لماذا يعد شات جي بي تي سيئا جدا في الرياضيات؟
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
إذا جربت يوما استخدام "شات جي بي تي" كآلة حاسبة، فمن المؤكد أنك لاحظت عجزه في الرياضيات. فروبوت الدردشة سيئ في الحساب، وهذه ليست ميزة فريدة من نوعها بين أدوات الذكاء الاصطناعي.
فمن جهة أخرى، لا يستطيع "كلود" (Claude) من "أنثروبي" (Anthropic) حل مشكلات الكلمات البسيطة، ويفشل "جيميني" (Gemini) في فهم المعادلات التربيعية، ويواجه "لاما" (Llama) من "ميتا" (Meta) صعوبة في عملية جمع بسيطة.
الجواب هو "عملية الترميز" حيث يساعد الذكاء الاصطناعي في ترميز المعلومات بكثافة من خلال عملية تجزئة البيانات إلى أجزاء (على سبيل المثال، تقسيم كلمة "جميل" إلى مقاطع "ج" "م" "ي" "ل"). ولأن أدوات التجزئة في النماذج الذكية لا تعرف ما هي الأرقام، فغالبا ما تنتهي بتخريب العلاقات بينها.
فعلى سبيل المثال، قد تعالج أداة التجزئة الرقم "380" على أنه عنصر واحد، ولكنها تفهم العدد "381" على أنه زوج من الأرقام ("38" و "1")، وهنا يحدث الخطأ.
ولكن عملية الترميز ليست السبب الوحيد في ضعف الذكاء الاصطناعي في الرياضيات. فأنظمة الذكاء الاصطناعي عبارة عن آلات إحصائية، وبعد تدريبها على العديد من الأمثلة تتعلم أنماط تلك الأمثلة لتقديم التوقعات.
وفي أحد الأمثلة، عند سؤال "شات جي بي تي" عن مسألة ضرب مثل 5,7897 × 1,2832، من المحتمل أن يستنتج النموذج أن حاصل ضرب رقم ينتهي بـ"7″ ورقم ينتهي بـ"2″ سينتهي بـ"4″. وذلك بالاعتماد على الأخطاء في عمليات ضرب واجهها سابقا وتعلم منها.
ولكنه سيواجه صعوبة في الجزء الأوسط، وسيعطي الجواب على أنه 742,021,104 بينما الجواب الصحيح هو 742,934,304.
وقام يونتيان دينغ، الأستاذ المساعد في جامعة واترلو والمتخصص في الذكاء الاصطناعي، بتقييم شامل لقدرات الضرب في "شات جي بي تي" في دراسة أجراها هذا العام.
وقد وجد هو وزملاؤه أن النموذج الافتراضي "جي بي تي -4 أو" (GPT-4o) واجه صعوبة في ضرب أعداد مكونة من أكثر من 4 أرقام مثل 3,459 × 5,284.
وقال دينغ إن "جي بي تي -4 أو" يواجه صعوبة في ضرب الأرقام المتعددة، إذ يحقق دقة أقل من 30% في ضرب أعداد مكونة من 4 أرقام. وأضاف أن عمليات حسابية كهذه "تُشكل تحديا لنماذج اللغة لأن أي خطأ في أي خطوة تالية يمكن أن يتراكم، ومن ثم يؤدي إلى نتيجة نهائية غير صحيحة".
ومن جهة أخرى، يشعر دينغ بالتفاؤل. ففي الدراسة أجراها هو وزملاؤه على نموذج "أو1" (o1)، وهو نموذج "الاستدلال" الخاص بشركة "أوبن إيه آي"، حقق النموذج نتائج أفضل بكثير من "جي بي تي -4 أو"، حيث تمكن من حل عمليات ضرب أعداد مكونة من 9 أرقام بشكل صحيح في نصف الوقت تقريبا.
