تحولات المواجهة بين حزب الله وإسرائيل من 2006 إلى 2024
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
بيروت- يمتد تاريخ المواجهات بين حزب الله وتل أبيب لعدة عقود، حيث شنت إسرائيل حروبا وعمليات عسكرية ضد لبنان بدأت من عملية الليطاني في مارس/آذار 1978، مرورا باجتياح عام 1982، ثم "تصفية الحساب" في يوليو/تموز 1993، و"عناقيد الغضب" في أبريل/نيسان 1996، وصولا إلى حرب يوليو/تموز 2006. وتدور مواجهات عسكرية مؤخرا مع فتح جبهة إسناد لقطاع غزة وقد اشتدت منذ أسبوعين.
تعود آخر مواجهة بين الجانبين إلى حرب يوليو/تموز 2006، وفيها شن الحزب هجوما مباغتا على الحدود وأسَر جنديين إسرائيليين، مما أجبر إسرائيل على الدخول في مفاوضات تهدف إلى تبادلهما مع أسرى الحزب في معتقلاتها.
استمرت الحرب 34 يوما ودمرت مساحات واسعة من الضاحية الجنوبية لبيروت والعديد من البلدات والقرى في جنوب لبنان. وأسفرت عن استشهاد نحو 1300 لبناني، وإصابة حوالي 4 آلاف آخرين، بالإضافة إلى نزوح مليون شخص.
مساندة غزة
اندلعت المواجهات العسكرية على الحدود اللبنانية الجنوبية في أعقاب عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة على إسرائيل فجر يوم السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وشملت هجوما بريا وبحريا وجويا وتسللا للمقاومين إلى عدة مستوطنات في "غلاف غزة".
وتحت شعار "مساندة غزة"، أطلق حزب الله نيرانه الأولى من جبهة الجنوب في اليوم التالي، 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث نفذ هجوما على 3 مواقع إسرائيلية في منطقة مزارع شبعا، ثم انتقل إلى استهداف مواقع حدودية وحاول قدر الإمكان الحفاظ على هذا المستوى من الاستهدافات.
واليوم، مع دخول عملية "طوفان الأقصى" عامها الأول، تطورت العمليات العسكرية في الجنوب بشكل جذري، وانتقلت المساندة إلى مواجهات مفتوحة بين حزب الله وإسرائيل التي لم تكتف بالرد وفق قواعد الاشتباك التقليدية، بل وسّعت عدوانها ليشمل الضاحية الجنوبية والبقاع والجنوب في محاولة لفرض معادلات وإستراتيجيات جديدة.
يرى الباحث والمحلل السياسي اللبناني علي أحمد أن حزب الله بدأ الحرب الحالية من النقطة التي انتهت عندها في عام 2006 عندما كان مدى صواريخه يمتد إلى حيفا فقط. أما اليوم، فقد أصبح الحزب ينطلق من مواقع متقدمة تشمل حيفا والعفولة وعكا. وعند مقارنة قدراته الحالية، يمكن ملاحظة أنها تفوق بشكل كبير ما كانت عليه في الماضي، يقول للجزيرة نت.
وفيما يتعلق بقدرات الحزب العسكرية، يعتقد الباحث أحمد أنها هائلة، ففي "حرب تموز"، كان عدد مقاتليه يتراوح بين عدة آلاف، بينما يُقدر اليوم بأكثر من 10 آلاف مقاتل، مع توقعات تشير إلى أن العدد قد يتراوح بين 12 ألفا و14 ألفا. ويَعتبر هذا العدد الكبير عاملا أساسيا في المعادلة العسكرية.
ويشير المتحدث ذاته إلى أن قدرات حزب الله الصاروخية، وخاصة في مجال الطائرات المُسيرة، شهدت تطورا ملحوظا، وأن هناك صواريخ تعتبرها إسرائيل تهديدا كبيرا لأمنها، ويوضح أن الإسرائيليين "تفوقوا في مجالات الأمن والذكاء الاصطناعي وجمع المعلومات الاستخباراتية".
تحول الأساليببينما يعتقد الباحث في العلاقات الدولية علي مطر أن هناك تغييرات جذرية في إستراتيجيات الحرب "بين الآن وتموز" ويرى أن التعامل الإسرائيلي "كان مختلفا تماما في حرب تموز عن العمليات الجوية الحالية"، فقد كانت المناطق في البقاع وبعلبك تتعرض لاستهدافات محدودة في السابق، بينما يركز القصف الآن بشكل مكثف عليها.
