كيف أثرت "طوفان الأقصى" على جبهة الضفة؟
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
رام الله - خـاص صفا
سنةٌ كاملة مرت على بدء معركة طوفان الأقصى من قطاع غزة لتمتد إلى الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل، وإلى جبهات إقليمية وعربية ودولية أخرى.
ورغم ارتكاز "الطوفان" على الجبهة الرئيسية في القطاع بشكل أساسي؛ إلا أن الجبهات الأخرى مشتعلة هي الأخرى، إذ تركزت في شمال الضفة وجنوب لبنان.
ومع تنامي حالة المقاومة واتساعها في عدد من محافظات الضفة، فقد أحدث الطوفان انعكاسات وآثارٍ جوهرية، بعضها ذات أبعاد استراتيجية تزايدت في عدة شهور، ولم تكن لتتطور في عدة سنوات.
ويرى مراقبون ومختصون في الشأن السياسي أن ذاك "الطوفان"، أحدث تحولات كبيرة على ساحة الضفة المحتلة، كتصاعد أعمال المقاومة المسلحة بتشكيلات أجنحة عسكرية، وإعادة مفهوم الروح الوطنية وتوجيه الوعي الجمعي نحو التحرر والاستقلال.
ويقول الكاتب السياسي محمد القيق لـ"صفا" إن طوفان الأقصى كان بمثابة العملية المعنوية التي لم يكن حدودها قطاع غزة ولا الغلاف، رغم أن التخطيط والإعداد انطلقا من هناك، لكنه حمل أهدافًا استراتيجية لا زالت تضرب في الضفة والقدس وعبرت الحدود ليكون إقليميًا.
ويضيف القيق أن الطوفان أعاد الهيبة للقضية الفلسطينية، مقارنة بمرحلة ما قبل السابع من أكتوبر، وتحديدا بالنظر إلى واقع الضفة وما يجري فيها من تنسيق أمني و"ترويض" للمواطنين، وفرض واقع اقتصادي مرتبط بالمصارف والعمل في الداخل المحتل، مشيرًا إلى أن الطوفان أسهم في تقريب الحراك في الضفة ضد الاحتلال، بعد أن اعتقد الكثير ب-"نجاح" الاحتلال في ترويضها.
ويرى القيق أن الطوفان أسهم في كسر حالة الردع، وهو السلاح الأهم لدى "إسرائيل"، وهذا كان له الأثر الكبير في فكرة مقدرة الضفة على التحرك.
ويتابع "حجم الفاتورة في غزة كبير جدا من الشهداء والجرحى والدمار، شكّل تطورًا كبيرًا انعكس على الضفة".
ويقول: "واكبنا انتفاضة السكاكين والعمل الفردي، وكل ذلك كان محصورًا ضمن فئة ة، بينما يشهد اليوم حالة انخراط مجتمعية كبيرة، بات الكثير يدفع فيها فاتورة هجوم الاحتلال على المدن والمخيمات والقرى وهجوم المستوطنين والاعتقالات وتجويع الأسرى، مؤكدا أن كل ذلك ساهم في تغيير ملامح الضفة عما أريد لها".
ويتطرق إلى أن محاولات تغيير ملامح الإنسان الفلسطيني واستبداله ب"الفلسطيني المسالم" خصوصًا على فئة الشباب، إلا أن الطوفان استطاع قلب المعادلة نحو الصمود والتضحية، وصار باستطاعة الفلسطيني في الضفة الانخراط بقوة في الدفاع عن نفسه وأرضه.
ويلفت الكاتب إلى أن الطوفان أعاد تشكيل الوعي الجمعي الفلسطيني نحو التحرر والدولة المستقلة، بعكس ما يحاول الاحتلال إشاعة أن المقاومة تسببت بتدمير القضية".
ويقول: "باتت دول وكيانات عالمية تعترف بالدولة الفلسطينية بصورة رسمية، وبات الكل يخرج إلى الشوارع وفي الجامعات، وبات العالم يدرك أن حل القضية يتمثل بإقامة دولة فلسطينية مستقلة".
