وفق تقرير مركز أبحاث الكونجرس.. استهداف إسرائيل للمفاعل النووي الإيراني يحتاج 100 طائرة حديثة
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
ينسق المسؤولون الإسرائيليون مع نظرائهم الأمريكيين لتوجيه ضربة عسكرية محتملة ضد إيران، ردا على الهجمات الصاروخية التى قامت بها ضد إسرائيل، بعد مقتل رئيس رئيس حركة حماس إسماعيل هنية، وأمين عام حزب الله، حسن نصر الله، ومعظم قادة الصف الأول في الحزب، واستهداف مواقع وأماكن تابعة له جنوب لبنان. فيما قال تقرير نشره مركز أبحاث الكونجرس: إن استهداف المفاعل النووي الإيراني، يتطلب حزمة ضربات تنفذها 100 طائرة، أي ما يعادل ثلث الطائرات القادرة على القتال لدى القوات الجوية الإسرائيلية، التي يبلغ عددها 340 طائرة.
تتبدى حالة الجدل بين مسؤولى الحكومة الإسرائيلية الذين يريدون اقتناص فرصة الدعم الأمريكى غير المشروط للعمليات العسكرية الإسرائيلية، لضرب البرنامج النووى الإيرانى، ومسؤلى البيت الأبيض الذين يعملون على أن تكون الضربات المحتملة ضد إيران محدودة، بحيث تشمل مواقع النفط وبعض المواقع العسكرية المحدودة حتى لا تتسع دائرة الحرب.
توقع رئيس الوزراء الإسرائيلى السابق إيهود باراك أن تشن إسرائيل غارة جوية واسعة النطاق على صناعة النفط الإيرانية وربما هجوما رمزيا على هدف عسكرى مرتبط ببرنامجها النووى. وقال باراك (فى حديث لصحيفة الجارديان البريطانية) إنه لا شك أن إسرائيل سترد عسكريا على هجوم إيران الذى قامت به بإطلاق أكثر من 180 صاروخا باليستيا، تم اعتراض معظمها، لكن بعضها سقط على المناطق المكتظة بالسكان والقواعد العسكرية الإسرائيلية وحولها.
وأضاف رئيس الوزراء السابق (الذي كان وزيرا للدفاع، والخارجية، ورئيسا لأركان الجيش) أن نموذج الرد الإسرائيلى سيشبه الغارات الجوية الانتقامية التى قام بها ضد منشآت النفط ومحطات الطاقة والأرصفة التي يسيطر عليها الحوثيون في ميناء الحديدة اليمنى، بعد يوم واحد من إطلاق الحوثيين صواريخ تستهدف مطار إسرائيل الدولى. وأشار باراك إلى أن الهجوم الإسرائيلى المحتمل قد يكون هجوما ضخما، ويمكن أن يتكرر. موضحا أن هناك اقتراحات داخل إسرائيل تفيد بأنه يجب أن تستغل هذه الفرصة، وتقوم بقصف المنشآت النووية الإيرانية، لكنه قال: إن حدث ذلك لن يؤخر البرنامج الإيراني بشكل كبير.
تشير تقارير إلى أن إيران تمتلك الآن مخزونًا من اليورانيوم المخصب أعلى بثلاثين مرة من الحد المتفق عليه لعام 2015، وهي تخصب اليورانيوم بنسبة نقاء تصل إلى 60٪، وهو ما يقترب من 90٪ من المواد المطلوبة لصنع المواد الانشطارية لصناعة الأسلحة النووية.
ويلمح باراك إلى أن هناك ضغوطا داخل حكومة نتنياهو من أجل توجيه ضربة رمزية على الأقل للبرنامج الإيرانى، على الرغم من أن رئيس الوزراء السابق يرى أن مثل هذه البادرة عديمة الجدوى.
وقال باراك: يمكنك أن تتسبب في بعض الأضرار، ولكن حتى هذا قد ينظر إليه بعض المخططين على أنه يستحق المجازفة لأن البديل هو الجلوس مكتوفى الأيدي وعدم القيام بأي شيء. لذا فمن المحتمل أن تكون هناك محاولة لضرب أهداف نووية معينة". ويرى محللون أنه بدون الدعم الأمريكى، فإن الضربة الجوية الإسرائيلية المنفردة على المنشآت النووية الإيرانية ستكون محفوفة بالمخاطر وفى أفضل الأحوال لن تؤدى إلا إلى تأخير برنامجها بدلاً من تدميره، لعدة أسباب:
السبب الأول يكمن فى المسافة التى ستقطعها الطائرات من إسرائيل إلى القواعد النووية الرئيسية فى إيران وهى تزيد على ألف ميل، وللوصول إليها يتعين على الطائرات الإسرائيلية عبور المجال الجوى السيادى للمملكة العربية السعودية والأردن والعراق وسوريا وربما تركيا.
والسبب الثانى فى الوقود.ويؤكد تقرير صادر عن دائرة أبحاث الكونجرس الأمريكى أن الطيران إلى الأهداف والعودة من شأنه أن يستنزف كل قدرة إسرائيل على التزود بالوقود جوا.
