متاجر الأزياء المستعملة تسحب البساط من تحت أقدام أرقى دور الموضة
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
يتهافت الزبائن على متجر باريسي لشراء المنتجات الفاخرة المستعملة، من ثياب وأحذية، إذ يمكن مثلا ابتياع فستان من ماركة "ديور" لقاء 489 يوروا، وحذاء "غوتشي" مقابل 368 يوروا، لكن دور الأزياء والماركات الكبرى لا تستسيغ هذه الظاهرة.
مديرة متجر "لا ماريل" كريستيل لوكلير قالت إن "الجميع يأتون، فعلا. لم نعد نلاحظ تكبرًا في ما يتعلق بشراء الملابس المستعملة (…) وخصوصا أن المنتجات الفاخرة لا تجري تنزيلات".
يتيح متجر لوكلير شراء القطعة بسعر يقلّ بنحو 70% في المتوسط عن ثمنها الأصلي.
فإيلينا كاستيلو -مثلا- لا تقصد المتاجر من فئة "الفينتدج" المتخصصة في أزياء المراحل الزمنية السابقة، بل تفضّل البحث عن قطع مميزة، ومنها مثلا قميص من "فيرساتشي" وفستان "إيف سان لوران ريف غوش" ومشد من "فيفيين ويستوود" في أسواق السلع المستعملة أو عبر تطبيق "فينتد" المتخصص في هذا المجال.
ولا تشتري السيدة الأربعينية سلعا فاخرة جديدة لأن قدراتها المالية لا تسمح، ولأنها ترى أن "الجودة اليوم ليست بجودة الماضي نفسها".
ولاحظت كريستيل لوكلير أيضا أن دور الأزياء الكبرى باتت تفتقر إلى الزخم الابتكاري، مضيفة "يجب أن يعرف الناس أن من الأفضل شراء ملابس شانيل أو فويتون أو بالنسياغا المستعملة، لأن الخامات المستخدمة فيها أجمل وأفضل".
"تقدم ملحوظ" شهدت سوق متاجر بيع المنتجات الفاخرة المستعملة "تسارعا كبيرا" خلال جائحة كوفيد-19 (غيتي)من جانبه، يشهد تطبيق "فينتد" تقدّما ملحوظا لعرض المنتجات الفاخرة المستعملة، بحسب مديرة القسم المختص بها في المنصة سيسيل ويكمان.
وأضافت استنادا إلى دراسة أجرتها شركة "باين آند كومباني" الاستشارية أن حجم هذه السوق على المستوى العالمي "بلغ نحو 49 مليار دولار عام 2023، أي بزيادة من 4 إلى 6% على مدى عام واحد".
وأشارت إلى أن العلامات التجارية الفاخرة الأكثر استقطابا على المنصة الليتوانية هي "لوي فويتون" و"شانيل" و"غوتشي"، إضافة إلى "جاذبية قوية لكل من إيرميس وديور وسان لوران وبرادا".
وشهدت هذه السوق "تسارعا كبيرا" في زمن جائحة كوفيد-19، بحسب المدير المالي لمنصة إعادة بيع المنتجات الفاخرة "فيستيير كولكتيف" برنار أوستا.
ورأى أوستا أن السعر عامل مهم في تفسير صعود الطلب على السلع الفاخرة المستعملة، لكن المستهلكين يولون أيضا "أهمية متزايدة للتنمية المستدامة" منذ الجائحة.
وأشار إلى أن ثلثي هذه المشتريات يتم في المتاجر، بينما تجري بقية العمليات عبر الإنترنت.
السلع الفاخرة للجميع بلغ حجم سوق متاجر بيع المنتجات الفاخرة المستعملة على المستوى العالمي نحو 49 مليار دولار عام 2023 (غيتي)باتت فرصة شراء ملابس من ماركات فاخرة عبر منصة أو في متجر للموضة القديمة "أكثر واقعية قليلا لبعض الأشخاص الذين لم يكن واردا لهم قبل اليوم أن يكونوا من زبائن شانيل" مثلا، وفق ما لاحظت فابيان لوبو التي أسست معرض "ريلاكجوري" المتخصص في المنتجات الفاخرة المستعملة الذي تستضيفه العاصمة الفرنسية باريس في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
واعتبرت لوبو أن إتاحة السلع الفاخرة للجميع تجعل مستهلكيها الجدد هؤلاء يدخلون عالمها "من خلال القطع المستعملة، ثم يصبحون زبائن لمنتجاتها الجديدة".
