القسام تعلن دك المواقع العسكرية المهمة لجيش الاحتلال في محور نتساريم
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
قالت كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، مساء اليوم الإثنين، إنها قصفت مع مجاهدي سرايا القدس وفصائل المقاومة المواقع العسكرية المهمة لجيش الاحتلال بمحور نتساريم وسط قطاع غزة بالهاون والصواريخ.
وأضافت القسام في بيان: تمكنا مع مجاهدي سرايا القدس وفصائل المقاومة من دك جميع المواقع العسكرية المهمة في محور نتساريم".
وتابع: استهداف جميع مواقع جيش الاحتلال الإسرائيلي بنتساريم تم بقذائف هاون من العيار الثقيل وصواريخ من عيار 107 ملم".
في غضون ذلك، قال الناطق الرسمي باسم كتائب القسام، إن عودة الأسرى أحياء لم تكن من أولويات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وأضاف في مؤتمر صحفي: "كان بإمكان أهالي المحتجزين استعادتهم منذ عام لو ناسب ذلك طموحات نتنياهو".
واستطرد: "ما يحدث في الضفة والقدس يؤكد أن جرائم إسرائيل في غزة سياسة ممنهجة في كل مكان".
وتابع: "العدو لا يفهم إلا لغة القوة والسلاح لا يواجه إلا بالسلاح وما عملية يافا الأخيرة إلا حلقة واحدة في ما هو قادم والقادم امر وأقسى بإذن الله".
وقال إن "منطقة الاشتباك يتعرض فيها الأسرى لتقاطع النيران وربما لنيران العدو نفسه"، داعيًا إلى "أوسع هجوم سيبراني ضد إسرائيل".
وذكر أنه "بعد مرور عام نحن أمام شعب فلسطيني أسطوري بصمود أسطوري رغم الخذلان وبطش عدو يسانده الأمريكان والغرب".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: كتائب عز الدين القسام حماس محور نتساريم وسط قطاع غزة بنيامين نتنياهو
إقرأ أيضاً:
ضربات موجعة… لكن لم تُكسر الإرادة
كيان الأسدي
تعرّض محور المقاومة خلال الفترة الأخيرة إلى سلسلة من الضربات القاسية، التي أفضت إلى خسائر كبيرة على مستوى القيادات والقدرات، لا يمكن إنكار وطأتها ولا التقليل من حجم تداعياتها. ومع ذلك، فإن هذه الضربات لم تُكسر ظهر المحور، بل زوّدته بمناعة استراتيجية، وكشفت نقاط الضعف التي تحتاج إلى مراجعة دقيقة وشاملة.
لقد أفسحت هذه المرحلة الموجعة للمقاومة مجالًا لإعادة تقييم بنيتها الأمنية والعسكرية والسياسية، بل وحتى علاقتها مع الحلفاء والأصدقاء. وهذه المراجعة، بقدر ما هي مؤلمة، فإنها ضرورية ومؤسسة لمرحلة أكثر نضجًا وصلابة.
وفي هذا السياق، تبرز الحاجة الملحّة اليوم إلى الصمت والعمل بصبر وتكتم، بعيدًا عن الخطابات المرتفعة أو الظهور الإعلامي المبالغ فيه. فإعادة ترتيب الأوراق التي تبعثرت أثناء المعركة مهمة شاقة، لا تحتمل الضجيج، بل تتطلب انضباطًا تامًا في إدارة الصراع، وهو أحد أوجه القوة الناعمة في معركة الوعي.
التضحيات التي قدّمها محور المقاومة ليست خسائر مجانية، بل أثمان مدروسة دُفعت لتجنّب ضرر أشد وأوسع. وهذه التضحيات تشكّل اليوم حجر الأساس في رسم معالم المرحلة المقبلة، وتحديد شكل الصراع الإقليمي وحدوده.
وفي هذا الإطار، قدّم حزب الله في هذه المواجهة أثمانًا جسيمة، لم تقتصر على المستوى الميداني، بل طالت رأس الهرم القيادي. فقد ارتقى سماحة السيد حسن نصر الله، ومعه السيد هاشم، والشيخ نبيل، وأعضاء المجلس الجهادي، وقادة قوة الرضوان، في مشهد يؤكد أن القيادة كانت في مقدّمة المضحّين، وأن مشروع المقاومة لا يقوم على شعارات، بل على التزام كامل بالدم والمصير. هذه الخسائر التي اهتزّت لها القلوب لم تضعف الجبهة، بل منحتها شرعية مضاعفة أمام جمهورها، ورسّخت معادلة جديدة في توازن الردع والمعنويات.
أما في غزة، فقد دفعت المقاومة الثمن الأغلى، وقدّمت قادة مجلسها العسكري الواحد تلو الآخر، إلى جانب نخبة من القيادات الميدانية من مختلف الألوية والسرايا، فضلًا عن القسم الأكبر من ترسانتها العسكرية. هذه التضحيات الكبرى ستُحتسب في معادلة الردع والمواجهة المقبلة، كما أنها ترسم تصوّرًا جديدًا لمستقبل غزة سياسيًا وشعبيًا، في ظل جدل متصاعد حول سيناريوهات التهجير أو الصمود.
قوة المقاومة ليست في التهويل ولا في صناعة صورة فولاذية زائفة، بل في واقعيتها وصلابتها المستندة إلى معطيات الميدان وإرادة الناس. وهذا ما يجعلها أكثر قدرة على الصمود والتجدد، حتى بعد كل ضربة.
*المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب