جريدة الرؤية العمانية:
2024-10-07@18:24:32 GMT

إشعال الحرائق في الوعي العربي

تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT

إشعال الحرائق في الوعي العربي

 

د. عبدالله باحجاج

حاول الصهاينة جاهدين أن يمحو من ذاكرتنا يوم السابع من أكتوبر 2023، وهو يوم طوفان الأقصى المجيد، وذلك على ألا يأتي هذا اليوم إلّا وقد حققوا انتصارات من وزنه، تمحو انتصاراته ولا يخلد يومه، لكنهم فشلوا؛ فالذكرى المُباركة تطل علينا بفشل صهيوني جديد.

صحيحٌ أنهم لجأوا إلى العنف المفرط والخيانات واستخدام أحدث تقنيات الاختراق، وتمكنوا من خلالها من اغتيال قادة حزب الله وتدمير أجزاء من الضاحية الجنوبية، لكنهم تفاجأوا بعدها بوابل من الصواريخ البالستية من إيران حطمت معنوياتهم مُجددًا، ولم يتمكن الصهاينة من مجرد المساس بالمعنويات التاريخية ليوم السابع من أكتوبر 2023.

ومن المؤكد أن الصهاينة الآن في هذه الذكرى هم أتعس البشر، وبنفسيات محطمة طاردة للعيش في الأرض المحتلة، بدليل ما ذكره استطلاع للرأي نشر في يوم الذكرى وأظهر أنَّ 61% من الإسرائيليين لا يشعرون بالأمان في الكيان الصهيوني.

مثل هذه الانتصارات التاريخية والحفاظ على قدسيتها ومركزيتها للأسف لا يتماهى معها الوعي العربي/ الإسلامي، وقد ظهر أن هذا الوعي هو الطرف الأضعف في معادلة المقاومة الشاملة المعاصرة، ولم يرتقِ إلى مستوى التحديات، وذلك عندما غرق في جدلية السنة والشيعة في وقت محنة الرد الصهيوني على انتصارات المُقاومة، مما يفقده هنا خاصية الوعي نفسه؛ لأنه وقع بسهولة تحت منهجية حملة تضليل إعلامية ضخمة استخدم فيها حتى الذكاء الاصطناعي، أشعلت حرائق هائلة في هذا الوعي لا تزال قائمة حتى الآن استغلالًا للجدلية سالفة الذكر.

ونرى جازمين أنَّ هذا الاستغلال كان من بين الاستهدافات الأساسية للحرب على حزب الله، وقد نجحوا فيه، واللافت هنا أن الخلافات طالت الآن الوجدانيات. وعندما تصل خلافات الجدلية السنية الشيعية إلى هذا العمق يكون الكيان الصهيوني قد حقق ثنائية نجاحه؛ وهما: اغتيال قيادات حماس، وإشعال وعينا بمعركة أفكار تشطر الشعب الواحد، وتجعل التشطير عابرًا للحدود على مستوى الشعوب لكي تنشغل بأحداث هامشية تؤثر على قضاياها الاستراتيجية. وفعلًا، فقد تمَّ تصعيد جدلية السنة والشيعة، والدخول على خطِّها في صناعة عدو بديل عن الكيان الصهيوني، أو على الأقل جعل مفهوم "العدو الأول" مُلتبسًا. وكل متتبع للمنصات الإلكترونية منذ اغتيال قادة حزب الله وحتى الآن سيرى حجم العداء "الإلكتروني" ضد إيران، عوضًا عن أن تتجه البوصلة للعدو الاستراتيجي/ الكيان المحتل، وحتى لمّا ردت طهران بعمليات قصف غير مسبوقة هزَّت الكيان المحتل، فلم يزد الحرائق إلا اشتعالًا في الجدلية.

ويُمكن تقسيم الوعي إلى 3 اتجاهات؛ الأول: يرى أن إيران تخلت عن حزب الله بـ"برجماتية ميكافيلية"، ولما دَكَّت طهران مواقع للصهاينة في الأرض المحتلة اعتبرها هذا الرأي مسرحية!! وأن تأثيرها لم يتعدَ سوى إضاءة سماء الأرض المُحتلة ببالونات في شكل صواريخ باليستية، وأن ذلك تم التنسيق بشأنه بين طهران وواشنطن مباشرة، ومع الصهاينة بصورة غير مباشرة. أما الاتجاه الثاني، فقد جنَّ جنونه رافضًا بشدة هذا السيناريو. في حين أنَّ الاتجاه الثالث، لزم الصمت، واعتبرها فتنة العصر. واللافت أنَّ كل رأي حاول تقديم استدلالات لتدعيم موقفه بمنشورات ومقاطع فيديوهات دون التحري عن صحتها من عدمها.

