رئيس حزب البعث السوداني: فقدت والدي.. واستشهد ابني في العيلفون
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
رئيس حزب البعث السوداني يحى الحسين لـ(الكرامة):
فقدت والدي.. واستشهد ابني في العيلفون…
(قطيع قحت والميليشيا) تديرهما غرفة عمليات واحدة في الإمارات
الجيش كان محقًا في تكتيكات استنزاف العدو.
كسياسيين نحن في عطلة إجبارية ولم نأخذ إجازة 45 عامًا..
العالم كله ضدنا (وكل زول راجي حصتو في الغنيمة)
أدعو لعملية سياسية تضع دستورا (نمشي بيهو قدام)
أشخاص تابعون للميليشيا سألوا عني
تدخل (فولكر) قاد البلاد إلى هذه المرحلة الخطيرة
اجراه: محمد جمال قندول
ربما وضعتهم الأقدار في قلب النيران، أو جعلتهم يبتعدون عنها بأجسادهم بعد اندلاع الحرب، ولكنّ قلوبهم وعقولهم ظلت معلقةً بالوطن ومسار المعركة الميدانية، يقاتلون أو يفكرون ويخططون ويبدعون مساندين للقوات المسلحة.
ووسط كل هذا اللهيب والدمار والمصير المجهول لبلاد أحرقها التآمر، التقيتهم بمرارات الحزن والوجع والقلق على وطن يخافون أن يضيع.
ثقتي في أُسطورة الإنسان السوداني الذي واجه الظروف في أعتى درجات قسوتها جعلني استمع لحكاياتهم مع يوميات الحرب وطريقة تعاملهم مع تفاصيل اندلاعها منذ البداية، حيث كان التداعي معهم في هذه المساحة التي تتفقد أحوال نجوم في “السياسة، والفن، والأدب والرياضة”، فكانت حصيلةً من الاعترافات بين الأمل والرجاء ومحاولات الإبحار في دروبٍ ومساراتٍ جديدة.
وضيف مساحتنا لهذا اليوم هو رئيس حزب البعث السوداني يحيى الحسين، الذي استشهد ابنه الذي كان يقاتل ضمن قوات العمل الخاص بمنطقة العيلفون، فبماذا أجاب:
أين كنت أول يوم الحرب؟
كنت في منزلي بالجريف غرب.
كيف تلقيت نبأ اندلاع الحرب؟
كنا نتوقع من إرهاصات كثيرة جدا وعلاقات بعدد كبير من الناس ومراقبتنا لتحركات الدعم السريع، لكن حقيقة تقديراتنا للحرب من حيث القدرة والزمان لم تكن سليمة لأنه لم يكن لدينا تصورات كاملة حول المليشيا ، وصباح يوم الحرب اتصل بي أكثر من شخص وأخبروني بأنّ الحرب اندلعت، وبدورنا اتصلنا على آخرين.
كيف مر اليوم الأول؟
اليوم الأول مرّ ونحن في حالة ترقب واتصالات، وأنا شخصيًا كنت في مكان صعب ومرمى النيران منطقة الرياض المحاذية للجريف.
كم مكثت في الجريف؟
50 يومًا.
لماذا اتخذت قرار المغادرة؟
شعرت بالاستهداف كوني سياسيًا، وهنالك أشخاص يتبعون للميليشيا سألوا عني، وبعد ذلك قررت مغادرة المنطقة.
أين كانت الوجهة؟
جزء من الأُسر المرضى خاصة وجهتهم مباشرة ليذهبوا للمعابر ومصر، لأننا فقدنا المياه والكهرباء في الجريف، وأنا توجهت لولاية نهر النيل رفقة والدي.
يوميات الحرب؟
صعبٌ وصفها ولا يمكن للخيال أن يتصورها، لأننا كنا في الجريف الحارة الأولى.
الموت هل اقترب منك في تلك الأيام؟
كثيرًا ما مرّ الموت بي ووقعت قذائف بمنزل جاري ورأس منزلنا يوميًا كانت تعبرنا.
