جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-26@11:58:08 GMT

كثرة بلا ثمرة!

تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT

كثرة بلا ثمرة!

 

عادل بن رمضان مستهيل

adel.ramadan@outlook.com

 

 

في عصرنا الحالي، أصبح مفهوم الكثرة حاضرًا في كل جوانب الحياة. كثرة في المعلومات، كثرة في المنتجات، كثرة في الآراء والأفكار، حتى أصبحنا نعيش وسط فيض هائل من التكرار والوفرة، لكن أين الثمرة؟ وهل الكثرة دائمًا هي الطريق الأمثل لتحقيق الأهداف؟

لنأخذ مثلًا عالم التكنولوجيا؛ حيث تنتج الشركات آلاف التطبيقات والمنتجات الجديدة كل يوم، ولكن السؤال الحقيقي هو: كم من هذه المنتجات والتطبيقات تحدث فارقًا حقيقيًا في حياتنا؟ كثير منها ينتهي به الحال إلى الركن المنسي في هواتفنا أو مكاتبنا، يملأ المساحة دون أن يحقق فائدة فعلية.

الكثرة هنا تبدو وكأنها فقاعة كبيرة تنفجر دون أن تترك أثرًا يستحق الذكر.

الأمر نفسه ينطبق على عالم التعليم والمعلومات. مع انتشار الإنترنت ومصادر التعلم المتعددة، أصبحت المعلومات متاحة بشكل لا نهائي. يمكنك البحث عن أي موضوع وستجد مئات المصادر، لكن الكم الهائل من المعلومات أحيانًا يُغرقنا في التفاصيل ويفقدنا القدرة على التركيز على الجوهر. في النهاية، وتجد نفسك مستنزفًا من القراءة دون أن تتمكن من استيعاب أو تطبيق ما تعلمته.

والكثرة قد تظهر أيضًا في علاقاتنا الاجتماعية. في ظل وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح لدينا عشرات بل مئات الأصدقاء والمتابعين، لكن كم منهم يشكلون روابط حقيقية وذات قيمة في حياتنا؟ العلاقات أصبحت سطحية، تفتقد إلى العمق والارتباط الحقيقي، وهي مجرد "كثرة" دون ثمرة تُذكر.

الحقيقة أن الكثرة لا تعني الجودة. قد يكون لدينا الكثير من الموارد، و الكثير من الوقت، والكثير من الخيارات، لكن إذا لم نعرف كيفية استثمار هذه الكثرة وتوجيهها نحو أهداف واضحة، فإنها تتحول إلى عبء أكثر منها نعمة.  وفي هذا العالم الذي يمتلئ بكل شيء، يبدو أن السر يكمن في القدرة على الاختيار، على الانتقاء والتقليل من الزائد والتمسك بالمفيد.

الخلاصة.. ليست العبرة بما نملك من وفرة؛ بل كيف نستخدم هذه الوفرة بحكمة وإبداع. ففي النهاية، الثمار الحقيقية تأتي من الجهد المدروس والقرارات الواعية التي ترتكز على الجودة والهدف. الكثرة بلا ثمرة ليست سوى سراب، والثمار الحقيقة تحتاج إلى بصيرة تتجاوز الشكل وتبحث عن المضمون.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

فضيحة ترامبولية جديدة

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

ربما لعبت الصدفة دورها، وربما بسبب الغباء والإهمال، وجد الصحفي الأمريكي جيفري غولدبيرغ Jeffrey Goldberg نفسه في مجموعة خاصة على تطبيق (Signal) تضم كبار القادة في البيت البيضاوي. وتبين فيما بعد ان مستشار الأمن القومي مايك والتر Mike Waltz هو الذي ادرج أسم جيفري ضمن المجموعة السرية، التي كانت تتحدث عن خطط الضربات الأمريكية الموجهة ضد اليمن، ومما زاد الطين بلة ان هذه الصحفي يترأس تحرير مجلة (ذا أتلانتيك الأمريكية) التي تبغض ترامب ويبغضها ترامب، وبينهما ما صنع الحداد. .
لم يكن جيفري ينوي اختراق مجموعتهم، ولم يخطط للتجسس عليهم، لكنه وجد نفسه فجأة وسط مجموعة تضم كبار القوم، وتتحدث بكل صراحة ووضوح عن تحركات الأسطول الحربي الأمريكي في البحر الأحمر، وعن أنواع وكميات الصواريخ والقنابل التي سوف تستهدف اليمن، وتتحدث عن الضربات التي تلقتها فرقاطاتهم وبوارجهم هناك. .
ثم ان جيفري من الإعلاميين الحاذقين، فكان من الطبيعي ان يستثمر وجوده بينهم لكي يفضحهم ويكشف الحقائق التي لا يعلم بها الشعب الأمريكي. .
لم تمض بضعة أيام على الفضيحة حتى بادر جيفري إلى نشر تقريره المفصل على صفحات مجلته بعددها الصادر في 24 مارس 2025، مبيناً الظروف التي منحته فرصة التعرف على التحركات الحربية الحساسة بين كبار مسؤولي إدارة ترامب دون علمهم الواضح بوجوده في الدردشة. فأثارت الفضيحة مخاوف القائمين على سرية المعلومات الداخلية. .
وهكذا أصبح محتوى المحادثات علنيا. في حين أكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض (برايان هيوز) صحة المحادثات. وقال: أنها تحتوي على معلومات سرية ما أثار المخاوف بشأن الإجراءات الوقائية في سياسة أمن المعلومات التي يتبعها قادة الأمن القومي، وما هي المعلومات الحساسة الأخرى التي ربما كشفوا عنها، وما إذا كانوا يتبعون قوانين حفظ السجلات، والمساءلة في إدارة ترامب، وأكثر من ذلك. .
تجدر الاشارة ان تطبيق سيجنال يحظى بشعبية كبيرة بين مستخدميه الذين يهتمون بالخصوصية. يقدر عدد مستخدميه شهريا بين 40 إلى 70 مليون شخص. وعلى الرغم من أن التطبيق لا يتمتع بشعبية منصات المراسلة الكبرى مثل (واتساب) و (ماسنجر)، إلا أنه معروف بمعايير الأمان. وبالتالي فان الخروقات التي حدثت لا تعزى إلى وجود ثغرات في التطبيق وانما تعزى إلى إخفاقات العاملين في البيت البيضاوي وسوء تصرفهم. .

د. كمال فتاح حيدر

مقالات مشابهة

  • "إكسترا نيوز" تبرز مخاطر الذكاء الاصطناعي على الأطفال
  • لحماية حقوقهم.. طرق تحرير محضر عبر مباحث الإنترنت
  • وزير الحرس الوطني: رؤية 2030 أحدثت الكثير من التحولات الكبرى
  • الصغير بطلاً لسباق كأس القدرة والتحمل 2025
  • وظائف شاغرة لدى مجموعة المجدوعي
  • فضيحة ترامبولية جديدة
  • أسئلة حقيقية ومغالطات
  • شركة شاورمر للأغذية توفر 35 وظيفة شاغرة
  • مرقص: شابات وشباب لبنان ينتظرون منا الكثير لأنهم فعلاً يستحقون التميّز
  • إعادة القدرة على المشي لمريض أربعيني بعد جلطة دماغية بالأسياح