الوطن:
2024-10-07@19:35:22 GMT

د. مصطفى أبوزيد يكتب: «الغزل والنسيج» استعادة الريادة

تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT

د. مصطفى أبوزيد يكتب: «الغزل والنسيج» استعادة الريادة

الغزل والنسيج صناعة عرفتها وأتقنتها الأيدى المصرية منذ العصر الفرعونى، كل قطعة قماش باختلاف نوعها وشكلها تم نسجها شاهدة على رحلة تطور الغزل والنسيج لتجذب مسامع القاصى والدانى ليرى دقة وجودة الأقمشة المصرية بفضل جودة قطنها طويل التيلة الذى عُرفت به على مر التاريخ، فمصر واحدة من ضمن 4 دول فقط على مستوى العالم تنتج القطن طويل التيلة.

ويشهد متحف النسيج الأول من نوعه فى الشرق الأوسط - بشارع المعز لدين الله الفاطمى- على فخامة وتنوع الأقمشة المصرية عبر العصور، إلا أنه مع غزو الأقمشة المصنعة وتفاقم بعض التحديات التقنية والمالية تقهقرت صناعة الغزل والنسيج بمصر، وفى المقابل برزت بعض الجهود الحكومية مؤخراً لاستعادة القطن والغزل والنسيج المصرى إلى سابق عهده، على أن تشمل خطة التطوير مختلف مراحل الإنتاج.

وقد شهد المجال تطوراً نتيجة التطور العلمى وتطور الدراسات الكيميائية والتى أسهمت فى اكتشاف مجموعة من الألياف الصناعية كالحرير الصناعى والنايلون لتتقدم الصناعة إلى ما هى عليه الآن.

وتمر صناعة الغزل والنسيج بخمس مراحل رئيسة هى زراعة القطن والحلج والغزل والنسج ثم تصنيع المنتج النهائى كالملابس الجاهزة والمفروشات وغيرها.

وعلى الرغم من أن صناعة الغزل والنسيج كانت فى بعض الفترات عصب الصناعة المصرية فإنها شهدت تحديات كبيرة أسهمت فى تراجع وتدهور الصناعة لعقود، فكانت الشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج قلعة صناعية قوامها قبل عملية إعادة الهيكلة 31 شركة مختلفة، منتشرة فى محافظات الجمهورية وعدد العمالة بها نحو 48 ألفاً منهم 24 ألف عامل فى مدينة المحلة الكبرى.

لكن الشركة تواجه اليوم مديونية متراكمة تقدر بـ21 مليار جنيه سواء للدولة أو للضرائب والتأمينات وغيرها من الجهات الأخرى.

وتقدر الخسائر المتراكمة المُحققة فى الفترة السابقة بقيمة 8 مليارات جنيه.

ورغم التحديات والتراجع الذى ألمّ بالقطاع على مدى العقود الماضية فإن الدولة كانت لها مساعٍ حثيثة للنهوض بقطاع الصناعات النسيجية فى مصر بما يشمله من مختلف مراحل الإنتاج بدءاً من زراعة وتجارة القطن وتطوير المحالج مروراً بتحديث مصانع الغزل والنسيج والصباغة والتجهيز وصولاً إلى المنتجات النهائية والاهتمام الكبير بالتسويق وفتح أسواق جديدة، ومواكبة التطور العالمى فى هذا المجال وذلك تعظيماً لما نمتلكه من مقومات وإمكانيات وصولاً إلى استعادة الريادة المصرية فى قطاع الغزل والنسيج.

‏ولذلك قامت الدولة المصرية بالمشروع القومى لتطوير مصانع الغزل والنسيج، أحد أهم المشروعات التى توليها الدولة المصرية اهتماماً كبيراً بدليل حجم الإنفاق الكبير الذى تم إنفاقه على هذه المشروعات والبالغ نحو 33 مليار جنيه وهذا الرقم بطبيعة الحال قابل للزيادة مع انتهاء المشروع.

