عام الدم.. نتنياهو لا يزال يطارد أهدافه الـ3 في قطاع غزة
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
حصيلة الضحايا حوالي 150 ألف قتيل ومصاب..
اليوم، يمر عام كامل على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، دون تحقيق الأهداف الثلاثة الرئيسية (تحرير المختطَفين الإسرائيليين الموجودين في حوزة حماس والفصائل الأخرى المتعاونة معها، القضاء على المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وتفكيكها والقبض على قادتها والقضاء عليهم، والقضاء على منظومة الأنفاق المنتشرة في ربوع القطاع) التي أعلنها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، كمبرر للعمليات العسكرية الغاشمة، رغم سقوط أكثر من 41 ألف قتيل، معظمهم من الأطفال والنساء والمدنيين وحوالي 100 ألف مصاب، وهدم وتدمير نحو 90% من المباني والمنشآت المدنية والسكنية في القطاع.
في الثامن من أكتوبر 2023، أعلن نتنياهو وكبار قادة حكومته أن الحرب يمكن أن تمتد لنحو ثلاثة أشهر، وعندما اكتشف أن الحرب في القطاع ليست بالسهولة التي كان يتوقعها أعلن بعدها أن الحرب يمكن أن تستمر لسبعة أشهر مقبلة كي يهيئ الرأي العام الداخلي لمزيد من القتال خاصة أهالي المحتجَزين الذين كانوا لا يتوقفون عن الضغط بالتظاهر في الشوارع الرئيسية حتى يوافق نتنياهو على التفاوض مع المقاومة لوقف إطلاق النار مقابل الإفراج عن المحتجزين لديها وإطلاق الأسرى الفلسطينيين الموجودين في السجون الإسرائيلية منذ سنوات طويلة.
بسبب الإخفاقات المتوالية التي واجهت جيش الاحتلال أمام ذكاء وحرب العصابات التي تقودها المقاومة، استمرتِ الحرب لضعف المدة التي كان يتوقعها نتنياهو في أقصى تقديراته، مما زاد من أعبائه وضاعف الضغوط التي يواجهها خاصة الضغوط من جانب أهالي وذوي المحتجَزين الإسرائيليين الذين وصفوا نتنياهو بصفات «الحماقة» و«الكذب» و«الأنانية» التي تجعله يرفض التفاوض لوقف الحرب خشية أن يتعرض للمحاكمة والعقاب لأسباب جنائية وأخرى سياسية.
لم يكنِ الموقف الدولي والضغوط الأممية أفضل حالًا من الضغوط الداخلية، فقد أدانت محكمة العدل الدولية أفعالَ وممارسات جيش الاحتلال في قطاع غزة، وأعلنت أن هذه الممارسات ترقى لأعمال الإبادة الجماعية، خاصة أن أعمال القتل والتدمير تشمل جميع المواطنين في القطاع بشكل عشوائي دون تفرقة بين المقاتل والمدني وبين الرجال والنساء والأطفال، وهو الأمر الذي يؤكد أن ما يقوم به جيش الاحتلال عمل من أعمال الإبادة الجماعية التي تخضع للتجريم من جانب محكمة العدل الدولية، كما أن سلطات الاحتلال كانت تمنع دخول الطعام والشراب والدواء إلى أبناء القطاع، وهو ما يؤدي إلى حالة من التجويع الجماعي وبالتالي تدهور صحتهم وهلاكهم بشكل جماعي.
طالبتِ المحكمة بضرورة وقف هذه الأعمال في القطاع وتقديم ما يثبت وقفها للمحكمة خلال شهر من صدور قرار الإدانة، إلا أن قادة إسرائيل استقبلوا قرار المحكمة بكل استهجان واستخفاف واستمروا في تنفيذ جرائمهم المروعة بالقطاع، بل قاموا بالاستيلاء فيما بعد على معبر رفح ومنعوا دخول شاحنات المساعدات والدواء من خلاله، وهو ما يخالف اتفاقية المعابر بين مصر والكيان المحتل الموقَّعة عام 2005، وبالتالي رفضت مصر تسليم شاحنات المساعدات المصرية إلى عناصر جيش الاحتلال الذين أصبحوا يتحكمون في المعبر بدلًا من الموظفين الفلسطينيين.
أدانتِ المحكمة الجنائية الدولية جرائمَ الحرب التي يرتكبها قادة دولة الكيان المحتل في الأراضي العربية المحتلة، وأصدرت قرارًا بضبط وإحضار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه ورئيس أركان قواته، وهو أيضًا القرار الذي واجه استنكارًا من جانب قادة الكيان المحتل ووصفوه بمعاداة السامية، والانتصار للإرهاب!
