حصيلة الضحايا حوالي 150 ألف قتيل ومصاب..

اليوم، يمر عام كامل على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، دون تحقيق الأهداف الثلاثة الرئيسية (تحرير المختطَفين الإسرائيليين الموجودين في حوزة حماس والفصائل الأخرى المتعاونة معها، القضاء على المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وتفكيكها والقبض على قادتها والقضاء عليهم، والقضاء على منظومة الأنفاق المنتشرة في ربوع القطاع) التي أعلنها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، كمبرر للعمليات العسكرية الغاشمة، رغم سقوط أكثر من 41 ألف قتيل، معظمهم من الأطفال والنساء والمدنيين وحوالي 100 ألف مصاب، وهدم وتدمير نحو 90% من المباني والمنشآت المدنية والسكنية في القطاع.

في الثامن من أكتوبر 2023، أعلن نتنياهو وكبار قادة حكومته أن الحرب يمكن أن تمتد لنحو ثلاثة أشهر، وعندما اكتشف أن الحرب في القطاع ليست بالسهولة التي كان يتوقعها أعلن بعدها أن الحرب يمكن أن تستمر لسبعة أشهر مقبلة كي يهيئ الرأي العام الداخلي لمزيد من القتال خاصة أهالي المحتجَزين الذين كانوا لا يتوقفون عن الضغط بالتظاهر في الشوارع الرئيسية حتى يوافق نتنياهو على التفاوض مع المقاومة لوقف إطلاق النار مقابل الإفراج عن المحتجزين لديها وإطلاق الأسرى الفلسطينيين الموجودين في السجون الإسرائيلية منذ سنوات طويلة.

بسبب الإخفاقات المتوالية التي واجهت جيش الاحتلال أمام ذكاء وحرب العصابات التي تقودها المقاومة، استمرتِ الحرب لضعف المدة التي كان يتوقعها نتنياهو في أقصى تقديراته، مما زاد من أعبائه وضاعف الضغوط التي يواجهها خاصة الضغوط من جانب أهالي وذوي المحتجَزين الإسرائيليين الذين وصفوا نتنياهو بصفات «الحماقة» و«الكذب» و«الأنانية» التي تجعله يرفض التفاوض لوقف الحرب خشية أن يتعرض للمحاكمة والعقاب لأسباب جنائية وأخرى سياسية.

لم يكنِ الموقف الدولي والضغوط الأممية أفضل حالًا من الضغوط الداخلية، فقد أدانت محكمة العدل الدولية أفعالَ وممارسات جيش الاحتلال في قطاع غزة، وأعلنت أن هذه الممارسات ترقى لأعمال الإبادة الجماعية، خاصة أن أعمال القتل والتدمير تشمل جميع المواطنين في القطاع بشكل عشوائي دون تفرقة بين المقاتل والمدني وبين الرجال والنساء والأطفال، وهو الأمر الذي يؤكد أن ما يقوم به جيش الاحتلال عمل من أعمال الإبادة الجماعية التي تخضع للتجريم من جانب محكمة العدل الدولية، كما أن سلطات الاحتلال كانت تمنع دخول الطعام والشراب والدواء إلى أبناء القطاع، وهو ما يؤدي إلى حالة من التجويع الجماعي وبالتالي تدهور صحتهم وهلاكهم بشكل جماعي.

طالبتِ المحكمة بضرورة وقف هذه الأعمال في القطاع وتقديم ما يثبت وقفها للمحكمة خلال شهر من صدور قرار الإدانة، إلا أن قادة إسرائيل استقبلوا قرار المحكمة بكل استهجان واستخفاف واستمروا في تنفيذ جرائمهم المروعة بالقطاع، بل قاموا بالاستيلاء فيما بعد على معبر رفح ومنعوا دخول شاحنات المساعدات والدواء من خلاله، وهو ما يخالف اتفاقية المعابر بين مصر والكيان المحتل الموقَّعة عام 2005، وبالتالي رفضت مصر تسليم شاحنات المساعدات المصرية إلى عناصر جيش الاحتلال الذين أصبحوا يتحكمون في المعبر بدلًا من الموظفين الفلسطينيين.

