جريدة الرؤية العمانية:
2024-10-07@18:25:49 GMT

عام الطوفان

تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT

عام الطوفان

 

 

أحمد بن هلال العبري

 

 

عام على الطوفان مر كطائف

من ربنا، وبه العدو يميد

 

بينما يرى أن الموات يعمنا

حتى أتاه الصاعق الصنديد

 

هزوا به الأركان حتى اساقطت

أكذوبة، وتبخر التمجيد

 

أسفي على أبناء جلدتنا فهم

داء التخاذل بيننا وصديد

 

تركوا العدو.. ووجهوا سهم العدا

لذوي الكرامة.. والحشود تزيد

 

قالوا: انتحاريون، غيظ قلوبهم

أعمى عيونهم.

.  فخاب حقود

 

يا أمة الإسلام هل من نهضة

كم للنهوض يغيب عنك شهيد

 

يا أمة المليار ما مليانا؟

إن لم نصن عرضا لنا ونذود

 

يا أمة النسيان هل تتذكري؟

أم زاد غفلة مَن رعاك العود

 

قومي على الظلم الذي لا ينجلي

إلا بشعب ينبري ويسود

 

لنرى مع الطوفان طوفانا به

في المسجد الأقصى يطول سجود

 

قدساه إنا نستحي من حالنا

لكن ربي قادر ومريد

 

ولقد وقفت مرددا شعري، فلي

أمل، ففي شعر الحماس حديد

 

نهوي به، والله يقضي بالذي

أشعارنا ترنو له ونشيد

 

في الاستقامة للقوافي منبر

سنظل فيه مدى الزمان نعيد

 

حتى نرى للنصر ألف قصيدة

طوفان أشعار، فذاك العيد

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

"7 أكتوبر".. حين صرخ الأقصى بصوت المقاومة

 

 

د. سالم بن عبدالله العامري

في الساعات الأولى من فجر 7 أكتوبر 2023، دوَّى صوت المقاومة في سماء فلسطين، معلنًا عن ميلاد يوما لم يكن كسائر الأيام، يومًا استثنائيًا أعاد إحياء روح النضال في قلوب أمة أبت أن تُهزم، ورفضت أن تنحني تحت وطأة الظلم والقهر والاستبداد، يومٌ أضاء سماء فلسطين، وحمل اسمًا بات يُردَّد في كل أرجاء الأرض "طوفان الأقصى".

كان ذلك الطوفان صرخة في وجه العالم بأسره: "هنا فلسطين، وهنا الأقصى، وهنا شعب لا يركع!" كان أكثر من مجرد عملية عسكرية؛ كان نداءً للحرية، نداءً لكل ذرة رمل في فلسطين، لكل قطرة دم سالت دفاعًا عن الأرض والحق، كان صرخة حق في وجه الظلم، وانفجارًا للقوة الفلسطينية المكبوتة عبر عقود من الاحتلال والقهر كان تجسيدًا لعقود من الصمود والصبر حمل معه أمل الملايين من الفلسطينيين والعرب والمسلمين في أن النصر قادم لا محالة. كان ضربة موجعة للاحتلال، ولكنه كان قبل ذلك ضربة لأوهام من يظن أن القضية الفلسطينية ستخفت أو ستُنسى.

في فجر ذلك اليوم النابض بروح الأمل والحياة، انطلقت عملية غيرت معادلات التاريخ، وأعادت إلى الأذهان حقيقة أن النضال من أجل الحرية لا يتوقف، وأن الشعب الفلسطيني لم ولن ينكسر مهما عظمت التحديات.. انطلقت شرارة الكفاح كالعاصفة التي لا تُرد ولا تُقاوم انطلقت كالسهم تخترق الأسوار وتكسر الحواجز والحدود، مستمدة قوتها من الإرث التاريخي الذي جعل من فلسطين رمزًا للصمود والعزة والإباء، استمدت جذورها من عقود طويلة من النضال ضد الاحتلال، ومن أجيال تربت على أنَّ الحرية ليست منحة بل حقٌ يُنتزع، تجلّت صور الشجاعة والتضحية رأينا فيها أبطالًا تحركهم عقيدتهم وإيمانهم بعدالة قضيتهم اختاروا أن يكتبوا بدمائهم الطاهرة فصلًا جديدًا من المقاومة.

