هل الشيعة اختراع تم التوصل إليه مؤخرا؟! فقد بدا الأمر لنا كذلك الآن، بعد اغتيال زعيم حزب الله، حسن نصر الله، وتعزز الأمر بالصواريخ التي أطلقتها إيران في اتجاه إسرائيل، وكأنها استهدفت العقل السني، فانطلق كثيرون يجعلون الشيعة على رأس جدول أعمال الحرب، ذودا عن حياض أهل السنة والجماعة، وأعيد فتح الملفات المغلقة، عن الموقف الشيعي من الصحابة، ومن السيدة عائشة رضى الله عنها، ولم يشفع لهم هذا الإعلان القديم عن أن الدولة الإيرانية أغلقت مثل هذه الملفات!
ولم يهب القوم الهبّة الواجبة، وهم يرون أن خير الجهاد هو ما كان ضد الشيعة، وقد تم تكليف فرع من فروع الشيعة، وأكثره تناقضا مع عقيدة أهل السنة والجماعة، بترميم مساجد آل البيت في مصر، وافتتح زعيمهم هذه المساجد بحضور رأس الدولة، فلم يفتح الله عليهم بكلمة نقد، مع أن الأزهر يرى خروج هذه الطائفة عن الإسلام، في حين يرى جواز التعبد بمذهب شيعة آخرين، يعاديهم القوم الآن، ويرون أن مواجهتهم مقدمة على نجدة أهل فلسطين، بل وعلى تحرير المسجد الأقصى!
وبمجرد أن أطلقت الصواريخ الإيرانية إلى إسرائيل، تم استدعاء الأعمال الكاملة للشيعة، من أول سؤال من أحق بالخلافة، أبو بكر رضى الله عنه، أم علي كرم الله وجهه، إلى كونهم فرسا كانوا يعبدون النار، إلى استيلائهم على العراق، وكأن هذا حدث الحين!
نهبا للشيعة:
هي الحرب، والرأي، والمكيدة، لأن أصل الخلاف لم يحدث البارحة، ولأن الهيمنة على العراق لم تتم في الأول من تشرين/ الأول أكتوبر الجاري، مع أننا لم نكن نسمع لهم رِكزا والاحتلال الأمريكي يضع يده على العراق ويسلمه للشيعة، ولم نسمع لهم صوتا مع الإصرار على قيام شيعة العراق بإعدام الرئيس صدام حسين في يوم عيد الأضحى للمسلمين السنة.
وكان هذا موضوعنا نحن، ولم يكن موضوعهم هم، لأن الدول السنية التي كانت تنحاز للأمريكيين في غزوهم، وتعينهم عليه، لم تأذن لهم، فتم وقتئذ تصدير نغمة أن صدام بعثي، وأن البعث الذي يعادي الإسلام هو من يحكم العراق، وعندما بدأ تقسيم الكعكة بحضور بريمر موفد الاحتلال، تم ظلم أهل السنة، وإخراجهم من المشهد بعد ذلك، دون أن تنتصر لهم العواصم السنية، وهي التي ساهمت في ترك العراق نهبا للشيعة، لأنها الرغبة الأمريكية، ولم نسمع نفسا للذين يقيمون الدنيا ولا يقعدونها الآن، ويتحدثون عن النفوذ الشيعي في العراق. الآن يتكلمون عندما انطلقت الصواريخ الإيرانية واللبنانية إلى تل أبيب، فمن أنتم؟!
وفي كل مرة يكون الهدف هو الاحتلال الإسرائيلي، يتم عزف هذه النغمة، وعندما كانت الحماية الأمريكية لهم في بغداد، بدا لي أن من يقف ضد هذا النفوذ الذي يصنعه المستعمر قلة من خارج فصائل السلفيين، وكنت أحدهم ضمن رفضي للغزو الأمريكي وما يرتبه داخل البيت العراقي، بتواطؤ من عواصم أهل السنة!
