هذا ما تريده الأطراف المختلفة من التطبيع السعودي الإسرائيلي المحتمل
تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT
تتواتر التقارير الإسرائيلية حول إنجاز اتفاق تطبيع مع السعودية، فالإدارة الأمريكية من جهتها تسعى لمنع توسع النفوذ الصيني في المنطقة، بحيث يسجله بايدن كإنجاز قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة في 2024، لكن الطريق نحو التطبيع مليء بالعقبات لأسباب كثيرة أهمها وجود حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة في السلطة.
صحيفة يديعوت أحرونوت ذكرت أنه "قبل أقل من عام أعلن بايدن أنه سيعيد دراسة علاقات بلاده مع السعودية، بل وحذر من عواقبها في ظل الأزمة التي اندلعت آنذاك إثر قرارها بخفض كمية النفط المتدفقة للأسواق العالمية، لكن تحولا دراماتيكيا حصل في الأشهر الأخيرة نحو الأفضل في العلاقات بين واشنطن والرياض، ويبدو أن لتل أبيب دورًا مركزيًا في هذا التحسن، حيث يزور كبار مسؤولي إدارة بايدن السعودية الآن بشكل متكرر، ويناقشون معها اتفاقية تطبيع محتملة مع دولة الاحتلال".
وأضافت في تقرير ترجمته "عربي21" أن "الأمريكيين يأملون أن يؤدي اتفاق التطبيع بين الرياض وتل أبيب لتعزيز مصالحهم، مثل حل النزاع حول قضية النفط، وتلقي وعد من الرياض بأنها لن تعمق بشكل مفرط علاقاتها مع الصين، الخصم الاستراتيجي للولايات المتحدة، الساعية جاهدة لتوسيع نفوذها في الشرق الأوسط، وقد وصل مستشار بايدن للأمن القومي، جيك سوليفان، للسعودية للمرة الثالثة خلال أشهر قليلة لتسريع المفاوضات".
وأشارت إلى أنه "فيما يأمل بايدن تحقيق إنجاز دبلوماسي مهم عبر اتفاق التطبيع قبيل الانتخابات الرئاسية في 2024، ورغم أن واشنطن نفت وجود "اتفاق إطاري" مع المملكة، لكن الخطوط العامة للاتفاقية المحتملة واضحة تمامًا، فالأخيرة تطالب بضمانات أمنية كبيرة من الولايات المتحدة مقابل التطبيع مع إسرائيل، بجانب بعض المساعدة في البرنامج النووي المدني، وتقديم تنازلات للفلسطينيين، حيث ادعى نتنياهو أنها مجرد تنازلات رمزية، لكن الرياض تصرّ على تقديم تنازلات كبيرة في طريق إقامة دولة فلسطينية في المستقبل، وأن ابن سلمان أبلغ مستشاريه بأنه المشكلة تكمن في حكومة نتنياهو اليمينية المتشددة".
وأوضحت أن "التقديرات السائدة في تل أبيب أن واشنطن تسعى لحل الخلاف بين الطرفين على النفط، ومنع توسع نفوذ الصين في المنطقة، ورغم أن بايدن لم يقرر بعد "الثمن" الذي سيدفعه للرياض، فإن تركيزه الآن على أن الولايات المتحدة يجب أن تظل لاعبا رئيسيا في الشرق الأوسط بسبب مخاوف عدة، أولها الصين، وثانيها التهديد الإيراني، وثالثها الرغبة بعزل روسيا بسبب حرب أوكرانيا، حيث بقيت السعودية على الحياد في الصراع بين موسكو والغرب".
وأشارت إلى أن "إسرائيل تعتقد أن الصين تعتبر عاملا في المفاوضات بين واشنطن والرياض، فواشنطن ستبذل جهدًا هائلاً، وهذا مهم بالنسبة لها في المعركة ضد الصينيين من أجل السيطرة على العديد من المناطق، بما في ذلك الشرق الأوسط، مما يعني أن الأمريكيين لا يقدمون لإسرائيل معروفاً، بل هي من ستقدم لهم معروفاً إذا توصلت إلى اتفاق مع السعودية، لأنها ستسعى لتعزيز فرصة أن يصوت الجمهوريون في مجلس الشيوخ لصالح الاتفاق، زلن يتمكن الديمقراطيون من القيام بذلك دون إسرائيل".
وتؤكد هذه المعطيات أن اتفاق التطبيع السعودي الإسرائيلي لا يزال أمامه طريق طويل ومليء بالعقبات، بما في ذلك المطالب السعودية بتقديم تنازلات إسرائيلية تجاه الفلسطينيين، ولكن حتى في أبسط هذه التنازلات فإن نتنياهو سيجد صعوبة في الموافقة بسبب المعارضة الشديدة لوزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، في حين أن واشنطن لديها تفاؤل بأن تفاصيل الصفقة يمكن تسويتها في غضون تسعة إلى 12 شهرًا.
