أثار قرار وزير التربية والتعليم محمد عبد اللطيف بشأن تطوير مناهج التربية الدينية وإضافتها للمجموع حالة من الجدل.. حيث كشف الوزير منذ أيام عن لقاءات جمعت بينه وبين كل من الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر والبابا تواضروس من أجل الوقوف على الدراسات الخاصة بالأخلاق المشتركة في مادة التربية الدينية.

ويرى البعض أن الموضوع شائك وحساس ولا يجب التطرق إليه لا سيما فى ظل القرارات الجديدة التى اتخذتها وزارة التربية والتعليم مع بداية العام الدراسي الجديد.

هذا ما طالبت به فاطمة فتحى مدرسة، و"مؤسس تعليم بلا حدود" وولية أمر بتأجيل دراسة أي قرارات لحين رؤية أثر القرارات السابقة على العملية التعليمية، وتضيف قائلة "احنا كده بنطمس الأديان وبتفتح باب التحريف" لا سيما وأن الجيل الجديد ثقافته محدودة وعندما يعد كتاب من الوزارة بهذا النهج سيجعل الطالب لا يفرق بين الدين الإسلامي والدين المسيحي.

وتضيف فى عبارة ساخرة: "وهى مادة القيم واحترام الآخر قصرت في حاجه دا حتى الكتب بنظافتها من يوم ما الوزارة طبعته ومحدش فتحها ولا دخل قال فيها كلمة"..

وتتفق أميرة يونس وليه أمر و"أدمن جروب حوار مجتمعى تربوى" مع الرأى السابق بالتخلى عن الفكرة فى الوقت الحالى، مضيفة أن الأب والأم هم المسئولان أمام الله عن التربية وأساسيات الدين والصلاة وحفظ القرآن والاحترام لدين وسنة رسوله والعادات الجميلة لأركان الإسلام وغيرها ويأتى ذلك بالتشجيع والحب من خلال الأسرة، وليس من أجل ماده داخل مجموع.

وكان من الأفضل- حسب- قولها النظر لتعديل المناهج المكدسة التي يعاني منها الطلبة مثل العلوم والرياضيات والدراسات لا سيما فى المرحلة الابتدائية وكذلك تطوير اللغة العربية بالدروس الهادفة مع القيم والأخلاق ثم يتم التفكير بعدها في الجديد أما التفكير الآن فى أى أمور جديدة سيكون من شأنه زيادة العبء على الطالب وولي الأمر

بينما تقول سماح فوزى "ولية أمر" إن منظومة التعليم المطورة وضعت للطلاب فى مادة التربية الدينية منهج راقٍ ومميز جدًّا حسب وصفها وأنها كولية أمر استفادت من شخصيات ومعلومات جديدة فى مادة التربية الدينية بينما الدين المدمج الجديد لا يميل لديانة بعينها قد يطمس هوية كل ديانة، ويكتفي بالقشور بدلاً من أن نعمق الوعي الديني لدى أولادنا.

وعلى العكس يرى عزت عيد مدرس رياضيات بإحدى المدارس الحكومية أن إضافة مادة التربية الدينية للمجموع قرار صائب لا سيما وأن ما يحدث الآن داخل المجتمع من سلوكيات وأفعال غريبة وسوء تربية وسوء أخلاق سببه إهمال مادة التربية الدينية.

مضيفًا أنه لا يوجد ولى أمر مخصص وقت لأولاده حتى يجلس ويحدثهم فى أمور دينهم وهذا ليس تقصيرًا من ولى الأمر، وإنما بسبب الظروف الصعبة وضغوط الحياة وسعى رب الأسرة بمتطلبات أسرته وأنه إذا لم يتعلم الطفل أمور دينه داخل مدرسته لن يتعلم نهائيًا، مشيرًا أنه إذا قامت المدارس بتعليم الطلاب مبادئ الدين سيكون ذلك إنجازًا يحسب لوزارة التربية والتعليم لأن التربية أهم من التعليم.

بينما يقول دكتور عمرو فتحى عضو المتابعة والتقييم بمديرية التربية والتعليم بمحافظة بنى سويف أن الفكرة مرفوضة شكلًا وموضوعًا لأنه ليس من المنطقي دمج التربية الدينية الإسلامية والمسيحية بكتابٍ واحدٍ ويُصبِحا مادةً متسائلاً هل سيكون بها سور من القرآن أو تدريس التجويد أو تعليم الصلاة أو الصوم أو الحج وغيرها من التعاليم الإسلامية، مضيفًا أن منهج الدين الاسلامي بنظام التعليم الجديد أصبح منهج به معلومات دينية قيمة ومهمة وأصبحت مادة شيقة مفيدة وليست قشورًا كما كان من قبل.

وبخصوص ترسيخ القيم والأخلاق فيقول فتحى إنه توجد "مادة القيم" بالإضافة إلى القيم والقضايا الموجودة بكل الدروس بكل المواد هذا غير ترسيخ القيم من المعلم نفسه الذي هو قدوة لطلابه وبالتالي كما يرى فتحى لا مجال للمساس بالدين.