أدانتِ المحكمة الجنائية الدولية جرائمَ الحرب التي يرتكبها قادة دولة الكيان المحتل في الأراضي العربية المحتلة، وأصدرت قرارًا بضبط وإحضار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه ورئيس أركان قواته، وهو أيضًا القرار الذي واجه استنكارًا من جانب قادة الكيان المحتل ووصفوه بمعاداة السامية، والانتصار للإرهاب!

نظرًا لبشاعة جرائم الاحتلال في القطاع والضفة الغربية اندلعت لأول مرة مظاهرات في معظم دول أوروبا الغربية وعدد كبير من ولايات الولايات المتحدة الأمريكية وعدد كبير من طلاب جامعات أوروبا وأمريكا لإدانة الجرائم المفزعة التي يرتكبها جيش الاحتلال في مواجهة أصحاب الأرض الأصليين خاصة جرائمهم بقتل الأطفال والنساء والمدنيين العزل، بل إن بعض الجامعات شهدت اعتصامات من جانب الطلاب رفضًا لهذه الجرائم المروعة التي ترتكبها أعتى الآلات

العسكرية الإسرائيلية ضد أشخاص عزل لا يحملون أي سلاح في مواجهة جيش يستخدم أحدث الأسلحة التي تمنحها له الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا.

واستطاع الطلاب أن يجبروا عددًا كبيرًا من جامعاتهم -سواء في ذلك الأوروبية أو الأمريكية- على مقاطعة الجامعات الإسرائيلية ووقف أي تعاون بحثي أو اقتصادي بينهما. وهي إنجازات غير مسبوقة استطاعت أن تنقل جانبًا من الصورة الحقيقية التي تخفيها آلة الإعلام الغربي التي يتحكم فيها اللوبي اليهودي بما يملكه من نفوذ وأموال وضغوط مختلفة تساعده في توجيه الرأي العام الغربي لصالح دولة الاحتلال، وفي الجانب الآخر تسعى لتشويه صورة العرب وتصفهم بالوحشية والإرهاب والجهل. لكن هذه المظاهرات الشعبية والطلابية استطاعت أن تكسر هذه الصورة المغلوطة التي كانت تقدمها وسائل الإعلام الغربية ضد العرب.

عندما طال أمد الحرب دون أن تحقق أيَّ هدف من أهدافها، راح قادة إسرائيل يبحثون عن أي نصر دعائي يحاولون من خلاله حفظ ماء وجوههم أمام الإخفاقات العسكرية لجيشهم الذي لم يتمكن من تحقيق أي هدف من الأهداف المكلف بها في قطاع غزة، فراح يضرب تارة في الضفة الغربية دون سبب واضح أو قوي، كما حاول أن يحصل بالقوة على بعض المحتجَزين الإسرائيليين في حوزة فصائل المقاومة، إلا أن محاولة انتزاعهم بالقوة أدت إلى قتلهم فحصل عليهم جثثًا هامدة، وهو ما زاد من حالة ارتباكه خاصة بعد حالة الاستهجان والاستنكار التي تعرَّض لها من جانب أهالي الضحايا. وهو ما أدى إلى ازدياد حالات الفشل التي تعرض لها جيش الاحتلال.

أمام هذا الفشل المتكرر لجيش الاحتلال لجأ إلى اغتيال الشخصيات البارزة في صفوف المقاومة الفلسطينية أو اللبنانية سواء داخل الأراضي المحتلة أو خارجها، وكان اغتيال صالح العاروري القائد في حركة حماس، ثم كان الاصطياد الأكبر باغتيال رئيس حركة حماس إسماعيل هنية الذي تم اغتياله أثناء زيارته إلى إيران لتقديم واجب العزاء بعد اغتيال رئيسها «رئيسي» الذي لم تنجُ أصابع الموساد من دمائه.

