جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-01@15:31:28 GMT

حرب عبثية أم إخضاع وسيطرة؟

تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT

حرب عبثية أم إخضاع وسيطرة؟

 

عائشة السريحية

عيون العالم مُترقبة لما يحدث من جنون في إقليم الشرق الأوسط، ومع تباين مواقف الحكومات إلّا أنَّ أصوات الشعوب تكاد تكون واحدة؛ فهي تستشعر آلام الضحايا جراء هذه الحرب الظالمة، ومن يتحمل أن يرى الأشلاء تتطاير وكأنها عهن منفوش، رغم الجنون الذي يحدث إلّا أن مسارات الحرب لم تعد ذات أبعاد وجودية كما يقول المحتل الصهيوني؛ بل هي فرض سيطرة وإخضاع لدول الإقليم، وكأن لسان حال نتنياهو يردد مقولة فرعون "أنا ربكم الأعلى".

وبرغم الانهيارات التي حظي بها الكيان المحتل على الصعيد العسكري والسياسي والاقتصادي، ومؤشرات انعدام الأمن الملائم للبيئة الاستثمارية، وضياع حلم قناة بن غوريون وهروب كبار المستثمرين الذين يعون جيداً معنى الاستدامة واستراتيجية الاستثمار، وعدد القتلى من الجنود والضباط وآلاف المعاقين بسبب الحرب، والهجرة العكسية التي ورغم كل محاولات العدو إخفاء كل هذه النتائج، إلا أن الحقائق تتسرب شيئاً فشيئاً للعالم، لتتكشف عورة الكيان اللقيط.

الجنون الصهيوني لإشعال فتيل الحرب الإقليمية الشاملة، وفتح كل الجبهات ليس سوى رغبة من كيان منهار، وليس إلا بخطة أمريكية هدفها إخضاع الشرق الأوسط لقوة واحدة، باتت تخشى فقدانها، فبعد نجاحها في تدمير العراق واليمن وسوريا وتفتيت مشروع الوحدة العربية، وضمان ولاء بقية دول المنطقة؛ بل وابتزاز بعضها، وترويج التطبيع مع المحتل، وبناء قواعد عسكرية في كل زاوية ومنحنى، لم تعد متحملة فكر مشروع المقاومة، الذي انتعش من جديد، كالعنقاء التي انتفضت من وسط الرماد، خصوصا بعد عقود من الفتنة بين الشيعة والسنة كونهما وقودا فاعلا في إذكاء الحروب داخل البلدان وبأقل الخسائر، فكيف لا وهم يقتلون ويكفرون بعضهم، ثم تأتي كالمنقذ المخلص فتفرض شروطها وتدعم الطرف الأكثر أمانا لها، إلا أنها اليوم، لم تعد تجد وسيلة لشرعنة القتل المذهب، بل تقتل المسلم بغض النظر عن ذلك، والتهمة هي أنه مُقاوِم للاحتلال، فالمقاوم بالنسبة لها خطر يجب وأده قبل أن يستشري في مجتمعات متفرقة كالمجتمع العربي الحديث، الذي نجحت أن تجعل نزعة الأنا والانفصال اللاواعي عن وحدة المجتمعات، وفصل مفهوم الأخوة في الدين واللغة والعادات تغلب عليه.

وبالعودة لنقطة الجنون الصهيوأمريكي، وما يروجون له من استعدادهم لضرب إيران وحشدهم للآراء الدولية، كالإدانة التي حصلوا عليها من مجموعة الدول السبع، والسعي في الكواليس لجر دول المنطقة لدعمهم لضرب إيران، ما هو سوى فخ كبير يتم نصبه على مرأى ومسمع؛ بل أمسى مكشوفا منذ اللحظة التي أعلنت فيها دول مجلس التعاون الحياد في هذا الأمر، غير أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تزال تمارس كل وسائل الضغط الممكنة، لجعل الضربة الإسرائيلية، رغبة إقليمية ستشارك فيها الدول الصديقة في المنطقة حسب قولها ولو حتى دعماً لوجستياً.

وعلى مدار العقود السابقة لم نشهد أن أمريكا خاضت حربا وربحتها للنهاية، بل كانت لها جولات تدميرية واستعمارية كل غايتها السيطرة على الثروات وترك ما يحدث بعد ذلك لتلك البلدان المنكوبة.

لذلك فإنِّه وبناء على ما حدث ويحدث، نستطيع أن نخمن بقية السيناريو في حال قام الكيان الصهيوني ومن خلفه طبعًا أمريكا بتوجيه ضربة لإيران وكانت لها آثار تدميرية على البنى التحتية أو حتى على المستوى السياسي كالاغتيالات أو الضربات ذات الأثر الاستراتيجي، ونشير إلى المفاعل النووي، فإنَّ المنطقة برمتها ستوضع في أتون حرب لن تترك ولن تذر، وخصوصا أن رد الفعل سيكون انتقاميًا، وله أبعاد قد لا تحمد عقباها.

