سادت حالة من القلق الترقب أسواق النفط، في ظل احتمالية توجيه إسرائيل ضربة لاحتياطيات النفط الإيرانية ردًّا على الهجمات الإيرانية على إسرائيل، وسط مخاوف من أن التصعيد للتوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، وتأثير ذلك على أسعار النفط.

وجاءت تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن احتمالية وقوع هجوم على مرافق النفط الإيرانية من قبل الكيان المزعوم، لتزيد من حالة القلق.

. وألقت هذه التوترات بعتمتها على سوق النفط العالمي، الذي شهد ارتفاعًا كبيرًا في الأسعار بأكثر من 10% بسبب تلك التوترات.

توقعت مؤسسات دولية أن ترتفع أسعار النفط حال تعرضت منشآت النفط الإيراني لهجوم إسرائيلي. وأنه حال تراجع إنتاج إيران بمليون برميل يوميًا نتيجة لضربة إسرائيلية محتملة، ولم يقابل هذا التراجع زيادة في الإنتاج من قبل تحالف "أوبك بلس" فإن أسعار النفط قد تقفز بمقدار 20 دولارًا للبرميل خلال 2025.

وفي حال استجابة دول "أوبك بلس" لتعويض جانب من فاقد الإمدادات الإيرانية فمن المرجح أن يرتفع النفط بأقل من 10 دولارات للبرميل.

كانت التوقعات أن يرتفع خام برنت خلال الربع الأخير من هذا العام إلى مستوى 77 دولارًا للبرميل مدفوعًا بتأثير خفض الفائدة الأمريكية واتجاه الصين، أكبر مستهلك للطاقة في العالم، لاتخاذ خطوات لتحفيز النمو الاقتصادي، ما يعزز الطلب العالمي على النفط، خاصة من دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت أول أمس الأول السبت إلى 77.7 دولار للبرميل، كما زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنحو 0.11% لتتداول عند 73.79 دولار للبرميل، وذلك في أعقاب تعهد إسرائيل بالرد على هجوم إيراني استهدف الثلاثاء الماضي عدد من منشآتها الحيوية.

وفي هذا الصدد، تواصلت "الأسبوع" مع أستاذ الاقتصاد والطاقة، الدكتورة وفاء علي، لإبداء رأيها وتوقعاتها بشأن ما تصل إليه تصعيدات التوترات المتتالية في منطقة الشرق الأوسط، وإلى أي مدى سيصل ارتفاع أسعار النفط العالمي؟، وما هي المحاذير التي يجب وضعها في الاعتبار لتجنب كارثة انقطاع النفط على المنطقة؟

وقالت وفاء علي: إن «المشهد العالمي دخل فى مرحلة انفلات الأمور، ففي هذه المرحلة الدراماتيكية قد أصبح ملف النفط تحت الضغط العالمي بين الفعل ورد الفعل العسكري».

وأوضحت «علي» أن ذلك أدى إلى وجود معادلة مفادها أن العامل الرئيسي في تحركات أسواق النفط هو التوترات الجيوسياسية، وتأثيرها والتهديدات والتصريحات هنا وهناك، خصوصًا بعد تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بالرد على إيران، متابعة: «كذلك تصريحات الرئيس الأمريكى بمناقشة إعمال الضربة المحتملة على منشآت النفط الإيرانية».

وأكدت أستاذ الاقتصاد والطاقة، أن منصات التداول أسرع من الصواريخ الباليستية، وقراءات أسواق الطاقة العاصفة القادمة فى هذا العالم المتحول ما بين معركة السماء والأرض، لترتفع أسعار النفط لأعلى مستوى لها منذ شهر وأكثر وكأن الأسواق كانت تنتظر وتراقب وتصعد من المنطقة الرمادية فوق 78 دولارًا، لتتخطى المنطقة الرمادية وصولاً إلى المنطقة الخضراء خلال أيام قليلة.

وأشارت إلى أن الأسواق قد تتجاوز المنطقة الخضراء بعد التهديد بتدمير منشآت النفط الإيرانية، متوقعة أن الأسعار ستصل إلى مستوى محوري يؤثر بشكل مباشر على كل مناحي الحياة.

وأضافت «علي»: سيعود التضخم إلى الصورة مرة أخرى وتتغير المعادلة السياسية والاقتصادية من جديد خصوصاً أن «الأوبك بلس» لم تتراجع عن الخفض الطوعي.

وأردفت: «من هنا يبرز الخطر، فإيران تنتج رغم العقوبات 4 ملايين برميل يوميًا وتصدرها عن طريق ماليزيا إلى الصين، وغيرها من دول العالم، وتمثل حصيلتها من صادرات النفط نحو 70% من إيرادات الدولة الإيرانية»، مستكملة: والخطر القادم أيضًا هو زيادة علاوة المخاطر وقد سعرت الأسواق نفسها.