بينما يرى دكتور عاصم حجازي أستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة أن وجود منهج مشترك يجمع بين الدين الإسلامي والمسيحي له إيجابيات وسلبيات..

بالنسبة للإيجابيات فهى تتمثل فى المساعدة على نمو الذكاء الثقافي لدى الطلاب.

وتجعل تركيزهم منصبًا على الجوانب المشتركة أكثر من التركيز على فكرة الاختلاف.

وتعتبر الفكرة تطبيقًا عمليًّا للمواطنة والتفاعل الإيجابي بين جميع المواطنين. وتسهم في القضاء على بذور التطرف والإرهاب. وتساعد على ضم هذه المادة للمجموع في ضوء توحيد الموضوعات التي يدرسها الطلاب.

أما ما يتعلق بالسلبيات- كما يرى حجازى- أنه لا يكون هناك مجال لدراسة تفصيلية لكل من الدين الإسلامي والمسيحي في المدارس حيث سيتم التركيز على القيم المشتركة فقط دون الخوض في تفاصيل وهذه التفاصيل بالتأكيد مهمة لكل فرد أيًّا كانت ديانته.

وقد يؤدي هذا التعطش للمعلومات الدينية التفصيلية إلى جعل الطلاب يلجئون لمصادر أخرى غير موثوقة أو ذات توجهات غير مقبولة لإشباع حاجتهم إلى المعرفة الدينية.

- أيضًا فإن تدريس الدين إحدى الوسائل المهمة لتحصين الطلاب فكريًّا ومقاومة الانحرافات الفكرية والسلوكية وهو مصدر القيم ولذلك لا بد من أن تكون الجرعة التي يتلقاها الطالب كافية ومتعمقة من أجل استقراره النفسي والفكري.

- وسوف تحتاج هذه المادة إلى معلم بمواصفات خاصة وتدريب عالٍ وثقافة واسعة لتدريسها خاصة في المرحلة الثانوية.

مضيفًا أنه بعمل موازنة بين الإيجابيات والسلبيات نجد أن السلبيات أخطر ولا يمكن تعويضها بينما المميزات يمكن تحقيقها بطرق أخرى وبالتالي فإن الفكرة غير مقبولة.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: البابا تواضروس تطوير المناهج الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر وزير التربية والتعليم محمد عبد اللطيف مادة التربیة الدینیة التربیة والتعلیم لا سیما

إقرأ أيضاً:

كلية الطب بجامعة عدن تنظم حفلاً لاستقبال الطلاب المستجدين للعام الجامعي الجديد

شمسان بوست / د.جهاد وادي:

في إطار حرص جامعة عدن على تعزيز التواصل والتفاعل مع طلابها، نظمت كلية الطب والعلوم الصحية بالجامعة صباح اليوم السبت (5 أكتوبر 2024م) حفلاً خطابياً وتعريفياً بمناسبة استقبال الطلاب المستجدين الدفعة (50) طب بشري، وطلاب الدفعة (13) علوم مختبرات طبية، للعام الجامعي الجديد (2024/2025م).

وفي كلمة توجيهية له في مستهل الحفل أشار الأستاذ الدكتور/الخضر ناصر لصور رئيس جامعة عدن أن إقامة الحفل السنوي لاستقبال الطلاب المستجدين يعد تقليداً أكاديمياً سنوياً يقام في كليات الجامعة، ويعد جزءاً من تراث هذه الكليات ويجب الحفاظ عليه واستمراره كونه يساهم في التعريف بهوية ونشاط الكليات للطلاب المستجدين، ويعزز التواصل بالمستويات المختلفة وأساتذتهم، مشيراّ بأن هذا الحفل يعد من المحطات المهمة في حياة الطالب الجامعي، داعياً الطلاب المستجدين في كلية الطب والعلوم الصحية وهم يخطون الخطوة الأولى في درب العلم الجامعي إلى الاهتمام بالاختصاص الذي يدرسوه في مجالات علوم الطب والبحث والتعلم المعمق فيه ومتابعة التطورات العلمية والابتكارات والتطبيقات الجديدة، متمنياً لهم التوفيق في دراستهم الجامعية وأن يكونوا بمستوى التحدي العلمي والتفوق الدراسي

فيما أشار الأستاذ الدكتور/عبدالحكيم عمر التميمي عميد الكلية أن هذه الدفعة من الطلاب المستجدين يمثلون اليوبيل الذهبي للكلية كثاني كلية طب أنشئت في الجزيرة العربية، وأقدم كلية على مستوى الوطن، إذ تعتبر أم الكليات الطبية في الجامعات اليمنية الأخرى، داعياً الجهات ذات الاختصاص في رئاسة الدولة ومجلس الوزراء إلى الاهتمام وتقديم الدعم والمساعدة لهذه الكلية لتطوير بنيتها التحتية ودعم أساتذتها، مستعرضاً في الوقت نفسه ارتباط الكلية بين الحداثة في برامجها وعراقتها، وأنها تفخر بوجود نخبة مميزة من أعضاء هيئة التدريس والتدريس المساعدة، الذين يعملون بجد واجتهاد لتخريج طلاب ذوي كفاءة وخبرة مؤهلين لسوق العمل، وسعيها الدؤوب إلى إعداد جيل من الأطباء في مختلف التخصصات القادرين على مواجهة تحديات المستقبل.

