الجزيرة:
2025-04-26@08:06:38 GMT

تحولات المواجهة بين حزب الله وإسرائيل من 2006 إلى 2024

تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT

تحولات المواجهة بين حزب الله وإسرائيل من 2006 إلى 2024

بيروت- يمتد تاريخ المواجهات بين حزب الله وتل أبيب لعدة عقود، حيث شنت إسرائيل حروبا وعمليات عسكرية ضد لبنان بدأت من عملية الليطاني في مارس/آذار 1978، مرورا باجتياح عام 1982، ثم "تصفية الحساب" في يوليو/تموز 1993، و"عناقيد الغضب" في أبريل/نيسان 1996، وصولا إلى حرب يوليو/تموز 2006. وتدور مواجهات عسكرية مؤخرا مع فتح جبهة إسناد لقطاع غزة وقد اشتدت منذ أسبوعين.

تعود آخر مواجهة بين الجانبين إلى حرب يوليو/تموز 2006، وفيها شن الحزب هجوما مباغتا على الحدود وأسَر جنديين إسرائيليين، مما أجبر إسرائيل على الدخول في مفاوضات تهدف إلى تبادلهما مع أسرى الحزب في معتقلاتها.

استمرت الحرب 34 يوما ودمرت مساحات واسعة من الضاحية الجنوبية لبيروت والعديد من البلدات والقرى في جنوب لبنان. وأسفرت عن استشهاد نحو 1300 لبناني، وإصابة حوالي 4 آلاف آخرين، بالإضافة إلى نزوح مليون شخص.

مساندة غزة

اندلعت المواجهات العسكرية على الحدود اللبنانية الجنوبية في أعقاب عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة على إسرائيل فجر يوم السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وشملت هجوما بريا وبحريا وجويا وتسللا للمقاومين إلى عدة مستوطنات في "غلاف غزة".

وتحت شعار "مساندة غزة"، أطلق حزب الله نيرانه الأولى من جبهة الجنوب في اليوم التالي، 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث نفذ هجوما على 3 مواقع إسرائيلية في منطقة مزارع شبعا، ثم انتقل إلى استهداف مواقع حدودية وحاول قدر الإمكان الحفاظ على هذا المستوى من الاستهدافات.

واليوم، مع دخول عملية "طوفان الأقصى" عامها الأول، تطورت العمليات العسكرية في الجنوب بشكل جذري، وانتقلت المساندة إلى مواجهات مفتوحة بين حزب الله وإسرائيل التي لم تكتف بالرد وفق قواعد الاشتباك التقليدية، بل وسّعت عدوانها ليشمل الضاحية الجنوبية والبقاع والجنوب في محاولة لفرض معادلات وإستراتيجيات جديدة.

يرى الباحث والمحلل السياسي اللبناني علي أحمد أن حزب الله بدأ الحرب الحالية من النقطة التي انتهت عندها في عام 2006 عندما كان مدى صواريخه يمتد إلى حيفا فقط. أما اليوم، فقد أصبح الحزب ينطلق من مواقع متقدمة تشمل حيفا والعفولة وعكا. وعند مقارنة قدراته الحالية، يمكن ملاحظة أنها تفوق بشكل كبير ما كانت عليه في الماضي، يقول للجزيرة نت.

وفيما يتعلق بقدرات الحزب العسكرية، يعتقد الباحث أحمد أنها هائلة، ففي "حرب تموز"، كان عدد مقاتليه يتراوح بين عدة آلاف، بينما يُقدر اليوم بأكثر من 10 آلاف مقاتل، مع توقعات تشير إلى أن العدد قد يتراوح بين 12 ألفا و14 ألفا. ويَعتبر هذا العدد الكبير عاملا أساسيا في المعادلة العسكرية.