وتابعت «علي»: المشهد يتوقف على تطور الصراع وسيناريوهات الاحتدام، فجرس الإنذار يقول إن القوس مفتوح، وما وراء الأرقام يقول إن الاقتصاد العالمي على حافة الهاوية.

وبينت أستاذ الاقتصاد والطاقة، أن إيران قد تلجأ إلى غلق مضيق هرمز الذى يصدر 20% من الإنتاج العالمي، وهنا نقول: أين السؤال الصحيح الذى يعطي الإجابة المفيدة، والحرب الشاملة ستكون كارثة بكل المقاييس وسيدخل العالم إلى سرداب الركود الاقتصادي وسيكون التضخم أكثر شراسة.

وأتمت الدكتورة وفاء علي، أستاذ الاقتصاد والطاقة تصريحاتها، قائلة: «(الأوبك بلس) لن تتراجع عن قرارها في التخفيض الطوعي، بالإضافة إلى أن إنتاج إيران هام للسوق العالمي مع تركيز الأسواق على التوترات الجيوسياسية في هذه المرحلة».

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الشرق الأوسط أسواق النفط أوبك بلس سوق النفط العالمي الهجمات الإيرانية النفط الإیرانیة أسعار النفط

إقرأ أيضاً:

الذهب يقلص خسائره في بداية تعاملات الأسبوع مع ترقب لخطاب تنصيب ترامب

قلص الذهب خسائره المبكرة، اليوم الإثنين، بداية تعاملات الأسبوع، حيث يتطلع المستثمرون إلى خطاب تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب، للحصول على وضوح بشأن سياسات الإدارة القادمة التي قد تقدم المزيد من الأدلة بشأن مسار معدلات الفائدة التابعة للبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.

وسجلت أسعار الذهب خلال التعاملات الفورية انخفاضًا بنسبة 0.1% لتصل إلى 2697.60 دولار للأوقية، بعد أن تراجع بنسبة 0.5% في وقت سابق اليوم، كذلك خسرت أسعار العقود الآجلة بنسبة 0.3% لتصل إلى 2740.10 دولار للأوقية.

وأوضح محللون أنه في حال جاء خطاب ترامب أكثر تصالحية أو مرونة فيما يتعلق بسياسات التجارة والتعريفات الجمركية، فقد يخفف ذلك من المخاوف التضخمية، والتي قد تؤدي إلى تراجع الدولار الأمريكي وعوائد سندات الخزانة، والذهب هو أحد الأصول المحتملة التي قد تستفيد من هذا السيناريو.

كما تترقب الأطراف الفعلية في السوق بفارغ الصبر تنصيب ترامب في وقت لاحق اليوم، ومن المتوقع أن تؤدي سياسات التعريفات التجارية الواسعة النطاق إلى إشعال التضخم وإشعال الحروب التجارية، ما قد يزيد من جاذبية الملاذ الآمن للسبائك.

ويستخدم الذهب كتحوط ضد التضخم، غير أن معدلات الفائدة المرتفعة تضعف جاذبيته، وسيعتمد المسار المستقبلي لمعدلات الفائدة الأمريكية على مدى قوة الإدارة القادمة في متابعة تعهدات ترامب السياسية.

وفيما يتعلق بالمعادن النفيسة الأخرى، انخفضت أسعار الفضة خلال المعاملات الفورية بنسبة 0.6% لتصل إلى 30.16 دولار للأوقية، وكذلك تراجعت أسعار البلاتين بنسبة 0.2% لتصل إلى 940.84 دولار للأوقية، فيما استقرت أسعار البلاديوم عند 947.99 دولار للأوقية.

اقرأ أيضاًسعر الذهب الآن.. استقرار عيار 21 في سوق الصاغة بمصر

سعر الذهب في عمان اليوم الإثنين 20 يناير 2025

مقالات مشابهة

  • انخفاض أسعار النفط وخام برنت يسجل 80.04 دولارًا للبرميل
  • انخفاض أسعار النفط إلى 80.15 دولار للبرميل
  • أسعار النفط العراقي تستقر عند مستوى الـ80 دولارا للبرميل
  • انخفاض أسعار النفط.. وخام برنت يسجل 80.51 دولارًا للبرميل
  • الذهب يقلص خسائره في بداية تعاملات الأسبوع مع ترقب لخطاب تنصيب ترامب
  • تراجع اسعار المعدن الاصفر مع انحسار التوترات وتركيز الأسواق على ترامب
  • كيف ينعكس وقف إطلاق النار في غزة على الملفات الإيرانية؟
  • النفط العراقي يحافظ على مكاسبه ويستقر فوق 80 دولارا للبرميل
  • الذهب يتراجع مع انحسار التوترات وتركيز الأسواق على ترامب
  • العقوبات الأميركية ترفع تكاليف شحن النفط الروسي 25% وتربك أسواق الطاقة