سفير لبنان في بريطانيا لوفد الجالية العربية: نحن في موقف قانوني وأخلاقي سليم
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
أكد السفير اللبناني في المملكة المتحدة، رامي مرتضى، أن لبنان في موقف قانوني وأخلاقي سليم، وهي تدافع عن نفسها في مواجهة عدوان إسرائيلي مخالف لكل القوانين الدولية.
جاء ذلك في كلمة له اليوم الإثنين في مكتبه بمقر السفارة اللبنانية في العاصمة البريطانية لندن، أثناء استقباله لوفد من ممثلي الجالية العربية في المملكة المتحدة جاء لللتضامن مع لبنان في مواجهته للعدوان الإسرائيلي.
ويضم الوفد ممثلين عن ملتقى ومنصة العرب في بريطانيا، المنتدى الفلسطيني في بريطانيا، المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، العاملون في قطاع الصحة البريطانية لأجل فلسطين ، وعدد من الشخصيات المستقلة والإعلاميين.
وقدم السفير اللبناني للوفد الزائد صورة متكاملة عن الجهود الديبلوماسية التي تقوم بها لبنان في مواجهة العدوان، فضلا عن جهود السفارة اللبنانية في لندن.
وقال مرتضى: "نحن موقفنا قوي، أول شيء أخلاقيا لأننا مقتنعون بعدالة قضيتنا ومقتنعون بأننا ندافع عن أنفسنا، وحين يقال في بعض الأوساط أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها فإن هذا المنطق يضحك ويبكي فعلا، لأن حق الدفاع عن النفس منصوص عنه بشكل دقيق جدا في القانون الدولي، فكيف لمحتل أن يدعي الدفاع عن النفس؟ وثانيا الدفاع عن النفس له أصول وقواعد في مقدمتها حماية المدنيين والتركيز حصرًا على الأهداف العسكرية، وكلنا يعرف الحجم الهائل من الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل سواء في غزة والأراضي الفلسطينية والآن في لبنان".
وأضاف: "ما أستطيع أن أقوله لكم أن معنويات الشعب اللبناني عالية على الرغم من المآسي وما تسمعونه عن الوضع الإنساني الصعب، ولكن لأننا مدركون أن القضية ليست قضية تدمير، وإنما قضية كي وعي الشعب مستقبلا وربما لأجيال قادمة، لذلك من المهم أن نحتفظ بمعنوياتنا.. ومن المهم أن ندافع عن أنفسنا.. لأجل ذلك قلت بأن موقفنا القانوني والأخلاقي سليم مئة بالمئة، فنحن في حالة دفاع عن النفس، والدفاع عن النفس يستلزم كل طاقات المجتع".
وأكد مرتضى أن المطلوب ديبلوماسيا التمسك بالدعوة لوقف إطلاق نار فوري لأن أي تلكؤ أو تأجيل بطلب وقف إطلاق النار هو إجازة لنفس السيناريو الذي حصل بغزة، أي إعطاء إسرائيل الوقت لإنجاز ما تريد إنجازه، وحين اتضح أن إسرائيل تجاوزت كل الخطوط في عمليات القتل والتهديم للبنى التحتية حينئذ بدأ العالم يدعو لوقف إطلاق النار".
وأضاف: "الآن في لبنان نفس السيناريو، علما أنه صدر بيان مهم وقعت عليه أكثر من 15 دولة بدءا بالولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا ودول أخرى بنيويورك الأسبوع الماضي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار لمدة 21 يومًا على أن يتم ترتيب تفاوض معين طبعا غير مباشر حول الوضع في جنوب لبنان".
وأكد الديبلوماسي اللبناني، أن بلاده وقعت تحت الاحتلال لمدة 22 عاما ولا تزال بعض أجزاء لبنان تحت الاحتلال، وقال: "منذ العام 2006 إلى 8 تشرين أول / أكتوبر 2023، تعرضت بلادنا إلى أكثر من 5036 ألف خرق جوي لأجوائنا.. نحن البلد المعتدى عليه ومن المضحك المبكي أن يصبح الجلاد هو الضحية".
وأضاف: "مع ذلك قلنا وما زلنا نقول إننا نفضل ونرغب بالحل الدبلوماسي، والحل الدبلوماسي موجود في قرار الأمم المتحدة رقم 1701 يحتوي كل العناصر التي يمكن من خلالها وضع آلية معينة تتعامل مع كل الهواجس، ولكن لا يمكن التعامل مع هاجس طرف دون الاستماع إلى هاجس الطرف الآخر وهذا ما شددنا عليه".
وحول موقف لبنان من مطلب وقف إطلاق النار، قال مرتضى: "بالنسبة لموقفنا وقف إطلاق نار فوري
فنحن جاهزون للتعاطي معه ضمن آليات الأمم المتحدة مع القرار 1701 الذي ما انفكت إسرائيل تنتهكه منذ العام 2006".
وأضاف: "أعتقد بالنهاية ما الأهم هو الصمود على الأرض، أعني الصمود المعنوي والمادي، أي أن تبقى الرؤوس مرفوعة، هذا الصمود هو الذي يفرض المعادلات السياسية، لأن المجتمع الدولي يتعاطى مع المجريات على الأرض، ولذلك المهم هو الصمود على الأرض بمختلف السبل".
وانتقد السفير الدلبناني الصمت الدولي على ما تقترفه إسرائيل من قتل وانتهاكات لكل القوانين الدولية، وأكد أن الموضوع يتخطى فلسطين ويتخطى لبنان وحتى يتخطى الشرق الأوسط إذ الموضوع له علاقة بمنظومة الأمن العالمية.
