طرطوس-سانا

نظم المركز الثقافي العربي بمدينة طرطوس – قسم ثقافة الطفل – الورشة الحوارية (عائلتي) بالتعاون مع جمعية إرشاد وحماية الأسرة، وذلك في قاعة المركز بمشاركة عدد من الأطفال واليافعين.

وركزت الورشة على مفهوم العائلة والأسرة، وأهمية دورها التربوي في بناء الإنسان والمجتمع معاً تعزيزاً للمفاهيم والقيم والسلوكيات الإيجابية المجتمعية عن طريق النقاشات التي تدور بين أفراد الأسرة.

وبينت رئيسة المركز الثقافي منى أسعد في تصريح لمراسلة سانا أن الورشة تأتي ضمن سلسلة نشاطات البرامج التوعوية التي يقوم بها المركز من خلال فعاليات وبرامج قسم ثقافات الطفل على مدار العام، وتقام مع إحدى الجمعيات العاملة في مجال الأسرة بهدف زيادة التعاون مع قطاع المجتمع المحلي لتمكين وزيادة معارف الأطفال واليافعين والشباب، والوقوف على مهاراتهم الفكرية والفنية.

وأوضح رئيس قسم ثقافة الطفل نور الدين معلا أن الورشة الحوارية هدفها الرئيسي الإضاءة على العائلة باعتبارها الخلية الأولى لبناء شخصية الفرد والبناء المجتمعي، وللتذكير بحقوق وواجبات الأطفال واليافعين تجاه الأسرة مع تقديم لمحة عامة عن الظروف الراهنة لتكون حاضرة في ذهنهم خلال تعاملهم مع بعضهم البعض.

واعتبر رئيس جمعية إرشاد وحماية الأسرة كميت محرز أن الورشة تركز على مناقشة مشاكل وهموم الأسرة، وكيفية التعامل معها بطريقة صحيحة، مضيفاً: إن الجمعية حديثة العهد تعمل على إيصال تلك الأفكار لأكبر شريحة من المجتمع وتقديم الاستشارة الأسرية اللازمة التي باتت ضرورة ملحة في أيامنا هذه.

وأكد المشاركون أهمية الورشة في معرفة سبل مناقشة مختلف المواضيع، وكيفية مواجهة المشكلات التي تواجه الأسرة وفق كل من شيماء المحمود ويزن رسلان ولين خضر، معتبرين أن الأسرة مصدر الأمان والعطاء والتعاون والراحة والألفة واللبنة الأولى للتربية، لذلك لا بد من أن يسود التفاهم بين أفرادها مع احترام وتقبل الآراء على اختلافها ومناقشتها لوضع التصورات الأقرب للحل ليعم الجو الأسري السليم، وبما ينعكس إيجاباً على بناء أسس متينة لمجتمع ناجح.

فاطمة حسين

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

فيلم “٣٠٠ميل”… رصد لمحطات في الثورة السورية من درعا إلى حلب

دمشق-سانا

من بين الأفلام الوثائقية العديدة التي وثقت للثورة السورية بعدسات مخرجين سوريين وأجانب، يتميز فيلم “300 ميل” للمخرج عروة المقداد برصده جبهات القتال المشتعلة بين الثوار وجيش النظام البائد في مختلف المناطق السورية.

الفيلم الذي عرض في دمشق للمرة الأولى خلال تظاهرة “بداية” المقامة حالياً في بيت فارحي، يمتد على 36 دقيقة، ويبدأ من مشهد إنساني مؤثر يجمع بين المخرج المقداد وابنة شقيقه نور، التي تسأل عمها ببراءة: “من أين أبدأ الحكاية؟”.

ينتقل الفيلم من درعا، حيث تولى التصوير فراس ونور المقداد، إلى حلب شمالاً التي صور مشاهدها المخرج نفسه، ليكون عنوان الفيلم مستوحى من المسافة بين حلب في الشمال وحوران في الجنوب “300 ميل”، حيث كان من المستحيل على المدنيين قطعها، ولكنها بالوقت نفسه هي مسافة مكونة من خطوط الجبهات والحواجز والمعارك.

وتظهر الطفلة نور بعدة مشاهد لتحدثه عن الأهل وأحوال حوران، ولتصف له تغيرات الأماكن وقطع الشجرة المحببة لها، بينما تسمع أصوات الانفجارات والقنابل.

لقد تغيرت اهتمامات الطفولة البريئة لدى نور كسائر أطفال سوريا، فلم تعد تعنيها أرجوحتها القديمة، بل تتساءل عن معاني ومصطلحات الحرب، فما هي “التصفية؟ ..الهدنة؟ قصف؟ الطيران؟…”، وكأنها تحاسب الضمير الإنساني عن سكوته أمام معاناة السوريين.

