بالصور والفيديو.. جحافل مليونية وطوفان بشري يملأ ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء إحياء للذكرى الأولى لانطلاق عملية “طوفان الأقصى”
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
يمانيون/ صنعاء شهدت العاصمة صنعاء اليوم مسيرة مليونية إحياء للذكرى الأولى لانطلاق عملية “طوفان الأقصى” تحت شعار “طوفان نحو التحرير”، تأكيدا على مضي الشعب اليمني قدماً في مواجهة الأعداء وإسناد المقاومة والشعب الفلسطيني حتى النصر.
وجددت الحشود الملايينية الوفاء للقادة الشهداء والتأكيد على الاستمرار في الموقف الإيماني والأخلاقي وتحملها المسؤولية الدينية العظيمة أمام الله في نصرة غزة وفلسطين ولبنان وتحرير المقدسات الإسلامية من دنس اليهود الصهاينة.
وهتفت بعبارات النفير والصمود وتأييد المقاومة والفخر والاعتزاز بعملية “طوفان الأقصى” التاريخية التي نفذها أبطال ومجاهدو المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر العام الماضي، والتي زلزلت وأرعبت كيان العدو الصهيوني الغاصب، وكشفت هشاشته وأكدت أنه أوهن من بيت العنكبوت.
وأكدت الحشود أن طوفان الأقصى المباركة أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة بعد أن حاول العدو الصهيوني والأمريكي وعملاؤه من أنظمة التطبيع والخيانة، تغييبها وطمس قضية الشعب الفلسطيني العادلة ومظلوميته الكبرى من أذهان الأمة والعالم خلال السنوات الماضية.
وأشادت بالنجاح الكبير والتاريخي الذي حققته عملية طوفان الأقصى والتي كشفت أقنعة الأنظمة والحكومات العربية العميلة والمطبعة مع العدو الأول والأبدي للأمة الإسلامية والبشرية الكيان الصهيوني.. مؤكدة أن فلسطين والمقاومة ستبقى عصية على الأعداء ومنتصرة.
وحيت الحشود، الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، والانتصارات والملاحم البطولية التي يسطرها المجاهدون في غزة والضفة والأراضي المحتلة والتي صنعت تحولاً كبيراً في مسار القضية الفلسطينية، وأفشلت كل مؤامرات ومخططات أعداء المسلمين.
واستهجنت استمرار التخاذل العربي والإسلامي ومواقف الخزي والعار للمطبعين والمتواطئين مع العدو الإسرائيلي ومن يقفون في صفه أو يناصرونه، وكذا صمت وخنوع بعض الشعوب العربية تجاه غزة وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من جرائم وحرب إبادة لم يشهد لها التاريخ مثيلا.
كما رددت الجماهير، الشعارات المؤكدة على ثبات واستمرار موقف الشعب اليمني في مناصرة والدفاع عن قضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى والتي ستظل القضية الأولى والمحورية لأبناء يمن الإيمان والحكمة.
وأشارت إلى أن الخروج المليوني للشعب اليمني يأتي استجابة لدعوة الأخوة في حركة المقاومة الإسلامية حماس، والتأكيد على الوقوف الكامل والمستمر إلى جانب حركات المقاومة ومساندتهم بكل الوسائل حتى تحقيق النصر.
وخلال المسيرة أكد عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، أن عملية “طوفان الأقصى” الأسطورية غيرت المعادلة وقدمت غزة خلالها نموذجا مشرفا في تاريخ الأمة لم يحدث منذ 100 عام.
وأشار إلى أن أبناء فلسطين في خندق المواجهة الأول ولم يكونوا يوما خانعين أو متراجعين، أو متخاذلين ولم ترهبهم القنابل الأمريكية ولا الحصار الإسرائيلي.
ولفت عضو السياسي الأعلى إلى أن محور القدس يعلم أن أمريكا وبريطانيا ودول الغرب تدعم كيان العدو الصهيوني، وأمريكا تعترف أنها مع كيان العدو.
وحيا الشعب الفلسطيني الذي ظل صامدا ثابتا رغم الحصار والعدوان والإجرام.. كما حيا المجاهدين في حركات المقاومة الفلسطينية الذين وقفوا وقفة الرجال الأبطال في وجه الكيان الصهيوني.
وأشاد بدور المقاومة الإسلامية في لبنان ومجاهدي حزب الله وتضحياتهم من أجل فلسطين.. مشيداً بما تقوم به المقاومة الإسلامية في العراق من دور كبير من أجل فلسطين.