على جانب آخر، تحدث خبير إسرائيلي عن أهمية إنجاز خطوة تطبيع السعودية مع الاحتلال الإسرائيلي لكل من بايدن ونتنياهو.
وقال ألون بن دافيد، في مقال نشرته صحيفة "معاريف" العبرية: "في لحظة نادرة من اليقظة فهم بايدن بأنه يوشك على أن يفقد السعودية لصالح الصين، إدارته دخلت في نمط عمل أيام الحرب الباردة وقررت إبقاء السعودية الى جانبها مهما يكن".
وأوضح أن إدارة بايدن "مستعدة لأن تنقل جملة قدرات عسكرية متطورة لمولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بل هي مستعدة لمنح المملكة أيضا قدرات نووية مستقلة، على ألا تنتقل إلى الجانب الصيني، وعلى الطريق شخصت أيضا فرصة انتخابية مفادها؛ اتفاق تطبيع بين السعودية وإسرائيل يثبت دعم الصوت اليهودي له في انتخابات 2024 الأمريكية".
ورأى أن "الولايات المتحدة تريد أن تستفيد مثل السعودية تماما، حيث أن ابن سلمان معجب بالتكنولوجيا الإسرائيلية، ويريد التقرب من القوى العظمى في الشرق الأوسط"، وفق قوله.
وأضاف: "أما القضية الفلسطينية فلا تهمه كثيرا، لكنه ملزم بترك فتحة لإقامة دولة فلسطينية، أما بالنسبة لبايدن، فإن حفظ خيار الدولتين هو هدف أساسي له، وهذا سيكون مبرره للاتفاق مع من رأى فيه قاتلا (في إشارة لابن سلمان) وسيضمن أيضا تأييد الجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي".
ونبه الخبير إلى أن "بايدن ملزم بأن يوقع هذا الاتفاق قبل الانتخابات المقبلة، وليس واضحا بعد إذا كان سيشترط الاتفاق أيضا بوقف قوانين الانقلاب القضائي، لكن الأمر الواضح، أنه لا توجد له أي نية لأن يمنح جائزة لنتنياهو إذا ما أصر على مواصلة ضم الضفة الغربية".
وبين أنه "توجد لإسرائيل ملاحظات على الاتفاق المتبلور، فالمطلب السعودي لشراء عتاد عسكري متطور من الولايات المتحدة يهدد التفوق النوعي لإسرائيل، لكن ما يستفز جهاز الأمن الإسرائيلي.
صفقة الأحلام
ولفت دافيد، أن "نتنياهو حتى وقت قريب، أقصى جهاز الأمن والجيش الإسرائيلي عن المناقشات الخاصة ببنود الاتفاق المتبلور، وأدارها نتنياهو بشكل رئيسي أمام أعضاء لجنة الطاقة الذرية، لكنهما دخلاه الآن ومن الصعب أن نرى كيف ستنزل في حلقهم مطالب النووي السعودية".
ولفت إلى أن "القلق ليس فقط من القدرات التي ستكون لدى السعودية بل أيضا بأن هذا سيشجع دولا أخرى في المنطقة على تطوير قدرة نووية مستقلة، علما أن سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط هو كابوس لإسرائيل".
وذكر الخبير، أن هذا الاتفاق بـ"النسبة لنتنياهو تبدو صفقة الأحلام؛ اتفاق تاريخي، ضمان المساعدة العسكرية، احتفالية للسير في ساحة البيت الأبيض برفقة ولي العهد السعودي، ويمكن أن يتم استقباله أيضا في الغرفة البيضوية بالبيت الأبيض، وبلا شك، نتنياهو يفهم حجم الفرصة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة تطبيع السعودية بايدن نتنياهو الاحتلال احتلال السعودية نتنياهو تطبيع بايدن صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة فی الشرق الأوسط إلى أن
إقرأ أيضاً:
الخارجية تعلن الضوابط الخاصة بتأشيرات الدخول بأنواعها المختلفة إلى السعودية
في ضوء توجيهات وزير الخارجية والهجرة للقطاع القنصلي بالوزارة والقنصلية العامة لجمهورية مصر العربية في جدة برفع درجة الاستعداد لموسم الحج للعام الجاري ٢٠٢٥ (١٤٤٦هـ)، وفي إطار متابعة القنصلية العامة في جدة لما تصدره السلطات السعودية المعنية من إجراءات وضوابط تنظيمية لدخول وبقاء المواطنين المصريين في المملكة العربية السعودية خلال فترة موسم الحج وبصفة خاصة مكة المكرمة.