ومن المتوقع خلال الأشهر المقبلة أن يتم تشغيل واحد من أكبر مصانع الغزل فى العالم هو مصنع غزل 1 بشركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى والذى ينتج نحو 30 طناً من الغزول يومياً والذى يعد أكبر مصنع للغزل فى العالم، إذ يضم نحو 183 ألف مردن تحت سقف واحد ويقع على مساحة أكثر من 62 ألف متر وتبلغ طاقته الإنتاجية 30 طن غزل يومياً كما تم تركيب الماكينات الحديثة استعداداً لبدء التشغيل خلال الفترة القليلة المقبلة.

يضاف مصنع 1 إلى مصنع 4 الذى ينتج نحو 15 طناً من الغزل يومياً وهو سيكون العامل الأساسى لصناعة النسيج وصناعة الملابس وما يترتب على ذلك من صناعة الصباغة ومحاولة استعادة مكانة قطاع الغزل ‏والنسيج المصرى مجدداً بالإضافة إلى استعادة الأسواق الخارجية التى كانت تمتلكها مصر عبر السنوات الطويلة قبل دخول دول شرق آسيا، سواء فيتنام أو باكستان أو أفغانستان وبنجلاديش والصين والهند وغيرها من الدول التى دخلت المنافسة القوية والاستحواذ على الحصة السوقية الأكبر من تلك الصناعة.

والمشروع يشمل فى جميع مراحله ومختلف مواقع العمل 65 مصنعاً ومبنى خدمياً، من المستهدف أن يصل الإنتاج السنوى إلى 188 ألف طن من الغزول و198 مليون متر من النسيج و15 ألف طن من الوبريات، إلى جانب 50 مليون قطعة ملابس وبالتالى هذا المشروع العملاق للغزل والنسيج يضع مصر مرة ثانية على عرش الريادة عبر زيادة قدراتها الإنتاجية والتنافسية واستغلال علاقاتها الاقتصادية واتفاقيات التجارة الحرة بكافة دول العالم فى المساهمة فى نفاذ المنتجات المصرية إلى تلك الأسواق بما يسهم فى زيادة حجم الصادرات المصرية وزيادة التدفقات الدولارية بما يدعم حجم الاحتياطى النقدى لدى البنك المركزى وهذا ما يتسق وبرنامج الحكومة المصرية فى الوصول إلى مستهدف الصادرات المصرية بقيمة 103 مليارات دولار خلال سنوات برنامج الحكومة المصرية

* مدير مركز مصر للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الغزل والنسيـج القطاع الخاص صنع فى مصر الغزل والنسیج

إقرأ أيضاً:

قطاع الأعمال: 50 مليار جنيه تكلفة تطوير «المنسوجات» ومضاعفة الإنتاج

وضعت الدولة المصرية نصب عينيها استراتيجية واضحة للنهوض بصناعة الغزل والنسيج، إذ تُعتبر هذه الصناعة ثانى أكبر القطاعات الصناعية فى مصر، بعد الصناعات الغذائية، وتلعب دوراً رئيسياً فى تشكيل الاقتصاد المصرى.

«شيمى»: اهتمام كبير من جانب الدولة للنهوض بقطاع الغزل والنسيج ثانى أكبر القطاعات الصناعية بعد المنتجات الغذائية

ومنذ تولى المهندس محمد شيمى مسئولية وزارة قطاع الأعمال العام أظهر حرصه الشديد على مواصلة تطوير قطاع الغزل والنسيج. ويعقد الوزير اجتماعات متواصلة، فضلاً عن الزيارات الميدانية الدورية، لمتابعة مستجدات الموقف التنفيذى للمشروع القومى لتطوير صناعة الغزل والنسيج، الذى يجرى تنفيذه بالشركات التابعة للشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج والملابس، والتى تضم شركات مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى، ومصر للغزل والنسيج وصباغى البيضا بكفر الدوار، وشبين الكوم للغزل والنسيج، ودمياط للغزل والنسيج، والدقهلية للغزل والنسيج، والوجه القبلى للغزل والنسيج، وحلوان للغزل والنسيج، ومصر لتجارة وحليج الأقطان، ومصر للحرير الصناعى وألياف البوليستر، وشركة «ECH» لتسويق المنتجات.

