ماذا لو قصفوا مفاعل بوشهر ؟
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
كان المحللون الاستراتيجيون يتحدثون معنا حتى وقت قريب عبر قنوات الإعلام ليعطوننا فكرة عن تداعيات الحروب والاشتباكات، وبخاصة التداعيات الإنسانية والصحية والبيئية. لكننا افتقدناهم هذه الايام. .
نتساءل: ماذا لو قصفوا مفاعل بوشهر وتطايرت نفاياته النووية في الجو. او تسربت إلى المياه التي سوف تتضرر منها محطات التحلية في البصرة والكويت والبحرين وقطر وكل مكان ؟.
حتى السفن التي اعتادت على سحب مياه البحر لملء خزانات الموازنة Ballast Tanks سوف تتحول إلى وسيط غير مباشر لنشر السموم والملوثات، وذلك بعد انتقالها (انتقال السفينة) إلى المرافئ البعيدة. .
في السابق، وفي مثل هذه الظروف الحرجة، كان مركز المساعدة المتبادلة للطوارئ البحرية ميماك (MEMAC) في البحرين يعقد أتصالاته ولقاءاته الفورية على المستوي الأقليمي والدولي مع المختصين بالطاقة النووية، وخير شاهد على ذلك عندما تعرضت المنطقة الشمالية لايران لهزة زلزاليه قويه امتد تأثيرها الي مدينة بوشهر، وشعرت بها كافة دول المنطقة وخاصة العراق والكويت، حينها قام مركز المساعدة بأجراء اتصالاته بأيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، وايجاز وتطمين دول المنطقة عن حالة محطة الطاقة النووية لتوليد الكهرباء في بوشهر. وكان المركز وباستمرار يزود الدول بأخبار محطة (زابوروجيا) للطاقة النووية في أوكرانيا عندما كانت تُستهدف. وعندما استفسرنا من المركز عن فائدة هذه المعلومات، أفادنا الدكتور (الجناحي) في حينها بأن تأثير أشعاع حادث محطة (تشرنوبل) وصل البصرة، ووصل شمال الكويت. في حين ان هذه المحطة الأوكرانية هي اكبر محطة في اوروبا. وعند حصول اي حادث لا قدر الله سيصل تأثيرها الي مسقط بعمان وذلك بحسب برنامج النماذج لحساب مدى انتشار الاشعاعات، ولذا وجب الأحاطة. ومن المعروف وفي وقت مبكر من نهاية القرن الماضي سارع مدير مركز المساعدة (بجهوده) في حينها (الربان الدكتور عبد المنعم الجناحي)، وبدعم من الأمين التنفيذي في حينها الدكتور العوضي (تغمده الله بواسع رحمته) إلى تشكيل فريق عمل أقليمي ودولي، وبمشاركة خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى تبني خطة إقليمية فاعلة للتعامل مع الحوادث النووية والإشعاعية، وتم انجازها بقيادة وأشراف الدكتور (الجناحي)، كما تم البدء بسلسلة من ورش العمل التدريبية على الخطة الأقليمية للتعامل مع الحوادث النووية والإشعاعية، ولكن ومع الأسف الشديد، فبعد رحيل الدكتور العوضي (رحمه الله) بادر الأمين التنفيذي لمنظمة روبمي اللاحق (بشارة) الى ايقاف كافة الأنشطة. .
السؤال الذي نطرحه الآن: من ذا الذي سوف يسعى للتفعيل والتطبيق والعمل بموجب الخطة الأقليمية في التصدي للحوادث النووية والإشعاعية بعد احالة المدير السابق إلى الإقالة القسرية، وغياب فريقه الدولي وذلك بناءً على رغبات وأهواء ومزاج الرئيس الحالي لمنظمة روبمي في الكويت ؟. .
لقد لعب الدكتور الجناحي دورا فاعلا في ظروف مماثلة، ومعه فريق من المختصين الدوليين، فتدربوا على الخطة ودهاليزها، وكانوا على اهبة الاستعداد لمواجهة المخاطر المحتملة، وتدريب الكوادر الوطنية على مدى اعوام من العمل لتأهيلها، وخاصة ان الخطة متكونة من مئات الصفحات، ويصعب على اي شخص مبتدئ الخوض فيها ومعرفة تفاصيلها. .
وباستطاعة القارئ الكريم الاطلاع عليها في ثلاثة مجلدات، يجدها منشورة في موقع المركز على هذا الرابط ((www.memc-rsa.org
اما الآن فلا يسعنا إلا ان نقول: هنيئا للدول الأعضاء بهذا الخمول الذي شهدته المنطقة على يد أمينها التنفيذي الحالي (الاحمد). .
ولله في خلقه شؤون. . د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
هيئة الاتصالات تطلق خطة الاستخدام التجاري والمبتكر للطيف الترددي
أعلنت هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية عن إطلاق خطتها للاستخدام التجاري والمبتكر للطيف الترددي (2025–2027).
وتمثل هذه الخطوة الإستراتيجية امتدادًا لمساعي الهيئة نحو تعزيز ريادة المملكة في مجال التقنيات اللاسلكية الحديثة، وتطوير البنية التحتية الرقمية، وبناء اقتصاد رقمي مزدهر ومستدام.
وترتكز الخطة على ضمان الاستخدام الفعّال للطيف الترددي بوصفه محورًا أساسيًا لدعم التحول الرقمي، وتحفيز النمو الاقتصادي، وتعزيز القدرة التنافسية للمملكة على الصعيد العالمي.
ويتوقع أن ينعكس أثر هذه الخطة على مختلف القطاعات عبر تمكين الحلول المتقدمة، كما تسهم في تعزيز جاهزية المملكة لاستضافة الفعاليات العالمية الكبرى التي تتطلّب استخدامًا مكثفًا للطيف الترددي، إضافة إلى دعم شبكات الاتصالات العامة عبر توفير الترددات اللازمة لضمان جودة الخدمة وتحسين مستوى التغطية.
وإلى جانب ذلك، ستمهد الخطة الطريق أمام الاستفادة القصوى من إمكانات الطيف الترددي، عبر توفير أطر تنظيمية مرنة ومتطورة تلبي الاحتياجات المستقبلية للتقنيات اللاسلكية.
وفي ذات السياق، تسعى الخطة إلى تمكين تطبيقات الشبكات غير الأرضية (NTN) والأقمار الصناعية، وزيادة كمية الطيف الترددي لشبكات الاتصالات العامة، وتمكين النفاذ اللاسلكي الثابت (FWA)، مع تعزيز مشاركة الطيف الترددي عبر نماذج الترخيص المخفف والوصول الديناميكي (AFC) الذي سوف يتيح استخدام الجيل الحديث من شبكات الواي فاي خارج المباني.