جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-07@22:32:56 GMT

سلوكيات وتصرفات تقلقنا

تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT

سلوكيات وتصرفات تقلقنا

 

سعيد بن سالم البادي

أشرتُ في المقال السابق بعنوان "الهدوء العُماني ودوره في اتخاذ القرار"، إلى ما معناه أنَّ الهدوء هو العامل الأبرز في جعل اتخاذ القرار العُماني متزناً يتوافق مع ميزان العدل في كل الظروف والمواقف، كما أشرت إلى أنَّ هناك بعض السلوكيات والتصرفات الدخيلة التي بدأت تظهر في المجتمع ولا شك أنَّها تصدر من جاليات تعودت على عدم الانضباط في السلوكيات والتصرفات غير المتوافقة مع المجتمع العماني وكذلك تصدر من قلة قليلة من أفراد المجتمع العماني المقلدين لتلك الفئات الخارجة عن الانضباط السلوكي.

السلوكيات والتصرفات الدخيلة علينا والتي أتحدث عنها أرى أنها ستؤثر على الهدوء وتجعله في مهب الريح وإن لم نشعر بهذا التأثير في الوقت الراهن إلا أننا سنجد أنفسنا في دوامته السلبية في المستقبل القريب إن لم نتلافاه في بداياته ونقضي عليه بالإجراءات المناسبة التي تمنع تغلغله واستفحاله في بيئتنا المجتمعية الهادئة فيجب أن تكون لدينا نظرة بعيدة المدى في مثل هذه المواقف.

فمن تلك السلوكيات ما يلاحظه الجميع في بعض الأحياء السكنية ولا سيما منطقة الخوير بمسقط وبعض الأحياء الأخرى؛ وذلك من قبل بعض الجاليات التي تفرض واقعها في تلك الأحياء السكنية وهي من الجاليات التي دخلت في المجتمع بقوة في الآونة الأخيرة؛ حيث إن البعض يجلس في المقاهي في هذه الأحياء السكنية فيطلق من الهواتف أصوات الموسيقى والمقاطع الصوتية وأصوات الأغاني والموسيقى الصاخبة ناهيك عن بعض المخالفات التي ترتكب من قبلهم كمخالفات التدخين في المطاعم والمقاهي ولا نجد من يتصدى لهذه المُخالفات البينة.

كما يتلاحظ تشغيل الأغاني الصاخبة في الشقق والبيوت التي يشغلونها بصورة مزعجة تخرج من نوافذ مساكنهم في بعض الأحيان وأثناء سيرهم في الطرقات وتشغيل مكبرات الصوت وسماعات المركبات أثناء القيادة إضافة على ذلك أصوات الضحكات التي يصدرها الرجال والنساء في المحلات والمتاجر وبين الأزقة والحوائر وكذا الإزعاج الذي يصدر من نوافذ المساكن طوال الليل في بعض الأحيان دون أدنى مراعاة للآخرين مما يسبب قلقاً وإزعاجاً لكافة القاطنين في المبنى والمباني المجاورة متجاهلين مبدأ انتهاء حريتي أينما تبدأ حرية الآخرين.

وهذا لا يعني أننا نعارضهم في الاستماع إلى ما يريدون الاستماع إليه وإنما نقول أن يستمعوا إلى ما يريدون السماع إليه في حدودهم ولا يسمِعون غيرهم حتى يبقى الهدوء هو سيد الموقف الذي يحتاج إليه الجميع للاستمتاع بما يريد أن يستمتع به وبحرية تامة لا يعكرها أي من المخالفات القانونية أو الأدبية والعادات والتقاليد المجتمعية.

كذلك يتلاحظ أن البعض من هذه الجاليات يقودون مركباتهم في الأزقة والحوائر بسرعة عالية وبتهور ورعونة وكأنَّ قائد المركبة يقود مركبته في طريق سريع لا اعتبار لمسن ولا لطفل ولا لأي عابر طريق ضاربين بقواعد المرور وأنظمته عرض الحائط، فهنا يجب أن يتم التصدي لمثل هذه السلوكيات والتي هي من الأولويات في الحفاظ على السكينة العامة.