ويشير المتحدث ذاته إلى أن قدرات حزب الله الصاروخية، وخاصة في مجال الطائرات المُسيرة، شهدت تطورا ملحوظا، وأن هناك صواريخ تعتبرها إسرائيل تهديدا كبيرا لأمنها، ويوضح أن الإسرائيليين "تفوقوا في مجالات الأمن والذكاء الاصطناعي وجمع المعلومات الاستخباراتية".

تحول الأساليب

بينما يعتقد الباحث في العلاقات الدولية علي مطر أن هناك تغييرات جذرية في إستراتيجيات الحرب "بين الآن وتموز" ويرى أن التعامل الإسرائيلي "كان مختلفا تماما في حرب تموز عن العمليات الجوية الحالية"، فقد كانت المناطق في البقاع وبعلبك تتعرض لاستهدافات محدودة في السابق، بينما يركز القصف الآن بشكل مكثف عليها.

ويقول للجزيرة نت إن منطقة بيروت لم يتم استهدافها في السابق، بينما شهدت اليوم استهداف مناطق مثل الباشورة والكولا والمعيصرة بضربات يعتبرها الإسرائيليون دقيقة ومحددة. ويعتقد أن إسرائيل تستهدف الآن معظم الأماكن التي تراها ضرورية لعملياتها العسكرية، مع تركيز خاص على الضاحية الجنوبية والجنوب اللبناني.

ويوضح الباحث نفسه أن الإسرائيليين في حرب يوليو/تموز لم يكونوا يستهدفون هذه المناطق بالشدة نفسها التي يُلاحظها الآن، ومع ذلك، تغيرت معاييرهم، حيث أصبحوا يسعون إلى "تحميل بيئة حزب الله الثمن".

وحسب مطر، اتجه الإسرائيليون بشكل أكبر نحو سياسة الاغتيالات، مبينا أنهم "لم يتمكنوا من تنفيذها في حرب تموز بسبب نقص التكنولوجيا المتطورة"، إلا أن تطورها الحالي منحهم ديناميكية أكبر حيث تم اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.

بالمقابل، يرى أن الحزب تجاوز العديد من الحواجز، حيث أصبح بإمكانه الوصول إلى تل أبيب ومستوطنات الضفة الغربية، وأطلق العديد من الصواريخ على المستوطنات الشمالية وصولا إلى حيفا، واستهدف قواعد عسكرية جديدة ومتقدمة.

وفيما يتعلق بالصواريخ والأسلحة، يشير الباحث إلى أن سلاح المُسيرات شهد تطورا كبيرا في أيدي الحزب وأنه لا يزال يحتفظ ببعض الأسلحة والصواريخ التي لم تكشف عن كامل قدراتها بعد. ورغم ذلك، لا تزال التكتيكات والهجمات البرية تواجه تحديات، حيث تحاول إسرائيل التقدم لكنها تواجه مقاومة شديدة منه.

يضيف مطر أن دخول إيران على خط المواجهة يمثل تطورا جديدا، حيث "قصفت الكيان بأكمله"، كما أن هناك جبهات أخرى تعمل مثل الجبهة العراقية واليمنية، إلى جانب العدوان على غزة،. ويوضح أن هناك تغييرات واضحة في المنطقة على مستوى الجبهات والقتال في لبنان وغزة، كما تشير الدلائل إلى إمكانية اندلاع حرب شاملة، وهو أمر لم يكن مطروحا خلال حرب يوليو/تموز. لكن الوضع الآن تغير بشكل ملحوظ.

تحالفات

على مستوى التحالفات الداخلية، يرى الكاتب علي أحمد أن "واقع حرب تموز كان أصعب مما هو عليه اليوم". فقد كانت القدرات العسكرية لحزب الله حينها أقل، وكان يواجه ضغوطا شديدة من معركة داخلية معقدة.

وكان الدعم الذي يحصل عليه محدودا، حيث لم يكن لديه سوى التيار الوطني الحر، وتيار المردة، وحركة أمل، الذين كانوا شركاءه في مختلف القضايا. في المقابل، كان الحزب التقدمي الاشتراكي بقيادة وليد جنبلاط، وتيار المستقبل والعديد من القوى اللبنانية الأخرى، يقفون ضده، وفق الباحث أحمد.