نسمع في الفيلم أحاديث الثوار وتساؤلاتهم الدائمة بلا أجوبة: “أين العدل؟…إلى متى؟…ماذا سيحدث إذا خرج كل العالم مظاهرات داعمة لنا؟…هل مكتوب على الإنسان أن يموت كي يكون حراً؟.

شخصية القائد الثوري الشريف كانت عبر “أبو يعرب” الأربعيني الذي يصف المحاربين الأوفياء للمبادئ التي قامت عليها الثورة، وهو الذي يلخص البطولة والشجاعة والإقدام: “جيش عرمرم مدجج بأعنف الأسلحة، ويقف بوجهه بارودة عمرها ٥٠ سنة بيد شاب ٢٠ سنة، أليس ذلك إنجاز أسطوري؟”… “سأحارب الجميع قدر الإمكان.. الثورة غربلت كل شيء”، ثم أخيراً يختفي وسط الضباب.

ونرى أحلام الشباب عبر “عدنان” الطالب الجامعي الذي ترك دراسته والتحق بالثورة وبأهدافها السامية، مع أصدقائه الشبان وهم يهتفون للحرية، مع تعليقات ساخرة كئيبة تعبر عن الواقع الأليم في ظل تفشي إجرام النظام بحق المدنيين.

نسافر في الفيلم ما بين واقع مدينة حلب التي يطالها قصف النظام وواقع حوران، ما يؤكد التمازج بين أوجه الثورة المتعددة، كما نعيش جبهات القتال ويوميات الثوار، وظروفهم الصعبة، وحركة الكاميرا المهتزة التي ترافقهم في حركاتهم بين الركام، مؤكدين أنهم مصممون على تخليص سوريا من براثن الظلم.

هدوء الفيلم رغم تصويره من جبهات القتال كان لافتاً، ومن الأصوات غناء جدّة المخرج ذات الأصول الفلسطينية من الفلكلور الحوراني بصوت مليء بالحزن والأسى، على بلد يحترق بنيران القصف وشباب يرحل.

وفي المشاهد الأخيرة .. صمتٌ غداة القصف، لتخترقه أصوات سيارات الإسعاف التي تهرع لنجدة الناس، ودمار وخراب، ثم سنابل القمح الصفراء تعلن النهاية الممزوجة بالأمل.

وفي رسالة أرسلها المخرج لتظاهرة بداية ولسوريا كلها، وبحضور والدته، أكد فيها أن ١٤ عاماً خسرنا فيها الكثير، أحبة وأحلاماً وذكريات، لكننا مازلنا هنا وإن حال النظام البائد بيننا وبين أحلامنا وأحبتنا، ووجدنا طرقاً كثيرة لنلتقي ومنها السينما التي نختصر فيها ما قد يستحيل قوله.

ولفت المقداد إلى أنه أنتج الفيلم وهو مختبئ في بيت، ممنوع من المغادرة، ثم دار الفيلم العالم ولم يستطع أن يكون معه، لكن هذا التوقيت هو الأحب للقلب لأنه “يسبقني لدمشق، ربما لأن الفن في جوهره قادر أن يكون أكثر حرية من صانعه”.

يُشار إلى أن الفيلم عرض في العديد من المهرجانات العالمية المهمّة مثل مهرجان “لوكارنو- سويسرا”، وحائز عدة جوائز، منها جائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان “دوك ليزبوا – البرتغال”.

تابعوا أخبار سانا على 

مقالات مشابهة

  • ورشة تدريبية في تعز حول إعداد الخطة التنموية للعام 1447هـ
  • “السلم الأهلي.. المفاهيم والتحديات”… ندوة حوارية على مدرج النصر بحلب
  • المعهد الملكي للفنون التقليدية الشريك الثقافي في فعالية “امش30”
  • “أسنانك أقوى”… مبادرة مجتمعية تستهدف مدارس درعا
  • “الصحافة التلفزيونية والسياحة في عسير”.. جلسة حوارية بأبها
  • تطوير مهارات معلمي الصف في ورشة تدريبية لتربية حمص
  • جلسة حوارية لتعزيز وعي الطلبة بحقوقهم ودورهم في المجتمع
  • «كاك بنك» يدشّن ورشة عمل لبناء قدرات التحليل الائتماني لموظفيه
  • فيلم “٣٠٠ميل”… رصد لمحطات في الثورة السورية من درعا إلى حلب
  • ورشة عمل حول "الإتيكيت والبروتوكول الدولي" بجامعة صحار