فعزف نغمة التشيع، كان بعد المواجهة بين حزب الله وإسرائيل والتي انتصر فيها الحزب في سنة 2006، فقد اندفعوا في هذا الاتجاه، يعيدون ويزيدون، ويلتون ويفتون، حتى كتبت ردا عليهم: وهل مبارك من أهل السنة والجماعة؟ والرجل لم يكن الدين في عمومه همه أو مبلغ علمه، وموقفه ضد إيران لم يكن لحسابات مرتبطة بنهجه الديني، ولكن لأنه يدرك أن التقارب ممنوع أمريكيا، تماما كما ألقى القبض على ما سمي تنظيم منكري السنة في سنة 1986، دون أن تكون السنة موضوعه، ولكن "عربون محبة" لبدء العلاقات المصرية السعودية بعد انقطاع في نهاية عهد الرئيس السادات، وعودتها كان يحتاج إلى معجزة، والكثير من التنازلات!
انحراف العقيدة:
إنهم الآن في معركتهم غير قابلة للتأجيل يقولون لأن الشيعة لديهم انحراف في العقيدة، وكأن انحرافهم العقدي بدأ في صباح هذا اليوم الذي اغتالت فيه إسرائيل زعيم حزب الله حسن نصر الله، ولأن أمر العقائد خطير فهو لا يقبل التأجيل!
فمن غيرهم ليس لديه انحراف وزيغ في العقيدة من وجهة نظرهم؟ إنهم يقولون إن الإخوان عقيدتهم منحرفة، وأن الصوفية نفس الأمر، وأن الأزهر والأشاعرة كذلك، ولو سايرناهم لوصلنا إلى نتيجة مفادها أنهم الفئة الناجية!
إنها حملة هي الامتداد الطبيعي لحملة سابقة على مظاهر التصوف الشعبي، واستدعاء ذلك لتأكيد انحراف الصوفية في مجملها وباعتبارهم جميعهم من أهل الهرطقة!
وقد نفخوا في قضية أحد شيوخ الصوفية بضاحية إمبابة بالقاهرة الكبرى، للتأكيد على هذا المعنى، واستخدام بلاغ يتهمه بالتحرش الجنسي في الإثارة وجذب الانتباه للقضية، بدون الاكتراث لقيم الإسلام في الرمي بمثل هذه الاتهامات، بدون تحقيق أو إدانة قررها قضاء عادل، ولم يشغلهم أنها قد تكون من قضايا الإلهاء الذي يتبناها النظام الحالي ليصرف الناس عن قراراته والأزمات التي يخلقها وتؤثر في معاش الناس، فالذين لا يرون بأسا في أن يصطفوا مع إسرائيل في أهدافها، ما دام سيجمعهما العداء لحزب الله، هل يرون بأسا في الانحياز للانقلاب العسكري في مصر لتحقيق أهدافهم في أن يكون هم وحدهم عنوان الإسلام ومتنه؟!
لقد تزامن استغلال قضية شيخ إمبابة مع الهجوم على شيخ الأزهر استغلالا لمقولة انتزعت من سياق عام، ولم يجدوا أنفسهم معنيين بالتبين وهو واجب ديني، حتى لا يصيبوا قوما بجهالة، لإدراكهم أن الغاية تبرر الوسيلة، ولا بد من إهدار قيمة شيخ الأزهر، والنيل من المؤسسة، لأنهم منذ سنوات طويلة يعملون على انتقال المرجعية الدينية إلى مؤسساتهم وشيوخهم، ولا ندري لماذا لا يفقدون الأمل، فالأزهر وهو "عظم في قفة" هو عنوان الإسلام السني الجامع، رفعت الأقلام وجفت الصحف!
إنهم يخافون من أن يكون الانحياز العملي لإيران وحزب الله والحوثيين سببا في غواية الناس، ودخولهم إلى المذهب الشيعي أفواجا، وهو أمر لم يتحقق في ظل انتصار 2006، وقبل أن تجري في النهر مياه كثيرة بغزو العراق وإعدام صدام حسين، وأيضا بمعركة القوم ضد الثورة السورية انحيازا لبشار الأسد!
ولو فكروا وقدروا لتوصلوا إلى أن مئتي عام من وجود الدولة الفاطمية في مصر، فقد أخذت منها ما يأخذه الريح من البلاط، وأن الوجدان المصري البسيط حل مشكلة الفتنة الكبرى حلا عبقريا؛ إن المصريين لا يذكرون اسم أبي بكر وعمر وعثمان وعائشة إلا متبوعا مع كل اسم بعبارة "رضي الله عنه" أو "عنها" في حالة السيدة عائشة أم المؤمنين، ولعلهم انفردوا دون بلاد الدنيا بذكر اسم علي بن أبي طالب متبوعا بالقول "كرم الله وجهه"، إنهم يهيمون حبا في أصحاب رسول الله جميعا، هيامهم بآل بيت النبي، ولا يجدون في هذا تعارضا البتة.