وأدركت بعض دور الأزياء الكبرى هذا الأمر واغتنمت الفرصة، كما فعلت مجموعة "كيرينغ" -التي تتضمن "غوتشي" و"سان لوران"- التي استثمرت في "فيستيير كولكتيف" عام 2021.
وأظهرت دراسة لمنصة "فينتد" أجراها معهد "سي إس إيه" ونشرت الخميس أن "نسبة لا يُستهان بها من الفرنسيين يشترون سلعا فاخرة"، وتحديدا 30% يشترون قطعا جديدة أو مستعملة. وأفاد نصف الأشخاص الذين تراوح أعمارهم بين 18 و24 عاما بأنهم يشترون السلع الفاخرة المستعملة.
تزويرورغم كل هذه التطورات، فإن أغلب الماركات لا تزال متوجسة من هذه السوق الجديدة.
واعتبرت لوبو أن مسألة الأزياء المستعملة تتسم بشيء من الحساسية "وخصوصا الدور الكبرى لأن وظيفتها هي التشكيلات الجديدة والابتكار"، لكن الخوف الأكبر لهذا القطاع هو التقليد.
وشدد رئيس مجموعة "إل في إم إتش" برنار أرنو عام 2023 على ضرورة تشديد مراقبة مخاطر "بيع المنتجات المقلدة".
وأوضحت لوبو أن "دور الأزياء الكبرى تكتفي في الوقت الراهن بالمواكبة، لكنها ليست استباقية. فهي تترك للمنصات ومعيدي البيع" إدارة مسألة التحقق من أصالة المنتجات.
وتتولى منصتا "فينتد" و"فيستيير كولكتيف" تعقّب المنتجات المقلدة عبر الإنترنت من خلال فرق وخوارزميات، وتعرضان التحقق من أصالة بعض المنتجات في مراكز خاصة، خصوصا المنتجات الفاخرة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات السلع الفاخرة بیع المنتجات دور الأزیاء
إقرأ أيضاً:
منطقة المزة من أرقى أحياء دمشق إلى ميدان للحرب
منطقة المزة، أحد أحياء مدينة دمشق، يقع في الجهة الغربية الجنوبية منها، تقدر مساحته بـ77 كيلومترا مربعا، وهو من أكثر المناطق تنوعا في دمشق، إذ يجمع بين مناطق سكنية فاخرة مثل مزة الفيلات الغربية، وأخرى شعبية مثل مزة جبل 86.
تضم منطقة المزة مواقع سياسية وإدارية وعسكرية، بما فيها السفارة الإيرانية، والفرع الأمني 601، وفيها أيضا كلية الآداب والطب وطب الأسنان والصيدلة التابعة لجامعة دمشق.
تعرضت المنطقة لضربات جوية عدة نفذتها إسرائيل على مواقع دبلوماسية وأمنية وسكنية.
الموقعتقع منطقة المِزّة في الجهة الغربية الجنوبية للعاصمة السورية دمشق، تمتد من الشرق عند ساحة الأمويين إلى الغرب عند السومرية، ومن الشمال بجوار جبل المزة إلى الجنوب نحو كفر سوسة.
تتكون المزة من أحياء عدة منها الفيلات الشرقية والغربية، والشيخ سعد، ومزة 86، ومزة أوتوستراد وغيرها.
تقدر مساحة المنطقة بـ77 كيلومترا مربعا، وتعادل تقريبا مساحة الضاحية الجنوبية في لبنان.
وتضم المنطقة الطريق الدولي الذي يربط دمشق بلبنان.
التسميةيرجع أصل تسمية المنطقة بهذا الاسم إلى كونها مرتفعة، فكلمة "المزة" تعني الرابية أو المكان المرتفع، وذلك نسبة لتضاريس المنطقة، لأن سطحها أعلى من مستوى دمشق القديمة، ويلاحَظ هذا الارتفاع عند الانتقال من ساحة الأمويين باتجاه منطقة أوتوستراد المزة.
