ضمن برامج وزارة الثقافة المعنية بالتعريف بالتراث وترسيخ الهوية لدى الشباب وطلاب الجامعات، قدمت الهيئة العامة لقصور الثقافة، اليوم الاثنين، عددا من الفعاليات من خلال أسبوع التراث الذي يقيمه المعهد العالي للفنون التطبيقية بالتجمع الخامس، في إطار استقبال العام الدراسي الجديد.

شهد الفعاليات الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، ود.

وليد قانوش، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، ود. سهير عثمان، عميد المعهد العالي للفنون التطبيقية، ود. حنان موسى، رئيس الإدارة المركزية للدراسات والبحوث، بحضور د. دينا هويدي، مدير عام الإدارة العامة لثقافة المرأة، ود. شيماء الصعيدي، مدير عام أطلس المأثورات الشعبية، والفنان د.بدوي مبروك، مدير عام ثقافة القرية، ولفيف من القيادات الثقافية وأعضاء هيئة التدريس وطلاب المعهد.

استهلت الفعاليات بتفقد معرض فني نتاج ورش المعهد بأقسامه الست في مجالات الديكور، التصميم، الطباعة و المنسوجات، بجانب منتجات الحرف التراثية والفنية الخاصة بهيئة قصور الثقافة ومنتجات مشروع أهل مصر لكل من ثقافة المرأة في مجال: المكرمية، الخيامية، الإكسسوارات والحلي، والتطريز السيناوي، ثقافة الشباب والعمال في مجال: الأركت، الريزن، الخيامية، الجلد، التشكيل على رقائق النحاس، ثقافة القرية: الجريد، الخوص، الخيامية، القصور المتخصصة: الحصير، السجاد، الخزف والفخار، وأخيرا أطلس المأثورات الشعبية: التلي، الخيامية، النحاس، الأزياء التراثية، والفخار.

أعقب ذلك جولة للتعرف على الورش التدريبية الحرفية المقدمة في مجالات: الفخار، السجاد، الحصير، الخيامية، النحاس، وغيرها.

وأكد "ناصف" استمرار هيئة قصور الثقافة في التعاون البناء والهادف مع مؤسسات الدولة كافة لتحقيق رسالتها الثقافية والتوعوية في المجتمع، في ضوء رؤى ومستهدفات وزارة الثقافة، مشيدا بفعاليات الأسبوع وما يقدمه لطلبة المعهد، وأعرب عن تقديره للتعاون مع معهد الفنون التطبيقية، مقدما الشكر لعميد المعهد وللجهود التي بذلتها إدارات الهيئة المشاركة.

وأعربت عميد المعهد العالي للفنون التطبيقية عن امتنانها لمشاركة قصور الثقافة بدورها الفعال خلال الأسبوع، موجهة الشكر للدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، ونائب رئيس الهيئة، للمشاركة والتعاون من خلال البرامج التوعوية والتثقيفية التي من شأنها تعزيز الهوية.

واختتم اليوم بعرض فني لفرقة النيل للموسيقى والغناء الشعبية بقيادة منال إبراهيم، وسط تفاعل كبير من الحضور، وذلك عقب فقرة التكريمات التي شهدت تكريم كل من نائب رئيس الهيئة، ورئيس الإدارة المركزية للدراسات والبحوث، بمنحهما درع المعهد، بالإضافة إلى تكريم الطلاب الأوائل.