ويقول للجزيرة نت إن منطقة بيروت لم يتم استهدافها في السابق، بينما شهدت اليوم استهداف مناطق مثل الباشورة والكولا والمعيصرة بضربات يعتبرها الإسرائيليون دقيقة ومحددة. ويعتقد أن إسرائيل تستهدف الآن معظم الأماكن التي تراها ضرورية لعملياتها العسكرية، مع تركيز خاص على الضاحية الجنوبية والجنوب اللبناني.
ويوضح الباحث نفسه أن الإسرائيليين في حرب يوليو/تموز لم يكونوا يستهدفون هذه المناطق بالشدة نفسها التي يُلاحظها الآن، ومع ذلك، تغيرت معاييرهم، حيث أصبحوا يسعون إلى "تحميل بيئة حزب الله الثمن".
وحسب مطر، اتجه الإسرائيليون بشكل أكبر نحو سياسة الاغتيالات، مبينا أنهم "لم يتمكنوا من تنفيذها في حرب تموز بسبب نقص التكنولوجيا المتطورة"، إلا أن تطورها الحالي منحهم ديناميكية أكبر حيث تم اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.
بالمقابل، يرى أن الحزب تجاوز العديد من الحواجز، حيث أصبح بإمكانه الوصول إلى تل أبيب ومستوطنات الضفة الغربية، وأطلق العديد من الصواريخ على المستوطنات الشمالية وصولا إلى حيفا، واستهدف قواعد عسكرية جديدة ومتقدمة.
وفيما يتعلق بالصواريخ والأسلحة، يشير الباحث إلى أن سلاح المُسيرات شهد تطورا كبيرا في أيدي الحزب وأنه لا يزال يحتفظ ببعض الأسلحة والصواريخ التي لم تكشف عن كامل قدراتها بعد. ورغم ذلك، لا تزال التكتيكات والهجمات البرية تواجه تحديات، حيث تحاول إسرائيل التقدم لكنها تواجه مقاومة شديدة منه.
يضيف مطر أن دخول إيران على خط المواجهة يمثل تطورا جديدا، حيث "قصفت الكيان بأكمله"، كما أن هناك جبهات أخرى تعمل مثل الجبهة العراقية واليمنية، إلى جانب العدوان على غزة،. ويوضح أن هناك تغييرات واضحة في المنطقة على مستوى الجبهات والقتال في لبنان وغزة، كما تشير الدلائل إلى إمكانية اندلاع حرب شاملة، وهو أمر لم يكن مطروحا خلال حرب يوليو/تموز. لكن الوضع الآن تغير بشكل ملحوظ.
تحالفاتعلى مستوى التحالفات الداخلية، يرى الكاتب علي أحمد أن "واقع حرب تموز كان أصعب مما هو عليه اليوم". فقد كانت القدرات العسكرية لحزب الله حينها أقل، وكان يواجه ضغوطا شديدة من معركة داخلية معقدة.
وكان الدعم الذي يحصل عليه محدودا، حيث لم يكن لديه سوى التيار الوطني الحر، وتيار المردة، وحركة أمل، الذين كانوا شركاءه في مختلف القضايا. في المقابل، كان الحزب التقدمي الاشتراكي بقيادة وليد جنبلاط، وتيار المستقبل والعديد من القوى اللبنانية الأخرى، يقفون ضده، وفق الباحث أحمد.
ويضيف أن هذه المعركة بدأت بالتزامن مع أحداث غزة، حيث اعتُبرت نصرة لها. وبالتالي، اعتقد العديد من المواطنين، خصوصا في الشارع السني والدرزي، أن ما حدث هو دعم للقضية الفلسطينية. ورغم أنهم لم يكونوا متحالفين بالكامل مع حزب الله، فإنهم كانوا -على الأقل- محايدين ويعتبرون أن أفعاله تصب في مصلحة فلسطين.
ومن ناحية أخرى، يشير أحمد إلى موقف التيار الوطني الحر خلال هذه المعركة، حيث أظهر تعاطفا مع النازحين، رغم "أن حرب تموز كانت تُعتبر في نظر البعض بمثابة شراكة معه". أما اليوم، فقد أصبح دوره مقبولا وجيدا في السياق الحالي، برأيه.
في حين يشير الباحث مطر إلى تغييرات ملحوظة في التحالفات الداخلية منذ عام 2006، واعتبر أن الحرب الحالية تعود جذورها إلى حرب غزة، وأشار إلى أن الطائفة السنية تدعم هذه القضية بشكل كامل، بالإضافة إلى وجود تأييد من المسيحيين في لبنان.
وعند استعراض التحالفات الداخلية في لبنان، يلفت مطر إلى وجود تحالف قوي في تلك الفترة، حيث كان العماد إميل لحود يشغل منصب رئيس الجمهورية مما ساهم في فعالية الحكومة. وفي الوقت الراهن، تعيش البلاد مرحلة غياب رئيس، بينما كانت هناك حكومة نشطة في عام 2006. "أما اليوم، فنحن في فترة حكومة تصريف أعمال".