نظرًا لبشاعة جرائم الاحتلال في القطاع والضفة الغربية اندلعت لأول مرة مظاهرات في معظم دول أوروبا الغربية وعدد كبير من ولايات الولايات المتحدة الأمريكية وعدد كبير من طلاب جامعات أوروبا وأمريكا لإدانة الجرائم المفزعة التي يرتكبها جيش الاحتلال في مواجهة أصحاب الأرض الأصليين خاصة جرائمهم بقتل الأطفال والنساء والمدنيين العزل، بل إن بعض الجامعات شهدت اعتصامات من جانب الطلاب رفضًا لهذه الجرائم المروعة التي ترتكبها أعتى الآلات
العسكرية الإسرائيلية ضد أشخاص عزل لا يحملون أي سلاح في مواجهة جيش يستخدم أحدث الأسلحة التي تمنحها له الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا.
واستطاع الطلاب أن يجبروا عددًا كبيرًا من جامعاتهم -سواء في ذلك الأوروبية أو الأمريكية- على مقاطعة الجامعات الإسرائيلية ووقف أي تعاون بحثي أو اقتصادي بينهما. وهي إنجازات غير مسبوقة استطاعت أن تنقل جانبًا من الصورة الحقيقية التي تخفيها آلة الإعلام الغربي التي يتحكم فيها اللوبي اليهودي بما يملكه من نفوذ وأموال وضغوط مختلفة تساعده في توجيه الرأي العام الغربي لصالح دولة الاحتلال، وفي الجانب الآخر تسعى لتشويه صورة العرب وتصفهم بالوحشية والإرهاب والجهل. لكن هذه المظاهرات الشعبية والطلابية استطاعت أن تكسر هذه الصورة المغلوطة التي كانت تقدمها وسائل الإعلام الغربية ضد العرب.
عندما طال أمد الحرب دون أن تحقق أيَّ هدف من أهدافها، راح قادة إسرائيل يبحثون عن أي نصر دعائي يحاولون من خلاله حفظ ماء وجوههم أمام الإخفاقات العسكرية لجيشهم الذي لم يتمكن من تحقيق أي هدف من الأهداف المكلف بها في قطاع غزة، فراح يضرب تارة في الضفة الغربية دون سبب واضح أو قوي، كما حاول أن يحصل بالقوة على بعض المحتجَزين الإسرائيليين في حوزة فصائل المقاومة، إلا أن محاولة انتزاعهم بالقوة أدت إلى قتلهم فحصل عليهم جثثًا هامدة، وهو ما زاد من حالة ارتباكه خاصة بعد حالة الاستهجان والاستنكار التي تعرَّض لها من جانب أهالي الضحايا. وهو ما أدى إلى ازدياد حالات الفشل التي تعرض لها جيش الاحتلال.
أمام هذا الفشل المتكرر لجيش الاحتلال لجأ إلى اغتيال الشخصيات البارزة في صفوف المقاومة الفلسطينية أو اللبنانية سواء داخل الأراضي المحتلة أو خارجها، وكان اغتيال صالح العاروري القائد في حركة حماس، ثم كان الاصطياد الأكبر باغتيال رئيس حركة حماس إسماعيل هنية الذي تم اغتياله أثناء زيارته إلى إيران لتقديم واجب العزاء بعد اغتيال رئيسها «رئيسي» الذي لم تنجُ أصابع الموساد من دمائه.
وفي محاولة للقفز إلى الأمام قام جيش الاحتلال باقتحام بعض مدن الضفة الغربية وتدمير البنية التحتية فيها والقبض على العشرات من أبنائها، إلا أنه فوجئ بمقاومة شرسة خاصة من جانب عناصر المقاومة في مخيم جنين، وهو ما اضطره للخروج بعد عدة أيام من الاقتحام للمخيم.
كانت وجهة جيش الاحتلال الأخيرة إلى جنوب لبنان التي لا تزال في أوج اشتعالها الآن، وكان قد استهل الحرب فيها بتفجير أجهزة الاستدعاء الآلي «البيجر»، تلاها تفجير اجتماع قادة الرضوان بقيادة رئيسهم إبراهيم عقيل، ثم اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، ثم اغتيال خلفه هاشم صفي الدين مساء الخميس الماضي.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: محكمة العدل الدولية جنوب لبنان المقاومة الفلسطينية العدوان على غزة جیش الاحتلال فی قطاع غزة فی القطاع من جانب وهو ما
إقرأ أيضاً:
شهداء بقصف إسرائيلي على غزة والاحتلال يحاصر عشرات الآلاف جنوب القطاع
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفها الجوي والمدفعي المكثف على مختلف مناطق قطاع غزة مما أدى لسقوط شهداء ومصابين، في حين تحاصر دبابات الاحتلال عشرات الآلاف من المدنيين في مناطق توغلها برفح وخان يونس جنوب القطاع.
وأفاد مراسل الجزيرة باستشهاد فلسطيني وإصابة 7 آخرين إثر قصف جوي إسرائيلي استهدف منزلا في بلدة القرارة شمال مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
كما استشهد 3 فلسطينيين وأصيب آخرون في غارة إسرائيلية على خيمة تؤوي نازحين في قيزان النجار بخان يونس جنوبي القطاع.
