القدس المحتلة - جيمس ماكنزي - "رويترز": في حين ينصب تركيز أغلب دول العالم على الرد العسكري الإسرائيلي على هجمات حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر 2023 والدمار الناجم عنه، طغت صدمة ذلك اليوم على حياة الإسرائيليين في العام المنصرم.

ويوصف هجوم حماس بأنه أسوأ كارثة في تاريخ إسرائيل، وأحدث صدمة في الكيان بسبب إخفاق جيشه الذي طالما افتخر به في حماية شعبه.

وقال هين مازيج من معهد تل أبيب، وهو مؤسسة مناصرة لإسرائيل "أعتقد أن إسرائيل دولة ما زالت في حالة حزن، ولا أعتقد أنها استطاعت تجاوز الحزن والتعامل مع ما حدث في السابع من أكتوبر".

فخلال ذلك اليوم قتل نحو 1200 شخص خلال هجوم مباغت على بلدات في جنوب إسرائيل، واقتاد مقاتلوا حماس أكثر من 250 شخصا إلى غزة، وفقا لأرقام إسرائيلية، وهي أكبر خسارة في الأرواح في يوم واحد لليهود منذ محرقة النازي.

وأدى رد إسرائيل، إلى إلحاق دمار هائل بقطاع غزة إضافة إلى استشهاد ما يقرب من 42 ألفا وفقا لمسؤولي الصحة الفلسطينيين. وتسبب أيضا في نزوح كل سكان القطاع تقريبا والبالغ عددهم 2.3 مليون شخص.

ومع حلول الذكرى السنوية الأولى للحرب، يواجه الإسرائيليون حربا أوسع نطاقا مع جماعة حزب الله اللبنانية وربما مع إيران نفسها، التي أطلقت وابلا من الصواريخ على إسرائيل الأسبوع الماضي.

ورغم تزايد أعداد الإسرائيليين الذين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة في الآونة الأخيرة، فإن هناك دعما واسع النطاق أيضا للحرب ضد حماس وحزب الله، الذي يقول جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه كان يخطط لشن هجوم في شمال إسرائيل على غرار هجوم السابع من أكتوبر. وأظهر استطلاع للرأي أجراه معهد الديمقراطية الإسرائيلي الأسبوع الماضي أن نحو 80 بالمائة يرون أن الهجوم على حزب الله كان قرارا صائبا على الرغم من عدم انتهاء الحرب في غزة.

ولكن الإخفاق في إعادة المحتجزين إلى ديارهم يظل جرحا لم يندمل. فقد اندلعت احتجاجات حاشدة تطالب الحكومة ببذل المزيد من الجهود لإعادتهم إلى ديارهم، وتزايدت الدعوات إلى وقف إطلاق النار في غزة، مع توجيه المتظاهرين انتقادات لاذعة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

ومع ذلك فإن صور معاناة الفلسطينيين في غزة تكاد تكون غائبة تماما عن شاشات التلفزيون، باستثناء لقطات صورها الجيش أو تقارير يبثها الصحفيون المرافقون للقوات الإسرائيلية.

وتكاد تكون هناك حقيقة غائبة أيضا، فبالنسبة للفلسطينيين فإن الدمار الذي لحق بغزة يعيد إلى أذهانهم صدمتهم التاريخية المتمثلة في فقدان أرضهم فيما يعرف باسم النكبة بعد الحرب التي اندلعت مع إعلان دولة إسرائيل في عام 1948.

ولذا ازدادات المواقف تشددا وساد إحساس بين الإسرائيليين والفلسطينيين بأنهم أصبحوا أكثر تباعدا من أي وقت مضى.

يقول أفيدا باشار، وهو مزارع من تجمع بئيري السكني فقد ساقه ورأى زوجته وابنه يموتان عندما قبل عام، إنه لا يوجد سوى حل واحد للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

أضاف أنه يجب نقل الفلسطينيين من غزة إلى أي دولة مستعدة لاستقبالهم حتى لا يتمكنوا من تهديد إسرائيل. وتابع "ليس لدينا سوى خيار واحد لحل هذه المشكلة وهو نقلهم إلى دول اخرى ذات سيادة".

وبالنسبة للإسرائيليين اليهود، تمثل أحداث السابع من أكتوبر تداعيات وجودية، وقال أليكس كايدريكوف من تل أبيب "ثمة شعور بعدم وجود أمان في هذا المكان. أي شيء يمكن أن يحدث". وأشار إلى أنه نجا بأعجوبة من هجوم نفذه مسلحان فلسطينيان الأسبوع الماضي وأدى إلى مقتل سبعة أشخاص، وذلك في اليوم الذي أطلقت فيه إيران وابلا من الصواريخ الباليستية على إسرائيل. وقال "إنه أمر صادم ومربك، ولا يوجد شيء يمكننا القيام به حيال ذلك".