والمتعمق في الخلفيات سيرى بسهولة أنَّ هذا الوعي واقعٌ تحت منهجية إشعال الحرائق في الجدلية السُنية الشيعية، سلاحه في ذلك وسائل الاتصال المختلفة ينتج من أجلها مواد مزيفة جديدة أو التلاعب بمواد قديمة باستخدام الذكاء الاصطناعي، ويتم نشرها، ويتبناها الوعي العربي ويعتبرها من استدلالات حُجَجه، لكنها لم تكن سوى مواد تشعل الحرائق في الوعي، وهنا نسجل نجاحًا للذكاء الاصطناعي على الذكاء البشري الذي سمح بإغراقه في الجدلية السنية الشيعية في وقت كبرى الأزمات العربية والإسلامية المُجمَع عليها، وكان ينبغي ألا ينطوي عليه أن ما يُنشر في الفضاءات الآن فما هي إلّا جزء من الحرب الإعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي والفضاء الرقمي عمومًا.

هذا يعني أنَّ الاختراق قد وصل إلى وجدانيات هذه الجدلية التي تُعمي البصر والبصيرة، وتعني أن هذه الجدلية قد أصبحت مشروعًا صهيونيًا لترقيتها؛ باعتبار الشيعة العدو الأول أو المُلتبَس مع الكيان الصهيوني، وبالذات داخل المنطقة الخليجية التي يُراد لها أن تدخل في أتون صراعات مذهبية خالصة لا نهاية لها؛ أي دون صبغة سياسية، وذلك لدواعي التفرُّغ لتأسيس ما يُسمى بـ"الشرق الأوسط الجديد"، ولا يُمكن ضمانة إقصاء بروز التيارات السياسية الدينية في هذه الحقبة؛ بل إنَّ هذه الحقبة حاملةٌ لكل مُعطيات ظهورها فوق السطح، وهناك شواهد كثيرة برز بعضها بشكل لافت فوق السطح، وأخرى في إطار التشكُّل والتحوُّل والبروز.

وتراهن الصهيونية في استهدافاتها الجديدة على الأفكار الصلبة في الجدلية السنية الشيعية، وهي التي تشتعل فيها الحرائق الآن، وتتمدد منها للآخرين، ولا يمكننا في هذا المقال إقناعها على الأقل بالتزام الصمت، لكننا سنحاول أن نجعل الوعي الجدلي يُسلِّم بوجود معركة فكرية يُنفق عليها الأموال الطائلة ويُجنَّد لها مثقفون وإعلاميون وسياسيون ومراكز دراسات تعمل ليلَ نهار على اختراق مناطق الوعي الآن لتحقيق النتائج التالية:

-     إغراق المنطقة بجدلية السنة والشيعة.

-     اقتياد الذهنيات العربية إلى الانهزامية.

-     هدم المنطق الأخلاقي والقِيَمِي.

-     صناعة عداء ضد المقاومة في غزة وبيروت وصنعاء وبغداد.

-     ترقية الجار الإيراني المُختَلَف معه مذهبيًا وعقديًا وسياسيًا إلى مرتبة العدو الأول، حتى تنشغل به الحقبة الزمنية الجديدة، عوضًا عن عدوها الأول، وهو الكيان الصهيوني.

وتعد وسائل الاتصال/ الإعلام سلاحَ الصهاينة الأساسي ضمن ترسانته العسكرية التقليدية والاستثنائية، وهنا كبرى المخاطر التي ينبغي أن تلتفت إليها الدول وشعوبها، وبالذات الآمنة داخل أسرابها، لأننا كما قلنا- في مقالنا السابق "اغتيال نصر الله.. إجراء يحقق العدالة؟!"- إن الحروب الجديدة لن تُطلق فيها رصاصة واحدة، وإنما النصر سيكون من خلال الشائعات والأكاذيب واستغلال الثغرات داخل كل دولة أو منطقة، وما أكثر هذه الثغرات الداخلية والجماعية. والصهاينة كان اهتمامهم بتضليل الرأي العام وبث الشكوك وتبرير جرائمهم مُبكرًا منذ انعقاد المؤتمر الصهيوني الأول عام 1897، عندما تأسست لجنة سميت "دائرة الدعاية" وجعلها تابعة لرئيس المنظمة الصهيونية بعد الحرب العالمية الأولى، واعتبارها أحد أسلحة الصراع العربي الصهيوني، ولها موازنة سنوية، تُدفع لشراء ذمم ولصناعة مضامين، وترسيخ وتسويق سرديات مُنافية للحقيقة.