كما حيا أبطال القوات المسلحة اليمنية.. متوعداً كيان الاحتلال: “ستأتيكم الصواريخ الفرط صوتية في قادم الأيام زخات متتالية لتذوقوا ما ذاقه أبناء فلسطين ويافا”.
وخاطب محمد علي الحوثي الكيان الغاصب “إن أمريكا غزت واحتلت كثيرا من الشعوب ولم تستطيع أن تستمر، وهذا هو المصير المحتوم لليهود المحتلين”.
وأوضح بيان صادر عن المسيرة المليونية، أنه في مثل هذا اليوم، السابع من أكتوبر الماضي استيقظت الأمة الإسلامية على صوت القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام المجاهد البطل محمد الضيف معلناً صباحاً استثنائياً في تاريخ الأمة، مطلقاً عملية “طوفان الأقصى” المباركة، مصوباً ضرباتها المسددة في قلب الكيان الغاصب في معركة من أكثر معارك الأمة عدالة ووضوحا، باعثاً روح الحياة في القضية الفلسطينية التي أريد لها الموت والاندثار، موجهاً طعنة قاتلة لمؤامرة الخيانة والتطبيع.
وأشار إلى أن عملية “طوفان الأقصى” رسمت مشاهد ملحمية لن تُمحى من ذاكرة التاريخ، وأسقطت نظرية الأمن المطلق والتفوق العسكري الكامل لكيان محتل بقاؤه مرتبط بضرورة الأمن والتفوق العسكري.
وأكد البيان، أن العملية كشفت واقع الضعف والهوان لكيان هو أوهن من بيت العنكبوت فعلاً، والذي حاول على مدى عام كامل تغيير هذه الصورة ورسم صورة أخرى من القوة، لكنه عجز عن ذلك وظلت هي الأكثر وضوحاً وصدقاً، ولم يستطيع بجرائمه ومجازره أن يخفيها بل أضاف بجانبها سجلاً إجراميا إلى سجلاته الإجرامية الكثيرة.
وبين أن العدو أثبت بهذه الجرائم صوابية خيار الجهاد والمقاومة خيار السابع من أكتوبر، وأثبت أنه كيان وحشي لا يمكن التعايش معه، وأن من يقف خلفه ويسانده ويدعمه من الأمريكان والبريطانيين والأوروبيين هم أكثر منه قبحاً وإجراماً ووحشية.
وأضاف البيان ” مر عام على التخاذل العربي والإسلامي والتنصل عن المسؤولية الإنسانية والأخلاقية والدينية والقومية، ودون أن يحرك حكام العرب والمسلمين ساكنا، أو يتخذوا موقفا لنصرة الشعب الفلسطيني، وكأن بعضهم فارق الحياة فلا تسمع له صوتا، ولا يختلف عن ذلك حال معظم الشعوب المستكينة الخانعة والله المستعان”.
وأوضح أن بعض الأنظمة قد تجاوزت ذلك إلى الخيانة والوقوف في صف العدو ضد أمتها في موقف سيسجله التاريخ في صفحات سوداء من العار.
وتابع “مر عام على الصمت الأممي والعالمي المعيب تجاه جريمة القرن والإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الصهيوني في قطاع غزة وامتدت إلى الضفة ولبنان، والتي أسقطت قائمة من العناوين والشعارات الخادعة عن حقوق الإنسان وحرية الشعوب ومعاهدات ومواثيق دولية – كلها – سقطت وظهر الوجه القبيح للغرب الكافر وهو يدعم أبشع جريمة في هذا العصر”.
وذكر البيان، أنه قابل ذلك عام من الثبات والصمود الأسطوري للمجاهدين الأبطال في فلسطين أذهل العالم، ومنع العدو من تحقيق أي هدف يُذكر، وعام من صبر الأهالي في قطاع غزة وكل فلسطين الذين تحملوا مالا تتحمله الجبال لولا إيمانهم الراسخ ووفائهم منقطع النظير.
ونوه بالوفاء والفداء لجبهات الإسناد في لبنان واليمن والعراق التي استجابت لله سبحانه وتعالى ورفعت راية الجهاد والنصر للشعب الفلسطيني وبذلت كل ما تستطيع رغم كل التحديات والمخاطر.
