جريدة الرؤية العمانية:
2024-10-07@18:26:34 GMT

حرب عبثية أم إخضاع وسيطرة؟

تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT

حرب عبثية أم إخضاع وسيطرة؟

 

عائشة السريحية

عيون العالم مُترقبة لما يحدث من جنون في إقليم الشرق الأوسط، ومع تباين مواقف الحكومات إلّا أنَّ أصوات الشعوب تكاد تكون واحدة؛ فهي تستشعر آلام الضحايا جراء هذه الحرب الظالمة، ومن يتحمل أن يرى الأشلاء تتطاير وكأنها عهن منفوش، رغم الجنون الذي يحدث إلّا أن مسارات الحرب لم تعد ذات أبعاد وجودية كما يقول المحتل الصهيوني؛ بل هي فرض سيطرة وإخضاع لدول الإقليم، وكأن لسان حال نتنياهو يردد مقولة فرعون "أنا ربكم الأعلى".

وبرغم الانهيارات التي حظي بها الكيان المحتل على الصعيد العسكري والسياسي والاقتصادي، ومؤشرات انعدام الأمن الملائم للبيئة الاستثمارية، وضياع حلم قناة بن غوريون وهروب كبار المستثمرين الذين يعون جيداً معنى الاستدامة واستراتيجية الاستثمار، وعدد القتلى من الجنود والضباط وآلاف المعاقين بسبب الحرب، والهجرة العكسية التي ورغم كل محاولات العدو إخفاء كل هذه النتائج، إلا أن الحقائق تتسرب شيئاً فشيئاً للعالم، لتتكشف عورة الكيان اللقيط.

الجنون الصهيوني لإشعال فتيل الحرب الإقليمية الشاملة، وفتح كل الجبهات ليس سوى رغبة من كيان منهار، وليس إلا بخطة أمريكية هدفها إخضاع الشرق الأوسط لقوة واحدة، باتت تخشى فقدانها، فبعد نجاحها في تدمير العراق واليمن وسوريا وتفتيت مشروع الوحدة العربية، وضمان ولاء بقية دول المنطقة؛ بل وابتزاز بعضها، وترويج التطبيع مع المحتل، وبناء قواعد عسكرية في كل زاوية ومنحنى، لم تعد متحملة فكر مشروع المقاومة، الذي انتعش من جديد، كالعنقاء التي انتفضت من وسط الرماد، خصوصا بعد عقود من الفتنة بين الشيعة والسنة كونهما وقودا فاعلا في إذكاء الحروب داخل البلدان وبأقل الخسائر، فكيف لا وهم يقتلون ويكفرون بعضهم، ثم تأتي كالمنقذ المخلص فتفرض شروطها وتدعم الطرف الأكثر أمانا لها، إلا أنها اليوم، لم تعد تجد وسيلة لشرعنة القتل المذهب، بل تقتل المسلم بغض النظر عن ذلك، والتهمة هي أنه مُقاوِم للاحتلال، فالمقاوم بالنسبة لها خطر يجب وأده قبل أن يستشري في مجتمعات متفرقة كالمجتمع العربي الحديث، الذي نجحت أن تجعل نزعة الأنا والانفصال اللاواعي عن وحدة المجتمعات، وفصل مفهوم الأخوة في الدين واللغة والعادات تغلب عليه.

وبالعودة لنقطة الجنون الصهيوأمريكي، وما يروجون له من استعدادهم لضرب إيران وحشدهم للآراء الدولية، كالإدانة التي حصلوا عليها من مجموعة الدول السبع، والسعي في الكواليس لجر دول المنطقة لدعمهم لضرب إيران، ما هو سوى فخ كبير يتم نصبه على مرأى ومسمع؛ بل أمسى مكشوفا منذ اللحظة التي أعلنت فيها دول مجلس التعاون الحياد في هذا الأمر، غير أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تزال تمارس كل وسائل الضغط الممكنة، لجعل الضربة الإسرائيلية، رغبة إقليمية ستشارك فيها الدول الصديقة في المنطقة حسب قولها ولو حتى دعماً لوجستياً.

وعلى مدار العقود السابقة لم نشهد أن أمريكا خاضت حربا وربحتها للنهاية، بل كانت لها جولات تدميرية واستعمارية كل غايتها السيطرة على الثروات وترك ما يحدث بعد ذلك لتلك البلدان المنكوبة.