وفي رواية أخرى يرتبط اسم المنطقة بالتين الشوكي الذي يكثر في المنطقة، خاصة خلف حي الفيلات الشرقية، فقد قيل إن المارة كانوا يتناولونه ويعبرون عن لذة طعمه بقولهم "مِزّة"، وهو تعبير محلي عن شيء طيب المذاق.
تاريخ منطقة المزةتعد المزة إحدى أبرز المناطق ذات التاريخ العريق في دمشق، فقد سكنها عدد من الصحابة منهم دحية الكلبي، وأسامة بن زيد.
وارتبطت المنطقة أيضا بالعلم والعلماء، فهي موطن الحافظ المزي، تلميذ ابن تيمية ومؤلف كتاب "تهذيب الكمال" في علم الحديث.
كما وصفها الرحالة ابن بطوطة بأنها "من أعظم قرى دمشق"، في حين قال عنها ابن جبير إنها "قرية كبيرة، هي من أحسن القرى"، مشيرا إلى جمالها الطبيعي وتنظيمها.
أصبحت المزة في فترة الانتداب الفرنسي موقعا إستراتيجيا بفضل قربها من الطريق الذي يربط دمشق بلبنان. وزادت أهميتها بشكل كبير مع إنشاء الفرنسيين مطار المزة العسكري، الذي كان سابقا المطار الرئيسي لدمشق، قبل إنشاء مطار دمشق الدولي.
كما أقامت سلطات الانتداب منشآت عسكرية في المنطقة، بما في ذلك السجون وبعض المرافق الأخرى.
كانت المزة قديما قرية زراعية ضمن قرى غوطة دمشق الغربية، لكنها شهدت توسعا معماريا كبيرا في النصف الثاني من القرن الـ20، نتيجة النمو السكاني وزيادة النشاط الاقتصادي لدمشق والقرى المحيطة بها.
وبعد الاستقلال ازدادت حركة التوسع العمراني لتتصل منطقة المزة بمدينة دمشق، وتصبح إحدى ضواحيها الحديثة.
وفي سبعينيات وثمانينيات القرن الـ20 تحولت المزة إلى منطقة حضرية حديثة تضم مباني سكنية وفنادق، ومراكز تجارية ومرافق حكومية، كما بني القصر الجمهوري على قمة جبل المزة.
أحياء المزةتعد المزة منطقة متنوعة اقتصاديا واجتماعيا، فهي تشمل أحياء راقية وأخرى متوسطة وفقيرة، وكانت المزة -وخاصة الفيلات الغربية والشرقية من أرقى أحياء دمشق- ولكن منذ عام 2011 شهدت تحولا جذريا لتصبح منطقة ذات طابع عسكري، وتضم وحدات من الجيش السوري إلى جانب قيادات من حزب الله والحرس الثوري الإيراني.
وفيها عدد من السفارات بما في ذلك السفارة الإيرانية، الواقعة على طول طريق المزة السريع الشهير، والفرع الأمني (601) التابع لقوات الأمن السورية.
ومن تلك الأحياء ما يلي:
الفيلات الشرقية والغربيةالفيلات الغربية هي إحدى المناطق الراقية، وتضم وحدات سكنية منفصلة وشققا فاخرة، تقع بالقرب من المطار العسكري، يسكنها رجال الأعمال ودبلوماسيون وموظفو الأمم المتحدة.
أما الفيلات الشرقية فهي شبيهة بالفيلات الغربية من حيث الطابع السكني الراقي، لكنها أقرب إلى المناطق التجارية، وتتميز بإطلالتها على مساحات شاسعة من بساتين الصبار.
المزة أوتوسترادمنطقة سكنية وتجارية حيوية تمتد على جانبي طريق رئيسي يربط المزة بمناطق دمشق الأخرى، وتضم عددا من المؤسسات الحكومية والمحال التجارية.
مزة جبل 86وهي منطقة ذات طابع مختلط بين الريف والمدينة، تبدأ من كنيسة المزة وسوق الخضار في حي الشيخ سعد.
