراميًا بديعًا لحرب الاستنزاف مثله مثل فيلم الطريق إلى إيلات كمقدمات للنصر فى أكتوبر المجيد... وها هى الحروب تدور من حولنا وعلى حدودنا ويقتل الكيان المحتل أكثر من 41 ألف طفل وامرأة وشيخ وشاب فلسطيني فى غزة على مدار حرب إبادة استمرت عامًا كاملًا منذ ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ وها هى تندلع فى الآن جنوب لبنان وبيروت وعلى حدود سوريا فى الجولان وفى العراق وفى الحديبة باليمن ويموت كل يوم العشرات والمئات فى تلك البلدان العربية ونحن نتصارع على المذهبية العرقية ما بين سنة وشيعة وننسى العدو الحقيقى ذلك الكيان المغتصب المحتل... ولا نلتفت إلى كل ما يجرى بل نظل نقيم المهرجانات فى الأسكندرية والإسماعيلية والغردقة الجونة والقاهرة المحروسة ونغنى ونرقص ونصفق ونقول «ملناش دعوة» الحياة يجب أن تستمر!!! نعم الحياة يجب أن تستمر ولكن هل لهذه المهرجانات والاحتفالات أى دور تنموى وثقافى؟ وهل كان لها موقف يعلن على العالم رافضًا للحرب وللإبادة ولقتل المدنيين كما فعل الآخرون فى حفلاتهم بالغرب؟ هل هناك دور حقيقى للفن والفنان أم أن القضية هى الظهور والتواجد وجمع المال فى حفلات يصل سعر التذكرة لـ10 آلاف جنيه؟ هل تطورت صناعة السينما والمسرح والدراما والفن الشعبى والغناء مع كل هذه المهرجانات؟ إذا استمر الفن فى تحدى الإنسانية وعدم احترام الشعور العام فإنه سوف يصبح سلعة أتلفها الهوى.

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

منهج المدارس في فلوريدا: هل يفي بتوقعات تدريس التاريخ الأفريقي الأمريكي؟

في ولاية فلوريدا، تتواصل النقاشات حول كيفية تقديم التاريخ الأمريكي الأفريقي في المناهج الدراسية. بينما يعتبر الكثيرون أن تاريخ الأمريكيين الأفارقة يجب أن يكون جزءًا أساسيًا من التعليم العام، حيث يشعر بعض الطلاب والعائلات أن الموضوع لا تتم تغطيته بما فيه الكفاية في الفصول الدراسية.

اعلان

وفي مدينة ديلراي بيتش، يتجمع المراهقون مع معلميهم في جلسات تعليمية تركز على تاريخ الأمريكيين الأفارقة، بما في ذلك تأثير المنطقة على الثقافة والتاريخ المحلي. وتعتبر هذه الجلسات فرصة مهمة لاستكشاف جوانب متنوعة من التاريخ الأمريكي الأفريقي، والتعرف على دور الأفراد والجماعات في تشكيل المجتمع الأمريكي من خلال مختلف العصور. ومن خلال هذه البرامج، يكتسب الطلاب فرصة للتعلم عن الأحداث التي شكلت ملامح تاريخ الولايات المتحدة، مع التركيز على تلك اللحظات المفصلية التي كان للأمريكيين الأفارقة دور محوري فيها.

وتعرب شارلين فارينغتون، إحدى المعلمات في المنطقة بالقول: "إن من المهم أن نتعرف على جوانب متعددة من تاريخنا، لتكون لدينا رؤية شاملة عن الماضي وكيفية تأثيره على الحاضر". وأضافت فارينغتون أن تلك الجلسات لا تقتصر على معرفة الحقائق فقط، بل تشمل أيضًا كيفية ربط هذا التاريخ بالواقع المعاصر، مما يعزز الفهم الكامل لتطور المجتمع الأمريكي.

رينيه أونور تقف في إحدى الفصول الدراسية حيث تُدرِّس تاريخ السود في مدرسة ميامي نورلاند الثانويةMarta Lavandier

كما يستمر العديد من البرامج التعليمية الموجهة نحو الشباب في فلوريدا، سواء في المدارس أو عبر المبادرات المجتمعية، التي تهدف إلى تقديم دروس شاملة حول التاريخ الأمريكي الأفريقي. وبرغم وجود تحديات في توحيد منهج موحد عبر جميع مدارس الولاية، فإن هذه المبادرات تسعى إلى توفير موارد إضافية لتعزيز الفهم والمعرفة بهذا التاريخ. وتتنوع تلك البرامج بين ورش العمل التي تقدم في مراكز المجتمع، والجلسات التعليمية التي يقودها المعلمون والمتطوعون، مما يوفر فرصًا متعددة للطلاب لاكتساب معارف غنية وقيّمة.