وأكد أنه مر عام والشعب اليمني العظيم يمن الإيمان والحكمة والجهاد في الساحات دون كلل أو ملل، بحشوده المليونية، وبتعبئته العامة، وأنشطته المستمرة، وقبلها بعملياته البحرية الموفقة بفضل الله في فرض حصار بحري على العدو الصهيوني عجز كل العالم عن كسره، وبضربات مسددة بلغت أكثر من ألف ضربة ما بين صاروخ باليستي ومجنح ومسيرة طالت حتى عمق كيان العدو في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس في مراحلها الخمس، والقادم أعظم بإذن الله.
وجددت الحشود في الذكرى الأولى لانطلاق عملية “طوفان الأقصى” التأكيد على ثبات موقفها الإيماني والمبدئي المساند للشعب الفلسطيني ومجاهديه الأعزاء، وكما قالها السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي منذ اليوم الأول، وقالها الشعب معه “أنتم لستم وحدكم نحن معكم وإلى جانبكم”.
وأضاف بيان المسيرة المليونية “نقولها مجدداً لكم وللشعب اللبناني ومقاومته العزيزة الباسلة أنتم لستم وحدكم، فالله معكم، ونحن معكم، ولن نترككم مهما طال الوقت وعظمت التحديات والأخطار حتى النصر بإذن الله”.
وخاطب البيان العدو الإسرائيلي المجرم بالقول “عام من الفشل خيب الله فيه آمالك، وأفشل أهدافك ومخططاتك، وكشف قبحك أنت وداعميك وأعوانك، فمهما فعلت وأجرمت لن تغير مآلك وهو الزوال المحتوم”.
تخللت المسيرة قصيدة للشاعر حمزة المغربي تناول فيها عظمة “طوفان الأقصى” التاريخية، وبطولات وانتصارات المقاومة وصمود المجاهدين وأبناء فلسطين ولبنان، وعمليات جبهة الإسناد لغزة.
https://www.yamanyoon.com/wp-content/uploads/2024/10/شاهد-طوفان-نحو-التحرير-وزوال-الكيان-1.mp4المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: القضیة الفلسطینیة الشعب الفلسطینی العدو الصهیونی طوفان الأقصى کیان العدو إلى أن
إقرأ أيضاً:
تحليل معمق- زعيم الحوثيين يقود “محور المقاومة” الخارج عن الخدمة
يمن مونيتور/ وحدة التحليلات/ خاص
ملخص: تتناول المقالة دور جماعة الحوثي في قيادة “محور المقاومة” بعد تراجع النفوذ الإيراني في المنطقة نتيجة مقتل حسن نصر الله وتراجع الميليشيات الشيعية الأخرى. تسلط المقالة الضوء على التحولات الإقليمية والدولية التي جعلت الحوثيين في موقع أكثر مركزية في استراتيجية إيران، مع التركيز على هجماتهم في البحر الأحمر ودورهم كقوة إقليمية ناشئة. |
أعلنت جماعة الحوثي استئناف هجمات البحر الأحمر لاستهداف السفن الإسرائيلية، مع انتهاء مهلة 4 أيام فرضها زعيم الحركة يوم الجمعة الماضية. في وقت يبدو الحوثيون وحدهم في “محور المقاومة” الإيراني وباتوا يتحدثون باسمه مع خروجه عن الخدمة بانكفاء حزب الله اللبناني، وتراجع الميليشيات العراقية وسقوط نظام بشار الأسد في سوريا.
وفي وقت سابق الأسبوع الجاري، هاجم عبدالملك الحوثي، زعيم الحركة، القوات السورية وعملياتها الأمنية في الساحل حيث “الطائفة العلوية” واُتهمت القوات الجديدة بارتكاب انتهاكات وقتل مدنيين بدافع الانتقام.
وقال عدنان الجبرني الباحث اليمني المتخصص في متابعة الجماعات المسلحة التابعة لإيران إ “كلمة عبدالملك الحوثي بشأن أحداث سوريا، هي أول تدشين رسمي لتصدره قيادة المحور تعبوياً خلفا لحسن نصر الله، الذي كان يخرج بخطابات خاصة، للحديث عن تطورات ساحات المحور”.
وعلى النقيض من حزب الله، الذي وافق على وقف إطلاق نار شامل مع إسرائيل في نوفمبر/تشرين الثاني، رفض الحوثيون إنهاء هجماتهم بشكل دائم ما لم يتم التوصل إلى نهاية نهائية للصراع في غزة.