ويضيف أن هذه المعركة بدأت بالتزامن مع أحداث غزة، حيث اعتُبرت نصرة لها. وبالتالي، اعتقد العديد من المواطنين، خصوصا في الشارع السني والدرزي، أن ما حدث هو دعم للقضية الفلسطينية. ورغم أنهم لم يكونوا متحالفين بالكامل مع حزب الله، فإنهم كانوا -على الأقل- محايدين ويعتبرون أن أفعاله تصب في مصلحة فلسطين.

ومن ناحية أخرى، يشير أحمد إلى موقف التيار الوطني الحر خلال هذه المعركة، حيث أظهر تعاطفا مع النازحين، رغم "أن حرب تموز كانت تُعتبر في نظر البعض بمثابة شراكة معه". أما اليوم، فقد أصبح دوره مقبولا وجيدا في السياق الحالي، برأيه.

في حين يشير الباحث مطر إلى تغييرات ملحوظة في التحالفات الداخلية منذ عام 2006، واعتبر أن الحرب الحالية تعود جذورها إلى حرب غزة، وأشار إلى أن الطائفة السنية تدعم هذه القضية بشكل كامل، بالإضافة إلى وجود تأييد من المسيحيين في لبنان.

وعند استعراض التحالفات الداخلية في لبنان، يلفت مطر إلى وجود تحالف قوي في تلك الفترة، حيث كان العماد إميل لحود يشغل منصب رئيس الجمهورية مما ساهم في فعالية الحكومة. وفي الوقت الراهن، تعيش البلاد مرحلة غياب رئيس، بينما كانت هناك حكومة نشطة في عام 2006. "أما اليوم، فنحن في فترة حكومة تصريف أعمال".

ويُبرز المتحدث التحالف الوثيق الذي كان قائما بين حزب الله والتيار الوطني الحر، حيث كان العماد ميشال عون يمثل تحالفا قويا مع الحزب ووقف إلى جانبه في تلك الفترة، ومع ذلك، أضاف أن الوضع قد تغير اليوم وأكد أن الطائفة الدرزية والسنية تقفان أيضا مع الحزب. ويلفت إلى وجود جزء من المجتمع والقوى السياسية التي تعارض هذه المساندة أو المواجهة، كما كان الحال في عام 2006 ضد الحزب، وبالتالي فإن التحالفات تتغير وتتطور على المستويين الإقليمي والمحلي، مما يبرز ديناميكيات الصراع الداخلي وتعقيداته، بحسب رأيه.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات بین حزب الله حرب تموز أن هناک إلى أن عام 2006

إقرأ أيضاً:

سلاح المقاومة… درع الكرامة وخط النار الأخير في وجه العدوان الصهيوني

يمانيون../
في مواجهة غطرسة الكيان الصهيوني وتصعيده المستمر في جنوب لبنان، يبرز سلاح حزب الله بوصفه أكثر من مجرد ترسانة عسكرية؛ إنه التعبير العملي عن إرادة شعب، ودرع الأمة الأخير في وجه مشروع توسعي لا يزال يحلم بحدود الدم والنار. بهذا الفهم، يؤكد قادة الحزب مرةً بعد أخرى أن سلاح المقاومة ليس موضع نقاش، بل هو حاجة استراتيجية وضرورة وجودية فرضها العدوان، وثبّتها الصمود، وباركها دم الشهداء.

الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، وجّه رسالة واضحة وقاطعة خلال خطابه الأخير، إذ شدد على أن الحديث المتكرر عن نزع سلاح المقاومة ليس سوى امتداد للضغوط الأمريكية المتزايدة على الحكومة اللبنانية الجديدة، والتي تحاول واشنطن من خلالها استخدام ملف السلاح كأداة ابتزاز سياسي لفرض أجندتها. وأكد قاسم بلهجة حاسمة أن “سلاح المقاومة ليس خاضعًا لأي مساومة أو تفاوض، ولا يمكن أن يُسلّم تحت أي ظرف”.