وإن بسطاء المصريين حلوا مشكلة الصراع في عهد سيدنا عثمان حلا بسيطا، فهم يدرسون سيرة أبي ذر وتهيج عواطفهم بما جرى له من نفي وتنكيل ونهاية أليمة، وببشارة الرسول له: "يمشي وحده، ويموت وحده، ويبعث يوم القيامة وحده"، بمعزل عن أن نفيه كان بقرار من ذي النورين سيدنا عثمان بن عفان!
إن القوم وقد نفروا خفافا وثقالا، لا يدركون أن إيران تجاوزت فكرة نشر التشيع الديني في المنطقة، لسهولة ضربها أمنيا، وما يشغلها الآن هو التشيع السياسي، الذي لا ينفع معه ولا يؤثر فيه دعاية عن الذين يسبون عائشة، أو يحلون زواج المتعة، أو أنهم فرس ضد العرب، وكأن "العرب" دين!
إن الطريق إلى جهنم مفروش بالنوايا الحسنة!
x.com/selimazouz1
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الشيعة حزب الله إيران التشيع إيران غزة حزب الله الشيعة التشيع مقالات مقالات مقالات سياسة تكنولوجيا سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أهل السنة
إقرأ أيضاً:
ليلة العيد الآن.. من أحياها ينجو من 3 أهوال منها فزع يوم القيامة
نشهد ليلة العيد الآن ، والتي بدأت منذ ساعات مغرب اليوم الأحد الموافق ثلاثين من رمضان ، حيث أعلن أذان المغرب انتهاء هذا الشهر الفضيل وبداية ليلة عيد الفطر المبارك والتي تمتد حتى الفجر.
حيث أعلنت دار الإفتاء المصرية، أن غدًا الإثنين أول أيام عيد الفطر 2025 ، وهناك روايات شائعة عن إحياء ليلة العيد ، ومنها أن من أحيا ليلة العيد لم يَمُتْ قلبُه يومَ تموتُ القلوبُ .. فهل هو حديث صحيح؟ ، وما المقصود بموت القلوب وإن كان صحيحًا فهذا يثير الكثير من التساؤلات عن ماذا يحدث لمن أحيا ليلة العيد وكذلك كيفية إحياء ليلة العيد وما نحوها من أحكام هذه الليلة التي لم يتبق منها سوى ساعات معدودة ، وكل هذه الأسئلة تدور في فلك حديث من إحياء ليلة العيد وما يحدث له وينال من الثواب الكثير.
بدأت ليلة العيد منذ ست ساعات تقريبًا مع أذان مغرب يوم الثلاثين من رمضان 1446هــ، وهو آخر أيام الشهر الفضيل اليوم الأحد ، وغدا الإثنين غرة شهر شوال 1446هـ، وأول أيام عيد الفطر المبارك ومن ثم فإن الليلة هي ليلة العيد ، والتي حددتها دار الإفتاء المصرية من خلال استطلاع هلال شوال مغرب يوم أمس السبت الموافق 29 رمضان 1446هـ، وتمتد ليلة العيد إلى فجر غد الإثنين ليبدأ أول أيام عيد الفطر المبارك.
ماذا يحدث لمن أحيا ليلة العيدورد في إجابة ماذا يحدث لمن أحيا ليلة العيد ؟ ، فيما ورد عن أبي أمامه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: مَنْ قَامَ لَيْلَتَيِ الْعِيدَيْنِ مُحْتَسِبًا للهِ، لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ يَوْمَ تَمُوتُ الْقُلُوبُ» رواه ابن ماجه، والمراد بموت القلوب: شغفها بحب الدنيا، وقيل: الكفر، وقيل: الفزع يوم القيامة، ويتحقق إحياء ليلة العيد على الأقل بصلاة العشاء جماعةً والعزم على صلاة الصبح جماعةً، والدعاء فيهما.