وأوضح مساعد وزير الخارجية للشئون القنصلية والمصريين في الخارج أنَّ الضوابط التي أصدرتها السلطات المعنية في المملكة العربية السعودية لتنظيم دخول السعودية خلال الفترة الحالية، وما يخص منها المواطنين المصريين، تتلخص في الآتي:
وزير الخارجية: المجتمع الدولي أقر بالجهود والإنجازات المصرية في مجال حقوق الإنسان
وزير الخارجية: حريصون على توطيد التعاون الاقتصادي والاستثماري مع الولايات المتحدة
١- منع دخول كافة الفئات لمكة المكرمة على وجه التحديد اعتبارًا من اليوم ٢٣ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٥ شوال ١٤٤٦ هجرية، وحتى ١١ يونيو ٢٠٢٥ الموافق ١٥ ذي الحجة ١٤٤٦ هجرية، بما فيهم المقيمين بالمملكة باستثناء ثلاث فئات فقط هم: (الحاصلون على تصريح حج رسمي – المقيمين حاملي إقامات صادرة من مكة المكرمة فقط – العاملين داخل مكة المكرمة بموجب تصريح خاص).
٢- بالنسبة لحاملي تأشيرات العمرة: منع دخول هذه الفئة إلى المملكة العربية السعودية من أي منفذ أو مطار اعتباراً من ١٣ أبريل (الموافق ١٥ شوال)، والتنبيه على من دخل بموجب هذه التأشيرة قبل هذا التاريخ بضرورة مغادرة مكة المكرمة والمملكة قبل يوم ٢٩ أبريل (١ ذي القعدة).
٣- بالنسبة لحاملي تأشيرات الزيارة العائلية السارية: مسموح لهم دخول المملكة ولا يوجد أي قرار بشأنهم باستثناء حظر دخول مكة المكرمة خلال الفترة من ٢٣ أبريل حتى ١١ يونيو ٢٠٢٥.
٤- بالنسبة للتأشيرات السياحية (تأشيرة منافذ): التي يتم الحصول عليها بالمنافذ السعودية فقط لحاملي تأشيرات شنجن والولايات المتحدة، لم يصدر بشأنها أية قرارات بالمنع من دخول المملكة، لكنها لا تخوّل لحاملها دخول مكة المكرمة خلال فترة الحظر من ٢٣ أبريل حتى ١١ يونيو ٢٠٢٥، ومحاولة الدخول لمكة من أي مكان داخل المملكة تعرض صاحبها للمساءلة والترحيل.
٥- بالنسبة لتأشيرات الترانزيت (المرور): كان هذا النوع من التأشيرات مُتاح فقط على شركات الطيران السعودية (الخطوط السعودية – فلاي ناس – أديل)، ولم يصدر بشأنها قرار رسمي بالمنع، ويمكن لحاملي تأشيرة المرور الدخول من أية منافذ أو مطارات في المملكة ماعدا مطار الملك عبد العزيز بجدة، مع ضرورة الالتزام بالضوابط والاشتراطات الخاصة بهذا النوع من التأشيرات وهي الالتزام بمدة التأشيرة وأقصاها (٩٦ ساعة من لحظة دخول المملكة)، وضرورة استكمال المسافر رحلته والمواصلة إلى وجهته الأخيرة (الدولة الثالثة).
وأضاف مساعد الوزير للشئون القنصلية والمصريين في الخارج أنَّ السلطات السعودية أصدرت قراراً بفرض غرامات على حاملي تأشيرات العمرة الذي يتخلفوا عن مغادرة المملكة بعد تاريخ ٢٩ أبريل ٢٠٢٥، حيث يقضي القرار بتوقيع غرامة قدرها ٥٠ ألف ريال سعودي على الوافد الذي يتخلف عن مغادرة المملكة بعد انتهاء صلاحية التأشيرة الممنوحة له، والحبس لمدة تصل إلى ٦ أشهر والترحيل لبلاده، كما أعلنت غرامة قدرها ١٠٠ ألف ريال سعودي على شركات السياحة التابع لها الوافد المتخلف في حال لم تبلغ عن تخلفه، وتتعدد الغرامات على الشركة الواحدة بتعدد الوافدين المتخلفين التابعين لها.
وتهيب وزارة الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج بالسادة المواطنين بضرورة الالتزام بضوابط وشروط تأشيرات دخول المملكة العربية السعودية بكافة أنواعها والتقيُّد التام بصلاحية التأشيرة الممنوحة لهم ومواعيد الخروج من المملكة العربية السعودية والتواجد في مكة المكرمة منعاً لوقوعهم تحت طائلة القانون وتعرضهم للمساءلة القانونية.