أيها الوعي العربي ينبغي العلم يقينًا أنك في حقبة تضليل وتزييف واسعة، يُستخدم فيها الذكاء الاصطناعي، وتخيَّل قدرات هذا الذكاء الذي لم يقتصر على توليد المحتوى فحسب؛ بل يمتد إلى ترويجه على مواقع التواصل الاجتماعي، أي إنه قادر على إنتاج القصص المكتوبة مع صور ومقاطع مزيفة، لكنه أكثر احترافية لتعزيز الثقة في القصص! وتنشر على نطاق واسع، وتنطوي على ذكائنا هذه الخلفيات عندما يتم إعادة نشرها؛ إذ تسهم هذه القصص المزيفة ليس فقط في الإضرار بديمومة الأفكار الصلبة وإنما في تشكيل ذهنيات الجيل الجديد، وهنا الكارثة.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

من الشيخ ياسين إلى هنية إلى نصر الله.. الكيان الصهيوني الغاصب.. تاريخ حافل في الإجرام والقتل والاغتيال

 

الثورة / خليل المعلمي
حين يصبح المجرم مجرماً محترفاً لا يفرق بين ضحاياه، يساوي الطفل والمرأة والشيخ الكبير وكل من هو أعزل مع الجندي المقاتل والمواجه، تجري في عروقه ثقافة الإجرام، يقتل المدني قبل العسكري ويقتل الصغير قبل الكبير ويقتل النساء قبل الرجال، فالإجرام قد أصبح ثقافة الكيان الصهيوني، للعيش والسيطرة وسفك الدماء دون حق يحدثنا تاريخ هذه الفئة الضالة وهذا الكيان المغتصب عن القتل والاغتيال والتحايل والسرقة والرشوة للحصول والاستيلاء على حقوق الغير.
لا نستطيع أن ننسى الجرائم التي ارتكبها هذا الكيان الغاصب ضد إخواننا الفلسطينيين على مدى أكثر من مائة عام، وجميعها جرائم يندى لها جبين الإنسانية رافقها التهجير واغتصاب الأرض ومصادرة الحقوق.
إسماعيل هنية
أعلنت حركة حماس صباح يوم 31 يوليو 2024 اغتيال رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية في غارة على مقر إقامته في العاصمة طهران، حيث كان في زيارة للعاصمة الإيرانية للمشاركة في مراسم تنصيب الرئيس مسعود بزشكيان.
وكان الشهيد هنية قد تعرض لمحاولات اغتيال سابقة، إذ جُرحت يده يوم 6 سبتمبر 2003 إثر غارة إسرائيلية استهدفت بعض قياديي حماس من بينهم الشيخ أحمد ياسين.
كما قصفت إسرائيل منزله في قطاع غزة عدة مرات في حروبها على القطاع المحاصر سعيا لاغتياله.
وقد أعاد اغتيال المجاهد إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي الحركة حماس إلى الأذهان سلسلة طويلة من اغتيالات قادة المقاومة الفلسطينية ليس من حماس فقط ولكن من بقية الفصائل حتى من حركة فتح نفسها التي تمثل السلطة الفلسطينية في مناطق الضفة الغربية وعلى رأسهم المناضل ياسر عرفات.
وبالرغم من أن إسماعيل هنية يعد واحدا من أكبر المسؤولين في الحركة الذين استشهدوا حتى الآن إلا أن لدى إسرائيل قائمة طويلة من التاريخ الدموي والمحاولات المختلفة في تنفيذ الاغتيالات السياسية لقادة حماس.
الشيخ أحمد ياسين
يعد الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة حماس وربما الشخصية الأكثر تأثيراً في تاريخها، ولد ياسين عام 1936، وهو في سن العاشرة تعرضت قريته بالكامل الواقعة خارج عسقلان للتطهير العرقي من قبل الجيش الإسرائيلي أثناء النكبة، ففرّت عائلته إلى غزة كلاجئين واغتيل الشيخ ياسين، الذي كان يعاني الشلل الرباعي بصواريخ “هيلفاير” أطلقتها مروحية أباتشي إسرائيلية بعد أدائه لصلاة الفجر وخروجه من المسجد على كرسى متحرك في 22 مارس 2004م.