لذلك فإنِّه وبناء على ما حدث ويحدث، نستطيع أن نخمن بقية السيناريو في حال قام الكيان الصهيوني ومن خلفه طبعًا أمريكا بتوجيه ضربة لإيران وكانت لها آثار تدميرية على البنى التحتية أو حتى على المستوى السياسي كالاغتيالات أو الضربات ذات الأثر الاستراتيجي، ونشير إلى المفاعل النووي، فإنَّ المنطقة برمتها ستوضع في أتون حرب لن تترك ولن تذر، وخصوصا أن رد الفعل سيكون انتقاميًا، وله أبعاد قد لا تحمد عقباها.

لذلك يجب على الدول العربية والخليجية بالذات أن تكون على وعي ودراية لأي فخ قد ينصب لها.

إيران بعد نفاد الصبر الذي أعلنت عنه قبيل ضربتها الأخيرة على إسرائيل، كانت قد تلقت ضربات موجعة؛ فلم يكن اغتيال الشهيد إسماعيل هنية هو السبب الوحيد، فما حدث في لبنان مؤخرا كان القشة التي قصمت ظهر البعير، ولكنها كانت تُعد العدة في الخفاء ما نظنه جعلها جاهزة للرد، خصوصًا بعد أن تم تداول حصولها على أنظمة الدفاع الجوي الروسية "إس-400"، وما تم أيضًا تداوله من حصولها على الصواريخ الباكستانية "شاهين 3" المجهزة لحمل الرؤوس النووية وهو ما كان ينقصها، إضافة لمكنوز الصواريخ الباليستية المتطورة والفرط صوتية، التي تملكها إيران والمسيرات التي أثبتت فاعليتها في خوض حروب مشابهة.

ويرى كثير من المحللين السياسيين أنه مهما كانت الضربة الإسرائيلية قوية، فإنَّ إيران قادرة على امتصاصها وأن ردها سيكون عنيفًا، ولن يكون فقط على إسرائيل؛ بل ربما يطال كل من تعاون معها، فالانتقام لا يقوده العقل بل الجنون والانتصار للنفس؛ فالمعركة اليوم لم تعد بين الكيان الإسرائيلي ومحاور المقاومة؛ بل هو صراع أمريكي إيراني حول كرسي الزعامة في الشرق الأوسط، وفي كلتا الحالتين نحن مقبلون على شرق أوسط جديد لكن بمعايير مختلفة.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

إحصائيات صادمة.. ما الذي تبقى من المؤسسات التعليمية في غزة بعد عام من الإبادة؟

تُعدّ فلسطين واحدة من الدول ذات أدنى معدلات الأمية عربيا وعالمياً، حيث سجل الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني نسبة 2.1% بين الأفراد الذين تبلغ أعمارهم 15 سنة فأكثر في عام 2023.

وفي الأراضي المحتلة عام 1948، بلغ معدل الأمية 3.6% بين الأفراد من الفئة العمرية ذاتها في عام 2017، وفقاً لبيانات جمعية الجليل (ركاز).

وسجلت الضفة الغربية انخفاضًا ملحوظًا في معدل الأمية، حيث تراجع من 14.1% في عام 1997 إلى 3.2% في عام 2023، بينما شهد قطاع غزة انخفاضًا من 13.7% إلى 1.9% خلال نفس الفترة، وفقًا لبيانات الإحصاء الفلسطيني.

ولكن يبدو أن الاحتلال الإسرائيلي يريد تغيير هذه النسبة باستهدافه المؤسسات التعليمية وأبناء المجتمع الفلسطيني٬ مع دخول حرب الإبادة الجماعية على غزة عامها الأول بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وهربًا من نيران الاحتلال وسعيًا للأمان، فقد لجأت العديد من الأسر في غزة إلى مدارس تابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، بالإضافة إلى مدارس حكومية وخاصة التي كانت أهدافا لمجازر "إسرائيل".

#غزة: في اليومين الماضيين فقط، تعرضت ثلاث مدارس تابعة للأونروا للقصف في غزة. أفادت التقارير بمقتل ما لا يقل عن 21 شخصًا. كانت هذه المدارس مأوى لأكثر من 20,000 نازح. بعض المدارس تعرضت للقصف أكثر من مرة منذ بداية الحرب.

أكثر من 140 مدرسة تابعة للأونروا تعرضت للهجوم منذ 7 أكتوبر،… https://t.co/SdEglTm6NH pic.twitter.com/T0z56ZYTXg — الأونروا (@UNRWAarabic) October 3, 2024
إحصائيات صادمةخلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تعرضت جميع المدارس والجامعات في القطاع لاستهداف مباشر، حيث تم تدمير 123 مدرسة وجامعة بالكامل، وتضررت 335 جزئيًا، بالإضافة إلى استشهاد أكثر من 11 ألف طالب و750 معلماً ومعلمة، و100 أستاذ جامعي، وفقًا لآخر بيانات مكتب الإعلام الحكومي.

