د. مصطفى أبوزيد يكتب: «الغزل والنسيج» استعادة الريادة
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
الغزل والنسيج صناعة عرفتها وأتقنتها الأيدى المصرية منذ العصر الفرعونى، كل قطعة قماش باختلاف نوعها وشكلها تم نسجها شاهدة على رحلة تطور الغزل والنسيج لتجذب مسامع القاصى والدانى ليرى دقة وجودة الأقمشة المصرية بفضل جودة قطنها طويل التيلة الذى عُرفت به على مر التاريخ، فمصر واحدة من ضمن 4 دول فقط على مستوى العالم تنتج القطن طويل التيلة.
ويشهد متحف النسيج الأول من نوعه فى الشرق الأوسط - بشارع المعز لدين الله الفاطمى- على فخامة وتنوع الأقمشة المصرية عبر العصور، إلا أنه مع غزو الأقمشة المصنعة وتفاقم بعض التحديات التقنية والمالية تقهقرت صناعة الغزل والنسيج بمصر، وفى المقابل برزت بعض الجهود الحكومية مؤخراً لاستعادة القطن والغزل والنسيج المصرى إلى سابق عهده، على أن تشمل خطة التطوير مختلف مراحل الإنتاج.
وقد شهد المجال تطوراً نتيجة التطور العلمى وتطور الدراسات الكيميائية والتى أسهمت فى اكتشاف مجموعة من الألياف الصناعية كالحرير الصناعى والنايلون لتتقدم الصناعة إلى ما هى عليه الآن.
وتمر صناعة الغزل والنسيج بخمس مراحل رئيسة هى زراعة القطن والحلج والغزل والنسج ثم تصنيع المنتج النهائى كالملابس الجاهزة والمفروشات وغيرها.
وعلى الرغم من أن صناعة الغزل والنسيج كانت فى بعض الفترات عصب الصناعة المصرية فإنها شهدت تحديات كبيرة أسهمت فى تراجع وتدهور الصناعة لعقود، فكانت الشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج قلعة صناعية قوامها قبل عملية إعادة الهيكلة 31 شركة مختلفة، منتشرة فى محافظات الجمهورية وعدد العمالة بها نحو 48 ألفاً منهم 24 ألف عامل فى مدينة المحلة الكبرى.
لكن الشركة تواجه اليوم مديونية متراكمة تقدر بـ21 مليار جنيه سواء للدولة أو للضرائب والتأمينات وغيرها من الجهات الأخرى.
وتقدر الخسائر المتراكمة المُحققة فى الفترة السابقة بقيمة 8 مليارات جنيه.
ورغم التحديات والتراجع الذى ألمّ بالقطاع على مدى العقود الماضية فإن الدولة كانت لها مساعٍ حثيثة للنهوض بقطاع الصناعات النسيجية فى مصر بما يشمله من مختلف مراحل الإنتاج بدءاً من زراعة وتجارة القطن وتطوير المحالج مروراً بتحديث مصانع الغزل والنسيج والصباغة والتجهيز وصولاً إلى المنتجات النهائية والاهتمام الكبير بالتسويق وفتح أسواق جديدة، ومواكبة التطور العالمى فى هذا المجال وذلك تعظيماً لما نمتلكه من مقومات وإمكانيات وصولاً إلى استعادة الريادة المصرية فى قطاع الغزل والنسيج.
ولذلك قامت الدولة المصرية بالمشروع القومى لتطوير مصانع الغزل والنسيج، أحد أهم المشروعات التى توليها الدولة المصرية اهتماماً كبيراً بدليل حجم الإنفاق الكبير الذى تم إنفاقه على هذه المشروعات والبالغ نحو 33 مليار جنيه وهذا الرقم بطبيعة الحال قابل للزيادة مع انتهاء المشروع.