ناهيك عن السلوكيات والتصرفات اللا أخلاقية وسط الأحياء السكنية التي تسكنها العوائل وأمام المارة من النساء والرجال، وكأننا تحررنا من أي قيمة أخلاقية؛ فعدد من نساء تلك الأحياء لا يستطعن الخروج من بيوتهن استحياءً مما يشاهدنه في الطريق وأمام أعين الجميع فأصحاب المركبات يقفون وسط الطريق للمفاصلة على أسعار الرذيلة وبدون أي حياء من قائدي تلك المركبات وتلكم النساء اللاتي يعرضن أنفسهن على الراغب وغير الراغب وكأن الأمر أصبح جبراً شئت أم أبيت فلا غيرة تحركنا ولا ضمير يؤنبنا ولا مسؤولية تيقظنا فأصبح الأمر أمراً واقعاً لا أحد يستطيع أن يحرك ساكناً تجاهه.

فإن كنَّا نعتبر تلك السلوكيات من الحرية الشخصية فلنقرأ على أنفسنا وعلى الحرية الشخصية وقيمنا وعاداتنا وتقاليدنا ومجتمعنا المحافظ الفاتحة سبعًا! وإن اعتبرناها من السياحة، فعلينا أن نرفع سقف ميزانية وزارة الصحة للعلاج من الأمراض المُعدية والأمراض الوبائية التي تكلف نفقاتها الوزارة المبالغ الباهظة، التي يجب أن تذهب وتوظف لمهام تأتي في قمة الأولويات لوزارة الصحة ولا تذهب لأمر يجب علينا قطع الطريق عليه بتدابير تكلفتها لا تقارن بما ينفق على مكافحة تلك الأمراض وعلاج أولئك المرضى، والتدابير التي أقصدها هنا هي في الأصل من أولويات الواجبات التي تناط بها المؤسسات الحكومية في اتخاذها للحفاظ على الصحة العامة وهنا تتجلى أهمية هذه التدابير للتصدي لمثل ما نحن بصدده والذي هو عامل رئيسي في تهديد الصحة العامة بما ينشره من الأمراض المعدية والمتعددة.

نداؤنا للجهات المعنية بهذه الملاحظات والتي تهدد قيمنا وعاداتنا وصحتنا ومبادئنا أن تقوم بواجبها المقدس كما عهدناها وكما هي قائمة بدورها الملموس في كافة المجالات المنوطة بها والشكر والتقدير لها عالياً على محاولاتها في التصدي لما يصلها من هذه السلوكيات والشكر والتقدير موصول أيضاً لشرطة عمان السلطانية في بذل الجهود الملموسة واتخاذ الإجراءات القانونية لردع العابثين بالسكينة العامة والصحة العامة وحماية كل ما من شأنه استقرار أمن وطمانينة النسيج العماني بكل أطيافه ممن يتنعمون بالعيش على تراب هذا الوطن الآمن المستقر.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

انقطاع الكهرباء في الأحياء الشمالية من صفد إثر دفعة صاروخية جديدة من لبنان

شهدت مناطق الجليل الأعلى في الساعات الأخيرة تصاعداً في الهجمات الصاروخية القادمة من لبنان، ما أدى إلى تكرار دوي صفارات الإنذار في صفد ومحيطها لتحذير السكان من دفعة الصواريخ التي تسببت بانقطاع الكهرباء أثارت حالة من القلق والرعب للمستوطنين، خاصة أن الصاروخ الذي سقط في صفد أسفر عن أضرار في الشبكة الكهربائية التي تغذي بعض الأحياء الشمالية من المدينة.

 

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بانقطاع التيار الكهربائي عن الأحياء الشمالية من مدينة صفد، بعد سقوط صواريخ أُطلقت من الأراضي اللبنانية باتجاه مناطق في الجليل الأعلى، يأتي هذا الانقطاع وسط حالة من التوتر الأمني شمال فلسطين المحتلة ، حيث دوت صفارات الإنذار مجدداً في صفد وعدة بلدات محيطة، من بينها روش بينا وأفيفيم، محذرة السكان من خطر الصواريخ اللبنانية.

 

على الفور، سارعت فرق الطوارئ الإسرائيلية إلى الأحياء المتضررة للعمل على إعادة التيار الكهربائي، وذكرت مصادر محلية أن فرق الإنقاذ والإطفاء انتشرت في المنطقة للتأكد من سلامة السكان، وإصلاح أي أضرار ناجمة عن القصف، كما تم توجيه السكان إلى الملاجئ تحسباً لدفعات صاروخية جديدة، مع التأكيد على ضرورة التزامهم بتعليمات الجبهة الداخلية لضمان سلامتهم.

 

في ظل تزايد الهجمات الصاروخية، كثف الجيش الإسرائيلي استعداداته على طول الحدود الشمالية مع لبنان. وأصدر بياناً أكد فيه أن تكرار عمليات إطلاق الصواريخ يتطلب رفع مستوى التأهب، مشيراً إلى أنه سيتم اتخاذ التدابير اللازمة للرد على هذه الهجمات. كما شدد الجيش على أهمية التعاون بين المواطنين والقوات الأمنية، لضمان تنفيذ خطط الطوارئ بكفاءة.

