بعد فوز قيس سعيد.. ماذا تعني نتائج الانتخابات الرئاسية التونسية؟
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
أظهرت النتائج التقديرية لاستطلاع رأي، قدمته مؤسسة "سيغما كونساي"، مساء الأحد، فوز الرئيس المنتهية ولايته قيس سعيد في الانتخابات الرئاسية التونسية، بنسبة تخطت 89 بالمئة متقدما على منافسيه، العياشي زمال (6.9 بالمئة) وزهير المغزاوي (3.9 بالمئة).
ومرت الانتخابات الرئاسية التونسية في مناخ سياسي متوتر، ووسط مقاطعة سياسية من أحزاب سياسية، بينها "العمال" و"التكتل" و"القطب" و"المسار" و"الاشتراكي"، فضلا عن هيئات رقابية وحقوقية.
من جانب آخر، شكك كل من الأمين العام لحزب "حركة الشعب"، زهير المغزاوي، والأمين العام لحركة "عازمون" الموقوف في السجن، العياشي زمال، في النتائج المعلن عنها في سبر الآراء ووصفوها بأنها "مجانبة للصواب".
ومن المرتقب أن تعلن الهيئة العليا للانتخابات عن نسبة المشاركة والنتائج الأولية للاقتراع، مساء الاثنين، وسط نقاش في الأوساط التونسية عن مآل الأوضاع بعد الرئاسيات، وما إذا كانت هذه الانتخابات ستضع حدا للأزمة السياسية أم تفاقمها.
ويبرز أيضا نقاش بخصوص نسبة المشاركة، الأقل في تاريخ رئاسيات تونس بعد ثورة 2011، هل تعكس عزوفا سياسيا؟ وما أسباب هذا العزوف؟
احتجاجات معارضة لسعيّد قبل يومين من انتخابات الرئاسة التونسية تظاهر مئات التونسيين في العاصمة، الجمعة، مصعدين احتجاجاتهم ضد الرئيس، قيس سعيد، قبل يومين من الانتخابات الرئاسية التي يقولون إنها دون مصداقية وغير نزيهة استخدم فيها سعيد القضاء وهيئة الانتخابات لإقصاء منافسيه بهدف البقاء في السلطة. رهان الاستقرارفي تعليقه على ما أفضت إليه التقديرات الأولية لنتائج الانتخابات الرئاسية، يقول محمود بن مبروك، الأمين العام لـ"مسار 25 يوليو" الداعم للسلطة، إن الأرقام أظهرت فارقا شاسعا بين الرئيس التونسي قيس سعيد ومنافسيه "من حيث القابلية الشعبية في البلاد".
بعد 5 ساعات من فتح مكاتب الاقتراع، توجه 14.16 بالمئة من الناخبين التونسيين للإدلاء بأصواتهم في انتخابات حاسمة يتنافس فيها الرئيس المنتهية ولايته قيس سعيد مع الأمين العام لحركة الشعب زهير المغزاوي، ورئيس حركة عازمون العياشي زمال، الذي يقبع في السجن لاتهامه بتزوير التزكيات الشعبية.ورصدت منظمات عاملة في مجال مراقبة الانتخابات "إخلالات" في بعض المراكز الانتخابية، لكن الهيئة تقول إنها لم تسجل "مخالفات ترتقي إلى جرائم انتخابية".
ويضيف بن مبروك لـ"أصوات مغاربية" أن تونس "ستتجه إلى استقرار سياسي ولن يبقى أمام السلطة إلا رهان يتعلق بالمجالين الاقتصادي والاجتماعي"، ويشمل رفع النمو وتحسين الوضع المعيشي للتونسيين، مشددا على أن أي حراك احتجاجي ذي طابع سياسي "لن يجد صداه في الشارع مستقبلا".
وبخصوص واقع الحقوق والحريات، فيؤكد المتحدث أن الأحزاب التي تدعم السلطة، وضمنها حزب "مسار 25 يوليو"، ستطالب بمراجعة المرسوم 54 المتعلق بمكافحة الجرائم المتعلق بأنظمة الاتصال والمعلومات ومراجعة الايقافات التي طالت عدة شخصيات.
وسبق للرئيس التونسي قيس سعيد أن أكد، عقب انتهاء التصويت، خلال لقائه بمناصريه في مقر حملته بالعاصمة تونس، أن ما تعيشه تونس "استكمال للثورة"، معتبرا نتائج استطلاعات الرأي المعلنة "قريبة من الواقع".
تونس.. مرشحان للرئاسة يشككان في "نتائج" تشير إلى فوز سعيد شكك المرشحان في الانتخابات الرئاسية التونسية ضد الرئيس الحالي قيس سعيد، في نتائج استطلاع رأي أُعلنت مساء الأحد، ووصفوها بأنها "مجانبة للصواب". شرخ سياسيوفي المقابل، يرى الناطق الرسمي باسم الحزب الجمهوري المعارض، وسام الصغير، أن المسار الانتخابي برمته، وصولا لنتائج الانتخابات، سيعمق "الشرخ السياسي" الحاصل في تونس، بالنظر إلى ما وصفها بالانتهاكات التي سادت الفترة الانتخابية، وتصفية منافسي الرئيس في السباق الرئاسي.