ويُبرز المتحدث التحالف الوثيق الذي كان قائما بين حزب الله والتيار الوطني الحر، حيث كان العماد ميشال عون يمثل تحالفا قويا مع الحزب ووقف إلى جانبه في تلك الفترة، ومع ذلك، أضاف أن الوضع قد تغير اليوم وأكد أن الطائفة الدرزية والسنية تقفان أيضا مع الحزب. ويلفت إلى وجود جزء من المجتمع والقوى السياسية التي تعارض هذه المساندة أو المواجهة، كما كان الحال في عام 2006 ضد الحزب، وبالتالي فإن التحالفات تتغير وتتطور على المستويين الإقليمي والمحلي، مما يبرز ديناميكيات الصراع الداخلي وتعقيداته، بحسب رأيه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات بین حزب الله حرب تموز أن هناک إلى أن عام 2006
إقرأ أيضاً:
سنن ومستحبات اليوم الجمعة 22 نوفمبر 2024
مستحبات يوم الجمعة.. يحرص الكثير من المسلمين على تطبيق سنن ومستحبات يوم الجمعة الواردة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والذي أوصى بالحرص عليها، لاغتنام عظيم فضل يوم الجمعة.
وتعد مستحبات يوم الجمعة من الأعمال التي يغفر الله بها ذنوب الأسبوع، فالحرص عليها من مكفرات الذنوب الأسبوعية أي تغفر الذنوب من الجمعة إلى الجمعة، ومن هنا ينبغي معرفة مستحبات يوم الجمعة والحرص عليها امتثالًا لسُنة النبي - صلى الله عليه وسلم-.
الدليل على فضل الالتزام بمستحبات يوم الجمعةورد في صحيح البخاري عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَيَتَطَهَّرُ مَا اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ، وَيَدَّهِنُ مِنْ دُهْنِهِ أَوْ يَمَسُّ مِنْ طِيبِ بَيْتِهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ فَلَا يُفَرِّقُ بَيْنَ اثْنَيْنِ، ثُمَّ يُصَلِّي مَا كُتِبَ لَهُ، ثُمَّ يُنْصِتُ إِذَا تَكَلَّمَ الْإِمَامُ إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى»
أفضل أعمال يوم الجمعة1- قراءة سورة الكهف في ليلته أو في نهاره، ومن قرأها أنار الله له ما بين الجمعتين.
2- قراءة سورة المنافقين أو الجمعة، أو الأعلى، أو الغاشية، أو ما تيسّر منهما أثناء الصلاة كما كان يفعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
3- قراءة كل من سورة الدخان، ويس في الليل، فمن فعل ذلك غفر الله له ذنبه.
صلاة الجمعة4- الإكثار من الصلاة على النبي -عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم-.
5- التبكير في الخروج إلى صلاة الجمعة، فكلّما بكّر المسلم في الذهاب إلى المسجد يوم الجمعة بقصد أداء الصلاة، تضاعف أجره.
6- قراءة سورة الكافرون، وسورة الإخلاص في صلاة المغرب.
7- الاغتسال، وتقليم الأظافر، والتطيب، ولبس أفضل الثياب.
8- الإكثار من الدعاء، سواء بالأدعية المأثورة من القرآن والسنة، أو بأي دعاء آخر مع الإكثار من الحمد، والتهليل، والتسبيح والابتهال، وإجلال الله عزّ وجل، والصلاة على نبيه الكريم.
سنن يوم الجمعةومن سنن يوم الجمعة:
أولًا: قراءة سورة السجدة وسورة الإنسان في صلاة الفجر من يوم الجمعة، ولذلك جاء في صحيح مسلم عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ «الم * تَنْزِيلُ» [السجدة: 1، 2]، و«هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ» [الإنسان: 1]، وَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الْجُمُعَةِ سُورَةَ الْجُمُعَةِ وَالْمُنَافِقِينَ.
ثانيًا: الاغتسال والتبكير إلى صلاة الجمعة، فقد جاء في صحيح البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ حَضَرَتِ الْمَلَائِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ».
ثالثًا: الإنصات أثناء الخطبة، ففي صحيح البخاري عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ: أَنْصِتْ - وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ - فَقَدْ لَغَوْتَ».
رابعًا: استحباب وضع الروائح الطيية للجمعة، ففي صحيح البخاري عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَيَتَطَهَّرُ مَا اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ، وَيَدَّهِنُ مِنْ دُهْنِهِ أَوْ يَمَسُّ مِنْ طِيبِ بَيْتِهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ فَلَا يُفَرِّقُ بَيْنَ اثْنَيْنِ، ثُمَّ يُصَلِّي مَا كُتِبَ لَهُ، ثُمَّ يُنْصِتُ إِذَا تَكَلَّمَ الْإِمَامُ إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى».