والتحدى الثالث الذي تواجهه إسرائيل هو الدفاع الجوى. حيث تخضع المواقع النووية الرئيسية في البلاد لحراسة مشددة، وسوف تحتاج القاذفات الإسرائيلية إلى الحماية بواسطة طائرات مقاتلة.
بالإضافة إلى إن تدمير المنشأتين النوويتين الرئيسيتين في إيران فى نطنز وفوردو سوف يشكل التحدى الأكبر الذي تواجهه إسرائيل، حيث يقع مصنع تخصيب الوقود الضخم فى نطنز على عمق كبير تحت الأرض، في حين يقع ثانى أكبر مصنع في فوردو في جبل. وسوف يتطلب تدمير هذين المصنعين أسلحة قادرة على اختراق عشرات الأمتار من الصخور والخرسانة المسلحة قبل أن تنفجر.
إسرائيل تمتلك قنابل خارقة للتحصينات مثل القنابل التى يبلغ وزنها 2000 كجم والتى ألقتها الطائرات الإسرائيلية منذ أيام على أربعة مبان فى بيروت لقتل زعيم حزب الله حسن نصر الله، غير أن استخدام 80 قنبلة من هذا النوع لضرب المنشآت النووية فى إيران لن يؤدى إلى تدميرها - وفقا لتقارير إسرائيلية.
يؤكد خبراء عسكريون أمريكيون أنه لا يوجد سوى سلاح تقليدى واحد يمكنه القيام بتلك المهمة يمتلكه الجيش الأمريكى وهو عبارة عن قنابل موجهة يبلغ طولها حوالى 6 أمتار وتزن حوالى 30 ألف كيلوجرام، يمكنها شق طريق عبر 60 مترا من الأرض قبل الانفجار.
كشفت صحيفة الفايننشيال تايمز أن بعض صناع السياسة الأمريكيين السابقين قد ألحوا على الإدارات السابقة لتزويد إسرائيل بهذا النوع من القنابل، فيما لم يعرف هل توصلت تل أبيب إلى صنعها بنفسها. ومع ذلك حتى إذا وصلت إسرائيل لتصنيع هذا النوع من القنابل يشير محللون عسكريون إسرائيليون إلى أن الطائرات التى يمتلكها الجيش الإسرائيلى مثل طائرات إف-15 و مقاتلات إف 16 وإف -35 لن تستطيعها حملها.
حجم القوة المطلوبة لإلحاق أضرار جسيمة بالمنشآت الرئيسية الإيرانية "سيتطلب دعماً أمريكياً واسع النطاق، إن لم يكن مشاركة مباشرة"، كما كتبت داريا دولزيكوفا وماتيو سافيل من معهد الخدمات المتحدة الملكي في ورقة بحثية حديثة. وحتى هذا "لن يضمن التدمير الكامل".
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: حسن نصر الله مركز أبحاث الكونجرس إلى أن
إقرأ أيضاً:
الخارجية الأمريكية: اجتماع مرتقب بين ترامب وبوتين لإنهاء حرب أوكرانيا
عرضت قناة القاهرة الإخبارية خبرا عاجلا يفيد بأن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، قال إن الاجتماع المحتمل بين ترامب و بوتين يعتمد بشكل كبير على مدى إحراز تقدم في إنهاء الحرب بـ أوكرانيا.
ويدرس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شراء طائرة مستعملة طراز "بوينغ" لاستخدامها كطائرة رئاسية بديلة بسبب تأخيرات شركة "بوينغ" في تسليم الطائرتين الجديدتين المخصصتين للرئاسة.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها الرئيس ترامب خلال حديثه للصحفيين على متن إحدى الطائرتين الحاليتين من طراز "بوينغ 747-200" اللتين تعودان لما يقرب من 35 عاما، قال ترامب: "نبحث عن بدائل، ربما نشتري طائرة من بائع أجنبي، لاستخدامها كطائرة "إير فورس وان" لأن بوينغ تستغرق وقتا طويلا للغاية".
وقال: "قد نذهب ونشتري طائرة ثم نقوم بتحويلها"، موضحا لاحقا أنه يستبعد شراء طائرات "إيرباص"، الشركة الأوروبية المنافسة، لكنه قد ينظر في شراء طائرة مستعملة من "بوينج" من دولة أخرى.
وأضاف: "لن أفكر في إيرباص ربما أشتري واحدة من دولة أخرى أو أحصل عليها من هناك".
وكانت الشركة الأمريكية "بوينج" قد حصلت على عقد لتصنيع الطائرات الجديدة للرئاسة، على أساس الطراز الأحدث "بوينغ 747-8"، لكن التسليم تأخر بينما تكبدت الشركة خسائر بمليارات الدولارات بسبب هذه الصفقة، التي تم التفاوض عليها خلال الولاية الأولى لترامب.
ولا تكمن المشكلة في الطائرات نفسها، وإنما في التعديلات المعقدة المطلوبة لجعلها مناسبة للسفر الرئاسي، إلى جانب متطلبات الأمان القصوى لجميع المشاركين في المشروع، مما أدى إلى زيادة التكلفة والتأخير.