يقع الحي جنوب المزة أوتوستراد وغرب مزة الفيلات وشمال جبل قاسيون وشرق الشيخ سعد، ويقع ضمن النطاق الإداري لمدينة دمشق، ويعتبر حالة هجينة بين الريف والمدينة.
وقبل سبعينيات القرن الـ20 كان الحي عبارة عن أحراش وصخور وأراض زراعية، في حين كانت قمة الجبل والأراضي المحيطة به تابعة لوزارة الدفاع.
ولاحقا أسس رفعت الأسد، شقيق الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، تشكيلا عسكريا عُرف بـ"سرايا الدفاع" وأطلق عليه اسم "اللواء 86″، واختير الموقع ليكون مقرا لهذا اللواء، وسُمح لعناصره ببناء غرف صغيرة لإيوائهم، ومع مرور الوقت استقدموا عائلاتهم من القرى الساحلية، مما أدى إلى تحول المنطقة إلى حي سكني ذي طابع عسكري.
مطار المزة العسكرييقع المطار غرب العاصمة السورية دمشق، وهو واحد من أكبر المطارات العسكرية للنظام السوري، واستخدمه في قصف المناطق المحيطة أثناء الثورة السورية.
وهو منشأة إستراتيجية مهمة، وله دور كبير في توزيع الإمدادات العسكرية للنظام السوري، وتشكيل منطقة عازلة بين الضواحي التي تحده من الجنوب الغربي، ومركز دمشق الذي يضم القصر الجمهوري ومقر قيادات سياسية وعسكرية سورية بارزة.
يحده شمالا حي المزة وسلسلة جبال "الفرقة الرابعة" كما تعرف محليا، وجنوبا مدينة داريا، وشرقا حي كفرسوسة، وغربا معضمية الشام.
وتوجد فيه فرق عسكرية وأمنية ومخابراتية متعددة، منها الدفاع الجوي وسرية المهام الخاصة التابعة للمخابرات الجوية. إضافة إلى تمركز قوات تابعة للفرقة الرابعة والمخابرات الجوية، وقد استهدفت في السنوات الأولى من الثورة السورية أحياء في الغوطة الشرقية ودمشق الجنوبية والغربية.
ويستخدم مطار المزة العسكري كل من الحرس الجمهوري والقوات الخاصة والمخابرات الجوية، ويستعمل أيضا مطارا خاصا لعائلة الأسد، ومنه نقل جثمان الرئيس السابق حافظ الأسد حين وفاته إلى اللاذقية.
وكان المطار ملكا لسلطات الانتداب الفرنسي سابقا، واشترته سوريا عام 1946 بعد استقلالها، بمبلغ مليون ليرة سورية، وبقي مطارا مدنيا رئيسيا في دمشق، حتى بناء مطار دمشق الدولي.
وكان المطار طوال تاريخه مستهدفا من الجيش الإسرائيلي، الذي قصفه أثناء حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973. واتهم النظام السوري إسرائيل باستهدافه مرات عدة، منها عام 2017.
ويوم 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي هجوما على منطقة تقع قرب المطار، حسب وكالة الأنباء السورية (سانا).
تحولات أمنيةكانت المزة إحدى المناطق السورية التي تتميز بالأمن النسبي، وذلك بسبب حساسيتها الأمنية، ولأن بين سكانها أجانب، وأعضاء بعثات دبلوماسية ومسؤولين حكوميين، قبل أن تصبح بعض مواقعها في مقدمة بنك الأهداف الإسرائيلية في سوريا.
وكثفت إسرائيل ضرباتها في الحي تزامنا مع التصعيد على الجبهة الشمالية مع حزب الله منذ سبتمبر/أيلول 2023.
فقد قصفت سيارة عند منطقة أوتوستراد المزة-دوار الشرقية في 21 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مما أسفر عن مقتل شخصين -بينهم رئيس وحدة تحويل الأموال في الحزب- وإصابة 3 آخرين.
كما استهدف القصف الإسرائيلي مناطق مدنية عدة، وهو ما دفع البعض إلى النزوح عن المنطقة، كما أدى القصف إلى تراجع الفعاليات والأنشطة الاجتماعية والتجارية.