وفي كلمة لنائب العميد لشؤون الطلاب الدكتور/فايز بن بريك أكد من خلالها أن الطب مهنة العلم والمعرفة بل تتعدى إلى خدمة إنسانية، وأنها ترتبط بالإرادة والطموح، مشيراً بأن هؤلاء الطلاب هم أمل المستقبل الأكثر إشراقاً وتفاؤلاً، وأن الخريج لا يكفي أن يحمل الشهادة الجامعية؛ بل ما يحمله من علم ومعرفة نظرية وتطبيقية يستفيد منها كل المجتمع.

فيما تناول الدكتور/ أحمد مكي نائب العميد للشؤون الأكاديمية عديد من المحطات التي سيمر خلالها الطلاب طيلة سنوات دراستهم في الكلية، مستعرضاً المراحل الأولى لإنشاء كلية الطب في العام 1975م، ورسالتها وأهدافها والبرامج الدراسية التي تقدمها للبكالوريوس والدراسات العليا، وخطتها الاستراتيجية في إعداد أطباء أكفاء معرفياً ومهارياً وبحثياً لتلبية احتياجات المجتمع من الكوادر الصحية، وعديد من معايير التقييم للطلاب من خلال الأعمال الفصلية والسنوية، مشيراً بأن إدارة الكلية تعمل دائماً على تطوير المناهج الدراسية لتواكب متطلبات سوق العمل المحلي والدولي مع التركيز على تعزيز مهارات الطلاب الأكاديمية والعملية، مشدداً على أهمية الاستفادة من الإمكانيات المتاحة في الكلية، سواء من خلال المحاضرات أو الورش العملية، أو المشاركة في الأنشطة الطلابية التي تسهم في بناء شخصية متكاملة للطلاب.

كما أوضح الأستاذ/عبدالله بن حريز مدير عام التسجيل في الكلية عديد من اللوائح والنظم الجامعية التي ينبغي على الطلاب الالتزام بها والحفاظ عليها، مبيناً للطلاب أن الدراسة الجامعية لها وضعها الخاص، وأن الطالب يجب أن يكون عنصر تفاعلي مع الأساتذة والبيئة المحيطة، وتشجيعهم على بذل الجهد والتفوق الأكاديمي والعملي.

وفي كلمة للطلاب المستجدين أعربوا من خلالها عن جزيل شكرهم وعرفانهم لقيادة الجامعة وعمادة الكلية في سبيل تدشين العام الدراسي الجديد، مؤكدين بأن حياتهم وآمالهم ومستقبلهم هو بناء وطنهم والتحليق في سماء العلم والمعرفة.

عقب ذلك تم عرض عديد من المشاركات للأنشطة والبرامج التي يقيمها المجلس الطلابي في الكلية للأعوام 2023/2024، وغيرها من المبادرات الطلابية.

كما تم تكريم عدد من الطلاب المتميزين في نظام السنة التحضيرية الذين أنهوا عاماً دراسياً كاملاً في هذه النظام وانتقلوا اليوم إلى محطة علمية جديدة في رحاب كلية الطب والعلوم الصحية.

حضر حفل الاستقبال للطلاب المستجدين في كلية الطب والعلوم الصحية الدكتور/ عبدالكريم العزعزي مساعد نائب رئيس الجامعة لشؤون الطلاب، والدكتور/خالد سعيد السويدي عميد كلية الصيدلة، والدكتور/ماجد علي مثنى عميد كلية طب الأسنان، ونواب عميد كلية الطب والعلوم الصحية، وأمين عام الكلية، ورؤساء الأقسام العلمية.

مقالات مشابهة

  • وزير التربية والتعليم يجري جولة تفقدية في مدارس عين شمس
  • قد يلحق بنصر الله و صفي الدين .. من هو ”إبراهيم السيد” المرشح لمنصب ”أمين عام حزب الله” الجديد ؟
  • توزيع مناهج الأزهر الجديدة 2024-2025 للمرحلة الثانوية
  • تنفيذ مشروعات تطوير بجامعة العريش شمال سيناء بتكلفة 1.5 مليار جنيه
  • وزارة التربية والتوجيه بجنوب كردفان تقرر إلغاء عطلة السبت
  • الأنبا باسيليوس يفتتح العام الدراسي الرابع بمعهد التربية الدينية بالإيبارشية
  • كلية الطب بجامعة عدن تنظم حفلاً لاستقبال الطلاب المستجدين للعام الجامعي الجديد
  • “التربية”: للمعلم دور حيوي في التعليم والبناء وغرس القيم
  • من هو هاشم صفي الدين؟.. هدف إسرائيل الجديد في لبنان