وبالنظر إلى واقع الضفة والاقتحامات المتصاعدة، يشدد القيق على أن الحاضنة الشعبية للمقاومة في ازدياد، ورغم التنسيق الأمني ومحاولات تشويه صورة المقاومة، إلا أن جمهور الضفة شكل حاضنة غير مسبوقة بالنظر إلى الدمار الذي خلفه الاحتلال في مدن شمال الضفة كجنين وطولكرم وطوباس.
ويشدد القيق على أن "الطوفان" حطم حواجز لو أرادت الضفة تحطيمها لاحتاجت سنوات عديدة.
بدوره، يقول الباحث بمركز "يبوس" للدراسات الإستراتيجية سليمان بشارات إن "إعادة مفهوم الروح الوطنية والمواجهة للوعي الفلسطيني بشكل كامل ليس فقط في الضفة؛ بمعنى أنه ما جرى في السابع من أكتوبر، أعاد عملية إحياء مفهوم المواجهة والقدرة على مباغتة الاحتلال والقدرة على كسر المعايير التي حاول الاحتلال على مدى عقود أن يرسخها".
ويوضح بشارات في حديث لـ"صفا" أنه ترسخ في ذهن البعض أن الفلسطيني لا يستطيع مباغتة الاحتلال ولا مهاجمته، ويتلقى الضربات لا أن يكون هو المبادر، وبناء على ذلك الزعم؛ يمكن لحالة الوعي الفلسطيني في الضفة أن تدخل في إعادة تشكيل المواجهة في المستقبل، وهذا ما بدأ يظهر فعليا بعد الشهور الأولى العدوان، في عمليات تطور وتشكل المجموعات المسلحة في الضفة.
وبحسب بشارات، فإن مستوى القاعدة الجماهيرية والحاضنة الشعبية وما جرى بعد السابع من أكتوبر وصمود المواطن في غزة، عزز من القاعدة الشعبية في الضفة وبدأت تقارن أن أي ثمن يدفع من الحاضنة الشعبية في الضفة يبقى قليلاً مقارنة بما تدفعه الحاضنة في غزة، وهذا يعزز مفاهيم الصمود ومفاهيم دعم المقاومة.
ويضيف "لاحظنا كيف أن الاحتلال حاول استخدام عمليات التدمير الممنهج في الضفة وفي المخيمات، وهو يحاول رسم صورة ذهنية للمواطن في الضفة بأن ما يجري في القطاع قد ينتقل إلى الضفة في التنكيل والتدمير.
ويفسر أسلوب انتقال عمليات المقاومة في الضفة التي كانت غالبا في حالة الدفاع أكثر منها في حالة الهجوم أثناء الاقتحامات، فقد شهدت تحول نوعي بعد السابع من أكتوبر، وأصبح هناك حالة خروج للشوارع الالتفافية والمستوطنات والداخل الإسرائيلي، الأمر الذي تحول إلى نوع من إعادة استراتيجية المواجهة في الضفة باتجاه الاحتلال.
ويبرهن بشارات في حديثه إلى تحول نوعي في الضفة من خلال حالة الدافعية التي بدأت تتشكل، وتعيد استخدام أدوات وأساليب للمقاومة كانت في سنوات الانتفاضتين الأولى والثانية، وما حدث في عمليات السيارات المفخخة ومثيلتها الاستشهادية.
ويتطرق الباحث إلى مستوى الحالة النفسية والمجتمعية؛ إذ بات هناك حالة من التمسك أكثر بالوحدة الوطنية ما بين الضفة وغزة، من خلال حالات التضامن الشعبي مثل مقاطعة البضائع والتغني بالمقاومة، وانعكاس ما يجري في القطاع على التفاصيل اليومية للإنسان الفلسطيني في الضفة، كالمناسبات الاجتماعية والشعور التعاطفي مع غزة.
وفيما يتعلق بالبعد السياسي، يبين بشارات أنه وعلى الرغم من تجذر الانقسام وممارسات الاحتلال التي عملت على عزل الضفة، يبدو أن هناك ارتفاع في حالة النقاش السياسي بجدوى الوسائل في التعامل والتعاطي مع الاحتلال، إذ بدأت هناك أصوات ترتفع بالعودة إلى الحالة النضالية وحالة المقاومة المسلحة.