الوزير: تكثيف الجهود وضغط الجداول الزمنية لسرعة إنجاز الأعمال وإتمام مشروعات التطوير

وفى إطار الجهود المبذولة من قبَل الدولة لتطوير قطاع الغزل والنسيج، أعلن وزير قطاع الأعمال العام عن خطة الوزارة لتكثيف الجهود وضغط الجداول الزمنية المقررة، لسرعة إنجاز الأعمال وإتمام مشروعات التطوير. وأكد، فى هذا الصدد، الاهتمام الكبير الذى توليه الدولة للنهوض بصناعة الغزل والنسيج، واستعادة الريادة فى هذا القطاع المهم، وضرورة العمل الجاد على إعادة إحياء العلامات التجارية العريقة للشركات التابعة، مع الاعتماد على المنتج المحلى فى أى عمليات توريد لمستلزمات تجهيز المصانع الجديدة، خاصةً للمنتجات التى لها بديل محلى.

وتابع الوزير أن هناك اهتماماً بأعمال الصيانة فى المصانع القائمة والتشغيل بالطاقة القصوى، مع إتاحة المجال أمام القطاع الخاص للشراكة فى أى من المراحل الإنتاجية، وتطوير السياسات البيعية والتسويقية، فى ضوء مستهدفات خطة التحديث ومضاعفة الطاقات الإنتاجية، وتحسين بيئة العمل والالتزام بالجودة والتطوير المستمر وتدريب العاملين ورفع الوعى بأهمية مشروع التطوير.

وتتضمن جهود الدولة للنهوض بالصناعات النسيجية، التوسع فى زراعة القطن وتحسين جودته، إلى جانب مشروع تطوير المحالج، حيث تم تطوير ورفع كفاءة 6 محالج قائمة، بالإضافة إلى إنشاء 4 محالج جديدة، لمواكبة المتطلبات العالمية فى نظافة وتتبع الأقطان، حيث تعمل المحالج الجديدة وفق أحدث التكنولوجيات فى عملية حليج الأقطان التى تتم آلياً، دون تدخل يدوى، لإنتاج بالات قطن خالية تماماً من الشوائب، مع تحسين طريقة التعبئة والتغليف، مع وضع ملصق «باركود» على كل بالة، يتضمن بيانات القطن، وتشمل منطقة الزراعة، واسم حائز القطن، واسم المحلج، وتاريخ الحليج، والمواصفات الفنية للقطن الشعر، بالإضافة إلى استخدام تقنيات حديثة لقياس خواص شعيرات القطن، وتوفير ظروف التشغيل القياسية من حيث الرطوبة ودرجة الحرارة.

وشهدت السنوات الأخيرة استحداث منظومة جديدة لتداول الأقطان، بالتعاون مع وزارتى الزراعة والتجارة، تم تطبيقها تجريبياً فى عدد من المحافظات على مدار عامى 2019 و2020، حتى صدر قرار بتعميمها على مستوى الجمهورية فى موسم 2021، وحققت المنظومة نتائج إيجابية فى تحسين وتنظيم عملية تداول الأقطان، من خلال بيعها فى مزادات علنية، وساهمت فى تحقيق الشفافية الكاملة فى تحديد أسعار الأقطان المعروضة للبيع، والحد بشكل كبير من ظاهرة الجلابين والوسطاء بين المنتجين والشركات، والتى كانت تؤثر سلباً على توازن السوق وإيرادات المزارعين، فضلاً عن تحسين جودة ونقاوة الأقطان، فى ضوء تحديد سعر القنطار طبقاً للرتبة ومعدلات التصافى، مما دفع المزارعين لمزيد من الاهتمام بنظافة أقطانهم، بالإضافة إلى تمكين المزارعين من الحصول على سعر مناسب لأقطانهم، من خلال بيعها فى مزادات علنية، وسرعة تحصيل مستحقاتهم.

