تبعات قيام إسرائيل باغتيال الأمين العام لـ "حزب الله" حسن نصرالله
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
تتصاعد التحديات أمام حركة حماس في ظل التطورات الأخيرة على الساحة الإقليمية، وخاصة بعد مقتل حسن نصر الله، زعيم حزب الله اللبناني. الحادثة تشكل نقطة تحول كبرى في المعادلة التي تعتمدها المقاومة الفلسطينية، حيث كان دعم حزب الله لحماس بمثابة سند استراتيجي على مدار سنوات الصراع.
تواجه حماس مرحلة جديدة وصعبة في معركتها ضد إسرائيل، حيث كانت تعتمد على دعم حزب الله كحليف استراتيجي في الصراع.
إسرائيل استغلت هذه الفرصة لتعزيز موقفها العسكري في الشمال، حيث ركزت على تقليص قدرات حزب الله ومنعه من تنفيذ هجمات قوية بالصواريخ كما كان متوقعًا. حزب الله الذي كان يعتمد على تكتيكات مفاجئة وقرارات استراتيجية، أصبح الآن في موقف دفاعي ويعاني من فقدان العديد من قادته العسكريين المهمين. هذه الضغوط لم تترك حزب الله فقط في حالة ضعف، بل أثرت أيضًا على حماس التي كانت تعتمد على دعم الحزب لتخفيف الضغط العسكري عنها في غزة.
مقتل نصر الله قد يتسبب في تفكيك جزء كبير من الدعم الذي كانت تتلقاه حماس من الحلفاء الإقليميين، خصوصًا أن حزب الله كان يُعتبر ركيزة أساسية في المحور الإيراني الداعم للحركات المقاومة. هذه العزلة تجعل من الصعب على حماس مواصلة العمليات بنفس الوتيرة والقوة التي كانت تعتمد عليها في السنوات الماضية، حيث كانت المعركة تأخذ طابعًا جماعيًا مع دول وحركات داعمة من خلف الكواليس.
نعت حركة حماس في بيان، السبت، الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية، حسن نصرالله، بعد إعلان الجماعة مقتله.
وقال البيان "إننا على ثقة ويقين بأن هذه الجريمة وكل جرائم الاحتلال واغتيالاته لن تزيد المقاومة في لبنان وفي فلسطين إلا إصرارا وتصميما".
وأضافت حماس، التي تصنفها الولايات المتحدة إرهابية، أنها "تجدد تضامنها المطلق ووقوفها صفا واحدا مع الإخوة في حزب الله والمقاومة الإسلامية في لبنان".
هل ستستسلم حماس وترفع الراية البيضاء؟
بالنسبة لحماس، هذا التطور يعيد ترتيب حساباتها، حيث كانت تتوقع استمرارية الدعم القوي من حزب الله وإيران. ومع غياب قيادة حزب الله الفعالة، تجد حماس نفسها تواجه تحديات جديدة، حيث لا تستطيع التعويل على قوة حزب الله كما في الماضي. في ظل هذه الظروف، تزداد التساؤلات حول مدى قدرة حماس على الاستمرار في الصراع بنفس الزخم أو ما إذا كانت ستجد نفسها مجبرة على تقديم تنازلات سياسية أو حتى رفع الراية البيضاء.
بيد أن حماس تاريخيًا لم تظهر استعدادًا للاستسلام بسهولة، لكنها قد تجد نفسها مضطرة لإعادة تقييم استراتيجياتها في ظل هذه الظروف المعقدة، خاصة إذا استمر الضغط العسكري والاقتصادي عليها دون دعم قوي من حلفائها الإقليميين. الأيام القادمة ستكشف ما إذا كانت حماس قادرة على الصمود بمفردها أو ستضطر إلى تغيير مسارها تحت وطأة الضغوط المتزايدة.
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يتحدّث عن سبب إغتيال نصرالله.. وماذا قال عن مفاوضات وقف إطلاق النار في لبنان؟
قال رئيس الحكومة الإسرائيليّة بنيامين نتنياهو "قررنا التوجّه شمالا وإعادة مواطنينا هناك إلى ديارهم"، وأضاف: "نُركز على ضرب القدرات الصاروخية لـ"حزب الله". وزعم نتنياهو قائلاً "دمرنا من 70 إلى 80% من القدرات الصاروخية لـ"حزب الله". وأضاف: "أمرت بقتل حسن نصرالله لأنه ليس قائدا لـ"حزب الله" فحسب بل لأنه كان قائدا مهما جدا وهو الابن المدلل للمرشد الإيراني خامنئي والمشرف على خطة تدمير إسرائيل". وقال: "نُواصل عمليتنا البرية في لبنان ونُواصل قتل قياديي حزب الله من أجل تحجيم حلقة النار التي تحيط بنا". وتابع: "ردنا يجب أن يكون ردا وقائيا وهو منع إعادة بناء قدرات حزب الله ووقف تزويده بالسلاح عبر سوريا". ولفت نتنياهو إلى أنّ "المفاوضات تتم الآن تحت النيران والقصف ونطالب بإبعاد "حزب الله" إلى ما وراء نهر الليطاني". وتابع: "بايدن قال لي إن دخلتم غزة بريا فستكونون بمفردكم وسنوقف شحنات الأسلحة النوعية لإسرائيل وقلت له سنقاتل بأظافرنا إن اضطررنا لذلك". وقال: "دمرنا جانبا كبيرا من القدرات العسكرية لحماس ربما لم نكمل ذلك بعد لكننا قطعنا شوطا كبيرا في هذا الصدد". وأشار نتنياهو إلى أن "الحرب التي نخوضها هي في الأساس ضدّ إيران التي رفعت شعار تدميرنا". وتجدر الإشارة إلى أنّ أعضاءً من الكنيست قاطعوا كلمة لنتنياهو، بينما أمر رئيس الكنيست الحراس بطرد أجانب بينهم ممثلون عن عائلات الرهائن الإسرائيليين في غزة من قاعة الكنيست.