كما انتقد ما وصفه المواقف المزدوجة للتعامل مع القوانين الدولية، وذكر الحضور بالموقفين المصري والأردني الرافض لتهجير الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية..
وأكد أن لبنان والعرب هم في موقف قانوني وأخلاقي سليم، وأنهم دعاة سلام منذ أن قدموا المبادرة العربية للسلام في قمة بيروت العربية عام 2002،.
وأشاد السفير اللبناني بدور الجالية العربية في بريطانيا، وقال: "نحن نعيش في هذا البلد ومن المهم دائما أن نبقى على علاقة جيدة مع المجتمع المضيف، وجالياتنا هي قيمة مضافة وتعكس القيم العربية الحقيقية في الانفتاح وفي احترام القانون وفي الحرص على أمن وسلام هذا المجتمع، هذا أمر ضروري".
وأعقبت كلمة السفير مداخلات من عدد من أعضاء الوفد العربي، ومنهم عدنان حميدان مسؤول منصة العرب في بريطانيا وغادة الكرمي الكاتبة والناشطة الفلسطينية وفراس أبو هلال رئيس تحرير صحيفة "عربي21"، ومينا حربلو مراسلة قناة الجزيرة في لندن، والكاتب والباحث التونسي جلال الورغي، ورغد التكريتي القيادية في الرابطة الإسلامية في بريطانيا والدكتور حافظ الكرمي الرئيس السابق للمنتدى الفلسطيني في بريطانيا وموسى سرور مراسل قناة الميادين في لندن.
ومنذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، وسّعت إسرائيل نطاق الإبادة الجماعية التي ترتكبها في غزة، لتشمل معظم مناطق لبنان، بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية غير مسبوقة كثافة ودموية، كما بدأت توغلا بريا في جنوبه، متجاهلة التحذيرات الدولية والقرارات الأممية.
ووفق الأرقام الرسمية، قتلت إسرائيل 2044 شخصا وأصابت 9678 منذ بداية القصف المتبادل مع "حزب الله" في 8 أكتوبر 2023، بينهم 1212 قتيلا و3427 جريحا، منهم عدد كبير من الأطفال والنساء، وأكثر من 1.2 مليون نازح، منذ أن بدأت إسرائيل شن حرب واسعة على لبنان في 23 سبتمبر وحتى مساء الأحد.
وتحل الاثنين الذكرى الأولى لبدء إسرائيل، بدعم أمريكي، حرب إبادة جماعية في غزة، أسفرت، حتى اليوم، عن أكثر من 139 ألف قتيل وجريح فلسطيني، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
وتواصل تل أبيب حرب الإبادة متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال "الإبادة الجماعية" وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.
إقرأ أيضا: مسيرات جديدة في بريطانيا تضامنا مع غزة.. أكبرها في لندن (شاهد)
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية اللبناني الجالية بريطانيا بريطانيا لبنان تضامن جالية المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الدفاع عن النفس فی بریطانیا إطلاق النار وقف إطلاق لبنان فی فی لندن
إقرأ أيضاً:
فرنسا تستدعي سفير إسرائيل بعد مشكلة دبلوماسية في القدس
قالت وزارة الخارجية الفرنسية إنها ستستدعي السفير الإسرائيلي لدى باريس "خلال الأيام المقبلة"، احتجاجا على دخول الشرطة الإسرائيلية "مسلحة" و"من دون إذن" في موقع يعد من أملاك الدولة الفرنسية في جبل الزيتون بالقدس.
وأضافت الخارجية الفرنسية أن وجود قوات أمن إسرائيلية في هذا الموقع واعتقالها لفترة وجيزة رجلي أمن فرنسيين يتبعان جهاز الدرك "غير مقبول".
وكشف وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو عن أنه رفض دخول الموقع الذي يتبع الإدارة الفرنسية لوجود قوات أمن إسرائيلية.
وحدثت الواقعة عندما كان من المقرر أن يزور بارو مجمع كنيسة "إيليونا" الواقعة على جبل الزيتون في القدس الشرقية.
#Israël / #Territoirespalestiniens | @jnbarrot devait se rendre à l’Eleona, domaine national français.
Sans y avoir été autorisée, la sécurité israélienne y est entrée armée. Le Ministre n’a pas souhaité se rendre dans le domaine dans ces conditions.
➡️ https://t.co/Q1ttnvyhM6 pic.twitter.com/iXDNtoMSGl
— France Diplomatie???????????????? (@francediplo) November 7, 2024
وزار وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أمس الأربعاء إسرائيل، في خطوة قالت باريس إنها تهدف إلى الدعوة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وضرورة احترام القانون الدولي الإنساني.
وكان بارو أوضح في تصريح لمحطة "فرانس 2" الفرنسية أنه يسعى خلال هذه الزيارة إلى الاجتماع مع السلطات المحلية والأطراف الإنسانية الفاعلة، معبرا عن أهمية نقل صوت فرنسا إلى هذه المنطقة التي شهدت معاناة كبيرة.
Israël humilie la France.
La police israélienne a pénétré de force sur un site archéologique à Jérusalem géré par la France, alors qu’elle n’en a pas le droit, et a arrêté 2 gendarmes français. Voilà ce qui se passe quand on rampe devant un pays tiers. pic.twitter.com/eP2aUKB4ux
— Claude El Khal (@claudeelkhal) November 7, 2024
وتأتي هذه الزيارة في سياق توتر العلاقات بين باريس وتل أبيب خلال الأسابيع الأخيرة بعد تصريحات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعا فيها إلى وقف مبيعات الأسلحة المستخدمة في حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، ورغم ذلك فإن بارو أكد أن "الحوار لم يتوقف يوما" بين الطرفين.