لجريدة عمان:
2025-01-19@03:07:10 GMT

أهمية تدوين الثقافة الشعبية وتسجيلها

تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT

تتميز الثقافة الشعبية عن الثقافة العالمة أو العليا كما يصفها أساتذة الدراسات الثقافية، بأنها ثقافة فاعلة في حياة المجتمع ومسؤولة عن بناء قوامه الإنساني، وتكمن أهميتها في القدرة على التأثير والتأثر في سلوكيات الأفراد المنتمين لها، ولذا فإن أي رغبة في التحديث أو التغيير الاجتماعي في أي مجتمع من المجتمعات يستوجب بالضرورة فهم ثقافته الشعبية فهما دقيقا، لضمان نجاح الخطط الإنمائية والتنموية الساعية لتحقيق الرفاه والتطور.

قبل الخوض في التفاصيل لابد من التطرق إلى تعريفات الثقافة الشعبية، التي جمعها أستاذ الدراسات الثقافية بجامعة سندرلاند جون ستوري في كتابه ( النظرية الثقافية والثقافة الشعبية أبوظبي:2014) إذ يقول " أن الثقافة الشعبية هي ببساطة الثقافة التي يرغب فيها، أو يحبها كثير من الناس، وهي الثقافة المتبقية بعد أن قررنا ما هو الثقافة الرفيعة، وأنها الثقافة الجماهيرية النابعة من الشعب". بهذا المعنى فإن الثقافة الشعبية هي الثقافة الشفوية غير المدونة، والتي تتضمن الفولكلور الذي يُعرّف بأنه " المادة التي تنتقل عن طريق الموروثات، وهو بعبارة أخرى حكمة الشعب وأدبه الذي لم يتعلمه من الكتب" كما يذكر ذلك أحمد علي مرسي في كتابه (مقدمة في الفولكلور: 2023)

إذ جرى التقسيم على وجود ثقافة رفيعة وأخرى شعبية، وهذا يتحتم علينا إعادة النظر في المفهوم لأن أي ثقافة هي ثقافة رفيعة سواء كانت شفوية أو مكتوبة، لأن الثقافة الشعبية جزءا لا يتجزأ من الهُوية الوطنية. بالإضافة إلى أنها الخزان الثقافي للثقافة الشفاهية، فعلى سبيل

حين نذكر المكونات المادية للثقافة نغفل عن المكونات اللامادية المرتبطة بها، فمثلا حين نتناول أشكال الطبخ يجري الحديث عن ذوق الطعام ونكهاته في إهمال واضح للغناء المرتبط ببعض المناسبات التي يُقدم فيها الأطعمة والمشروبات. ناهيك عن إغفال التفسيرات المتعلقة بأنواع من الطبخ فعلى سبيل المثال حين يُذكر (المضبي) أو (المعذيب) ، لا نجد شروحات عن أسباب الطبخ على الحجر أو التسخين بالحجر، باعتبارها مرحلة من مراحل الطبخ قبل تطور الأدوات. وكذلك تدل على سيادة النشاط الرعوي قبل الاستقرار أو التحضر.

هذا بالنسبة للجانب المادي من الثقافة، أما الجانب الأهم وهو التعبير الشفوي أو كما يسمى التراث اللامادي فإنه بحاجة إلى تسجيل أكثر وتدون نظرا لفقدان الكثير من المصطلحات والمفردات المتعلقة بفترة زمنية معينة ثم اختفت باختفاء النشاط أو العادة.

هل نحن بحاجة إلى تدوين الثقافة الشعبية وتسجيل مفرداتها. نقول نعم بكل التأكيد نظرا للقيمة الثقافية والمعارف والخبرات المكتسبة والمتراكمة عبر الأجيال، بالإضافة إلى أن الثقافة الشعبية ترصد مراحل تطور الوعي وتشكيله، لذا يمكننا وصف الثقافة الشعبية بأنها بنكا للمعلومات وبالتالي يمكن استثمار هذا الرصيد الثقافي المعنوي في تكوين محتوي للذكاء الاصطناعي يحاكي الواقع ويحفظ البصمة الثقافية للأسلاف.