جدارية تعكس أحداث تاريخية للأفارقة في الولايات المتحدة الأميركيةMarta Lavandier

وفي هذا السياق، تشير التقارير إلى أن مدارس عديدة في فلوريدا تواجه صعوبة في تقديم محتوى دراسي شامل ومتنوع، فيما يخص تاريخ الأمريكيين الأفارقة. ورغم ذلك، تلتزم بعض المدارس بتخصيص وقت لدرس هذه الموضوعات ومناقشتها، خلال العام الدراسي، مع تركيز خاص على الشهر السنوي للاحتفاء بتاريخ الأمريكيين الأفارقة.

وتدعو العديد من المنظمات الدينية والثقافية في فلوريدا إلى تضمين هذا التاريخ في الفصول الدراسية بشكل منتظم، وتقدم ورش عمل وبرامج تعليمية لدعم الطلاب وأسرهم في هذا المجال. ومن خلال تلك المبادرات، يتم إشراك المجتمع المحلي في هذه العملية التعليمية المهمة، مما يعزز من فهم الطلاب للعلاقات المعقدة التي نشأت عبر تاريخ الولايات المتحدة.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية المسيحيون في دمشق يحيون قداس الميلاد تحت حراسة أمنية ويضيئون الشموع لأجل "المخلّص" بعد جدل المناهج التعليمية في الجزائر.. وزير التربية: لا نستهدف اللغة الفرنسية الخطوط الجوية الأمريكية تعلق رحلاتها مؤقتاً بسبب عطل تقني مدارس مدرسةالولايات المتحدة الأمريكيةالعدالةتاريخاعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. نجاة 32 شخصًا على الأقل من تحطم طائرة أذرية في كازاخستان يعرض الآن Next عاجل. أردوغان يهنئ الشعب السوري على رحيل "الأسد الجبان الذي فرّ" ويحذر الأكراد من استغلال الظروف يعرض الآن Next هجوم روسي ضخم بالصواريخ الباليستية على قطاع الطاقة في خاركيف وإحباط محاولة اغتيال في روسيا يعرض الآن Next المسيحيون في دمشق يحيون قداس الميلاد تحت حراسة أمنية ويضيئون الشموع لأجل "المخلّص" يعرض الآن Next أطفال غزة.. إما قصفٌ ودماء أو عيشٌ وسط الركام والنفايات اعلانالاكثر قراءة جنين: إطلاق نار كثيف ودوي انفجارات في الأسبوع الثالث من حملة الأجهزة الأمنية الفلسطينية على مخيمها غواتيمالا: السلطات تستعيد عشرات الأطفال والنساء من قبضة طائفة يهودية متشددة مقتل اثنين وإصابة آخرين في انفجار سيارة ملغومة بمركز مدينة منبج شرقي حلب المرصد السوري لحقوق الإنسان: اغتيال 3 قـضاة في ريف حماة الغربي 12 قتيلًا على الأقل بإنفجار في مصنع للمتفجرات شمال غرب تركيا اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومعيد الميلادسورياروسياهيئة تحرير الشام السنة الجديدة- احتفالاتبشار الأسدالحرب في أوكرانيا انفجارالمسيحيةسفينة حكم السجنعمالالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

مقالات مشابهة

  • عجوز من الصين يدخل التاريخ .. أسرع متسابق أكبر من 70 عامًا
  • إخماد حريق داخل شقة فى مدينة 6 أكتوبر دون إصابات
  • «الجوع والحرب» عقوبتان علي ثورة الشعب؟!
  • محمد صلاح يكتب التاريخ مع ليفربول.. رقم قياسي جديد للفرعون المصري
  • المبشر: التاريخ سينصف من حملوا شعلة المصالحة والإصلاح
  • 20 عاما على تسونامي.. واحدة من أسوأ الكوارث في التاريخ المعاصر
  • رئيس أركان جيش الاحتلال يطلب الإسراع في الانتهاء من التحقيقات بشأن هجوم 7 أكتوبر
  • كيف يمكننا إعادة قراءة التاريخ الإسلامي بعيدا عن التقديس والتدنيس؟
  • أردوغان في تصريح ناري يحمل الموت والحرب يتوعد أكراد سوريا بدفنهم مع أسلحتهم اذا لم يسلموا السلاح عاجل
  • منهج المدارس في فلوريدا: هل يفي بتوقعات تدريس التاريخ الأفريقي الأمريكي؟