رامي بن سالم البوسعيدي

 

في خطوة مهمة على مستوى السوق المالي العُماني، طرحت شركة أوكيو للاستكشاف والإنتاج أكبر اكتتاب في تاريخ سلطنة عُمان، خصصت فيه شريحة كبيرة من الأسهم للمستثمرين الأفراد، وهو يعتبر كجزء من سياسة السلطنة لتوسيع قاعدة الاستثمار المحلي وتوفير فرص للمواطنين والمستثمرين للمشاركة في قطاعات اقتصادية حيوية، ويدعم التوجه نحو تعزيز دور الأفراد في نمو الاقتصاد الوطني، كما يشير إلى أهمية قطاع الطاقة في مسيرة السلطنة التنموية.

وشركة أوكيو للاستكشاف والإنتاج جزء من مجموعة أوكيو للطاقة، التي تعد أحد اللاعبين الرئيسيين في قطاع الطاقة في سلطنة عُمان،  وتركز على عمليات التنقيب والإنتاج في مجال النفط والغاز، فهي تعمل على مشاريع ضخمة تسهم بشكل كبير في الاقتصاد الوطني، إضافة إلى ذلك تعتبر من الشركات التي تركز على الاستدامة والتكنولوجيا في صناعة الطاقة، وهو ما يساهم في تحقيق التوازن بين تلبية احتياجات السوق المحلي والدولي والحفاظ على الموارد البيئية.

ويمثل هذا الاكتتاب نقلة نوعية في السوق المالي العُماني، وسيساهم بشكل كبير في جذب استثمارات محلية ودولية جديدة، ويوفر الطرح فرصًا للمستثمرين الأفراد في الدخول إلى سوق واعد يتسم بالاستقرار والنمو المستدام، كما يُعتبر فرصة لتنويع مصادر الدخل والاستثمار، ويعد ركيزة لتعزيز السوق المالي العُماني في مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية، ويمكن أن نعده جزء من رؤية "عُمان 2040" التي تهدف إلى تحويل السلطنة إلى اقتصاد متنوع ومستدام يعتمد على عدة قطاعات اقتصادية وليس فقط على النفط، ويعتبر قطاع الطاقة محوريًا في هذه الرؤية، حيث تسعى السلطنة إلى تعزيز مساهمة القطاعات غير النفطية في الاقتصاد من خلال الاستثمارات المحلية والدولية.

هذا التوجه لا يساعد فقط في جذب مزيد من السيولة إلى السوق المالي، لكنه يعزز أيضًا من الثقة في الاقتصاد العُماني؛ حيث يشعر المستثمرون بأنهم جزء من مشاريع كبرى، مما يعزز الشعور بالملكية والمشاركة في مسيرة النمو، ومن المتوقع أن يسهم هذا الاكتتاب في زيادة تدفقات رأس المال إلى السوق العُماني؛ مما سيعزز استقرار الاقتصاد ويساهم في خلق فرص عمل جديدة وزيادة النمو الاقتصادي، من جانب آخر، فإن نجاح هذا الاكتتاب يمكن أن يشجع المزيد من الشركات العُمانية على طرح أسهمها للاكتتاب العام، مما يعزز نشاط السوق المالي ويوفر فرصًا استثمارية جديدة.

وفي ظل التحولات العالمية في مجال الطاقة، يعتبر اكتتاب أوكيو خطوة استراتيجية لتعزيز مكانة سلطنة عُمان في الأسواق العالمية، فمع التركيز العالمي المتزايد على التحول نحو الطاقة النظيفة والمستدامة، تلعب الشركات الكبرى مثل أوكيو دورًا محوريًا في قيادة هذا التحول، من خلال استثماراتها في التقنيات المتقدمة والاستدامة، لتقدم نموذجًا للشركات العُمانية الأخرى للمشاركة في التحول إلى الاقتصاد الأخضر.