خالد مشعل
عضو مؤسس في المكتب السياسي لحماس وأصبح ثاني رئيس له في عام 1996. وفي عام 1997، كلف بنيامين نيتانياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك الموساد باغتيال مشعل، وخلال إقامته في الأردن عام 1997، اقترب منه أحد عملاء الموساد ووضع على أذنه اليسرى جهازا يبث سما سريع المفعول، وفي هذه الأثناء طلب الملك حسين ملك الأردن من نيتانياهو تقديم ترياق للسم الذي كاد يقتل مشعل، مهددا بإلغاء معاهدة السلام بين الأردن وإسرائيل، لكن نيتانياهو رفض ولم يستسلم إلا عندما ناشده بيل كلينتون، الرئيس الأمريكي آنذاك، شخصيا بتسليم الترياق. وبالفعل وافق نيتانياهو وقام أحد عملاء الموساد بتسليم الترياق إلى المستشفى في الأردن لإنقاذ مشعل.
صالح العاروري
يعتبر الرجل الثاني في حماس، تم تعيينه نائبا لرئيس المكتب السياسي لحماس في عام 2017، وكان يعتبر أحد القادة السياسيين الرئيسيين للجماعة حتى استشهاده في 2 يناير 2024 بغارة إسرائيلية في بيروت، وكانت كل من إسرائيل والولايات المتحدة قد اتهمتا العاروري بتمويل العمليات العسكرية لحماس والإشراف عليها في الضفة الغربية المحتلة، حيث كان ينحدر منها.
عبدالعزيز الرنتيسي
ولد عبد العزيز الرنتيسي في 23 أكتوبر 1947م وهو طبيب، وسياسي فلسطيني، وأحد مؤسسي حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وقائد الحركة في قطاع غزة قبل استشهاده، وعضو في الهيئة الإدارية في المجمع الإسلامي والجمعية الطبية العربية بقطاع غزة والهلال الأحمر الفلسطيني، وكاتب مقالات سياسية تنشرها له صحف عربية أردنية وقطرية كما كان أديباً وشاعراً ومثقفاً وخطيباً شعبوياً.
جمع الرنتيسي بين الشخصية العسكرية والسياسية والدينية، تمتع بالهيبة وحظى باحترام ومحبة أغلب شرائح الشعب الفلسطيني والعربي والإسلامي، عمل في الجامعة الإسلامية في غزة منذ افتتاحها عام 1978 محاضراً يدرس في العلوم وعلم الوراثة وعلم الطفيليات، اعتقل عام 1983 بسبب رفضه دفع الضرائب لسلطات الاحتلال، أسس مع مجموعة من نشطاء الحركة الإسلامية في قطاع غزة تنظيم حركة المقاومة الإسلامية حماس في القطاع عام 1987 وكان أول من اعتقل من قادة الحركة في 15 يناير 1988 حيث اعتقل لمدة 21 يوماً بعد إشعال حركته الانتفاضة الفلسطينية الأولى في التاسع من ديسمبر 1987م،
بلغ مجموع فترات الاعتقال التي قضاها في السجون الإسرائيلية سبع سنوات، وبعد استشهاد الشيخ القعيد القائد أحمد ياسين بايعته الحركة خليفة لياسين في الداخل، وفي أول قيادة له أمر بتنفيذ عملية ميناء أشدود، فكانت هذه العملية هي الشرارة لعملية اغتياله واستشهاده، حيث قامت في مساء 17 أبريل 2004 مروحية إسرائيلية تابعة للجيش الإسرائيلي بإطلاق صاروخ على سيارته فاستشهد مرافقه ثم لحقه وهو على سرير المستشفى في غرفة الطوارئ ومن وقتها امتنعت حماس من إعلان خليفة للرنتيسي خوفاً من استشهاده.
محمود الزهار
حاولت إسرائيل اغتيال وزير الخارجية الفلسطيني الثالث سابقا وأحد قادة حماس محمود الزهار الأربعاء 10 سبتمبر 2003.