وقد تفاقمت الصدمة بسبب الطريقة التي تحول بها التعاطف الأولي من جانب معظم دول العالم بعد هجوم السابع من أكتوبر إلى إدانة للحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة.

وتواجه إسرائيل، اتهامات بالإبادة الجماعية في محكمة العدل الدولية، وقد وُضع نتنياهو في طلب مقاضاة في المحكمة الجنائية الدولية لإصدار مذكرة اعتقال بحقه بتهمة ارتكاب جرائم حرب.

وبالنسبة لكثيرين في إسرائيل، فإن المزاج العالمي، الذي شهد زيادة كبيرة في الحوادث المعادية للسامية والإسلاموفوبيا، يعكس مزيجا من السذاجة الغربية والتلاعب المتعمد من قبل حماس والمتعاطفين معها. ولكن حتى الإسرائيليين الليبراليين يتأذون من الشعور بأن العالم تحول ضد بلدهم.

قالت معيان (37 عاما) وهي مديرة إنتاج من تل أبيب لم تذكر سوى اسمها الأول، إنها تتفهم الانزعاج من المعاناة في غزة. لكنها تشعر أن العديد من الاحتجاجات بدت تهدف إلى نزع الشرعية عن إسرائيل أو حتى التشكيك في حقها في الوجود.

وأضافت "في نهاية المطاف، أنا إسرائيلية. ليس لدي مكان آخر أذهب إليه... لذا أجد الأمر مؤلما بعض الشيء".

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: السابع من أکتوبر فی غزة

إقرأ أيضاً:

حزب الله يشن هجمات صاروخية ضد شمال إسرائيل وجيش الاحتلال

أعلن حزب الله المتمركز في جنوب لبنان، يوم الاثنين 4 نوفمبر 2024 عن شن هجمات صاروخية ضد عدد من المناطق في شمال إسرائيل.

وقال الاعلام الحربي في حزب الله، في بيان إنه شن هجوما صاروخيا على مدينة صفد المحتلة، بحسب ما أورده موقع النشرة اللبناني.

وفي السياق نفسه، أعلن حزب الله أنه تحركًا لِقوات جيش الاحتلال الإسرائيلي عند الأطراف الشماليّة الشرقيّة لبلدة مارون الراس، بهجوم صاروخي.

وفي وقت سابق، بدأ المواطنين اللبنانيين في مدينة بعلبك النزوح بأعداد كبيرة إلى منطقة البقاع، إلى جانب دير الأحمر وعكار. 

وأشارت مصادر متابعة عبر موقع "النشرة" اللبناني إلى أنه "ونتيجة لهذه الحركة امتلأ ١١٨ مركز من أصل ١٢٠ مركز إيواء في زحلة وراشيا والبقاع".

وأوضحت المصادر أن "الأرقام في عكار تختلف فبينما سجل وجود ما يفوق ٦٠ الف نازح في المنازل هناك ما بفوق ٧ آلاف نازح في عكار موجودين في مراكز الإيواء أي ١٠٪ تقريبا من النازحين في مراكز الإيواء والبقية في منازل في القضاء".

مقالات مشابهة

  • الكنيست الإسرائيلي يسعى لترحيل أقارب منفذي هجمات إلى غزة
  • آلاف الإسرائيليين يتظاهرون ضد إقالة غالانت
  • العراق ينفي ما تردد عن هجوم إيراني على إسرائيل من أراضيه
  • التحقيق مع مستشار الأمن القومي الإسرائيلي في شبهة تلقي رشاوى
  • بسبب هجمات بيجرز.. لبنان يشكو إسرائيل أمام منظمة العمل الدولية
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين: نتنياهو يعطل إبرام صفقة تبادل أسرى
  • تحقيق للجيش الإسرائيلي يكشف تفاصيل جديدة بشأن 7 أكتوبر
  • ذوو الأسرى الإسرائيليين يقطعون طريقا رئيسيا في تل أبيب للمطالبة بإبرام صفقة
  • جيش الاحتلال يقر: حماس اخترقت هواتف الجنود على مدى عامين بهجوم سيبراني
  • حزب الله يشن هجمات صاروخية ضد شمال إسرائيل وجيش الاحتلال