"أسبوع التراث" تستمر فعالياته حتى 12 أكتوبر الحالي بعد مد فترته، وتشارك هيئة قصور الثقافة خلاله بمجموعة من الورش التدريبية التراثية، بالإضافة إلى ورش حكي وألعاب شعبية من خلال برنامج خاص بالإدارة المركزية للدراسات والبحوث، بالإضافة إلى عدد من العروض الفنية بإشراف الإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة الفنان أحمد الشافعي، وذلك بهدف تعريف الطلاب بالتراث وتعزيز الهوية، وتقام الفعاليات يوميا من العاشرة صباحا حتى الرابعة مساء.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: برامج وزارة الثقافة ترسيخ الهوية الهيئة العامة لقصور الثقافة الإدارة المرکزیة قصور الثقافة

إقرأ أيضاً:

أعطني مسرحا لتكتمل الثقافة

للمسرح وعوالمه وكواليسه غواية محببة لا يمكن إنكارها، ولقدرته التواصلية المباشرة تفوّق لا يخفى، فمنذ تقاطعنا الأول تدريجيا مع خشبة المسرح المدرسي يكبر شعور الطفل بأهمية المسرح مساحة للضوء والتفاعل معا، فضاء للتعبير الانفعالي والتنفيس الشعوري والتواصل الجماهيري، منطلقا أول للصوت الفردي والعمل الجماعي، إعجابا متصلا بالتفاعل الآسر بين شخوص المسرح من جهة، وبينهم وبين الجمهور المحب من جهة أخرى، ونكبر لتكبر غوايتنا الجميلة بالفن الذي يملك سطوتي الحضور والتأثير معا، أستذكر كل ذلك مع أصداء مهرجان المسرح العماني الذي شهدته سلطنة عمان مؤخرا بعروض مختلفة تنافسا ومشاركة على مسرح العرفان في مركز عمان للمؤتمرات والمعارض، مهرجان المسرح العماني في نسخته الثامنة بتنظيم وزارة الثقافة والرياضة والشباب يعود بكل صخب انتظاره وشوق المترقبين من عشاق المسرح وأهله، شوق يليق بحضوره بعد طول غياب، وما ذلك إلا لما للمسرح حقيقة من أهمية في نقل الواقع وتحدياته عبر استنطاق ثقافة الحاضر بوسائل تتجاوز الحاضر ذاته إلى عوالم تراثية تاريخية، رمزية أو سحرية متخيلة.

المسرح أبو الفنون، عبارة لم تأت عبثا، لم تأت إلا تعبيرا عن قدرة هذا الفن على استيعاب وتذويب كل الفنون الأخرى بقدرات مبدعيه ومهارات عشاقه، هذا الفن المتضمن الأدب بكل تجلياته بداية من النثر مرورا بالسرد وحواراته وصراعاته التفاعلية وصولا لكبرى الملاحم الشعرية، المتضمن مهارة القدرة على تجسيد زمان ومكان الحدث بأدق التفاصيل، السجل المحتفظ بتوثيق العصر ومعطياته من المشترك والمختلف، تسير متلهفا لحضور عرض مسرحي وأنت تدرك أنك ستعيش تجربة متكاملة مختلفة لن تعدم فيها متعة الفنون جميعها من موسيقى وغناء ورسم وتمثيل، تسير متيقنا من فوزك بالمتعة والفائدة معا.

لكن هل المسرح متعة وحسب؟ هل يمكن لهذا السؤال ألا يكون مستهجنا بعد التأكيد على تضمن العرض المسرحي مجموعة من الفنون والآداب؟ فهل السرد متعة وحسب؟ هل التمثيل مجرد لهو؟ وهل الشعر محض ترفيه؟! يقينا لن تكون الإجابة بنعم، ولعلّ هذه الأسئلة وغيرها كانت منطلقا للهجوم على المسرح تاريخيا من بعض المحتجين على المسرح بادعاء عبثيته وترف حضوره، ادعاءات عرفها التاريخ لمجتمعات عرفت المسرح منذ قرون بعد إدراك أصحابها قوة تأثير العروض المسرحية في تعميق الوعي وتشكيل الرأي، منها أول حملات حظر العروض المسرحية في إنجلترا في القرن السادس عشر من قبل أعضاء البرلمان آنذاك، كل تلك التحديات التاريخية لم توقف المسرح عن أداء رسالته منذ قرون، وهي تحديات تؤكد أهميته دون أن تلغي وجوده فما كانت لتحدث لولا استشعار خطورة العروض المسرحية في قدرتها على تعميق الوعي الفكري، ونقد الذات والآخر، قدرتها على تعزيز قيم الإنسانية ومنظومة القيم الأخلاقية بعيدا عن الاستغلال والطبقية والتهميش، بل تجاوز كل ذلك لتشكيل مجتمعات فنية لاستيعاب مسرح المهمشين، والمسرح التعبيري، المسرح التاريخي والمسرح الواقعي، ثم مواكبة العصر في المسرح الفانتازي، ومن مواكبة العصر لا بد من التأكيد على ضرورة تفعيل وسائل الذكاء الاصطناعي والطفرة الرقمية خدمة لنتاج مسرحي أفضل.