أما في الضفة وبحسب تقرير صادر في آب/ أغسطس الماضي عن مجموعة التعليم الدولية، وهي آلية تنسيقية تضم منظمات ووكالات تسعى لتلبية احتياجات التعليم أثناء الأزمات الإنسانية، فإن التحديات في الضفة الغربية المحتلة تشمل "استهداف المعلمين والطلاب بالعنف، والعمليات العسكرية الإسرائيلية والغارات على المدارس والمناطق المحيطة بها، وعنف المستوطنين، وتدمير المرافق التعليمية، والقيود على الحركة، والعوائق البيروقراطية".

وفي قطاع غزة، حرمت الحرب 625 ألف طفل في سن الدراسة من عام دراسي كامل بسبب الدمار الواسع الذي لحق بالمدارس والمنشآت التعليمية الأخرى، بحسب تقرير منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف.

وقد تعرض حوالي 93% من مدارس القطاع البالغ عددها 564 لأضرار جسيمة، حيث يتطلب 84.6% منها إعادة بناء كاملة، وفقًا للتقرير.

وأشار التقرير إلى أن تأثير الحرب المستمرة كان كارثيًا، حيث لم يتمكن 39 ألف طالب على الأقل من أداء امتحانات التوجيهي، وهي امتحانات الثانوية العامة التي تُعتبر حاسمة للانتقال إلى التعليم الجامعي. وواجه أكثر من 21 ألف معلم صعوبة في العمل بسبب انعدام الأمن ونقص الأماكن التعليمية الآمنة.

ويُبرز التقرير أيضًا أن جميع أطفال غزة، الذين يبلغ عددهم 1.2 مليون طفل، يحتاجون إلى دعم عاجل في مجالات الصحة النفسية، بالإضافة إلى الدعم النفسي الاجتماعي، نظرًا للأثر العميق الذي تركته الحرب على حياتهم.

المدارس.. أهداف مشروعة!
بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني٬ فإنه في العام الدراسي 2022-2023، كان هناك 796 مدرسة في قطاع غزة، تتوزع بين 442 مدرسة حكومية و284 مدرسة تابعة لوكالة الغوث و70 مدرسة خاصة.

وبلغ عدد الأبنية المدرسية في القطاع خلال نفس العام 550 مبنى، تشمل 303 مبانٍ حكومية و182 مبنى تابعاً لوكالة الغوث و65 مبنى خاصاً. وتعكس هذه الأرقام الحاجة الملحة إلى تعزيز التعليم في غزة، خاصة في ظل الظروف الحالية التي تؤثر سلباً على النظام التعليمي.

#غزة| مجزرة جديدة ضد نازحين فلسطينيين يرتكبها الجيش الإسرائيلي في إحدى مدارس الإيواء وسط مدينة غزة، مخلفًا ما لا يقل عن 100 قتيل.

لا شيء يبرر استهداف المدارس وقتل المدنيين! pic.twitter.com/rV4tqJOlxL — المرصد الأورومتوسطي (@EuroMedHRAr) August 10, 2024
وقبل الحرب، واجهت مدارس قطاع غزة تحديات كبيرة في استيعاب أعداد الطلاب المتزايدة، خاصة في المناطق الشرقية، ما أدى إلى اعتماد نظام الفترتين الصباحية والمسائية في بعض المدارس لتلبية هذا الطلب.

ووفقا لوكالة "الأونروا"٬ فإن أكثر من 600 ألف طفل في قطاع غزة يعانون من صدمات نفسية حادة ويحرمون من التعليم، حيث تحولت مدارسهم إلى مراكز إيواء مزدحمة بالنازحين وغير صالحة للتدريس.

وفي تصريحه عبر منصة "إكس"، قال فيليب لازاريني، مفوض الأونروا في 2 أيلول/ سبتمبر الماضي: "إن أكثر من 70% من مدارسنا في غزة تعرضت للتدمير أو الضرر، والغالبية منها أصبحت ملاجئ مكتظة بمئات الآلاف من الأسر النازحة، مما يجعلها غير صالحة للاستخدام التعليمي".