واستشهدت طفلة وأصيب 5 أشخاص معظمهم أطفال إثر قصف إسرائيلي على مخيم الشابورة في رفح.
وقالت وزارة الصحة بغزة إن 26 شهيدا و70 مصابا وصلوا إلى مستشفيات القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأضافت الوزارة أن عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ارتفع إلى 50 ألفا و277 شهيدا، و114 ألفا و95 مصابا.
قصف جوي ومدفعيوأكد مراسل الجزيرة بأن طائرات حربية إسرائيلية شنت سلسلة من الغارات على المناطق الشرقية لمدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
وأضاف المراسل أن قصفا مدفعيا إسرائيليا مكثفا وإطلاق نار من دبابات الاحتلال استهدف حي الجنينة شرق رفح.
واستهدفت مدفعية الاحتلال الأحياء السكنية في بلدة عبسان الكبيرة شرقي المدينة، بالإضافة لمناطق واسعة شمال غزة.
إعلانوفي شمال القطاع، قال مراسل الجزيرة إن "قصف إسرائيلي استهدف تكية خيرية في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، خلف شهيد وعدد من المصابين".
وأظهرت صور للجزيرة فرق الدفاع المدني في غزة وهي تبحث عن مفقودين وعالقين تحت أنقاض منزل تعرض للقصف في حي الزيتون بمدينة غزة.
كما اشتعلت النيران في منزل ببيت لاهيا شمال قطاع غزة بعد قصف إسرائيلي.
استهداف المدنيينفي الأثناء، كشف تحقيق لصحيفة هآرتس الإسرائيلية أن جيش الاحتلال قتل نحو 300 فلسطيني معظمهم نساء وادعى أنه قتل نشطاء من حركتي حماس والجهاد الإسلامي.
وأوضحت هآرتس أن سلاح الجو الإسرائيلي شن 80 غارة على 30 موقعا بغزة يوم الثلاثاء الماضي، ولم يذكر الجيش من بين الضحايا سوى أسماء 7 من نشطاء وقادة حماس.
وأشارت الممثلة الخاصة لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في فلسطين ماريس غيمون إلى أن ذلك "يعني مقتل 21 امرأة وأكثر من 40 طفلا يوميا"، مؤكدة أن ذلك "ليس ضررا جانبيا؛ بل حرب تتحمل فيها النساء والأطفال العبء الأكبر".
وحذرت المسؤولة الأممية من "العواقب الوخيمة على النساء والفتيات في غزة من انهيار وقف إطلاق النار الهش في القطاع".
وأكدت أن "النساء والأطفال يشكلون قرابة 60% من الضحايا في الأحداث الأخيرة في القطاع"، مشيرة إلى أن ذلك يعد "شهادة مروعة على الطبيعة العشوائية لهذا العنف".
ومنذ استئنافها الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس/آذار الجاري، قتلت إسرائيل 896 فلسطينيا وأصابت 1984 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، وفق بيان صادر عن وزارة الصحة بالقطاع صباح الجمعة.
حصار الآلافإنسانيا، أفادت المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن هناك أنباء بأن عشرات الآلاف من الفلسطينيين محاصرون في خان يونس ورفح، وأن المدنيين يواجهون مرة أخرى خيارا قاسيا بين التهجير مجددا أو البقاء والمخاطرة بحياتهم وحياة أحبائهم.
إعلانوأكدت المفوضية الأممية أن الترحيل القسري انتهاك خطير للقانون الدولي الإنساني، ويشكل جريمة بموجب القانون الدولي.
وذكرت أن إسرائيل أصدرت 10 أوامر إخلاء إجبارية تشمل مناطق واسعة في جميع محافظات قطاع غزة منذ استئناف حملتها العسكرية في 18 من الشهر الجاري.
وأضافت المفوضية الأممية لحقوق الإنسان أن إسرائيل لا تتخذ أي تدابير لتوفير أماكن إقامة للسكان الذين يجري إخلاء مناطقهم.
ودعت المفوضية الأممية إسرائيل إلى إنهاء قطعها للمساعدات الإنسانية فورا ومنع أي أعمال ترقى إلى الترحيل القسري لسكان غزة.
من جهته، قال المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالحق في الغذاء مايكل فخري للجزيرة، إن إسرائيل مستمرة في استخدام الغذاء سلاحا في قطاع غزة، وإن سياساتها تتسبب في موت آلاف الأطفال.
وأضاف فخري أن منظومة الفصل العنصري الإسرائيلية تجرد الفلسطينيين من إنسانيتهم، مطالبا بتحميل إسرائيل تبعات سياساتها وفرض عقوبات عليها.
ويمثل التصعيد الإسرائيلي الراهن الذي قالت تل أبيب إنه بتنسيق كامل مع واشنطن، أكبر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار بغزة، الذي بدأ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، وامتنعت إسرائيل عن تنفيذ مرحلته الثانية بعد انتهاء الأولى مطلع مارس/آذار الجاري.
وبدعم أميركي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 164 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، وسط دمار هائل.