إننا نعول على المؤسسات التعليمية سواء في مراحل التعليم العام أو العالي، في تبني تسجيل وتدوين الثقافة الشعبية العمانية بالتعاون مع هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، لإطلاق مشروع " توظيف الثقافة الشعبية العمانية في برامج الذكاء الاصطناعي"، يستند المشروع على الأبحاث الطلابية من مختلف مناطق وبيئات السلطنة وبعد ذلك يتم فرزها وانتقاء المشاريع القابلة للتطوير. نطرح فكرة المشروع مستندين على الأطر والتشريعات الوطنية منها المرسوم السلطاني رقم ٢٠ / ٢٠٠٧ القاضي بانضمام سلطنة عمان إلى اتفاقية حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الثقافة الشعبیة

إقرأ أيضاً:

الاجتماع التنسيقي الأول لتنظيم "الأيام الثقافية المصرية في قطر".. صور

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في إطار الاستعدادات لتنظيم فعاليات "الأيام الثقافية المصرية" بدولة قطر، عقدت وزارة الثقافة المصرية الاجتماع التنسيقي الأول بمقرها بالعاصمة الإدارية الجديدة، تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة.

 الفعالية ستقام في العاصمة القطرية الدوحة خلال الفترة من 28 إلى 31 يناير الجاري، وتهدف إلى الاحتفاء بالتراث المصري وتعزيز التعاون الثقافي بين البلدين.

ناقش الاجتماع التفاصيل التنظيمية والتصور النهائي للفعالية، التي ستُقام في منطقة "الساعي" بالدوحة، وتتضمن عروضًا وورش للحرف التقليدية والتراثية، ومساحات مفتوحة ومسرح مكشوف.

 كما جرى استعراض تجارب دولية مشابهة ومقترحات الجانب القطري لضمان تقديم الحدث بأعلى مستويات الجودة والتنظيم.

وبهذه المناسبة أكد الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، أن هذه الفعالية تعكس عمق العلاقات الثقافية بين مصر وقطر، وتُبرز الهوية الثقافية المصرية عبر التراث والفنون.

 وأضاف: "نسعى لتقديم صورة مشرفة تعكس عراقة وتنوع الثقافة المصرية، وتعزز أواصر التعاون الثقافي مع الجانب القطري."

شارك في الاجتماع من الجانب المصري المهندس حمدي السطوحي، رئيس صندوق التنمية الثقافية، و الدكتورة رانيا عبد اللطيف، رئيس الإدارة المركزية للعلاقات الثقافية الخارجية.

ومن الجانب القطري حضر أحمد علي اليافعي، مدير إدارة العلاقات العامة والاتصال بوزارة الثقافة القطرية، ومريم ياسين الحمادي، مدير إدارة التعاون الدولي، وأحمد حسين العجمي، مدير إدارة الفعاليات بمركز قطر للفعاليات، وناصر مال الله المالكي، مساعد مدير إدارة العلاقات العامة والاتصال، وآمنة عبد الرحمن السليطي، سكرتير ثاني بسفارة قطر بالقاهرة.

وأكد الوفد القطري حرصه على تعزيز الروابط الثقافية بين الشعبين الشقيقين، مشيرين إلى حرص حكومة قطر على أن تكون "الأيام الثقافية المصرية في قطر" أولى الفعاليات الثقافية لعام 2025.

مقالات مشابهة

  • عرض "الوهم" و"الدب" في نوادي مسرح ثقافة الفيوم.. صور
  • "أهمية التمكين المجتمعي للمرأة المصرية " لقاء حواري بثقافة سوهاج
  •  احتفالا بعيد الشرطة.. لقاءات ومحاضرات ضمن فعاليات الصالون الثقافي بالفيوم
  • ملتقى ألق الثقافي ينظم جلسة ثقافية حول أهمية القيم والأخلاق
  • البوي والجيرل فرند يقتحمان الطبقة الشعبية بسبب "التقليد الأعمى"
  • وزير الثقافة يتفقد المنشآت الثقافية والسياحية التي استهدفها العدوان في الحديدة
  • اليافعي يتفقد المنشآت الثقافية والسياحة التي استهدفها العدوان في الحديدة
  • الاجتماع التنسيقي الأول لتنظيم "الأيام الثقافية المصرية في قطر".. صور
  • اجتماع تنسيقي لتنظيم "الأيام الثقافية المصرية في قطر"
  • تقديراً لجهوده في دعم الحركة الثقافية.. «ثقافة الغربية» تُكرم اللواء أشرف الجندي