موقع 24:
2024-10-07@17:24:33 GMT

في ظل الحرب..تهافت غير مسبوق من اللبنانيين على الذهب

تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT

في ظل الحرب..تهافت غير مسبوق من اللبنانيين على الذهب

مع تواصل القصف الإسرائيلي للبنان، أثبت المعدن الأصفر أنه الملاذ الآمن الوحيد، حيث شهدت أسواق الذهب المحلية إقبالاً غير مسبوق بين اللبنانيين على بيع وشراء الذهب، رغم إفراغ أغلب المحلات واجهاتها من المجوهرات.

"نشتري الذهب بأعلى سعر"، عبارة موحدة علّقها مالكو محلات الذهب على واجهاتها لجذب المزيد من الزبائن، مع تزايد أعداد النازحين في العاصمة بيروت بحثاً عن مكان آمن من الصواريخ الإسرائيلية.

أما تصوير واجهات هذه المحلات فكان مهمة "شبه مستحيلة"، ضمن جولة استطلاعية لـ 24 بين محلات الذهب في العاصمة اللبنانية بيروت.
وكان الرفض "سيد الموقف" من غالبية مالكي محلات الذهب، الذين برروا ذلك إلى جانبوإفراغ واجهاتهم من المجوهرات إلى "الظروف الأمنية المتفلتة مع تصاعد وتيرة ورقعة الاعتداءات الإسرائيلية على مناطق مختلفة في لبنان".

وعن سبب تهافت أصحاب محلات الذهب على شراء المعدن الأصفر، أوضح أحمد أمين صاحب محل مجوهرات في شارع سوق الذهب في منطقة البربير ببيروت، أنه يعرض على الزبائن شراء ذهبهم بأعلى سعر في السوق لأنه يدرك تماماً أنه "استثمار مربح على المدى الطويل"، مع تصاعد أسعار الذهب على الصعيد العالمي في الأزمات السياسية والحروب الإقليمية.

حماية "جنى العمر"

صاحب شركة إلكترونيات في بيروت م. ي،39 عاماً، كان من بين الذين صادفناهم يشترون أونصات الذهب ضمن هذه الجولة التي امتدت على مدار ثلاثة أيام متواصلة.
وشكّل سؤالنا  عن سبب شرائه هذه الكميات من الذهب مصدر ذعر كبير له، إذ ظن أن اللقاء مجرد "طعم لاستدراجه من قِبل عصابة منظمة لسرقته" في غياب الأمن بسبب الحرب.
وبعد أن تأكد من "حسن نوايانا" إثر نقاش طويل وعسير، كشف أنّه لجأ إلى تحويل أمواله النقدية في منزله وفي شركته إلى الذهب لمنع "اختفاء جنى العمر بضربة صاروخ" على حد قوله.


بيع الذكريات 

تأمين السيولة هو الهدف الأساسي لدى فئة ثانية من اللبنانيين، الذين التقيناهم، مثل الحاجة منى الداعوق، 76 عاماً، التي شاهدناها في محل عند "تنازلها" عن سلاسل وخواتم كانت تزين يديها وعنقها على الطاولة الزجاجية لوزن القطع التي أهداها لها زوجها خلال مناسبات مختلفة على مدار 35 عاماً من الزواج.
وقالت إنها تبيع ذهبها للحصول على مال يكفي لتلبية حاجاتها الأساسية مع أبنائها الثلاثة المتزوجين وعائلاتهم، بعدما انتقلوا جميعهم للإقامة معها في منزلها المكون من 4 غرف في منطقة النويري في بيروت.
ويسكن أولادها في مناطق "خطيرة نسبياً" في محيط الضاحية الجنوبية، لذلك أصرّت على استضافتهم مع عائلاتهم في شقتها المستأجرة في مبنى  قديم من 3 طوابق تسكنها عائلات بيروتية قديمة لا علاقة لها بأي جهة سياسية.
وعن سبب تضحيتها بثروة عمرها، قالت: "لا أحد يعرف موعد انتهاء الحرب، لذلك أضمن بهذه الطريقة تأمين سيولة لعائلتي على فترة طويلة، كما أضمن أيضاً توزيعاً عادلاً لثروتي النقدية بين أبنائي إذا توفيت فجأة في الحرب".


القرش الأبيض لليوم الأسود

أتى اليوم الأسود الذي خبأت له الشابة لينا عيتاني، 31 عاماً، قرشها الأبيض بعدما وضعته في خزنة بمنزلها بمنطقة الحمراء ليكون في مكان آمن بعيداً عن البنوك اللبنانية التي استولت على ودائع عملائها.
وذكرت أنّها حوّلت مدّخراتها إلى ليرات ذهبية لأنه يسهل نقلها، إذا أجبرت على إخلاء منزلها، وأكدت أن الذهب يبقى ملاذها الآمن، لأنه يحافظ على قيمته، خاصة أنها تنتظر الحصول على التأشيرة للانتقال للعيش في الكويت والبحث عن وظيفة تضمن عيشها بسلام وطمأنينة بعيداً عن هدير الطائرات الإسرائيلية دون طيار التي تسمعها يومياً بعدما استوطنت سماء لبنان منذ بداية الحرب.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية لبنان محلات الذهب

إقرأ أيضاً:

بين الحاضر والماضي... رحلة النزوح اللبنانية التي لم تنتهِ "ألم يرفض النسيان"