وفي محاولة للقفز إلى الأمام قام جيش الاحتلال باقتحام بعض مدن الضفة الغربية وتدمير البنية التحتية فيها والقبض على العشرات من أبنائها، إلا أنه فوجئ بمقاومة شرسة خاصة من جانب عناصر المقاومة في مخيم جنين، وهو ما اضطره للخروج بعد عدة أيام من الاقتحام للمخيم.

كانت وجهة جيش الاحتلال الأخيرة إلى جنوب لبنان التي لا تزال في أوج اشتعالها الآن، وكان قد استهل الحرب فيها بتفجير أجهزة الاستدعاء الآلي «البيجر»، تلاها تفجير اجتماع قادة الرضوان بقيادة رئيسهم إبراهيم عقيل، ثم اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، ثم اغتيال خلفه هاشم صفي الدين مساء الخميس الماضي.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: محكمة العدل الدولية جنوب لبنان المقاومة الفلسطينية العدوان على غزة جیش الاحتلال فی قطاع غزة فی القطاع من جانب وهو ما

إقرأ أيضاً:

ارتفاع مستمر في حصيلة الشهداء والإصابات بغزة 

أعلنت وزارة الصحة في غزة ، اليوم الإثنين، استمرار ارتفاع عدد الشهداء والمصابين جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع، حيث وصلت مستشفيات غزة خلال الـ24 ساعة الماضية 39 شهيدًا، من بينهم شهيدان جرى انتشالهما من تحت الأنقاض، إضافة إلى 62 مصابًا.

وأشارت إلى أن عددًا من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات، فيما تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم بسبب قلة الإمكانيات، واستمرار الاستهداف وخطورة الأوضاع الميدانية.

ووفقًا للتقرير الرسمي الصادر اليوم، فقد ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 51,240 شهيدًا و116,931 مصابًا، في حين بلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس 2025 وحدها 1,864 شهيدًا و4,890 مصابًا.

وزارة الصحة بغزة جددت نداءها للمجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية للتحرك العاجل من أجل وقف العدوان وتوفير الحماية للطواقم الطبية والمدنيين، خاصة في ظل الانهيار شبه الكامل للمنظومة الصحية في القطاع 

 

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من أخبار غزة المحلية بالأسماء: الاحتلال يُفرج عن 10 أسرى من قطاع غزة عبر بوابة "كيسوفيم" غزة: الجرحى يحتضرون ببطء بسبب غياب الدواء وانهيار القطاع الصحي آخر الأحداث بغزة.. شهداء وإصابات في غارات إسرائيلية على القطاع الأكثر قراءة إصابة شرطي إسرائيلي في عملية دهس قرب الخليل شهداء وجرحى بقصف الاحتلال مناطق في قطاع غزة الخارجية تعقب على هجوم نتنياهو ونجله على ماكرون وهذا ما دعت إليه قوات الاحتلال تقتحم مستشفى جنين الحكومي وتعتقل فتى عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي على القطاع
  • نتنياهو: سنواصل الضغط العسكري على حماس حتى القضاء عليها
  • استشهاد 12 فلسطينيًا في قصف الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة
  • فتح تدعو حماس للتعاون مع جهود عباس لوقف شلال الدم الفلسطيني
  • الدويري: المقاومة تقدم أداء ميدانيا متميزا وليّ ذراعها لا يزال بعيدا
  • ارتفاع مستمر في حصيلة الشهداء والإصابات بغزة 
  • الاحتلال يُفرج عن 10 أسرى من قطاع غزة عبر بوابة "كيسوفيم"
  • إسحق بريك: الجيش الإسرائيلي مني بهزيمة موجعة في غزة ولم يحقق أهدافه
  • فيديو.. نتنياهو في مرمى الانتقادات بسبب "حفل حناء"
  • إسرائيل تكرر سيناريو الضفة..(البلاد) تدق ناقوس الخطر.. غزة تحت سكين الاحتلال.. تقسيمٌ واستيطان