كما أنه تم استخدام 70 مبنًى مدرسيا حكوميا و145 مبنًى مدرسيا تابعا لوكالة الغوث كأماكن إيواء للنازحين في قطاع غزة، ما يعكس التأثير الكبير للأزمة على النظام التعليمي. وهذا التحول أدى إلى تعطيل العملية التعليمية في ظل الظروف الصعبة التي يواجهها النازحون.

ووفقاً لتوثيقات "المكتب الإعلامي الحكومي" و"الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني"، استهدفت قوات الاحتلال 172 مركز إيواء منذ بداية الحرب، بما في ذلك 152 مدرسة تابعة للأونروا ومدارس حكومية وخاصة، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 1040 نازحاً كانوا داخل هذه المراكز.

تشير التقديرات المحلية والدولية إلى أن الحرب أدت إلى نزوح نحو مليوني فلسطيني، ما يمثل 90% من سكان قطاع غزة الذين يبلغ عددهم حوالي 2.2 مليون نسمة. وقد لجأ مئات الآلاف من النازحين إلى المدارس، التي تحولت إلى مراكز إيواء مكتظة، تفتقر إلى الخدمات الأساسية وتنتشر فيها الأمراض.

ومع استمرار القصف الذي تسبب في تدمير عدد كبير من المدارس، تبرز تساؤلات هامة حول قدرة المدارس على استيعاب الطلاب بعد انتهاء الحرب، وكيف سيتمكن النظام التعليمي من التعافي بعد هذا الدمار، وما هي الخطط لتعويض الفاقد التعليمي للطلاب والمعلمين.. هذه التساؤلات توضح الحاجة الملحة لاستراتيجيات فعالة لدعم التعليم في غزة وسط هذه التحديات الصعبة.

أين إعلان المدارس الآمنة؟
يذكر أنه في عام 2015، صادقت فلسطين على إعلان المدارس الآمنة في العاصمة النرويجية أوسلو، بالتعاون مع 110 دول أخرى. يمثل هذا الإعلان التزامًا سياسيًا يهدف إلى توفير حماية أفضل للطلاب والمعلمين والمدارس والجامعات أثناء النزاعات المسلحة. كما يسعى إلى دعم استمرارية التعليم خلال الحروب، ووضع إجراءات ملموسة لمنع الاستخدام العسكري للمؤسسات التعليمية.

وتتعهد الدول الموقعة على هذا الإعلان باتخاذ خطوات فعّالة، تشمل تقديم المساعدة لضحايا الهجمات، والتحقيق في مزاعم انتهاكات القوانين الوطنية والدولية وملاحقة مرتكبيها عند الاقتضاء. وتلتزم هذه الدول ببذل جهود لضمان التعليم بأمان خلال النزاعات المسلحة وتعزيز تلك الجهود.

الجامعات.. أول ما تم استهدافه
كما حُرم طلبة الجامعات في غزة من حقهم في التعليم على مدار السنة الماضية، ما أثر بشكل كبير على مستقبلهم الأكاديمي والمهني.

تخرج منها ثُلة من العلماء والأطباء والمهندسين .. الاحتلال يحول الجامعة الإسلامية في غزة إلى كومة من الركام pic.twitter.com/fFKWuoj0Vz — Tufan_Alaqsa طوفان الأقصى (@Tufan_ALaqssa) October 4, 2024 رداً على موقف الأزهر من مجازر الاحتلال الإسرائيلي ضد أهالي غزة، قوات الاحتلال تدمر جامعة الأزهر في القطاع.
جامعات، معاهد، مدارس، مؤسسات تربوية، كلها تحت القصف.
الجميع مستهدف، مع قرابة عشرة آلاف قتلتهم آلة الحرب الإسرائيلية.
وما يزال الغرب يمتنع عن الدعوة لوقف إطلاق النار pic.twitter.com/WboBBusOlK — د. محمد جميح (@MJumeh) November 4, 2023
يذكر أن فلسطين تضم 51 جامعة وكلية مجتمع، بإجمالي عدد طلبة بلغ حوالي 226 ألف في عام 2023. من بينها، تقع 18 جامعة وكلية في قطاع غزة، تخدم نحو 87 ألف طالب.

ولعبت هذه المؤسسات دورًا محوريًا في تعزيز الثقافة والقيم الوطنية الفلسطينية، وأسهمت بفعالية في رفع مستوى الوعي الوطني. يُعد التعليم العالي في فلسطين ركيزة أساسية للبقاء والنضال من أجل الحرية.