وتابع في حديثه لـ "أصوات مغاربية" أن "مقاطعة طيف سياسي واسع" للانتخابات الرئاسية، فضلا عن عدم مشاركة المنظمات والهيئات الرقابية فيها، يعد "مقدمة لما بعد 6 أكتوبر 2024"، حيث "تتواصل التحركات الاحتجاجية المناهضة للسلطة القائمة"، وفق قوله.
وفي هذا الصدد، ذكر المتحدث أن كافة مكونات الشبكة التونسية للحقوق والحريات، من أحزاب ومنظمات وجمعيات حقوقية، ستجتمع في الأيام القليلة القادمة لمناقشة طرق التعامل مع التطورات الحاصلة في تونس.
وتعد مشاركة التونسيين في الانتخابات الرئاسية، التي لم تتجاوز وفق النتائج الأولية 28 بالمئة، أدنى نسبة يقع تسجيلها في المحطات الانتخابية الرئاسية التي أجريت بتونس عقب ثورة 2011، إذ كانت معدل المشاركة في رئاسيات 2014 في حدود 40 في المئة، وبلغ في 2019 نسبة 39 في المئة.
هيئة الانتخابات التونسية تكشف نسبة الإقبال في انتخابات الرئاسة قالت هيئة الانتخابات في تونس، الأحد، إن نسبة الإقبال في الاقتراع الرئاسي بلغت 27.7 بالمئة بعد إغلاق جميع مراكز التصويت. رسائل مشفرةمستقبل تونس ما بعد الانتخابات لا يرتبط فقط بهوية الرئيس الجديد، بل يتعلق أيضا، وفق المحلل السياسي، خالد كرونة، بأزمة العزوف السياسي التي أظهرتها نسب المشاركة في الرئاسيات وما قبلها من محطات انتخابية.
يصوتون لأول مرة.. شباب تونسيون يشاركون في اختيار الرئيس الجديدبخطى حثيثة لخوض أول تجربة اقتراع في حياتها، مضت الشابة التونسية هيفاء بوستة (18 سنة) نحو أحد مكاتب الاقتراع بمحافظة منوبة بتونس الكبرى، لانتخاب رئيس جديد للبلاد.وفي هذا السياق، يقول كرونة إن تضاؤل المشاركة السياسية ليس مقصورا على رئاسيات 2024 في تونس، بما أن حوالي 70 بالمائة من الجسم الانتخابي "غابوا عن الاستحقاق"، بل إن نسبة المشاركة في التشريعيات وفي انتخابات الغرفة الثانية كانت أقل.
ويضيف "يمكن أن نعزو ذلك بالأساس إلى غياب عرض سياسي يلائم انتظارات الناس، فالنخب والطبقة السياسية معزولة كليا عن عموم الشعب، مما عمق القطيعة من جهة، وفاقم ازدراء النخب من جهة ثانية".
ويرى الخبير السياسي، في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، أن كل مناسبة انتخابية باتت "موعدا جديدا للصامتين" ينبغي على الطبقة السياسية موالاة ومعارضة أن "تفك شيفرات رسالتها".
وهذه الرسالة، وفق كرونة، أن ما سماها الأغلبية الصامتة "لا تجد في أي من المرشحين صوتها ولا تعثر على برنامج وطني جامع يسمح فعلا بتغيير حقيقي لأسس المنظومة الاقتصادية"، بل إن "السياسيين جميعا لا يتناقضون مع أسس المنظومة حتى إن انتقدوها، وأمسوا على هذا النحو أو ذاك خدما لها"، بحسب قوله.
ويختم كرونة حديثه بالقول "طالما أن المشروع الوطني لم يولد، لا ينبغي أبدا الاعتقاد أنه يمكن تعزيز المشاركة السياسية، لأن الانتصارات التاريخية الكبرى تبدأ بانتصارات الفكر".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسیة التونسیة قیس سعید فی تونس
إقرأ أيضاً:
حسين لبيب: سعيد باختيارات الجمعيات العمومية الصائبة للاتحادات الرياضية
وجه الكابتن حسين لبيب التهنئة لجميع الاتحادات الرياضية بعد فوزها في الانتخابات الأخيرة، وتمنى لهم التوفيق والنجاح والمساهمة في النهوض بالرياضة المصرية.
وحرص مجلس إدارة نادي الزمالك على تكريم مجالس إدارات الاتحادات المصرية الفائزة في الانتخابات الأخيرة، في مقر القلعة البيضاء ظهر اليوم.
وتابع رئيس مجلس إدارة نادي الزمالك قائلاً:" هدفنا منذ تولي المسؤولية هو إعادة العلاقات الجيدة بكل الاتحادات الرياضية، وتعلمنا أن دعم الاتحادات أمر مهم جداً، ونعدكم باسم نادي الزمالك أننا سندعم أي قرار لمصلحة مصر والرياضة المصرية".
وواصل لبيب قائلاً:" سعيد باختيارات الجمعية العمومية الصائبة للاتحادات الرياضية، ولابد من وجود علاقات قوية بين الاتحادات الرياضية والأندية من أجل مصلحة الرياضة المصرية، وسنحاول تطبيق سياسة الاتحادات من الناحية الرياضية وطرق اللعب لمصلحة المنتخبات الوطنية".