 

انقطاع الكهرباء نتيجة الهجوم الصاروخي الأخير أثار مخاوف كبيرة في الأوساط الإسرائيلية، وسط مطالبات من السكان المحليين بزيادة الدعم الحكومي والتدخل السريع لإعادة الاستقرار، يأتي ذلك في وقت تكثف فيه إسرائيل من إجراءاتها الأمنية في مناطق الشمال، بهدف حماية المستوطنات الحدودية من أي اعتداءات جديدة قد تهدد حياة السكان وتقوض الأمن في المنطقة.

 

 

صفارات الإنذار تدوي في الجليل الأعلى وسقوط صاروخ في صفد

 

أفادت الجبهة الداخلية الإسرائيلية بتجدد دوي صفارات الإنذار اليوم في مناطق شمال فلسطين المحتلة ، حيث أُطلقت صفارات التحذير في مدن صفد وروش بينا وأفيفيم بمنطقة الجليل الأعلى، وذلك نتيجة دفعة صاروخية جديدة أُطلقت من الأراضي اللبنانية ، حيث سقط أحد الصواريخ داخل مدينة صفد، ما أثار حالة من الذعر بين السكان المحليين ورفع مستوى الاستنفار في المنطقة.

 

وفقاً للجهات الإسرائيلية، فإن دفعة الصواريخ التي انطلقت من جنوب لبنان هي الأحدث في سلسلة من الهجمات عبر الحدود، والتي تشهد تصاعداً ملحوظاً في الآونة الأخيرة. وتأتي هذه الهجمات في ظل توترات متزايدة في المنطقة، مما دفع الجيش الإسرائيلي إلى تعزيز قواته ونشر المزيد من منظومات الدفاع الجوي، تحسباً لأي تطور قد يؤجج الصراع.

 

في مدينة صفد، حيث سقط أحد الصواريخ، أفادت المصادر المحلية بحدوث أضرار مادية في عدة منشآت، دون الإبلاغ عن إصابات بشرية حتى اللحظة ، وقد قامت فرق الإسعاف بالتحرك بسرعة إلى موقع الحادث لتقديم الدعم، بينما جرى توجيه السكان للبقاء في الملاجئ وتجنب المناطق المكشوفة.

 

أعلنت الجبهة الداخلية الإسرائيلية أن الأوضاع تتطلب من المواطنين في مناطق الجليل الأعلى البقاء على أهبة الاستعداد، مشددة على أهمية الالتزام بالتعليمات الأمنية والبقاء قرب الملاجئ، خاصة في ظل التصعيد المستمر ، يأتي ذلك في وقت كثفت فيه إسرائيل مراقبتها للحدود الشمالية، في محاولة لرصد أي تحركات محتملة من الجانب اللبناني.

 

جيش الاحتلال الإسرائيلي أصدر بياناً أكد فيه رصد دفعة الصواريخ وإطلاق صفارات الإنذار كإجراء وقائي ، وأضاف البيان أن الاحتلال الإسرائيل تدرس الرد على هذا الهجوم وفقاً للمعطيات المتوفرة، موضحاً أن الخيارات على الطاولة تشمل تصعيداً محتملاً، وذلك في إطار الحفاظ على أمن المستوطنات الشمالية وردع أي هجمات جديدة من الجانب اللبناني.

مقالات مشابهة

  • إزالة الأحياء العشوائية في الرياض: تعرف على الأحياء المستهدفة
  • أمير منطقة نجران يُسلَّم عددًا من مستفيدي برنامج الإسكان التنموي بالمنطقة وحداتهم السكنية
  • السبت.. الحكم فى دعوى عدم دستورية الزيادة السنوية لإيجار الأماكن السكنية
  • الإعمار تدرس ثلاث فرص استثمارية ضمن المدن السكنية الجديدة
  • انقطاع الكهرباء في الأحياء الشمالية من صفد إثر دفعة صاروخية جديدة من لبنان
  • جامعة أسيوط تُعلن عن فتح باب التقديم الإلكتروني للوحدات السكنية الشاغرة
  • أرحموا الأموات من الأحياء في المنوفية
  • تدشين المبادرة الشبابية "ظواهر" لمواجهة السلوكيات السلبية في المجتمع الأقصري
  • التعريف بقانون "الاتجار في الأحياء الفطرية" بالظاهرة
  • الأحياء التخليقية..نماذج واقعية