لذلك يجب على الدول العربية والخليجية بالذات أن تكون على وعي ودراية لأي فخ قد ينصب لها.

إيران بعد نفاد الصبر الذي أعلنت عنه قبيل ضربتها الأخيرة على إسرائيل، كانت قد تلقت ضربات موجعة؛ فلم يكن اغتيال الشهيد إسماعيل هنية هو السبب الوحيد، فما حدث في لبنان مؤخرا كان القشة التي قصمت ظهر البعير، ولكنها كانت تُعد العدة في الخفاء ما نظنه جعلها جاهزة للرد، خصوصًا بعد أن تم تداول حصولها على أنظمة الدفاع الجوي الروسية "إس-400"، وما تم أيضًا تداوله من حصولها على الصواريخ الباكستانية "شاهين 3" المجهزة لحمل الرؤوس النووية وهو ما كان ينقصها، إضافة لمكنوز الصواريخ الباليستية المتطورة والفرط صوتية، التي تملكها إيران والمسيرات التي أثبتت فاعليتها في خوض حروب مشابهة.

ويرى كثير من المحللين السياسيين أنه مهما كانت الضربة الإسرائيلية قوية، فإنَّ إيران قادرة على امتصاصها وأن ردها سيكون عنيفًا، ولن يكون فقط على إسرائيل؛ بل ربما يطال كل من تعاون معها، فالانتقام لا يقوده العقل بل الجنون والانتصار للنفس؛ فالمعركة اليوم لم تعد بين الكيان الإسرائيلي ومحاور المقاومة؛ بل هو صراع أمريكي إيراني حول كرسي الزعامة في الشرق الأوسط، وفي كلتا الحالتين نحن مقبلون على شرق أوسط جديد لكن بمعايير مختلفة.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

إيران تحذر أمريكا من رد بسرعة وحزم على أي عمل عدواني أو هجوم إسرائيلي

 تصاعدت حدة التوترات بين إيران من جهة، والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى، حيث أصدرت إيران تحذيرات شديدة اللهجة بشأن أي اعتداء يستهدف سيادتها.​

في 31 مارس 2025، أعلن المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، أن إيران ستوجه "ضربة قوية" ضد الولايات المتحدة إذا نفذت تهديد الرئيس دونالد ترامب بقصف إيران ما لم توافق على اتفاق نووي جديد. 

وأوضح خامنئي أن أي عمل عدائي من قبل الولايات المتحدة أو إسرائيل سيُقابل برد فعل قوي من قبل إيران. ​

في 16 أبريل 2024، حذر وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، من أن طهران سترد بسرعة وقوة على أي هجوم إسرائيلي.

 وأكد أن إيران لا تسعى لتصعيد التوتر في المنطقة، لكنها ستتخذ إجراءات حاسمة إذا تعرضت مصالحها أو أمنها للخطر. ​

وفي 2 فبراير 2024، شدد الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، على أن إيران سترد بقوة على أي محاولة للتنمر عليها، مؤكداً أن القوة العسكرية الإيرانية تُستخدم كوسيلة ردع وليست تهديداً لأي دولة. ​

وفي 31 يناير 2024، حذر مبعوث إيران لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، من أن طهران سترد بحسم على أي هجوم يستهدف أراضيها أو مصالحها أو رعاياها في الخارج، وذلك رداً على تصريحات الرئيس الأمريكي بشأن اتخاذ قرار حول كيفية الرد على هجوم استهدف قاعدة عسكرية أمريكية في الأردن. ​

وتأتي هذه التصريحات في سياق تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، مع تزايد المخاوف من اندلاع مواجهات مباشرة بين إيران وخصومها، مما قد يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة بشكل أكبر.​

مقالات مشابهة

  • إيران تحذر أمريكا من رد بسرعة وحزم على أي عمل عدواني أو هجوم إسرائيلي
  • كارثة إنسانية غير مسبوقة.. تقرير يرصد الدمار الذي خلفته الحرب في العاصمة السودانية
  • برلمانية تكشف أبرز الرسائل التي أطلقتها القوي السياسية والشعبية حفاظاً علي أمننا القومي
  • الخرطوم هي العاصمة العربية التي هزمت أعتى مؤامرة
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين: الحرب عبثية وصفقة شاملة هي الحل الوحيد
  • إيران تجدد إدانتها للعدوان الأمريكي على اليمن
  • ترامب يعود لسياسة الاتفاق أو الحرب مع إيران
  • حماس: المقاومة وسلاحها مسألة وجودية.. ونتنياهو يقود المنطقة للدمار
  • وصول قاذفات نووية شبحية بعيدة المدى الى قواعد أمريكية بالقرب من إيران ووكلائها في المنطقة ... مشهد الحرب القادم
  • إيران تكشف عن القاعدة العسكرية التي ستضربها في حال تعرضها لهجوم أميركي