الجامعة الإسلامية.. عقل غزة
في بداية العدوان الإسرائيلي على غزة، استهدفت الطائرات الحربية الجامعة الإسلامية بعدة غارات، ما أسفر عن تدمير عدد كبير من مبانيها. وفي غضون شهر، قامت القوات البرية الإسرائيلية، مدعومة بالدبابات والجرافات، باجتياح المناطق الغربية من مدينة غزة، ما ألحق أضراراً جسيمة بالبنية التحتية وأصاب العديد من المنشآت التعليمية في المنطقة، بما في ذلك وزارة التربية والتعليم وأربع جامعات أخرى.

تغطية صحفية: "سلاح الجو التابع لجيش الاحـ ـتلال يستهدف مبنى في الجامعة الإسلامية في غزة" pic.twitter.com/9KE7cXJvbY — القسطل الإخباري (@AlQastalps) January 18, 2024
وتعرضت بعض المباني الجامعية للحرق، في حين دُمّرت أخرى بالكامل، ما أدى إلى تعميق الأزمة التعليمية في القطاع.

وتتمتع الجامعة الإسلامية في غزة بسمعة أكاديمية مرموقة على المستويين المحلي والدولي، حيث أسست على مدار أكثر من أربعة عقود علاقات أكاديمية مع العديد من الجامعات والمنظمات العالمية بهدف التعاون في الأبحاث المشتركة، تنظيم المؤتمرات، وتبادل الأساتذة والطلاب.

وقد تخرج من الجامعة آلاف الطلاب الذين يشغلون الآن مناصب هامة في مؤسسات محلية ودولية متنوعة.

وتضم الجامعة الإسلامية إحدى عشرة كلية، وبلغ عدد طلابها قبل الإبادة الجماعية حوالي 17 ألف طالب، منهم 63% طالبات. ووفرت الجامعة بيئة تعليمية متقدمة تشمل تقنيات حديثة مثل مختبرات الحاسوب، التعليم الإلكتروني عبر برنامج "مودل"، ومؤتمرات الفيديو، بالإضافة إلى مرافق متطورة مثل: المكتبات، الحدائق، الصالات الرياضية، والملاعب.

وقدمت الجامعة دعماً شاملاً للطلاب من ذوي الإعاقة الجسدية والبصرية والسمعية عبر منح دراسية ومساعدات خاصة من مكتب مختص بتلبية احتياجاتهم.

لن نفقد الأمل.. إلى الخيمة من جديد
وفي ظل هذه الأجواء برزت مبادرات أهلية تطوعية لتعويض الأطفال عن خسائرهم التعليمية. من أبرز هذه المبادرات إنشاء مدرسة داخل مخيم نازحين في خانيونس جنوب القطاع، حيث تضم مئات الأطفال.

وفي غزة هنالك إدراك لطول أمد الحرب ومن أجل انقاذ الأجيال القادمة هنالك إصرار على تعليمهم رغم انعدام الإمكانيات.

مدرسة التحدي في مواصي خانيونس تجربة تستحق الدعم والمساندة.

مثل هذه التجارب هي جزء لا يتجزأ من المعركة،... pic.twitter.com/L8cf1aHlXc — yaseenizeddeen (@yaseenizeddeen) September 30, 2024
تحولت خيمة كبيرة داخل مركز إيواء في منطقة "المواصي" في غرب خانيونس إلى مدرسة تطوعية، تهدف إلى تعليم الأطفال المنهج الفلسطيني وتخفيف الضغط النفسي الناجم عن الحرب من خلال الأنشطة الترفيهية. ومع تزايد الدمار والنزوح، أصبحت مدارس غزة مراكز إيواء، ما أدى إلى تعقيد الوضع التعليمي بشكل أكبر.

مقالات مشابهة

  • القضاء على برنامج إيران النووي.. حلم إسرائيل الذي لا يتحقق لسبب وحيد- عاجل
  • السودان: البلد الذي اختطفه الإسلاميون وتريد إيران دفنه
  • موجة الموت التي أسقطت الملالي في الشرق الأوسط
  • رأس خامنئي في خطر.. تعرف على الأهداف التي ستضربها اسرائيل في إيران
  • إحصائيات صادمة.. ما الذي تبقى من المؤسسات التعليمية في غزة بعد عام من الإبادة؟
  • ما الذي تبقى من المؤسسات التعليمية في غزة بعد عام من الإبادة؟
  • طهران: المقاومة لا تحتاج لقوات من إيران وأمريكا الخاسر الأكبر في الحرب
  • ما هي القواعد العسكرية الإسرائيلية التي استهدفتها إيران في ضرباتها؟
  • الشرق الأوسط الجديد: كيف يعيد الغرب تشكيل الإسلام السياسي من السودان إلى إيران؟