كان الطوفان رسالةً صريحة للعالم بأسره: "لا ظلم يستمر، ولا قيدٌ يظل بلا كسر، ولا احتلال يدوم للأبد" وأن ما يؤخذ بالقوة، لا يُسترد إلا بالقوة، وأن الحق لا يموت مهما تكالبت عليه قوى الظلم.. هل يمكن لأحد أن يتخيل ما معنى أن تشن عملية بهذا الحجم من غزة، ذلك الشريط الضيق المحاصر منذ سنوات؟ غزة، التي لا تتجاوز مساحتها القليل، أصبحت عنوانًا كبيراً للقوة والعزة والكرامة. في هذا اليوم، كانت المقاومة ترسل رسالة واضحة: "نحن هنا لنبقى، نحن هنا لننتصر" "الكرامة الفلسطينية عصية على الانكسار".

إنَّ ذكرى 7 أكتوبر ليست مجرد ذكرى لمعركة؛ بل تذكيرٌ حيٌ بأنَّ النضال مستمر، وأنَّ الأقصى سيبقى قلب القضية، لن يهدأ للفلسطينيين والمسلمين بالٌ حتى يتحرر من قيوده.. هذه الذكرى تلهم الأحرار والشرفاء لمواصلة النضال وشحذ الهمم من أجل الحرية والكرامة، وأن الحق لا يموت، وأنَّ الشعوب الحية مهما تكالبت عليها الصعاب ستجد دائمًا السبيل لاستعادة كرامتها وحريتها. لم تكن عملية طوفان الأقصى فقط ضربة عسكرية، بل كانت انتفاضة جديدة للكرامة، وصحوة ضمير لشعوب الأرض، لتدرك أن هذا الاحتلال الذي طال أمده سيزول، وأن الشعب الفلسطيني سيستعيد حقوقه مهما طال به الزمن، لقد كانت عملية طوفان الأقصى تجسيدًا لإرادة شعب لا يقبل الانكسار، لقد أعادت هذه العملية رسم الخارطة السياسية والعسكرية للصراع، وأظهرت أن المعادلة التقليدية بين قوة الاحتلال وقوة المقاومة لم تعد قائمة بنفس الشروط السابقة.

ختامًا.. إنَّ السابع من أكتوبر ليس مجرد تاريخ يُضاف إلى كتب التاريخ، بل هو ملحمة حية تُذكرنا بأن الطوفان مستمر، وأن إرادة الشعوب أقوى من أي قوة، وأن العزيمة أقوى من السلاح، والحق أبلغ من الرصاص، وأن الطريق نحو الحرية قد يكون طويلاً، ولكنه لا يمكن أن يُقطع إلا بالوحدة والصمود. إنها دعوة لنا جميعًا لنقف مع الحق، وأن نكون جزءًا من هذا الطوفان الذي لن يتوقف، وهذا الصوت الذي لن ينقطع حتى تتحقق العدالة، فهل سنكون مستعدين للوقوف مع الأقصى وأهله؟

مقالات مشابهة

  • عام من الطوفان
  • أبو عبيدة يحذر الاحتلال بشأن أسراه.. هذا ما قاله في "ذكرى الطوفان"
  • أبو عبيدة يحذر الاحتلال بشأن أسراه.. هذا ما قاله في ذكرى الطوفان (شاهد)
  • أبو عبيدة يحذر الاحتلال بشأن أسراه.. هذا ما قاله في ذكرى الطوفان
  • صنعاء: مليونية طوفان الاقصى تتوعد كيان العدو بمفاجأة مرعبة
  • "7 أكتوبر".. حين صرخ الأقصى بصوت المقاومة
  • عام على الطوفان…
  • عام على الطوفان
  • غزة .. عام على الطوفان