وأضاف "قد يحل النموذج عملية الضرب بطرق تختلف عن الطرق التي نحلها يدويا، وهذا يثير فضولنا حول نهج النموذج في حل المسائل وكيف يختلف عن الاستدلال البشري".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الذکاء الاصطناعی شات جی بی تی صعوبة فی
إقرأ أيضاً:
المجلس الرمضاني العلمي يناقش «الذكاء الاصطناعي إلى أين؟»
دبي (الاتحاد)
نظم نادي الإمارات العلمي، في ندوة الثقافة والعلوم، المجلس الرمضاني العلمي السنوي تحت عنوان «الذكاء الاصطناعي إلى أين؟»، بحضور بلال البدور، رئيس مجلس الإدارة، وعلي عبيد الهاملي، نائب الرئيس، وأعضاء مجلس إدارة نادي الإمارات العلمي، ونخبة من الأكاديميين والمهتمين. أدار الجلسة الدكتور عيسى البستكي، رئيس جامعة دبي، رئيس نادي الإمارات العلمي، مؤكداً أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد تقنية، بل أصبح محركاً رئيساً للتغيير والتطوير في مختلف جوانب الحياة، وسيكون له تأثير غير مسبوق على المجتمعات والاقتصادات حول العالم. وأضاف البستكي أن دولة الإمارات تسعى جاهدة لمنافسة الدول المتقدمة تكنولوجيا، حيث عينت أول وزير للذكاء الاصطناعي في عام 2016. وإن اهتمام القيادة الرشيدة بتطوير وتطبيق الذكاء الاصطناعي في الدولة لهو دليل على أهمية الذكاء الاصطناعي في تطوير الأمم في المستقبل القريب. وذكر البستكي أن المحور الأول سيتناول استشراف مستقبل الذكاء الاصطناعي خلال السنوات العشر القادمة. وسيتطرق المحور الثاني إلى توظيف الذكاء الاصطناعي في القطاعات الحيوية في التنمية الاقتصادي المستدامة واستكشاف علوم الفضاء - والتطبيقات الصحية - والاستدامة البيئية - والتعليم الشخصي والذاتيّ - السياحة الذاتية والرقمية - أتمتة النقل والرقمنة. واستهل المداخلات د. محمد عبدالعزيز العلماء، رئيس جمعية الإمارات لجراحي المخ والأعصاب، قائلاً بأنه نظراً لقلة عدد الأطباء والممرضين وطول فترات انتظار المواعيد الطبية، وتأخر التشخيص وخطأه أحياناً، وعدم فعالية العلاج في أحيان أخرى، إضافة إلى التحويلات الطبية غير الضرورية، تم الاتجاه إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في معالجة بعض التحديات الطبية. واستشرف د. العلماء مستقبل الذكاء الاصطناعي في المجالي الطبي بعد 10 سنوات، مشيراً إلى أنه سيساعد في التشخيص الدقيق، وفي عمليات روبوتية فائقة الدقة، والعلاج عن بُعد، والعلاج حسب الجينات والبيئة، واكتشاف أمراض جديدة مبكراً، واكتشاف أدوية جديدة أو استعمالات جديدة لأدوية قديمة. وتطرق الدكتور سعيد المنصوري، مدير إدارة الاستشعار عن بُعد بمركز محمد بن راشد للفضاء، إلى استخدامات الذكاء الاصطناعي في مجال الاستشعار عن بُعد، سواء في الأقمار الصناعية (دبي سات 1.2009 - دبي سات 2.2013 - خليفة سات.. تم إطلاقه مؤخراً)، وهذه الأقمار تساهم بشكل كبير في دعم ملفات مهمة، منها مجال التخطيط العمراني من خلال التعاون مع البلديات والوزرات المعنية. ويسهم الذكاء الاصطناعي في متابعة التغييرات البيئية بشكل أسرع وأشمل، ويوفر بيانات مهمة عن الغطاء النباتي المحيط، سواء في الساحل أو الداخل، كما يراقب الزحف العمراني ويرصد صورة مستقبلية لذلك.وتناول الدكتور عبدالرحمن المعيني، الوكيل المساعد لقطاع الملكية الفكرية بوزارة الاقتصاد، دور الذكاء الاصطناعي في تنمية القطاع الاقتصادي، حيث يمثل الذكاء الاصطناعي أداة مهمة في هذا المجال، ولذلك تم دعم 100 شركة للمستقبل ناشئة وصاعدة تستخدم الذكاء الاصطناعي في مجالات عملها، وذلك دعماً لريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والقطاعات الحيوية. وتحدث الأستاذ الدكتور عبداللطيف الشامسي، مستشار أكاديمي في مكتب الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، عن تأثير الذكاء الاصطناعي على طريقة تفكير الجيل الجديد، وكيف يمكن استقطاب المواهب. وأكد الشامسي أن تأثير الذكاء الاصطناعي ليس حكراً على التعليم فحسب، إنما شمل جميع قطاعات الأعمال والتخصصات المهنية، لذلك لا بد من تمكين جميع أفراد المجتمع، وليس جيل الذكاء الاصطناعي، على التقنيات الحديثة. وحول تطبيقات أتمتة النقل والمواصلات، تناول المهندس مساعد الحمادي، مدير إدارة الاستراتيجية وحوكمة التقنيات لقطاع خدمات الدعم التقني المؤسسي في هيئة الطرق والمواصلات بدبي، أهمية الذكاء الاصطناعي باعتباره ظاهرة اجتماعية تؤثر على الجميع وتعتبر جزءاً أصيلاً من ممارسته الوظيفية والحياتية. وذكر أنه خلال السنوات الخمس أو العشر القادمة ستتغير الكثير من ملامح الحياة والعمل من خلال التطورات التقنية السريعة والمتلاحقة.