وأشار قاسم إلى أن الحزب لا يعبأ بتهديدات واشنطن ولا بالحملات الصهيونية والإعلامية التي تُشنّ ضده، مؤكدًا أن بقاء السلاح مرتبط باستمرار الاحتلال، واستمرار العدوان، وأن أي محاولة للمساس به تصب مباشرة في مصلحة الكيان الصهيوني ومشروعه التوسعي في لبنان والمنطقة.

ويؤيد هذا الموقف عدد من القيادات السياسية والدينية في لبنان، ممن يعتبرون أن المقاومة وسلاحها ليسا خيارًا، بل قدرًا فرضته الضرورة، وحقًا شرعيًا كرّسته الوقائع والتضحيات. وفي هذا السياق، صرّح نائب رئيس المجلس السياسي في الحزب، محمود قماطي، بأن “اليد التي ستمتد إلى سلاح المقاومة ستُقطع”، مُستعيدًا عبارة خالدة للشهيد القائد السيد حسن نصر الله، الذي كان أول من وضع معادلة الردع منذ عقود.

أما المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، فقد عبّر عن الموقف بوضوح أكبر حين قال إن “لبنان بلا مقاومة بلد بلا سيادة”، محذرًا من أن مجرد التفكير في نزع سلاح المقاومة هو انتحار سياسي ووطني، ويمثل وصفة جاهزة لتفجير الداخل اللبناني وتمزيقه أمام الأطماع الصهيونية.

وفي تأكيد آخر لصلابة موقف المقاومة، قال مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في الحزب، وفيق صفا، إن “الحديث عن نزع سلاح المقاومة ليس إلا جزءًا من حملة نفسية وإعلامية تحريضية، تقودها أطراف مرتبطة بمحاور خارجية، في محاولة فاشلة لتفكيك البنية الصلبة للمقاومة، والضغط على بيئتها الشعبية المتجذرة”. ولفت إلى أن “الاستراتيجية الدفاعية التي تُطرح ليست لتسليم السلاح، بل لحماية لبنان، ولا مجال لأي حوار في هذا الشأن ما لم يُحرر كامل التراب الوطني، وتُكف الاعتداءات الصهيونية”.

من جهته، أكد النائب حسن فضل الله، عضو كتلة الوفاء للمقاومة، أن أي حوار وطني بشأن مستقبل المقاومة واستراتيجيتها الدفاعية يجب أن يتم فقط مع القوى التي تعترف بالعدو الصهيوني كعدو، وتضع السيادة اللبنانية فوق أي ارتباط خارجي، سواء كان أمريكيًا أو صهيونيًا. وقال: “نحن لا نتحاور مع من يهاجم المقاومة، ولا مع من يضلل الرأي العام، بل مع من يشاركنا القناعة بأن سلاح المقاومة هو صمّام الأمان الوحيد في مواجهة تهديدات الكيان الغاصب”.

بين سلاح يشهر للردع وواقع سياسي مأزوم
تتزايد الضغوط الداخلية والخارجية على المقاومة في ظل مساعٍ متكررة لتفكيك عناصر القوة اللبنانية، وتفريغها من محتواها السيادي. هذه الضغوط – سواء أتت من دول غربية أو جهات محلية – تصطدم دوماً بجدار الوعي الذي أسسه حزب الله بين جمهوره، والذي جعل من سلاح المقاومة جزءًا من الهوية الوطنية ومن الذاكرة الجماعية التي نُحتت بالدم.

وإزاء هذا المشهد، يتأكد مجددًا أن معادلة الردع التي فرضها حزب الله لم تكن فقط توازنًا عسكريًا، بل خطابًا سياسيًا أخلاقيًا يعيد تعريف العلاقة مع العدو: لا تفاوض على الكرامة، ولا مساومة على السيادة، ولا انحناء تحت مقصلة الابتزاز الدولي.