أما المحلل السياسي نجيب مفارجة فيقول "إن الاحتلال وفي ردة فعله على طوفان الأقصى تجاوز حدود العقل البشري.
ويرى مفارجة أن ما جرى في غزة وطوفانها لا يمكن عزله عن مجريات الأحداث في الضفة، إذ إن الشعب يحمل جميع القواسم المشتركة وذات المصير، وأن كل الانقسامات التي حصلت كانت بفعل الاحتلال.
ويشير إلى أن الهجوم على قطاع غزة، وتداعي الضفة لمساندتها، تعود بالذاكرة إلى ما قبل العدوان، وكيف أن غزة كانت نصيرا دائما للضفة والقدس وتتحمل وتدفع الثمن الكبير، فكان لزاما على الضفة سد جزء من ذلك الجميل.
ويتطرق مفارجة إلى أن الضفة مرت بظروف موضوعية لسنوات طويلة، رهن فيه الفلسطيني لسياسية السلام الاقتصادي، عدا عن التطبيع والتطويع وكي الوعي، إلا أن طوفان الأقصى جعل الشعب ينحاز إلى نفسه ومقدساته.
ووفق نظرة المحلل، فإن دافعًا آخر منح الضفة الانخراط في مساندة غزة، وهو محاولات محاكاة المقاومة في الضفة لنظيرتها في غزة، مثل رجوع الفصائل لامتطاء جواد المقاومة، بعدما كانت غالبية العمليات فردية، وعودة الأجنحة العسكرية المنظمة للعمل، والكمائن المحكمة والمصورة والعبوات الناسفة ومقذوفات الكتف.
ويتابع "ظهرت مهارات فنية وتكتيكية استطاعت كسب جولات كثيرة مع المحتل، وجولات أمنية وحرب المعلومة والاستنزاف، كان آخرها عملية "المخيمات الصيفية"، واستطاعت المقاومة نقل المعركة إلى الجنوب وتنفيذ ثلاثة عمليات موجعة.
ويقول مفارجه إن "الضفة ستواجه مصيرا أشد حتى بعد انتهاء العدوان على غزة، وسيبقى مخطط التهجير وتغول الاستيطان يلاحقها، وأن الضفة لا مفر لها سوى المقاومة والثبات.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: طوفان الأقصى الضفة الغربية السابع من أکتوبر طوفان الأقصى أن الطوفان فی الضفة فی غزة إلا أن
إقرأ أيضاً:
مجلة بريطانية تسلط الضوء على قوارب الحوثيين المسيرة والعبوات الناسفة التي تهاجم بها السفن بالبحر الأحمر (ترجمة خاصة)
سلطت مجلة بريطانية الضوء على نوعية العبوات الناسفة المائية والقوارب المسيرة المفخخة التي تستخدمها جماعة الحوثي لهجمات سفن الشحن الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن.
وقالت مجلة " Counter-IED Report" المهتمة بأحدث التطورات عن مكافحة العبوات الناسفة والتهديدات التي تشكله الأسلحة المتفجرة، في تقرير للكاتب مايكل كارداش، إنه في 12 من يونيو 2024، تعرضت ناقلة البضائع السائبة "توتور" المملوكة لليونان والتي ترفع علم ليبيريا لهجوم في البحر الأحمر بواسطة عبوتين ناسفتين محمولتين على متن سفينة سطحية غير مأهولة، مما أجبر الطاقم على مغادرة السفينة بعد أيام قليلة وأدى إلى غرقها. وأعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن الهجوم بعد أسبوع من تنفيذه.
وقال كارداش وهو محلل أول في مجال العبوات الناسفة، ومؤلف تقارير المعلومات الاستخباراتية الفنية والتكتيكية المتعلقة بالعبوات الناسفة، "على الرغم من ورود تقارير سابقة عن هجمات باستخدام طائرات بدون طيار إلا أن هذا يبدو أول هجوم موثق باستخدام أدوات عبوة ناسفة مائية ضد سفينة في البحر الأحمر منذ أكتوبر 2023، بداية حرب طوفان الأقصى/السيوف الحديدية في قطاع غزة بين دولة إسرائيل والجماعات المسلحة الفلسطينية بقيادة حماس.