وتبنت وزارة قطاع الأعمال العام مشروع تطوير شركات القطن والغزل والنسيج، الذى يُعد أضخم مشروع استثمارى يجرى تنفيذه بشركات وزارة قطاع الأعمال العام، ويستهدف النهوض بصناعة الغزل والنسيج، وتطوير الشركات التابعة، ومضاعفة الطاقات الإنتاجية، وتتجاوز تكلفة هذا المشروع 50 مليار جنيه، ويشمل 65 مصنعاً ومبنى خدمياً، ومحطات كهرباء ومخازن، حيث تم دمج 22 شركة فى 8 شركات، كما تم دمج 9 شركات لتجارة وحليج الأقطان فى شركة واحدة، كما تم إنشاء شركة لتسويق المنتجات «ECH»، فضلاً عن تخصيص مراكز للتصدير فى كل من المحلة الكبرى وكفر الدوار ودمياط وشبين الكوم.

وفيما يتعلق بشركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى، والتى تستحوذ على نحو 40% من استثمارات المشروع، فقد تم الانتهاء من إنشاء وتشغيل مصنع «غزل 4» الجديد، ويجرى حالياً استكمال الأعمال النهائية بمصنع «غزل 1»، استعداداً للتشغيل التجريبى، ويُعد أكبر مصنع غزل على مستوى العالم، من حيث عدد المرادن تحت سقف واحد، بإجمالى نحو 183 ألف مردن، ويقام على مساحة حوالى 62 ألفاً و500 متر مربع، بمتوسط طاقة إنتاجية 30 طناً فى اليوم، بالإضافة إلى تطوير مركز تدريب العاملين، وتنفيذ برامج تدريبية للتعامل مع التكنولوجيا الحديثة، حيث يضم نماذج من الماكينات الجديدة فى مختلف مراحل الإنتاج.

أما مجمع مصانع شركة مصر للغزل والنسيج وصباغى البيضا بكفر الدوار، فيقع على مساحة حوالى 430 ألف متر مربع، لإقامة 6 مصانع متكاملة للغزل والنسيج، فيما تستهدف المجموعة الصناعية بشركة دمياط للغزل والنسيج إنشاء 4 مصانع جديدة للغزل والنسيج والتحضيرات والصباغة، ويتمثل منتجها النهائى فى أقمشة الجينز. وفى شركة شبين الكوم للغزل والنسيج، يشمل المشروع مصنع «غزل 2»، إلى جانب 3 مصانع للتفصيل والتريكو والصباغة فى شركة الدقهلية للغزل والنسيج، و3 مصانع أخرى فى شركة الوجه القبلى للغزل والنسيج بالمنيا، تشمل غزل الطرف المفتوح والتريكو والصباغة، وفى شركة حلوان للغزل والنسيج، يتضمن المشروع مصنعين للنسيج والتحضيرات والصباغة.

 

 

مقالات مشابهة

  • نقابة العاملين بالغزل والنسيج: الرئيس السيسي أعاد إحياء الصناعة
  • مستشار البنك الدولي السابق: 4 مليارات دولار حجم صادرات الغزل والنسيج (حوار)
  • قطاع الأعمال: 50 مليار جنيه تكلفة تطوير «المنسوجات» ومضاعفة الإنتاج
  • «الغزل والنسيج» تطوير يُحقّق شعار «صنع في مصر»
  • د. جمال القليوبي يكتب: هنا أكتوبر صناعة التحدي ضد التكتل الغربي الإسرائيلي
  • شاهد.. بيت العائلة المصرية بلندن يحتفل بذكرى نصر أكتوبر على نغمات الأغاني الوطنية
  • تقييم تجربة مدارس الريادة في أفق تعميمها: محاذير منهجية
  • الأمم المتحدة تحيي اليوم العالمي للقطن
  • "صحار الدولي" يحصد جائزة "الريادة في الصيرفة الرقمية"