بوابة الوفد:
2024-11-27@02:11:39 GMT

الفن والحرب

تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT

يظل الفن هو المعبر والمصور للحياة والمسجل للتاريخ فمن يكتبون التاريخ لديهم رؤيتهم وعقيدتهم وموقفهم من الحياة والأحداث والأشخاص وهذا هو الفرق بين الشاعر الفنان وبين المؤرخ كما كتب الفيلسوف اليونانى أرسطو منذ مئات السنين، فإذا كان التاريخ يسجل الأحداث كما هى دون تغير سواء إضافة أو حذف، إلا أن الشاعر الفنان لديه القدرة على الإضافة والحذف فى إبداع يغلب عليه الخيال والجمال من وحى الموقف والتجربة والحدث تمكن المبدع من تصوير الحالة والقصة والحكاية فى إطار يقربها من المتلقى أو الجهور، لهذا فإن دور الفن والفنان دور رئيسى وفعال ومهم فى التأريخ للأحداث والمجتمع، وكذلك فى تشكيل وتكوين رأى عام تجاه موقف أو حادثة كبيرة فما كتبه تشارلز ديكنز الروائى الإنجليزى عن الثورة الفرنسية فى رواية «قصة مدينتين» أصدق من كل ما كتبته كتب التاريخ عن الثورة، كما أن رواية  ليو تولستوى «الحرب والسلام» عن الحرب الروسية الفرنسية سطرت كتابًا بليغًا عما فعله نابليون فى روسيا وما عانته روسيا القيصرية من ويلات تلك الحرب التى كانت بدايتها ثورة فرنسية ضد الملكية والظلم.

. وفى السادس من أكتوبر العظيم عام ١٩٧٣ لحظة العبور من النكسة إلى النصر ورفع علم مصر فوق أرض سيناء الحبيبة انطلقت أغنية النصر بعد ساعات من إعلان العبور وتحطيم خط برليف فكانت أغنية «حلوة بلادى السمرة بلادى الحرة بلادي» للموسيقار بليغ حمدى والمبدعة وردة الجزائرية تملأ أرجاء المعمورة ويصدح بها المصريون فى جميع القنوات وعبر المذياع وعلى القهاوى والشوارع والبيوت، ومع هذا فإننا اليوم وبعد مرور أكثر من نصف قرن ما زلنا نشاهد نفس الأفلام والمسلسلات المعادة والمكررة عن حرب أكتوبر وأعمال الجاسوسية فى دموع فى عيون وقحة ورأفت الهجان وبئر سبع وكأننا قد توقفنا عند هذه المرحلة ومع هذا جاء إنتاج الفيلم الكبير «الممر» بعد عشرات السنين من حرب أكتوبر 73 ليعيد الحياة والفخار للمصريين ويحيى بداخل الصغار والشباب أحداثًا غيرت وجه التاريخ وإن كان توثيقًا دراميًا بديعًا لحرب الاستنزاف مثله مثل فيلم الطريق إلى إيلات كمقدمات للنصر فى أكتوبر المجيد... وها هى الحروب تدور من حولنا وعلى حدودنا ويقتل الكيان المحتل أكثر من 41 ألف طفل وامرأة وشيخ وشاب فلسطيني فى غزة على مدار حرب إبادة استمرت عامًا كاملًا منذ ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ وها هى تندلع فى الآن جنوب لبنان وبيروت وعلى حدود سوريا فى الجولان وفى العراق وفى الحديبة باليمن ويموت كل يوم العشرات والمئات فى تلك البلدان العربية ونحن نتصارع على المذهبية العرقية ما بين سنة وشيعة وننسى العدو الحقيقى ذلك الكيان المغتصب المحتل... ولا نلتفت إلى كل ما يجرى بل نظل نقيم المهرجانات فى الأسكندرية والإسماعيلية والغردقة الجونة والقاهرة المحروسة ونغنى ونرقص ونصفق ونقول «ملناش دعوة» الحياة يجب أن تستمر!!! نعم الحياة يجب أن تستمر ولكن هل لهذه المهرجانات والاحتفالات أى دور تنموى وثقافى؟ وهل كان لها موقف يعلن على العالم رافضًا للحرب وللإبادة ولقتل المدنيين كما فعل الآخرون فى حفلاتهم بالغرب؟ هل هناك دور حقيقى للفن والفنان أم أن القضية هى الظهور والتواجد وجمع المال فى حفلات يصل سعر التذكرة لـ10 آلاف جنيه؟ هل تطورت صناعة السينما والمسرح والدراما والفن الشعبى والغناء مع كل هذه المهرجانات؟ إذا استمر الفن فى تحدى الإنسانية وعدم احترام الشعور العام فإنه سوف يصبح سلعة أتلفها الهوى.

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

أمطار شديدة ومتوسطة على القاهرة والجيزة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شهدت محافظتا القاهرة والجيزة أمطارًا منذ الصباح الباكر تفاوتت شدتها ما بين شديدة إلى متوسطة، فيما انخفضت درجات الحرارة بصورة ملموسة.

وأشارت تقارير الهيئة الامة للأرصاد إلى إنه من المتوقع أن تشهد حالة الطقس ودرجات الحرارة اليوم الأحد، انخفاضًا ملحوظًا في درجات الحرارة بقيم تتراوح من ٤-٥ درجات على أغلب الأنحاء.

ووفقا للهيئة، فإنه من المقرر أن تنشط الرياح على كافة الأنحاء، إذ تزيد من الاحساس ببرودة الطقس، كما تكون مثيرة للرمال والأتربة على المناطق المكشوفة وعلى جنوب سيناء وجنوب البلاد.

وتوقعت الهيئة العامة للأرصاد الجوية، اضطراب قوي على البحرين المتوسط والأحمر، لذا وجب التنويه لتعطيل كافة الأنشطة البحرية يومي الأحد والإثنين حيث يصل ارتفاع الأمواج على المتوسط من ٤ ـ ٦ م وعلى الأحمر (٣-٤ )م.

وأكدت الهيئة، سقوط أمطار خفيفة قد تكون متوسطة على مناطق من السواحل الشمالية ووسط سيناء ومدن القناة والوجه البحري، تمتد إلى مناطق متفرقة من القاهرة الكبرى، وشمال الصعيد على فترات متقطعة.

ووجهت الأرصاد نصائح للمواطنين، إذ شددت على ارتداء الملابس الشتوية أو اصطحاب جاكيت عند الخروج، والابتعاد عن اللوحات الإعلانية والمنازل المتهالكة.

 

مقالات مشابهة

  • كاردينال – الحب والحرب!
  • 50 عامًا من العبور.. مبدعون يقدمون حكايات نادرة لنصر أكتوبر
  • أهالي لبنان يحتفلون بسقوط الثلج رغم الحرب.. أمل في الحياة رغم المأساة
  • الفشل الدولي والحرب المروعة وإراقة الدماء
  • الخارجية الروسية: ألمانيا تحاول كتابة التاريخ لصالح الرايخ الثالث
  • "أكتوبر في الأدب العربي المعاصر" في مناقشات المؤتمر العام لأدباء مصر بالمنيا
  • أكتوبر في الأدب العربي المعاصر.. ثاني الجلسات البحثية بمؤتمر أدباء مصر
  • «الثقافة» تصدر مشروع ببليوجرافيا حرب أكتوبر قريبا
  • مؤتمر الأدباء.. "الأمن الثقافي ومكتسبات أكتوبر" في أولى الجلسات بالمنيا
  • أمطار شديدة ومتوسطة على القاهرة والجيزة