في الماضي القريب كان حسن نصر الله الأمين العام السابق لحزب الله -الذي قتلته إسرائيل العام الماضي- يتصدر المشهد في الحديث عن أعضاء محور المقاومة وتقديم التهديدات بل هو من وضع أسس “وحدة الساحات”. عندما قُتل نصر الله بشخصيته الوازنة داخل المحور توجهت الأنظار نحو اليمن للإشارة أن زعيم الحوثيين سيكون بديلاً ملائماً لقيادة المحور في المنطقة.
ويقول ناصر قنديل الصحافي اللبناني الموال لـ”حزب الله” إنه بعد مقتل نصر الله يتحمل “سماحة السيد عبدالملك الحوثي عبء المحور وهو أهل لحمل المسؤولية”.
ولطالما رأت جماعة الحوثي في حزب الله نموذجاً يحتذى به في الاستراتيجية العسكرية والسياسية؛ ودائماً ما كان “عبدالملك الحوثي” يرى في حسن نصر الله صورة للقائد فكان يظهر وكأنه نسخة منه! ويرى قادة الحوثيين في حزب الله السردية الخاصة بالمقاومة الشيعية، ونهج الحرب التكتيكية غير المتكافئة. كانت المهمة والصورة النمطية العسكرية والأيدولوجية متشابهة.
وحتى قبل حرب غزة كان الحوثيون قد بدأوا في تقديم أنفسهم كقادة للشيعة في شبه الجزيرة العربية؛ وبديلاً جيداً للجماعات الشيعية الخليجية التي عانت من طلب “حزب الله” لمغادرة لبنان، بعد اتفاقات وضغوط خليجية على حزب الله.
إدارة ترامب.. فشل العقوبات على الحوثيين يحرك القوات الأمريكية الحوثيون مركز إقليمي جديد لتصدير الثورة الإيرانية… صنعاء بدلاً من طهران وبيروت! اغتيال حسن نصر الله فرصة لزعيم الحوثيينبعد الحرب على قطاع غزة زادت عزلة الحوثيين الدولية بسبب استمرار هجمات البحر الأحمر، التي قالت الجماعة اليمنية إنها تقوم بذلك تضامناً مع الفلسطينيين في قطاع غزة التي تعرض لحرب إبادة وحشية من الاحتلال الإسرائيلي.
رغم ذلك منحت هجمات البحر الأحمر حركة الحوثيين مقعداً رئيسياً في طاولة محور المقاومة التابع لإيران، بعد أن اعتقدت الجماعة أنها تُدفع بعيداً منذ اتفاق العاشر من مارس/آذار 2023 بين السعودية وإيران برعاية صينية. وسعوا وجودهم في العراق وأصبحوا ملهمين لبقية المحور وعقب اغتيال نصر الله أمين عام حزب الله قدموا أنفسهم كقادة المحور الإقليميين. لذلك كانت الدعاية الإيرانية منتظمة في تصوير الحوثيين القوة أو “الهدية الإلهية” للدفاع عن إيران ورؤيتها للسياسة الخارجية خارج الحدود -حد تعبير سابق لقاسم لسليماني قائد فيلق قدس الذي قُتل بغارات أمريكية في 2020 وكررته وسائل الإعلام الفارسية مراراً خلال الأسابيع الماضية.
الآن يبدو أن المحور بأكمله خارج الخدمة، ولم يبق سوى الحوثيين، مع خسارة حزب الله وانكفاءه على نفسه، وخروج سوريا من فلك إيران، وتراجع الميليشيات الطائفية العراقية عن عملياتها وشعورها بالتعرض لضربة موجعة مع خسارة دمشق، واتهامات لطهران بالتخلي عنهم وعن حزب الله. كما أن الطابع المنقسم لميليشيات الحشد الشعبي يجعلها أقل قوة.
لذلك يشكل الحوثيون جماعة أكثر تماسكا مع هيكل قيادي موحد، على غرار «حزب الله». يدير الحوثيون بشكل منفرد أجزاء من اليمن، وأظهروا قدراتهم العسكرية من خلال استهداف المصالح الأمريكية والأوروبية في البحر الأحمر، وتهديد منافسي إيران الإقليميين، مثل المملكة العربية السعودية، وحتى مهاجمة الموانئ الإسرائيلية بصواريخ بعيدة المدى.
