مقال في هآرتس: هزيمة عالمية.. الانهيار المدوي لصورة إسرائيل
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
انتقد صحفي إسرائيلي ما وصفه الرد الرسمي الفاتر من الغرب على اغتيال الأمين العام لـ حزب الله حسن نصر الله قبل 10 أيام في هجمات استهدفت مقر قيادة الحزب في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت.
وقال الصحفي سيفي هندلر إن الحملة "المتدحرجة" ضد حزب الله من تفجير آلاف أجهزة الاستدعاء إلى تصفية حسن نصر الله، أحدثت "موجة طبيعية" من النشوة لم تقتصر على إسرائيل وحدها، بل عمّت دولا أخرى في الشرق الأوسط.
وادعى في مقال بصحيفة "هآرتس" أن الهتافات التي سُمعت في شمال سوريا ودول أخرى في المنطقة، أوضحت أن اغتيال نصر الله ربما يُحدث تغييرا في الشرق الأوسط.
لا يزال الطريق طويلالكنه يعود فيقول إن الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران ردا على الهجمات الإسرائيلية يشي بأن الطريق ما يزال طويلا ويتطلب عملا شاقا، وأن الائتلاف الديني الصهيوني المتشدد بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيفعل كل ما في وسعه -بطريقة أو بأخرى- لتفويت هذه الفرصة "الاستراتيجية".
وإلى جانب الانفجارات والقنابل التي تتعرض لها، يرى هندلر أن هناك جبهة رئيسية أخرى مُنيت فيها إسرائيل بالهزيمة منذ عام، لا يمكن تجاهلها؛ ألا وهي الرأي العام في الدول الغربية.
وزعم أن "الانهيار المدوي" لصورة إسرائيل بعد هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر/تشرين من العام الماضي، الذي وصفه بأنه أسوأ مذبحة لليهود منذ المحرقة (الهولوكوست) على يد ألمانيا النازية إبان الحرب العالمية الثانية، قد ترافق مع "لا مبالاة" من الغرب عندما اتضح أن "إسرائيل ساعدت نصر الله على تحقيق ما تمناه من الموت شهيدا".
الصحف الغربيةووفقا للمقال، فإن قراءة سريعة للصحافة الغربية تبين الفرق الشاسع بين الصورة والواقع. فقد أشادت صحيفة لوموند الفرنسية بنصر الله، ووصفته بأنه "الزعيم الأكثر جاذبية منذ 30 عاما"، بل "محط إعجاب في الشرق الأوسط".
وكتبت صحيفة "لو باريزيان" عنوانا مبتكرا -بحسب هندلر- وهو "رجل متدين عاشق لكرة القدم – من حسن نصر الله؟". بينما كتبت واشنطن بوست الأميركية أن "نصر الله كان، بين أتباعه، يمثل مزيجا من شخصية الأب والبوصلة الأخلاقية والزعيم السياسي"، دون أن تغفل الإشادة به على "تمكينه" الشيعة اللبنانيين.
واعتبر الصحفي الإسرائيلي تلك الأوصاف "محرجة وسطحية"، وتدل على خطأ مهني قبل كل شيء. فنصر الله، في نظر هندلر لم يعد زعيما عربيا، لافتا إلى أنه من حيث الإعجاب والخوف الذي زرعه في الشرق الأوسط، فهو يشبه الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر.
حقيقة محزنةإن الحقيقة المحزنة -برأيه- هي أن تحالف نتنياهو وإيتمار بن غفير وبتسئليل سموتريتش، منذ وصوله إلى السلطة وإفشال محاولته الانقلابية على الجهاز القضائي، يصر على تصوير إسرائيل على أنها قوة أصولية متخلفة في الشرق الأوسط.
وأشار إلى أن هذا الأمر قد تفاقم بعد طوفان الأقصى برفض نتنياهو صياغة أي نوع من المخارج الدبلوماسية من الحفرة التي قاد إسرائيل إليها في غزة، أو المضي بفاعلية نحو إبرام صفقة لتبادل الرهائن أو المساعدة في إيجاد حل دبلوماسي للمواجهة في لبنان.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات فی الشرق الأوسط نصر الله
إقرأ أيضاً:
نوستالجيا... "فكهاني المنصورة الذي غنت له كوكب الشرق والعندليب"
في قلب المنصورة، حيث تتراقص الخضرة مع النيل، خطّ مرسي جميل عزيز أولى كلماته التي تحولت لاحقًا إلى أيقونات في تاريخ الأغنية العربية. بدأت رحلته من الزقازيق، حيث تعلم فنون تجارة الفاكهة من والده المعلم جميل، لكنه قرر أن يشق طريقه الخاص، فانتقل إلى المنصورة وافتتح متجره هناك، واضعًا يافطة تحمل اسمه.
لكن عشقه الحقيقي لم يكن في الفاكهة وحدها، بل في الكلمات التي نسجها بروح شاعر عاشق، متأثرًا بجمال المدينة وطبيعتها. كانت الفاكهة حاضرة في كلماته كما كانت في متجره، فحين رأى فتاة جميلة تطل من نافذتها كتب:
"الحلوة داير شباكها.. شجرة فاكهة.. ولا في البساتين"
أغنية غناها محرم فؤاد وأصبحت علامة في الأغنية المصريةوكأن كلماته كانت امتدادًا لمهنته، يكتب وفقًا لمواسم الفاكهة، كما فعل مع شادية في "شباكنا ستايره حرير"، حيث استوحى كلماته من صورة التقطها لشرفة حريرية في شارع البحر.
كان مرسي جميل عزيز شاعرًا مختلفًا، يرسم بالكلمات قبل أن يكتبها، يتجول بكاميرته في أزقة المنصورة، يقتنص المشاهد، ثم يعيد تشكيلها شعرًا، حتى أنه التقط كلمة "براوة" من شادر الفاكهة فحولها إلى أغنية شهيرة لنجاة الصغيرة.
ورغم محاولاته تجنب الكتابة لكبار المطربين، نجحت أم كلثوم في إقناعه، فأهدى لها روائع "سيرة الحب" و"فات الميعاد" و"ألف ليلة وليلة"، بينما غنى له عبد الحليم حافظ عشرات الأغاني الخالدة.
ورغم أنه غادر المنصورة بعد فترة قصيرة، إلا أن تأثيرها في أعماله كان عظيمًا. كتب أكثر من ألف أغنية، وظلت كلماته شاهدة على عبقرية شاعر بدأ فكهانيًا، لكنه غرس فنه في وجدان الملايين، تمامًا كما كان يغرس الفاكهة في صناديقه، قبل أن يرحل تاركًا إرثًا فنيًا لا يُنسى.