وفقًا لتقارير، وقع الهجوم على بعد حوالي 66 ميلًا بحريًا جنوب غرب مدينة الحديدة الساحلية الخاضعة لسيطرة الحوثيين، بالقرب من الساحل الأفريقي للبحر الأحمر.
كانت سفينة "توتور" قد أكملت زيارة ميناء في روسيا وكانت متجهة إلى مصر عندما تعرضت للضربة في مؤخرتها بواسطة "زورق صغير أبيض اللون" يقدر طوله من 5 إلى 7 أمتار، يحتوي دميتين على متنه. حيث تسبب التأثير والانفجار الناتج عن ذلك في حدوث فيضانات شديدة وأضرار في غرفة المحرك، مما ترك السفينة غير قادرة على المناورة.
تبنى الحوثيون مسؤوليتهم عن الهجوم في نفس يوم وقوعه، مشيرين إلى أن "السفينة" استُهدفت باستخدام عبوات ناسفة على مركب سطحي غير مأهول بالإضافة إلى "عدة طائرات بدون طيار وصواريخ باليستية".
وفي بيان آخر أُصدِرَ في 15 يونيو 2024، صرح فيه الناطق العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، أن "توتور" "من المتوقع أن تغرق في الساعات المقبلة" وذكر أن الهجوم كان جزءًا من إجراءات التصعيد لدعم الفلسطينيين في غزة جراء معركة "طوفان الأقصى".
وفي 19 يونيو 2024، أصدر الحوثيون مقطع فيديو قصير يوثق الهجوم على "توتور"، والذي يُزعم أنه تضمن استخدام عبوات ناسفة على متن قاربين سطحيين غير مأهولين وما يبدو أنه صواريخ إضافية.
وفي عطلة نهاية الأسبوع التالية، بين 14 و 15 يونيو 2024، غادر الطاقم السفينة وتم نقلهم جواً بواسطة مجموعة حاملة الطائرات يو إس إس دوايت دي أيزنهاور.
ووفقًا لبيان صادر عن مستشار الاتصالات في الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، قُتل أحد أفراد الطاقم الفلبينيين في الهجوم وأُصيب بحار سريلانكي بجروح خطيرة.كما تم أيضاً التخلي عن السفينة وغُرقت في النهاية في البحر الأحمر.
التقييم
ابتداءً من المراحل الأولى لمعركة "طوفان الأقصى/السيوف الحديدية" التي بدأت في قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، بهجوم مفاجئ واسع النطاق ضد إسرائيل بقيادة حماس، ارتبطت حركة أنصار الله اليمنية بالقتال في عدة مراحل من التصعيد "تضامنا ودعماً للشعب الفلسطيني المظلوم".
ووفقًا للمحللين والمراقبين، خلال النصف الأول من عام 2024، نفذت حركة أنصار الله 57 هجوماً ضد السفن، وبلغ إجمالي الهجمات 79 هجوماً منذ نوفمبر 2023 . ومع ذلك، أشارت إحصائيات أخرى إلى أرقام أعلى، والتي من المحتمل أن تشمل الهجمات غير المؤكدة أو غير الرسمية، وكذلك الهجمات التي استهدفت السفينة ذاتها أكثر من مرة.
إن استخدام الحوثيين لعبوات ناسفة على مراكب سطحية غير مأهولة ليس جديدًا وقد تم توثيقه سابقاً منذ عام 2017، أولاً لاستهداف السفن الحربية التابعة للتحالف الذي تقوده السعودية، كما في الهجوم على الفرقاطة السعودية المدينة في يناير 2017، ومحاولة الهجوم على المدمرة البريطانية اتش ام اس دنكان في يوليو 2019، ثم ضد ناقلات النفط في عام 2020.
خلال هذه الفترة، وثق استخدام الحوثيين لثلاثة أنواع من العبوات الناسفة على مراكب سطحية غير مأهولة :
(قارب دورية معدّل للاستخدام): وهي قوارب دورية تم تعديلها لتحمل المتفجرات وتوجيهها عن بعد لتنفيذ هجمات انتحارية.
(بلوفش مخصصة): وهي قوارب مصممة خصيصًا لتكون قوارب سطحية غير مأهولة وتحمل عبوات ناسفة وتتميز بقدرات هجومية عالية.
قوارب صيد متنكرة: وهي قوارب صيد تم تعديلها لتبدو وكأنها قوارب صيد عادية، ولكنها تحمل متفجرات وتستخدم لتنفيذ هجمات مفاجئة.
وكما ورد سابقاً ، فإن النموذج الثالث الموثق في الماضي هو قارب صيد (قارب صغير)، يستخدم بشكل أساسي لغرض التمويه، ويحتوي على حمولة متفجرة وثقت سابقًا على أنها صندوق يحتوي على متفجرات، وفي وقت لاحق، كبرميل معدني يحمل رأس حربي متفجر .
وبحسب تقديرنا، تم استخدام هذا النوع من القوارب في الهجوم على ناقلة النفط السعودية "جلاديولس" في مارس 2020، وكذلك ضد سفينة الشحن ام في "توتور" في يونيو 2024.
وفي 18 يناير 2024، تمكن مشروع مسام - وهو مشروع سعودي إنساني لإزالة الألغام الأرضية في اليمن من انتشال مركبة سطحية مفخخة كانت تستخدمها جماعة الحوثي سابقًا لاستهداف سفن الشحن الدولية في البحر الأحمر.
تتكون العبوة الناسفة من قارب خشبي أزرق أساسي يشبه العديد من قوارب الصيد المدنية التي تبحر على طول ساحل البحر الأحمر كل يوم، والذي تم العثور عليه غير مأهول ويطفو بالقرب من قرية باب المندب الساحلية، جنوب غرب منطقة مراد،حيث جره الصيادون إلى الشاطئ.
تم تركه دون أن يمسه أحد لمدة شهر بين قوارب الصيد الأخرى. مع عدم وجود أحد يدعي ملكية القارب، قرر القرويون المحليون فحص السفينة ولاحظوا أسلاكًا بارزة من ثقب في هيكل القارب،وأبلغوا عنها لاحقًا إلى مشروع مسام.
بعد التحقيق في القارب، اكتشف خبراء إزالة المتفجرات أن الأسلاك تؤدي إلى حمولة كبيرة من المتفجرات مخبأة في حاوية تحت سطح القارب في الهيكل. وتتألف من 25 كجم من متفجرات السي فور و 50 كجم على الأقل من مادة التي ان تي المتفجرة، بالإضافة إلى 20-25 لترًا من البنزين في حاويات.
وفقًا لخبراء إزالة المتفجرات في مشروع مسام، فإن الرأس الحربي كان بتكوين EFP، وتم التعرف عليه على أنه عبوة ناسفة حوثية.
وقد تم تقدير أن القارب السطحي غير المأهول قد أرسل من مدينة الحديدة الساحلية الخاضعة لسيطرة الحوثيين وتم التحكم فيها عن بعد للإبحار على طول الساحل باتجاه باب المندب.
في 21 سبتمبر 2022، كشف الحوثيون، لأول مرة، خلال عرض عسكري في صنعاء عن ثلاثة أنواع من القوارب السطحية المفخخة والغير مأهولة والتي أطلقوا عليها اسم "طوفان".
تحتوي جميع النماذج الثلاثة على قمرة قيادة وأقواس وهوائيات ومحرك نفاث مائي للدفع. يبدو أن طراز "طوفان-2" يحتوي على كاميرا قبة زجاجية، ويحتوي طراز "طوفان-3" على نوع مختلف من الكاميرا، ربما نوعًا من الأشعة تحت الحمراء البحرية للأمام (FLIR). كما يحتوي طراز "طوفان-3" على رادار قبة Simrad HALO على قوسه وفي الجزء السفلي من القوس، ومكون قبة أبيض صغير آخر - ربما بوصلة طيار آلي.
في طراز "طوفان-1"، يوجد مقعد واحد لشخص واحد، بينما يحتوي طراز "طوفان-2" و "طوفان-3" على مقعدين، أحدهما خلف الآخر.
في 21 يونيو 2024، نشر الحوثيون مقطع فيديو كشفوا فيه عن معلومات ووثقوا اختبارهم للزورق المفخخ "طوفان-1، يعرض الفيديو قاربًا يمكن توجيهه إما يدويًا أو عن طريق التحكم عن بعد، ويستهدف "هدفًا بحريًا" (سفينة) في البحر.