ونستطيع القول إن اكتتاب أوكيو للاستكشاف والإنتاج سيكون حدثًا مفصليًا في تاريخ سلطنة عُمان، ليس فقط من حيث حجمه وشريحته الكبيرة للمستثمرين الأفراد، ولكن أيضًا لدوره في تعزيز التنوع الاقتصادي وتوسيع قاعدة الاستثمار في السلطنة، ومن المتوقع أن يسهم هذا الاكتتاب في تعزيز ثقة المستثمرين بالسوق المالي العُماني وفتح الباب أمام مزيد من الفرص الاستثمارية في المستقبل، خاصةً وأنه يمثل جزءًا من رؤية عُمان الطموحة للمستقبل، كما يعكس رؤية اقتصادية استراتيجية تهدف إلى إشراك المواطنين بشكل أكبر في المشاريع الوطنية الكبرى، لتخطو عُمان خطوة جديدة نحو تحقيق اقتصاد مستدام يشارك فيه الأفراد والمستثمرون في نمو البلاد، وهذا النوع من المبادرات لا يدعم فقط النمو المالي، بل يسهم في تعزيز المشاركة الشعبية ويعزز مكانة السلطنة كوجهة استثمارية رائدة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

اللواء سمير فرج: الرئيس السيسي حقق حلم الجميع بالخروج من عباءة أمريكا.. وتنويع مصادر السلاح

أكد اللواء دكتور سمير فرج، الخبير العسكري، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، بذل مجهودات كبيرة في شتى المجالات خلال السنوات العشر الأخيرة للحفاظ على الأمن القومي المصري.

وأوضح اللواء دكتور سمير فرج، في تصريحات خاصة لـ «الأسبوع»، أن أهم جانب ركز عليه الرئيس السيسي خلال السنوات الماضية هي تقوية الجيش، فطالما الجيش قوي تصبح البلاد آمنة، والعكس صحيح، مشيرًا إلى أن الرئيس استطاع تحقيق حلم كنا نتمناه جميعا، وهو إخراجنا من تحت العباءة الأمريكية بتنويع مصادر تسليح الجيش، وحصولنا على أسلحة من روسيا والصين وكوريا وغيرها من الدول، وهو الأمر الذي لم يستطع فعله أحد قبله.

وتساءل الخبير الاستراتيجي: إذا لم تكن لدينا طائرات تصل إلى عمق إفريقيا أو منابع النيل، فماذا نفعل هل ننتظر العطش ليصيبنا؟ مؤكدًا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، لم ينتظر هذه اللحظة، وإنما استورد طائرات الرفال والميج 29، وغيرهما من أحدث أنواع الطائرات الحربية والأسلحة التي تمكن الجيش من حماية الأمن القومي المصري.

اقرأ أيضاًسمير فرج: الحدود جميعها على صفيح ساخن.. والجيش المصري قادر على حمايتها

سمير فرج: الضربة الجوية الأولى في حرب أكتوبر نجحت بنسبة 80%

سمير فرج يوضح أسباب تأخر الرد الإيراني على إسرائيل

مقالات مشابهة

  • نجادة الاقتصاد تنجي من غرق السياسة
  • 4 مستثمرين يتعهدون باكتتاب 30% من الأسهم المطروحة لـ"أوكيو للصناعات الأساسية"
  • العراق يفقد 5500 ميغاواط من الطاقة بسبب توقف إمدادات الغاز الإيراني
  • 54 عامًا من المجد العُماني
  • أهمية الطيران المدني في تعزيز الاقتصاد العالمي
  • محتجون يجبرون المدير المالي لـأرامكو على مغادرة قمة في الولايات المتحدة
  • وزير الاقتصاد يبحث مع وزيرة السياحة الإندونيسية تعزيز فرص التعاون
  • الشوتري يتفقد أضرار الحريق في سوق هايبر شملان
  • اللواء سمير فرج: الرئيس السيسي حقق حلم الجميع بالخروج من عباءة أمريكا.. وتنويع مصادر السلاح
  • نائب وزير الاقتصاد يتفقد أضرار الحريق في سوق هايبر شملان