كان المسرح وما زال من أهم وسائل التعليم والتثقيف، لذلك حرص المسؤولون من مثقفي الأمم على تغذية المسرح بالممكن من دعمهم فنيا (باستقطاب المهارات الإبداعية المتصلة بالمسرح، واستكتاب أفضل كتابها لتبني قضايا مجتمعية وأخرى إنسانية عامة، وتفرغ المبدعين ومشرفي العروض المسرحية)، ثم ماديا بعد فهم متطلبات المسرح ومراحل تنفيذ العمل الفني وصعوباته، وإن كان المسرح وسيلة للتثقيف والتنفيس معا -عبر ما يقدمه من صراعات درامية تصل بالإنسان إلى فهم طبيعته وإدراك صعوبات واقعه، وتمنحه القدرة على التأمل في مشكلاته النفسية وطبيعة الناس حوله - فإن ما نعيش اليوم من تحديات أولى بفسحة المسرح وفضاءاته القادرة على امتصاص الانفعالات اليومية والمرحلية والتنفيس عنها مما يمنح الفرد والمجتمع فرصة للتدبر في اتخاذ قرار التأقلم أو المواجهة.

ختاما: رغم كل ما قد يطال المسرح من ادعاءات حول عبثيته وترف حضوره، إلا أنه يثبت جدواه التثقيفية وتمثله الدرامي للواقع الحقيقي بين صراعات مأساة، ومفارقات ملهاة، قدرة المسرح على تعميق الوعي، يعول عليها، وإمكاناته التواصلية التكاملية بين أعضاء فريق العمل بمختلف أدوارهم وبينهم وبين الجمهور يُعوّل عليها، وتعزيز هذا الفن بالممكن من الدعم والدائم من تمكين يُعوّل عليه، لن يعود المرء بعد العرض المسرحي صفرا من متعة أو فائدة، (وقد يفوز بهما معا) ولا يعود هو ذاته قبل العرض؛ يعود مُتخففا من كثير أو مُثقلا بالكثير وفي الحالين هي نتيجة طبيعية لوعي مضاعف وإدراك أعمق؛ لكل ذلك ينبغي لنا جميعا أن نرحب بعودة المهرجان المسرحي بعد غياب.

حصة البادية أكاديمية وشاعرة عمانية

مقالات مشابهة

  • بحضور "ناصف".. الثقافة تشارك في أسبوع التراث بمعهد الفنون التطبيقية (صور)
  • الهيئة الإنجيلية تشارك في معرض "إكسبو أصحاب الهمم" بمركز دبي التجاري
  • الهيئة الإنجيلية تشارك في معرض "إكسبو أصحاب الهمم"
  • أعطني مسرحا لتكتمل الثقافة
  • أكبر الفعاليات العالمية في قطاع النقل الجوي .. المملكة تشارك في معرض ومؤتمر “روتس وورلد 2024”
  • الأنبا باسيليوس يفتتح العام الدراسي الرابع بمعهد التربية الدينية بالإيبارشية
  • ندوة علمية بمهرجان الإسماعيلية عن "توظيف العادات والتقاليد في الفنون الشعبية"
  • قصور الثقافة تشارك في أسبوع التراث بالمعهد العالي للفنون التطبيقية
  • مجلس إدارة معهد التخطيط القومي يناقش تقريره السنوي بحضور المشاط