عامل حاسم آخر هو روسيا. حيث ترى إيران للعلاقة الحوثية الروسية الناشئة باعتبارها فرصة فريدة لتعزيز نفوذها الإقليمي. ومن خلال التحالف مع روسيا، يمكن لطهران ممارسة ضغط أكبر على المنافسين في المنطقة والاستفادة من موقف الحوثيين لتعطيل المصالح الأمريكية والأوروبية والإسرائيلية.
وتقول إميلي ميليكين الباحثة في “المجلس الأطلسي” إن تحقيق الحوثيين للزعامة الجديدة سيأتي من خلال البدء في “إعلان مسؤولياتهم خارج الحدود اليمنية والاضطلاع بدور أكثر مركزية في استراتيجية فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي.
وأضافت: بالإضافة إلى ذلك، من المرجح أن تعطي إيران الأولوية للجهود الرامية إلى تسليح الحوثيين بالتقنيات التي يمكن أن تزيد من تأثير عمليات الحوثيين، بما في ذلك الأسلحة المتقدمة مثل الصواريخ التي تم الحصول عليها من دول أخرى مثل روسيا.
استراتيجية إيران الجديدة بعد حزب الله.. الحوثيون الخيار الواعدما الذي يعنيه نتنياهو ب”تغيير واقع الشرق الأوسط”؟
الحاجة لإبقاء المحور يعمل
غيّرت عمليات السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 في غزة، ديناميكيات المنطقة والتي اعتبرت أكبر اختبارات إيران ومحور المقاومة، خلال العام الماضي شاهدنا نتائج مبكرة لهذا الاختبار مع سقوط المحور الذي بناه قاسم سليماني قائد فيلق قدس وأسطورة إيران في السياسة العسكرية الخارجية.
لذلك بات يُنظر إلى جماعة الحوثي على نطاق واسع على أنها “الوحيدة الناجحة والناجية” في المحور، وأصبحت الآن أكثر جرأة بفضل ظهورها العالمي وشعبيتها المتزايدة بين الجماهير العربية والإسلامية بسبب هجومها البحري. وعلى الرغم من أن الحوثيين يقولون إنهم يزرعون “علامتهم الخاصة”، بدعم من حملة دعائية فعالة، لكنهم يؤكدون أنها تتفق مع أفق الاستراتيجية الإيرانية.
حرب شاملة في الشرق الأوسط تقترب هل سيلعب الحوثيون دورا أكبر في صراع الشرق الأوسط؟وساهم محور المقاومة قبل سبتمبر/أيلول 2024 في خروج إيران من العزلة الدولية؛ وستحتاج بقاء صورة المحور قيد العمل كتهديد، حتى لو كان الأمر عبر الحوثيين وحدهم للإبقاء بعيداً خاصة مع تزايد شبح العزلة التي تهدد بها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وعودة سياسة “الضغوط القصوى” على طهران، وربما التعرض لحرب. وتشير صحيفة “همشهري” التابعة لبلدية طهران في مقال بعنوان “لماذا لا نفاوض أمريكا” إن مواجهة الولايات المتحدة عبر الحوثيين، وقدرتهم على الهجمات يمكن أن يساهم في هزيمة الولايات المتحدة، ودفع الهيمنة الأمريكية التي تريد استهداف البلاد إلى الوراء.
وعادة ما استخدمت إيران نفوذها على الحوثيين، كأداة تفاوض مع الغرب لدفعها لتتراجع في ملف التفاوض النووي خاصة بعد 2015م أو لمواجهة العقوبات الدولية. وفي هجمات البحر الأحمر اكتسب النظام الإيراني أداة ضغط قوية لمواجهة الضغوط الغربية. على سبيل المثال فرض الغرب عقوبات في مارس/آذار 2024 على النفط الإيراني، بما في ذلك احتجاز ناقلات نفط. وفي 14 مارس/آذار أعلن الحوثيون أن هجماتهم ستستهدف السفن التي تسافر إلى المحيط الهندي في طريقها إلى رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا. وبعد عدة أيام من إعلان الحوثيين، أصدرت إيران، تحذيراً جديداً من جانبها، حيث صاغت التهديد كرد فعل على الإجراءات الأمريكية لفرض عقوباتها على قطاع الطاقة الإيراني. وقال قائد البحرية في الحرس الثوري الإيراني، الأدميرال علي رضا تنكسيري، “إذا تم الاستيلاء على نفطنا وناقلاتنا في أي مكان في العالم، فسنرد بالمثل”. وأضاف أن عصر “الاستغلال الأجنبي للموارد الإيرانية مع الإفلات من العقاب قد انتهى”.