ومن المتوقع خلال الأشهر المقبلة أن يتم تشغيل واحد من أكبر مصانع الغزل فى العالم هو مصنع غزل 1 بشركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى والذى ينتج نحو 30 طناً من الغزول يومياً والذى يعد أكبر مصنع للغزل فى العالم، إذ يضم نحو 183 ألف مردن تحت سقف واحد ويقع على مساحة أكثر من 62 ألف متر وتبلغ طاقته الإنتاجية 30 طن غزل يومياً كما تم تركيب الماكينات الحديثة استعداداً لبدء التشغيل خلال الفترة القليلة المقبلة.
يضاف مصنع 1 إلى مصنع 4 الذى ينتج نحو 15 طناً من الغزل يومياً وهو سيكون العامل الأساسى لصناعة النسيج وصناعة الملابس وما يترتب على ذلك من صناعة الصباغة ومحاولة استعادة مكانة قطاع الغزل والنسيج المصرى مجدداً بالإضافة إلى استعادة الأسواق الخارجية التى كانت تمتلكها مصر عبر السنوات الطويلة قبل دخول دول شرق آسيا، سواء فيتنام أو باكستان أو أفغانستان وبنجلاديش والصين والهند وغيرها من الدول التى دخلت المنافسة القوية والاستحواذ على الحصة السوقية الأكبر من تلك الصناعة.
والمشروع يشمل فى جميع مراحله ومختلف مواقع العمل 65 مصنعاً ومبنى خدمياً، من المستهدف أن يصل الإنتاج السنوى إلى 188 ألف طن من الغزول و198 مليون متر من النسيج و15 ألف طن من الوبريات، إلى جانب 50 مليون قطعة ملابس وبالتالى هذا المشروع العملاق للغزل والنسيج يضع مصر مرة ثانية على عرش الريادة عبر زيادة قدراتها الإنتاجية والتنافسية واستغلال علاقاتها الاقتصادية واتفاقيات التجارة الحرة بكافة دول العالم فى المساهمة فى نفاذ المنتجات المصرية إلى تلك الأسواق بما يسهم فى زيادة حجم الصادرات المصرية وزيادة التدفقات الدولارية بما يدعم حجم الاحتياطى النقدى لدى البنك المركزى وهذا ما يتسق وبرنامج الحكومة المصرية فى الوصول إلى مستهدف الصادرات المصرية بقيمة 103 مليارات دولار خلال سنوات برنامج الحكومة المصرية
* مدير مركز مصر للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الغزل والنسيـج القطاع الخاص صنع فى مصر الغزل والنسیج
إقرأ أيضاً:
«الريادة»: نرفض المشروع الأمريكي الإسرائيلي بشأن تهجير أهل غزة
أكد كمال حسنين رئيس حزب الريادة، رفضه القاطع للمشروع الأمريكي-الإسرائيلي المطروح حول مستقبل قطاع غزة، والذي يتنافى مع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ويهدف إلى فرض واقع جديد يخدم الاحتلال الإسرائيلي على حساب الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني في أرضه.
الموقف المصري رافض للتهجيروشدد «حسنين»، في تصريحه، على دعمه الكامل للموقف المصري والعربي الحاسم، الذي يرفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، ويدعو إلى وقف العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة فورا، والعمل على تحقيق حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفقًا لمقررات الشرعية الدولية، محذرا من خطورة هذا المخطط الذي يسعى إلى إعادة رسم الخارطة السياسية للمنطقة، بما يخدم أجندات الاحتلال، ويكرس واقعا استيطانيا جديدا، مما يهدد الأمن والاستقرار الإقليمي.
رفض محاولات تغيير التركيبة الديموغرافية لغزةوطالب رئيس حزب الريادة المجتمع الدولي والقوى الفاعلة برفض هذا المشروع الجائر، والوقوف إلى جانب الحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف، ودعم الجهود المصرية التي تبذل لحماية الشعب الفلسطيني والحفاظ على وحدة أراضيه، مؤكدا أن أي محاولات لتغيير التركيبة الديموغرافية لقطاع غزة، أو فرض حلول قسرية، هي خطوط حمراء لن يقبل بها الشعب الفلسطيني، ولن يسمح بها العالم العربي، وستظل مصر دائمًا الدرع الحامي للحقوق العربية والفلسطينية.