فقد ألقت طائرة “إف 16” قنبلة على منزله في حي الرمال بمدينة غزة في هجوم أدى إلى إصابته بجروح طفيفة، واستشهاد نجله البكر خالد ومرافقه، وإصابة زوجته وابنته، وهدم منزله.
صلاح شحادة
اغتالت قوات الاحتلال المؤسس وقائد جهاز حماس العسكري الأول صلاح شحادة في 23 يوليو 2002م، وتمت عملية الاغتيال بصاروخ أطلقته مقاتلة من طراز “إف-16” واستشهد مع شحادة 12 فلسطينيا آخرين من بينهم زوجته وإحدى بناته، وأصيب أكثر من 140، فضلا عن تدمير مربع سكني بالكامل.
واستخدمت قوات الاحتلال أكثر من طن من المتفجرات في العملية، التي عرفت بمجزرة “حي الدرج” وهو اسم أحد أحياء غزة المكتظة بالسكان.
سعيد صيام
قام الكيان الصهيوني باغتيال المناصل سعيد صيام يوم 15 يناير 2009 إثر غارة نفذتها طائرات الاحتلال على منزل شقيقه بحي اليرموك واستشهد معه شقيقه وابنه و6 آخرون.
وكان قد تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة في يونيو 2006 إثر قصف طائرات إسرائيلية لمكتبه في إطار العدوان على غزة عقب اختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
أحمد الجعبري
اغتال الاحتلال الإسرائيلي أحمد الجعبري بغارة جوية استهدفت سيارته يوم 14 نوفمبر 2012، قرب مجمع الخدمة العامة في قطاع غزة، وكان اغتياله مقدمة للعدوان الإسرائيلي على القطاع، والذي دام حوالي 10 أيام.
ونجا الجعبري من محاولة اغتيال سابقة عام 2004 عندما قصفت الطائرات الإسرائيلية منزله في حي الشجاعية، وأصيب فيها بجروح بينما استشهد نجله الأكبر وشقيقاه وبعض أقاربه.
إسماعيل أبو شنب
اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي يوم 21 أغسطس 2003 المهندس إسماعيل أبو شنب -أحد القادة البارزين في حركة حماس- مع اثنين من مساعديه.
وقد قصفت مروحيات أباتشي إسرائيلية سيارتهم بعدة صواريخ قرب مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في غزة، مما أدى إلى إصابات في صفوف المواطنين.
كوكبة من الشهداء
استشهد القيادي في حماس محمود المبحوح يوم 19 يناير 2010 في أحد فنادق دبي بدولة الإمارات، عن طريق جهاز الموساد، حيث كشفت شرطة دبي أن عملية الاغتيال تمت من قبل فريق يصل إلى 17 شخصاً، وإن الإعداد النهائي للعملية وتنفيذها استغرق 20 ساعة.
كما تعرض إبراهيم المقادمة، عضو المكتب السياسي لحركة حماس وأحد قياداتها العسكرية- لعملية اغتيال في الثامن من مارس 2003 من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
واستشهد عماد عقل في حي الشجاعية شمال قطاع غزة الأربعاء 24 نوفمبر 1993 وعمره آنذاك لم يتجاوز 22 عاما، حيث حاصرته قوات إسرائيلية مكونة من 60 مدرعة، مع عدد من رفاقه ولم يستسلموا وتبادلوا إطلاق النار مع قوات الاحتلال.
واغتال جهاز الشاباك القيادي في كتائب القسام يحيى عياش يوم الجمعة 5 يناير 1996، وبمساعدة عميل، وضع الاحتلال مواد متفجرة في جهاز هاتف محمول كان يتواصل منه عياش مع والده، وأثناء المكالمة تم تفجيره عن بعد من طائرة إسرائيلية.
وفي 21 أكتوبر 2004، شنت إسرائيل غارة جوية على سيارة كان عدنان الغول يستقلها مع الشهيد عماد عباس، أحد خبراء المتفجرات في كتائب القسام، وهو ما أدى إلى استشهادهما وإصابة عدد من المارة.
وكان الغول قد تعرض لتسع محاولات اغتيال إسرائيلية غير أنها باءت جميعها بالفشل.