مواصفات طوفان-1، وفقًا لفيديو الحوثي:
قوارب بحرية مفخخة محلية الصنع قادرة على الوصول إلى سرعة عالية والمناورة بسرية واصابة الأهداف البحرية قصيرة المدى، سواء المتحركة أو الثابتة.
حمولة متفجرة (رأس حربي): 150 كجم.
السرعة: 35 عقدة بحرية في الساعة.
طوفان المدمّر (، وهو نسخة محسنة من طوفان-3)
في مساء 21 يونيو 2024، تعرضت سفينة الشحن السائبة "ترانسوورلد نافيغايشن" التي ترفع علم ليبيريا والمملوكة لليونان لهجوم في خليج عدن، على بعد 126 ميلًا بحريًا شرق مدينة عدن، بينما كانت في طريقها من ماليزيا إلى مصر. شوهدت انفجارات بالقرب من السفينة، التي واصلت طريقها إلى ميناء التوقف التالي.وفي اليوم التالي، أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن الهجوم، قائلين إنه تضمن استخدام "صواريخ باليستية" ضد السفينة.
في 23 يونيو 2024، تعرضت سفينة "ترانسوورلد نافيغايشن" لهجوم آخر من قبل الحوثيين، على بعد 65 ميلًا بحريًا غرب مدينة الحديدة، قبالة الساحل الغربي لليمن، باستخدام قوارب بحرية مفخخة وأعلن الحوثيون أيضًا مسؤوليتهم عن هذا الهجوم. وأظهرت الوثائق أضرارًا متوسطة لحقت بالسفينة، مع الإبلاغ عن إصابات طفيفة أيضًا من قبل القيادة المركزية الأمريكية (US CENTCOM).كما تم توثيق اقتراب القارب المفخخ من السفينة في مقطع فيديو.
وفي 30 يونيو 2024، نشر الحوثيون مقطع فيديو مكون من جزأين يوثق قاربهم المفخخ الجديد "طوفان المدمّر". يوثق الجزء الأول استهداف سفينة "ترانسوورلد نافيغايشن" باستخدام القارب المفخخ"طوفان المدمّر" . جدير بالذكر أن الإطار الأول من هذا الجزء يتضمن لقطات تم التقاطها بواسطة كاميرا موضوعة على مقدمة القارب المفخخ يوثق الجزء الثاني من الفيديو اختبار هذا القارب المفخخ في البحر، والذي يشمل المناورة بين العوامات. غطى الاختبار كل من التوجيه اليدوي والتحكم عن بعد، وأظهر الأخير أنه ممكن فقط في نطاق محدود. نشر الحوثيون مواصفات "طوفان" الجديدة.
مواصفات طوفان المدمّر:
قارب مفخخ تم تصنيعه محليًا.
قوة تدميرية عالية: تتميز بقوة تدميرية هائلة.
رأس حربي ضخم: يحمل رأس حربي يتراوح وزنه بين 1000 إلى 1500 كيلوجرام.
سرعة عالية: ت/يستطيع الإبحار بسرعة تصل إلى 45 عقدة بحرية في الساعة.
تشمل مجموعة الأسلحة التي يمتلكها الحوثيون والتي تهدد طرق الشحن في البحر الأحمر صواريخ أرض-بحر، وصواريخ كروز، وصواريخ باليستية، وطائرات بدون طيار، ومجموعة متنوعة من الطائرات المسيرة المائية المفخخة.
تكمن مزايا هذه القوارب السطحية الغير مأهولة بشكل أساسي في قدرتها على ضرب السفن المستهدفة بدقة، خاصة وأنها يتم التحكم فيها باستخدام كاميرات موجودة في مقدمة السفن.
ومن الجدير بالذكر أن استخدام السفن الشراعية المتخفية على شكل قوارب صيد مع وضع الدمى فيها يهدف إلى منع تدمير السفينة على بعد مسافة من الهدف، من خلال خلق الارتباك والشك بين قوات الدفاع على متن الهدف فيما إذا كانت السفينة في مهمة هجومية أم بريئة.