من “عناقيد الغضب” إلى “الوعد الصادق”.. سلاح المقاومة يتطوّر في وجه العدوان
لم يكن سلاح حزب الله وليد لحظة عابرة، بل جاء نتاجًا لتجربة نضالية عميقة تشكّلت منذ الاجتياح الصهيوني للبنان عام 1982، حين فرض الاحتلال نفسه بقوة الحديد والنار حتى العاصمة بيروت، ليبدأ الحزب رحلة بناء عقيدة مقاومة مسلّحة، تمازجت فيها العقيدة الإيمانية مع الفعل العسكري المنظم.

شهدت التسعينيات محطات فارقة، أبرزها تصدي المقاومة لعدوان “عناقيد الغضب” عام 1996، الذي عرّى وجه الصهاينة أمام العالم بمجزرة قانا، وأرسى قواعد اشتباك جديدة فرضت على الكيان حسابات دقيقة قبل شنّ أي هجوم. لكن المنعطف الأخطر جاء في العام 2000، حين أجبر حزب الله جيش الاحتلال على الانسحاب من جنوب لبنان بلا قيد ولا شرط، وهو أول انسحاب صهيوني من أرض عربية تحت ضغط السلاح المقاوم، دون اتفاق سياسي.

غير أن ذروة تطور سلاح المقاومة تجلّت بوضوح في عدوان تموز 2006، حين فاجأ حزب الله الكيان الصهيوني والعالم بإمكاناته العسكرية المتقدمة، من صواريخ الكاتيوشا إلى صواريخ “خيبر” و”فجر”، وصولًا إلى الطائرات المسيّرة وقدرات الحرب الإلكترونية والتشويش والرصد الدقيق. ولأول مرة، وجد العدو نفسه أمام عدو غير تقليدي يملك القدرة على إحداث شلل في جبهته الداخلية، بل واستهداف عمقه.

ومع توسع الخبرات وتراكم التجربة، لم يعد سلاح الحزب مجرد بنادق ومضادات، بل أصبح منظومة متكاملة تملك قدرات دقيقة في الرصد، والتوجيه، وتحديد بنك الأهداف، الأمر الذي حوّل “الردع” من شعار إلى واقع ميداني أجبر الصهاينة على التراجع والارتباك مرارًا.

اليوم، وفي ظل التصعيد الجاري، يعود سلاح المقاومة ليتصدر الواجهة، لا بوصفه أداة مواجهة آنية، بل كقوة استراتيجية إقليمية باتت تحسب لها تل أبيب ألف حساب، وسط قناعة متزايدة لدى جمهور المقاومة بأن هذا السلاح ليس فقط لحماية لبنان، بل لحماية مستقبل المنطقة من المشروع الصهيوني بكل تجلياته.

من بعد 2006 إلى عتبة 2024: سلاح حزب الله في مسار تصاعدي نحو الردع الإقليمي
2006 – “الوعد الصادق” يرسم بداية جديدة:
شكّل انتصار المقاومة في حرب تموز 2006 نقطة تحوّل نوعية في الوعي العسكري الصهيوني، إذ كشفت الحرب أن حزب الله بات يمتلك منظومة صاروخية قادرة على إصابة العمق الصهيوني، من حيفا إلى ما بعد ما يسمى “غوش دان”، وهو ما أدّى إلى تغيّر العقيدة الأمنية الصهيونية من الهجوم إلى الاحتواء والردع المتبادل.

2008 – بعد اغتيال القائد عماد مغنية:
كان اغتيال الحاج عماد مغنية (رضوان) بمثابة إعلان من المقاومة للدخول في مرحلة الرد الطويل الأمد، حيث بدأت العمل على تطوير سلاحها النوعي، لاسيما تقنيات التخفي، ونقل الخبرات، وإعادة تشكيل وحدات النخبة (الرضوان) بأساليب متقدمة في القتال غير المتماثل.

