قالت الدكتورة هبة إبراهيم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن الإنفاق في الخير يتطلب توازنًا بين ما يحتاجه الفرد وما يمكنه تقديمه للآخرين، لافتة إلى أنه في بعض الأحيان، يشعر الإنسان بالصراع الداخلي عندما يتوجب عليه اتخاذ قرار بشأن تقديم المساعدة للآخرين أو الاحتفاظ بما لديه.

فضل الإنفاق وقت الضيق

وأكدت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، خلال حوار مع الإعلامية سالي سالم، بحلقة برنامج «حواء»، المذاع على فضائية «الناس»، اليوم الاثنين: «من المهم أن نكون واعين لاحتياجاتنا الشخصية، لكن يجب أيضًا أن نضع في اعتبارنا تأثيرنا على من حولنا، وسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، عندما أهدته سيدة بردة، على الرغم من أنه كان في حاجة إليها، وطلب أحد الصحابة من النبي صلى الله عليه وسلم أن يمنحه البردة، أعطاه إياها برغم حاجته إليها، ما يوضح أهمية تقديم العطاء حتى في أوقات الضيق».

كما أكدت أن الله سبحانه وتعالى يشجعنا على الإنفاق مما نحب، مشيرة إلى الآية الكريمة: «لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ»، موضحة أن تقديم ما نحبه للآخرين يُعتبر أجرًا عظيمًا، ويقربنا إلى الله.

حب الله والرضا عن العمل الطيب

وتابعت: «لما أساعد غيري في وقت الضيق أنا هنا كده وصلت لدرجة من الروحانيات المتعلقة بحب الله والرضا عن العمل الطيب اللي أنا بعمله ده، خلتني في منزلة أعلى بكتير جدًا من أنني يكون معايا فلوس وأتصدق بجزء منها، فانا ضامن الحال اللي معايا، ضامن أن معايا اللي يسد حاجتي».

واستكملت: «طب لو أنا عندي أشخاص أعول لهم، المفروض هنا أؤثر الآخر ولا أوازن؟ أنا ممكن أوازن، وهاخد أجر، بس هل لو أنا أثرت الآخرين، هل هنا وزر؟ لا، برضه أحد الصحابة هنا لما جاء لسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم وكان محتاجًا للطعام، جاء سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم أرسل لزوجاته اللي هم أمهات المؤمنين، وأرسلوا سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم أن ما عندهم إلا الماء».

وواصلت: «سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم سأل الصحابة، مين منكم ممكن يضيفه؟، راح حد من الصحابة قال له أنا يا رسول الله، وذهب لزوجته وسألها هل عندنا طعام، قالت له: ما يكفي الصبيان، قال طيب، احنا هنتفق اتفاق، لما يجي الراجل ياكل، وتيجي تطفي السراج لما نيجي نقعد على الأكل، عشان الراجل يوصل له إحساس إن احنا كنا بناكل معاه، مع إنه مفيش غير الأكل ده اللي هو هيأكله، والراجل فعلاً أكل الطعام اللي موجود في بيت فلما سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم راح له الرجل ثاني يوم، سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم قال له إن رب العزة عجب من فعلهم وثابهم على ده ثواب كبير جدًا، فينفع أنني في وقت من الأوقات أؤثر غيري على نفسي في حاجات معينة».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الصدقات قناة الناس سیدنا النبی صلى الله علیه وسلم

إقرأ أيضاً:

سالم مولى أبي حذيفة.. حامل القرآن وإمام المهاجرين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في صفحات التاريخ الإسلامي، تبرز أسماء رجال حملوا القرآن في صدورهم، وكانوا مثالًا للصدق والتضحية في سبيل الله، ومن بين هؤلاء، يلمع اسم سالم مولى أبي حذيفة، الصحابي الجليل، الذي كان واحدًا من أوائل المسلمين وأحد القراء البارعين للقرآن الكريم.

من هو الصحابي سالم مولى أبي حذيفة

كان سالم عبدًا فارسيًا، اشتراه الصحابي الجليل أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة واعتقه، فأصبح يُنسب إليه بـ"مولى أبي حذيفة"، وقد دخل الإسلام في بدايات الدعوة، وكان من السابقين الأولين الذين تشبعت قلوبهم بالإيمان، ولم يكن نسبه أو أصله حاجزًا أمام مكانته بين الصحابة، بل كان علمه وتقواه هما ما رفعاه في أعين المسلمين.

علم وفقه سالم مولى أبي حذيفة

عُرف سالم بحفظه المتقن للقرآن الكريم، حتى أصبح واحدًا من أعلم الصحابة بكتاب الله، وكان من المقربين لرسول الله ﷺ، حتى قال عنه النبي: "خذوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود، وسالم مولى أبي حذيفة، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب"، فقد كان سالم يؤم المسلمين في الصلاة حتى في وجود كبار الصحابة، مثل عمر بن الخطاب، وهذا دليل على مدى إتقانه للقرآن وثقة الصحابة في علمه.

شجاعة سالم مولى أبي حذيفة

وإلى جانب علمه، كان سالم مجاهدًا مقدامًا، لم يتأخر يومًا عن نصرة الإسلام، وقد شارك في الغزوات مع النبي ﷺ، وكان مثالًا للشجاعة والثبات، لكن أشد المواقف التي برز فيها كانت في معركة اليمامة ضد مسيلمة الكذاب، فعندما اشتدت المعركة، كان سالم حاملًا للواء المسلمين، ومع اشتداد القتال، حاصر الأعداء المسلمين، فحاول بعض الصحابة التراجع.

وهنا صدح صوت سالم مشجعًا المسلمين: "بئس حامل القرآن أنا إن هُزمت اليوم!"، ليقاتل ببسالة حتى سقط شهيدًا وهو يحمل لواء الإسلام، بعد أن بُترت يمينه فحمله بشماله، ثم بُترت شماله فاحتضنه بصدره حتى سقط مضرجًا بدمائه، وكان سالم حافظًا للقرآن ومقاتلًا في سبيل الله، وكان نموذجًا يجسد معاني الإيمان والعلم والجهاد، فظل اسمه خالدًا في تاريخ الإسلام، يُذكر في مجالس العلم والجهاد، ويضرب به المثل في التضحية والإخلاص، ويذكرنا بأن الإسلام لا يعرف الفوارق بين الناس، فالعبد المحرر صار إمامًا وقائدًا، بسبب علمه وتقواه. 

مقالات مشابهة

  • شيخ الأزهر: يجب أن نتأدب مع النبي فلا نناديه باسمه مجردا
  • ملتقى الأزهر: شهادات غير المسلمين في النبي إرث إنساني يجسد العدل والرحمة
  • رسول الله صلى الله عليه وسلّم والعشر الأواخر من رمضان
  • ليه ربنا أرسل سيدنا محمد آخر الأنبياء مش الأول؟ علي جمعة يجيب
  • اعتكاف النساء في رمضان.. الأزهر العالمي للفتوى يوضح الشروط والطريقة
  • رسول الله صلى الله عليه وسلّ والعشر الأواخر من رمضان.
  • علي جمعة: النبي محمد كان يتعبد في غار حراء على دين سيدنا إبراهيم .. فيديو
  • لماذا يعتقد الكثيرون أن ليلة 27 رمضان هي ليلة القدر؟
  • سالم مولى أبي حذيفة.. حامل القرآن وإمام المهاجرين
  • بماذا أخبرنا النبي عن علامات ليلة القدر؟.. الأزهر العالمي للفتوى يجيب