خامسًا: الدعاء لأن فيه ساعة إجابة فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقَالَ: «فِيهِ سَاعَةٌ لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ، وَهُوَ يُصَلِّي يَسْأَلُ اللَّهَ شَيْئًا، إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ»، زَادَ قُتَيْبَةُ فِي رِوَايَتِهِ: وَأَشَارَ بِيَدِهِ يُقَلِّلُهَا.
سادسا: لبس أجمل الثياب صحيح- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ رضي الله عنه، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ: «مَا عَلَى أَحَدِكُمْ لَوِ اشْتَرَى ثَوْبَيْنِ لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ، سِوَى ثَوْبِ مِهْنَتِهِ»، فوضح لنا من خلال هذا التوجيه أن الرسول صلى الله عليه وسلم يستحبُّ للمسلم أن يُخَصِّص -أو يشتري- ثيابًا ليوم الجمعة، وذلك في حال تيسُّر الأمر عليه.
سنن الجمعةسابعًا: استخدام السواك، والدليل على ذلك ما رواه مسلم، قال: حدثنا عمرو بن سواد العامري، حدثنا عبد الله بن وهب، أخبرنا عمرو بن الحارث، أن سعيد بن أبي هلال وبكير بن الأشج حدثاه، عن أبي بكر بن المنكدر، عن عمرو بن سليم عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «غسل يوم الجمعة على كل محتلم، وسواك، ويمس من الطيب ما قدر عليه».
ثامنًا: التبكير إلى المسجد للصلاة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ غُسْلَ الجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الخَامِسَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الإِمَامُ حَضَرَتِ المَلاَئِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ» متفق عليه (صحيح البخاري، صحيح مسلم)، وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا كَانَ يَوْمُ الجُمُعَةِ كَانَ عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ المَسْجِدِ المَلاَئِكَةُ يَكْتُبُونَ الأَوَّلَ فَالأَوَّلَ، فَإِذَا جَلَسَ الإِمَامُ طَوَوُا الصُّحُفَ وَجَاءُوا يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ» (صحيح البخاري).
تاسعًا: يُستحبُّ التطوُّعُ يومَ الجُمعةِ قبل الزَّوالِ الظهر، نصَّ عليه المالكيَّة والشافعيَّة والحنابِلَة، أي يصلى المسلم صلاة تطوعًا قبل أذان الجمعة، واستدلوا على ذلك بما روي عن أبي هُرَيرَة رَضِيَ اللهُ عَنْه، أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «مَن اغتسَلَ ثم أَتى الجُمُعةَ، فصلَّى ما قُدِّرَ له، ثم أَنصتَ حتى يَفرغَ من خُطبته، ثم يُصلِّي معه، غُفِرَ له ما بينه وبين الجُمُعةِ الأخرى، وفضلَ ثلاثةِ أيَّام».
عاشرًا: قراءة سورة الكهف استحَبَّ الجمهور: الحَنَفيَّة، والشافعيَّة، والحَنابِلَة، قراءةَ سورةِ الكهفِ يومَ الجُمُعة واختاره ابنُ الحاج من المالِكيَّة، والدَّليلُ مِنَ السُّنَّة ما روي عن أبي سَعيدٍ الخُدريِّ عنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال: «مَن قَرَأَ سورةَ الكَهفِ يومَ الجُمُعةِ أضاءَ له من النورِ ما بَينَ الجُمُعتينِ».
الحادي عشر: الإكثار من الصلاة على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- في يوم الجمعة، فالإكثار من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، وخاصة في يوم الجمعة وليلتها، قد يصل فضله إلى البراءة من النار، والإمام السخاوي ذكر عن أبي عبد الرحمن المُقري، قال حضرت فلانًا -وذكر رجلًا من الصالحين- في ساعة النزع " ساعة الاحتضار"، فوجدنا رقعة تحت رأسه مكتوبا فيها: «براءة لفلان من النار». وعندما سألوا أهله ماذا كان يفعل؟، فأجاب أهله: إذا ما كان يوم الجمعة صلى على النبي -صلى الله عليه وسلم- ألف مرة، لذا قال الإمام الشافعي: «يستحب الإكثار من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- في كل يوم، ويزداد الاستحباب أكثر في يوم الجمعة وليلتها».
اقرأ أيضاًسنن ومستحبات الجمعة.. منها الذهاب إلى المسجد مبكرا
في أفضل أيام الله.. تعرف على سنن ومستحبات الجمعة
احرص عليها.. سنن يستحب فعلها يوم الجمعة