في يناير 2009م اغتالت إسرائيل القيادي في حركة حماس نزار ريان، حيث نفذ سلاح الجو الإسرائيلي غارة على منزل ريان، واستشهد معه 11 من أبنائه ونساؤه الأربع بمنزله في مخيم جباليا.
كما استشهد جمال سليم، القيادي في حماس والنائب السابق لرئيس رابطة علماء فلسطين، ظهر الثلاثاء 31 يوليو 2001 عن عمر 42 عاما، بقصف من أباتشي إسرائيلية أميركية الصنع.
واستهدف القصف مكتبا إعلاميا تابعا لحماس في نابلس، واستشهد فيه أيضا جمال منصور الناطق الرسمي باسم وفد حماس للحوار مع السلطة الفلسطينية وحركة التحرير الوطني فتح.
واستشهد عضو المجلس العسكري الأعلى للقسام محمد أبو شمالة إثر غارة إسرائيلية استهدفت بناية سكنية في حي تل السلطان غرب مدينة رفح فجر الخميس 21 أغسطس 2014، واستشهد معه زميلاه محمد حمدان برهوم ورائد العطار.
وقبلها نجا أبو شمالة من محاولتي اغتيال: كانت الأولى عام 2003 عندما تعرضت سيارته لقصف جوي، وأصيب بجراح بعد أن قفز منها بالقرب من المستشفى الأوروبي بين مدينتي رفح وخان يونس.
والثانية عام 2004 عندما اجتاحت قوات الاحتلال مخيم يبنا، وحاصرت منزله ودمرته بعد أن فشلت في النيل منه.
إذا غاب سيد قام سيد
لقد استهدفت الاغتيالات قيادات من مختلف التيارات والأجنحة داخل الحركة، سواء كانوا معروفين بمرونتهم السياسية أو خلاف ذلك، مما يدل على أنّ الاستهداف ليس موجهاً لأهداف سياسية محددة، بل لاستئصال قياديّ شامل.
يسعى الكيان الصهيوني على تغييب القيادات والقضاء على الدور والفاعلية والتأثير في المسارات والبرامج الوطنية، مما أثر على حيوية التنظيمات المقاومة، لكن فصائل المقاومة استطاعت مواجهة هذه السياسة والاستمرار في حمل المشروع الوطني والقضية الفلسطينية العادلة، وكلما تراجع فصيل أو أصابه الوهن، تقدم فصيل آخر وحمل الراية وأكمل المشوار، وكلما غاب قائد، ظهر قائد آخر ليرفع الراية، كما قالها إسماعيل هنية: «إذا غاب سيد، قام سيد».
حسن نصر الله
وخلال الفترة الأخيرة وبعد أن تمادى الكيان الصهيوني في غيه، فقد استهدف الكثير من كوادر حزب الله اللبناني المقاوم وعلى رأسهم الأمين العام لحزب الله السيد/ حسن نصر الله مساء يوم الجمعة 27 سبتمبر 2024م، لكن كل ذلك لن يثني الحركات المقاومة عن الاستمرار حتى يتحقق النصر بإذن الله تعالى.

مقالات مشابهة

  • أحمد موسى: أمريكا تدعم الكيان الصهيوني في الحرب لهذا السبب
  • بعد عام على انطلاق طوفان الأقصى.. كتائب القسام تقصف عمق الكيان الصهيوني
  • قاليباف: على برلمانات العالم تبني موقف صريح وموحد لملاحقة الكيان الصهيوني قضائياً
  • السيد الخامنئي: عملية طوفان الأقصى أرجعت الكيان الصهيوني 70 سنة إلى الوراء
  • عاجل | المرشد الإيراني في تغريدة بالعبرية: عملية طوفان الأقصى أرجعت الكيان الصهيوني 70 سنة إلى الوراء
  • من الشيخ ياسين إلى هنية إلى نصر الله.. الكيان الصهيوني الغاصب.. تاريخ حافل في الإجرام والقتل والاغتيال
  • الرئيس الإيراني: هجومنا على الكيان الصهيوني كان بهدف كبح وحشيته
  • طهران تدين بشدة استمرار جرائم الكيان الصهيوني في لبنان وفلسطين
  • صواريخ إيران تقلب موازين الصراع وتزلزل الكيان الصهيوني