تعرف إيران أن التحولات بعد السابع من أكتوبر تصنع سياسات جديدة في المنطقة وتريد أن تكون جزءاً منها. ويقدم السياسيون في طهران الحوثيين وهجماتهم في البحر الأحمر كصورة للتهديد الذي يمكن تشكله. وكتب باحث إيراني قريب من الحرس الثوري ممتدحاً هجمات الحوثيين. ويقول “وحقيقة أن القيادة تقول إننا لسنا في موقف ضعف وأن إيران والمقاومة لم تضعفا هو لهذا السبب (إمكانية إغلاق البحر الأحمر بشكل كامل)، ومن المهم أن نؤمن أولاً أن مصير المنطقة لن يتحدد إلا من خلال دور إيران، وأن أميركا نفسها فهمت ذلك قبل الشعب الإيراني!”.
في الوقت ذاته فإن النظام الإيراني يستمر في الترويج لعالم متعدد الأقطاب تستعد لحجز مكان فيه، مع دخولها فجأة في تحالف من نوع ما مع كل من موسكو والصين اللتان تملكان حق نقض قرارات مجلس الأمن. وساهمت الانقلابات العسكرية في أفريقيا على القوى الاستعمارية الغربية في إيجاد موطئ قدم لإيران في معظم دول الساحل والقرن الأفريقي. مستخدمة دعايتها بدعم الحوثيين لمواجهة القوى الاستعمارية في البحر الأحمر، واستعراض أسلحتها في هزيمة –إلى حد ما- الولايات المتحدة وبريطانيا على يد الحوثيين كمصنع سلاح متقدم بإمكانه ردع محاولات العودة الاستعمارية إلى مناطقهم. وبالفعل أبدت مالي والنيجر اهتماماً بالأسلحة الإيرانية وفي مقدمتها طائرات “شاهد” المسيّرة التي يهاجم بها الحوثيون السفن والأراضي الفلسطينية المحتلة.
منحت هجمات البحر الأحمر جماعة الحوثي التحوّل من فاعل محلي داخل اليمن إلى فاعل إقليمي؛ وهو أمر كانت تطمح له الجماعة منذ انقلابها في سبتمبر/أيلول 2014عادة ما أخذ زعيم الحركة تقمص حسن نصر الله هدفاً لبلوغ الهدف المنشود؛ والذي يعني بالضرورة أن يكون الحوثيون أكثر ارتهاناً لإيران التي ستزيد تسليح الجماعة لتنفيذ خطط المستقبل.
تجد إيران نفسها أمام خط إجباري في دعم الحوثيين في اليمن لإبقاء عجلة محور المقاومة تدور -ولو ببطء ودون أفق- والتهديد بإشعال حرب في المنطقة إذا تعرضت لهجوم -وهو ما تتعرض له اليوم- حتى لو كان ذلك يعني حدوث تأثير سلبي لعلاقتها مع المملكة العربية السعودية التي بدأت علاقتهما تشهد انفراجه خلال العامين الماضيين.
ويبدو أن الولايات المتحدة في عهد ترامب تريد الضغط على إيران من خلال تدمير ما تبقى من محور المقاومة كجزء من الضغوط القصوى. وحذرت السفيرة دوروثي شيا، القائمة بالأعمال المؤقتة لدى الأمم المتحدة، مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة: “ستتخذ الولايات المتحدة إجراءات ضد الحوثيين إذا استأنفوا هجماتهم المتهورة في البحر الأحمر والممرات المائية المحيطة وعلى إسرائيل”. ويشير التهديد إلى أن ترامب سيسمح بعمل عسكري أمريكي ضد الجماعة، ربما على نطاق أوسع من الضربات على المنشآت العسكرية الحوثية التي أجريت خلال إدارة بايدن. وهو ما يُحتمل استهداف قادة الجماعة وهو القرار الذي ترددت ورفضت إدارة بايدن اتخاذه. كما أن إسرائيل المتفرغة دون قتال في غزة والجبهة اللبنانية قد توسع هجماتها ضد الحوثيين.
فلسطين والبحر الأحمر في الاستراتيجية الإيرانية الحوثيون و”الحشد الشعبي” العراقي يعلنان تنسيق الهجمات.. هل تطوق إيران منطقة الخليج؟!