في زوايا ذلك الملجأ المظلم، تقف "فريال محسن"، تلتف حولها ذكريات مؤلمة كالجروح المفتوحة، التي تأبى أن تندمل، فقبل 18 عامًا، نزحت فريال من منزلها في جنوب لبنان، تحت قصف الطائرات، حين ضربت الحرب في يوليو 2006 أركان حياتها، كان ذلك الملجأ الملاذ الوحيد لأطفالها، مكانًا أمانًا نسبيًا أمام الرعب المتمدد في كل أرجاء الجنوب، واليوم، تعود مجددًا إلى الملجأ ذاته، ليس لأنها تجرّعت قسوة الحرب مرة أخرى فقط، بل لأنها لم تكن تتخيل أن يأتي يوم تعيد فيه تجربة الهروب ذاتها، تصف فريال ذلك الشعور قائلة: "لم أصدق أنني سأعود إلى هذا المكان، كنت أظن أنني قد طويت هذه الصفحة إلى الأبد، لكن الحرب لا ترحم".

ريما شاهين، جارة فريال في الملجأ، تروي الحكاية ذاتها، ولكن بألم أعمق، هي أيضًا نزحت من الجنوب، تذكرت كيف دفنت الحرب في المرة السابقة أسرًا كاملة تحت الركام، كل شيء كان هدفًا للقصف، البيوت، المدارس، وحتى دور العبادة، تستعيد لحظات الفزع التي عاشتها، حين كانت الأمطار من الصواريخ تتساقط فوقهم، قائلة: "لم يعد هناك مكان آمن، لقد قضوا على كل شيء حي، دفنوا أحلامنا مرة أخرى تحت أنقاض هذه الحرب".

أوجاع الملجأ تتكرر: أمهات الجنوب اللبناني بين فزع الماضي وحقيقة الحاضر القاسية

تصف كلماتها مشهد القرى المدمرة، القرى التي لم تُشفَ بعد من ندوب الحرب السابقة، ومع كل صوت انفجار جديد، يتجدد الفزع في قلوب الأطفال، يعود الرعب ليتسرب في أحلامهم، يجبرهم على مغادرة مقاعد الدراسة والاحتماء في أقبية المباني المتهالكة، فقد تحولت المدارس لملاجئ ضيقة لا تكفي لاستيعاب جميع النازحين، الذين تقدر أعدادهم بمئات الآلاف.

وزير الخارجية اللبناني، عبدالله بو حبيب، أعلن مؤخرًا أن عدد النازحين قد يصل إلى نصف مليون شخص، والأرقام في تصاعد مستمر، أحياء كاملة أصبحت خالية من سكانها، يخيم عليها الحزن والدمار، وعلى الرغم من المحاولات المستمرة للإغاثة، إلا أن حياة هؤلاء النازحين تتدهور يومًا بعد يوم، يتنقلون من منطقة لأخرى، يتجرعون مرارة الاقتلاع من جذورهم مرة تلو الأخرى.

في هذا الظلام الحالك، تقف بهية الحريري، النائبة في مجلس النواب اللبناني، صارخة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وصوتها يرتعش، "الشعب اللبناني في خطر شديد"، تروي كيف دُمرت الأراضي الزراعية، وكيف دُفنت أحلام آلاف الأسر تحت الأنقاض، تعبر عن قلقها إزاء استمرار التصعيد الذي قد يجر البلاد إلى كوارث جديدة، خاصة بعد أن طلبت العديد من الدول من رعاياها مغادرة لبنان، وكأن الجميع يستعد لمواجهة الأسوأ.

ويقول أحد النازحين من قرية "عيناتا"، بينما يحاول أن يهدئ روع أطفاله في أحد الملاجئ المكتظة: "لم نعد نحتمل هذا الألم، كلما بدأنا نبني حياتنا، تنهار أمام أعيننا تحت وطأة الحروب، كيف نشرح لهم أن هذه ليست حياتهم الطبيعية؟".

قصة نزوحهم ليست مجرد أرقام في تقرير إخباري، هي دماء تسيل من جراح لم تلتئم، أصوات صرخات ودموع أمهات فقدن الأمان، قلوب تقطعت وذهبت هباءً أمام همجية الحرب، لبنان الجريح، يجثو مجددًا تحت وطأة النزوح، وتعود معاناة الناس لتتكرّر، ولكنها هذه المرة، تأتي أكثر وجعًا، لأنه من المأساة أن يعيد التاريخ نفسه بألم أعنف وأشد قسوة.

مقالات مشابهة

  • الذهب يحقق أعلى مكاسب سنوية منذ 14 عاما.. والصين تتوقف عن الشراء
  • من سكان غزة إلى اللبنانيين.. نصائح بشأن الحرب والنزوح
  • تهافت على حليب الأطفال
  • موجة الموت التي أسقطت الملالي في الشرق الأوسط
  • الحرب الأخطر التي على وشك الاندلاع
  • تعرف على أساليب الحرب النفسية التي مارسها الاحتلال ضد سكان غزة (شاهد)
  • بين الحاضر والماضي... رحلة النزوح اللبنانية التي لم تنتهِ "ألم يرفض النسيان"
  • تراجع أسعار الذهب في محلات الصاغة بنهاية تعاملات الجمعة.. هل يواصل الانخفاض؟
  • آفي ديختر يحرض اللبنانيين صراحة على الحرب الأهلية