2011–2017 – الحرب السورية ومراكمة الخبرات:
انخراط حزب الله في الحرب السورية، رغم كل ما أثاره من جدل، وفّر له فرصة استراتيجية لاختبار أسلحته في بيئة حرب حقيقية متعددة الجبهات، واكتساب خبرات غير مسبوقة في العمل البرّي والتكتيك العسكري، ما عزّز قدرته على القتال في التضاريس المفتوحة والمدن على السواء.

2018 – الكشف عن الأنفاق الهجومية:
أعلنت “إسرائيل” عن عملية “درع الشمال” لاكتشاف أنفاق يمتلكها حزب الله على الحدود، وهو ما أكد تطور قدرة الحزب الهندسية والتخطيط الاستراتيجي، حيث كشفت العملية عن مدى اقتراب الحزب من تحويل الحرب القادمة إلى حرب هجومية داخل الأراضي المحتلة.

2020 – تكنولوجيا الطائرات المسيّرة تتصدر المشهد:
بدأ حزب الله باستخدام المسيّرات بشكل أكثر علنية، سواء في عمليات رصد أو في توجيه رسائل ردع، وقد اعترف العدو بسقوط طائرات مسيّرة داخل أراضيه وتحليق أخرى في عمق مناطقه، في إشارة إلى أن المقاومة باتت تستخدم الذكاء الاصطناعي والمراقبة الجوية ضمن منظومة قتالية متكاملة.

2022 – “سيف القدس” وتكامل الجبهات:
في ظل المواجهات في فلسطين المحتلة، أعلن حزب الله أكثر من مرة جاهزيته للدخول في أي مواجهة شاملة، مما شكّل تطورًا نوعيًا في تكتيك “وحدة الجبهات” ضمن محور المقاومة، حيث تم التلويح بإمكانية ضربات متزامنة من لبنان وغزة واليمن والعراق وسوريا، لتشتيت القدرة الصهيونية على إدارة حرب متعددة الاتجاهات.

2023 – صواريخ “دقيقة” وخارقة للردع الصهيوني:
أكدت تقارير استخباراتية أن حزب الله بات يمتلك مئات الصواريخ الدقيقة القادرة على إصابة أهداف حيوية، من المرافئ العسكرية إلى منشآت الطاقة، ومن مطار بن غوريون إلى مباني الكنيست. وقد أقر قادة العدو علنًا أن “أي مواجهة مقبلة مع الحزب ستكون تدميرية وغير قابلة للحصر”.

2024 – “توازن الرعب” يتحول إلى توازن الردع المحسوم:
مع تزايد التصعيد في جنوب لبنان، وارتباط حزب الله استراتيجيًا بالمواجهة الكبرى في غزة، أصبحت أي عملية عسكرية ضد لبنان محفوفة بثمن باهظ على الكيان الصهيوني. وقد تحوّل سلاح المقاومة إلى “صندوق أسود” لا يعرف العدو محتوياته كاملة، لكنه يدرك تمامًا أنه كفيل بتغيير قواعد اللعبة.

مقالات مشابهة

  • بري في موقف مفاجئ : لن نسلم السلاح الآن!
  • خبراء إسرائيليون يحذرون الاحتلال من نعي حزب الله وإزالته من خارطة التهديدات
  • طرح مفاجئ عن سلاح الحزب.. باحث إسرائيلي يكشفه
  • تاريخ مواجهات الأهلي ضد صن داونز قبل موقعة اليوم.. الكفة متساوية
  • الرئاسة والحزب... نحو مخرج منظّم
  • حمدان بن زايد: الظفرة تشهد تحولات نوعية
  • سلاح المقاومة… درع الكرامة وخط النار الأخير في وجه العدوان الصهيوني
  • حزب الله في لبنان.. من حرب العصابات إلى احتكار العمل المقاوم
  • وزير الصناعة: لتجنب المواجهة بين الحزب والجيش
  • بين تكالب الأعداء وسُبل المواجهة القرآنية.. مميزات المسيرة الجهادية