حديث من أحيا ليلة العيدقالت دار الإفتاء المصرية، بأنه من المستحب إحياء ليلة عيد الفطر وليلة عيد الأضحى بالعديد من الطاعات والعبادات، وعلى رأسها التكبير والتهليل والتسبيح وقراءة القرآن الكريم، وذلك ردا عن سؤال تساؤل هل يجوز إحياء ليلة العيد .: «يُستحبُّ إحياء ليلتَي العيد بطاعة الله تعالى من ذِكْر وصلاة وتلاوة للقرآن وتكبير وتسبيح واستغفار وصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فعن أبي أمامه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: مَنْ قَامَ لَيْلَتَيِ الْعِيدَيْنِ مُحْتَسِبًا للهِ، لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ يَوْمَ تَمُوتُ الْقُلُوبُ» رواه ابن ماجه، والمراد بموت القلوب: شغفها بحب الدنيا، وقيل: الكفر، وقيل: الفزع يوم القيامة.
واستشهدت بما «قال العلامة ابن نجيم في البحر الرائق: وَمِنْ الْمَنْدُوبَاتِ: إحْيَاءُ لَيَالِي الْعَشْرِ مِنْ رَمَضَانَ، وَلَيْلَتَيِ الْعِيدَيْنِ، وَلَيَالِي عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ، وَلَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَان»، ويحصل إحياء ليلة العيد بمعظم الليل كالمبيت بمنى، وقيل: بساعة منه، وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: أنه يحصل بصلاة العشاء جماعةً والعزم على صلاة الصبح جماعةً، والدعاء فيهما.
كيفية إحياء ليلة العيدقال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، وعضو كبار هيئة العلماء، إنه يستحب إحياء ليلة العيد بطاعة الله -تعالى- من ذِكْر وصلاة وتلاوة للقرآن وتكبير وتسبيح واستغفار وصلاة على النبي -صلى الله عليه وآله وسلم.
وأضاف «جمعة» ، أن إحياء ليلة العيد يكون بقيام الليل أو بالذكر أو بقراءة ما تيسر من القرآن الكريم، لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من قام ليلتي العيدين لله محتسباً لم يمت قلبه يوم تموت القلوب ).
فضل إحياء ليلة العيدقال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، إن فضل إحياء ليلة العيد كبير جدًا، وهو أمر مستحب سواء أكان ذلك في عيد الفطر أم عيد الأضحى، فينبغي لمن قدر على إحيائها أن يفعل ذلك ولا يتكاسل.
واستشهد « جمعة» في فضل إحياء ليلة العيد ، بما روى عن أبي أمامة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: «مَنْ قَامَ لَيْلَتَيِ الْعِيدَيْنِ مُحْتَسِبًا للهِ، لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ يَوْمَ تَمُوتُ الْقُلُوبُ»، رواه ابن ماجه، منوهًا بأن المراد بموت القلوب: شغفها بحب الدنيا، وقيل: الكفر، وقيل: الفزع يوم القيامة، مشيرًا إلى أن إحياء ليلة العيد يكون بقيام الليل أو بالذكر أو بقراءة ما تيسر من القرآن الكريم.
سنن العيد1- التكبير يوم العيد ابتداء من دخول ليلة العيد وانتهاءً بصلاة العيد، قال الله تعالى: «وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ».
2- الاغتسال لصلاة العيد ولبس أحسن الثياب والتطيب.
3- الأكل قبل الخروج من المنزل على تمرات أو غيرها قبل الذهاب لصلاة العيد.
4- الجهر في التكبير في الذهاب إلى صلاة العيد.
5- الذهاب من طريق إلى المصلى والعودة من طريق آخر.
6- صلاة العيد في المصلى إذ هي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والصلاة في المسجد لسبب أو لآخر جائزة.
7- اصطحاب النساء والأطفال والصبيان دون استثناء حتى الحيض والعواتق وذوات الخدور كما جاء في صحيح مسلم، ويجب اتباع ما تحدده وزارة الأوقاف من تعليمات.
8- أداء صلاة العيد
9- الاستماع إلى الخطبة التي بعد صلاة العيد .
10- التهنئة بالعيد فعن جبير بن نفير قال: «كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقى يوم العيد يقول بعضهم لبعض: تقبل منا ومنك».