جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-23@05:46:33 GMT

كثرة بلا ثمرة!

تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT

كثرة بلا ثمرة!

 

عادل بن رمضان مستهيل

adel.ramadan@outlook.com

 

 

في عصرنا الحالي، أصبح مفهوم الكثرة حاضرًا في كل جوانب الحياة. كثرة في المعلومات، كثرة في المنتجات، كثرة في الآراء والأفكار، حتى أصبحنا نعيش وسط فيض هائل من التكرار والوفرة، لكن أين الثمرة؟ وهل الكثرة دائمًا هي الطريق الأمثل لتحقيق الأهداف؟

لنأخذ مثلًا عالم التكنولوجيا؛ حيث تنتج الشركات آلاف التطبيقات والمنتجات الجديدة كل يوم، ولكن السؤال الحقيقي هو: كم من هذه المنتجات والتطبيقات تحدث فارقًا حقيقيًا في حياتنا؟ كثير منها ينتهي به الحال إلى الركن المنسي في هواتفنا أو مكاتبنا، يملأ المساحة دون أن يحقق فائدة فعلية.

الكثرة هنا تبدو وكأنها فقاعة كبيرة تنفجر دون أن تترك أثرًا يستحق الذكر.

الأمر نفسه ينطبق على عالم التعليم والمعلومات. مع انتشار الإنترنت ومصادر التعلم المتعددة، أصبحت المعلومات متاحة بشكل لا نهائي. يمكنك البحث عن أي موضوع وستجد مئات المصادر، لكن الكم الهائل من المعلومات أحيانًا يُغرقنا في التفاصيل ويفقدنا القدرة على التركيز على الجوهر. في النهاية، وتجد نفسك مستنزفًا من القراءة دون أن تتمكن من استيعاب أو تطبيق ما تعلمته.

والكثرة قد تظهر أيضًا في علاقاتنا الاجتماعية. في ظل وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح لدينا عشرات بل مئات الأصدقاء والمتابعين، لكن كم منهم يشكلون روابط حقيقية وذات قيمة في حياتنا؟ العلاقات أصبحت سطحية، تفتقد إلى العمق والارتباط الحقيقي، وهي مجرد "كثرة" دون ثمرة تُذكر.

الحقيقة أن الكثرة لا تعني الجودة. قد يكون لدينا الكثير من الموارد، و الكثير من الوقت، والكثير من الخيارات، لكن إذا لم نعرف كيفية استثمار هذه الكثرة وتوجيهها نحو أهداف واضحة، فإنها تتحول إلى عبء أكثر منها نعمة.  وفي هذا العالم الذي يمتلئ بكل شيء، يبدو أن السر يكمن في القدرة على الاختيار، على الانتقاء والتقليل من الزائد والتمسك بالمفيد.

الخلاصة.. ليست العبرة بما نملك من وفرة؛ بل كيف نستخدم هذه الوفرة بحكمة وإبداع. ففي النهاية، الثمار الحقيقية تأتي من الجهد المدروس والقرارات الواعية التي ترتكز على الجودة والهدف. الكثرة بلا ثمرة ليست سوى سراب، والثمار الحقيقة تحتاج إلى بصيرة تتجاوز الشكل وتبحث عن المضمون.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

أبوظبي تستضيف بطولة «المجموعة السابعة» للقدرة والتحمل

الشارقة (وام)

أخبار ذات صلة تحديد عطلة عيد الاتحاد الـ53 «أبيض الناشئين» يواجه إسبانيا والمكسيك ودياً


أعلنت اللجنة المنظمة في المجموعة الإقليمية السابعة في الاتحاد الدولي للفروسية، تشكيل اللجان المنظمة لبطولة سباق القدرة والتحمل للفرق والفردي 3 و4 يناير 2025 في قرية بوذيب العالمية للقدرة بالختم في أبوظبي.
وتشهد البطولة مشاركة فرسان من 18 دولة بدول المجموعة الإقليمية السابعة، وتقام لمدة 3 مواسم في الإمارات، كما يمكن لأي دولة من الأعضاء في المجموعة السابعة استضافة البطولة سنوياً.
وأكد سلطان اليحيائي، عضو مجلس إدارة اتحاد الفروسية والسباق، رئيس المجموعة الإقليمية السابعة في الاتحاد الدولي للفروسية، رئيس لجنة قفز الحواجز في الاتحاد، أن الاتحاد الدولي للفروسية اعتمد رسمياً البطولة ضمن أجندته السنوية.
وأوضح أن البطولة ستشهد حضوراً رسمياً من مسؤولي الاتحاد الدولي للفروسية، وأنها ستحمل طابعاً تنافسياً كبيراً بالنظر إلى التطور الكبير الذي تشهده رياضة القدرة والتحمل في دول المجموعة الإقليمية السابعة.

مقالات مشابهة

  • غوميز خلال تواجده بمقر الهلال : أنا أشرب الكثير من القهوة لا أستطيع النوم .. فيديو
  • وظائف وزارة الشباب والرياضة.. التخصصات والشروط والمزايا
  • أبوظبي تستضيف بطولة «المجموعة السابعة» للقدرة والتحمل
  • هل لديك الكثير من الصور القديمة والرسائل غير المقروءة؟ قد تكون ضحية “الاكتناز الرقمي”!
  • الجهاني: الكثير من الشباب الليبي يفضل العمل بالقطاع الحكومي لضمان الراتب دون بذل كثير من الجهد
  • القائم بالأعمال البريطاني: هناك الكثير من الفرص للتجارة مع ليبيا
  • الموسيقي تامر كروان: كثرة المشاهدة تضع الموسيقي في تجديد مستمر
  • تامر كروان: هناك الكثير من الأعمال السينمائية التى لا تعتمد على الموسيقى
  • المفتي: التطرف ليس منبعه الدين بل هو ثمرة سوء الفهم والجهل بمقاصد النصوص
  • محمد فكري: النجاح والتفوق ثمرة العمل الدؤوب والإرادة القوية