هذه حرب مختلفة؟
نعم، ليس فيها تقاليد حروب، والتمرد حربه كانت موجهة ضد المواطن.
خيبة أملٍ كبيرة؟
في البداية، افتكرنا وشعرنا كأنما الجيش ما قادر، ولكن لاحقًا اكتشفنا بأنّ هذه مؤامرة كبيرة جدًا والجيش أحبطها، وكان محقًا في تكتيكاته في استنزاف العدو.
الرحلة من الجريف لنهر النيل، كيف كانت؟
من الجريف إلى أن وصلنا الجيلي، كانت كل الارتكازات دعم سريع عدا ارتكازًا واحدًا في حطاب للجيش، إلى أن تجاوزنا منطقة قري والعوتيب ووجدنا أول ارتكاز للجيش.
أوقفوكم في ارتكازات الميليشيا؟
أوقفونا في عدد من الارتكازات يتفحصوا فينا، ومعظم الأشخاص معي كانوا كبارًا في السن.
هذه الحرب باعدت بين الشعب والنخب، ألا تتفق معي؟
هذه حرب مستهدفة الشعب والوطن ومدركين للعناصر الداعمة للتمرد، وإقليميًا ونحن كحزب بعث سوداني من أول الأحزاب الرافضة لتدخل (فولكر)، وكنا متأكدين بأنّ هذا الشخص بممارساته وتبنيه لقوى محددة أنه البلاد تمضي إلى مرحلة خطرة تستهدف السودان.
أنا أعني بأنّ الشعب يُحمل القوى السياسة حالة الفوضى التي قادت لهذه الحرب؟
ما حالة فوضى وإنّما هي حرب مدروسة وليست مفاجئة، تم الإعداد لها بشكل مدروس، لكن حساباتهم ما كان حاسبين حساب الجيش، ووجود الميليشيا في مناطق حساسة هو خلل صاحب الفترة الانتقالية، بجانب تأخير الاستنفار كانت من الأخطاء، ونحن أول من دعونا للاستنفار بولاية نهر النيل.
(قحت) شريكة فى هذه الحرب؟
طبعًا ما في كلام، الشراكة تعززت في النهاية، وهنالك قيادات فيهم داعمين للميليشيا بدون رتوش بشكل مباشر، وهنالك قطيع آخر منهم تابع، ولكن غرفة العمليات واحدة والتي تدير الدعم السريع هي نفسها التي تدير (قحت) من الإمارات من ناحية التمويل والإعلام والخط السياسي.
عادة فقدتها مع الحرب؟
الحرب لأول مرة نجد أنفسنا في عطلة إجبارية، ونحن كسياسيين قرابة الخمسة وأربعين عامًا لم نخلظ إجازةً، يعني أنا الآن أفتقد الروتين اليومي.
مأساة عايشتها أيام الحرب؟
فقدت والدي وكذلك ابني شهيدًا، والذي كان ضمن قوات العمل الخاص بمنطقة العيلفون.
ماذا خسرت في الحرب؟
الناس كلها خسرت.
هل للحرب فوائد؟
هذه الحرب بالأخص حينما تضع أوزارها، سيستفيد السودان، وعلى النخب أن يعرفوا مدى استهداف السودان والعالم كله ضدنا (لأنه كل زول راجي حصتو في الغنيمة)، مهم جدًا أن نحاول أن نعيد النظر في مؤسسات الدولة السودانية بما فيها القوات النظامية، ونراجع كل الأسباب التي أدت لهذه الحرب والخلل الأمني التي جعل قوات بهذا الكم متواجدة في العاصمة، وكذلك القوة الاقتصادية للميليشيا، والبحث في مصادر دخلها وهو مال لم تكن لوزارة المالية ولاية عليه.
كلمة أخيرة؟
ونحن نعيش في تباشير نهايات الحرب، أدعو لبدء عملية سياسية داخل السودان تشارك فيها كل القوى السياسية، والقوات النظامية، والإدارات الأهلية والدينية، لوضع دستور (نمشي بيه قدام).إنضم لقناة النيلين على واتساب
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: هذه الحرب
إقرأ أيضاً:
رمطان لعمامرة: الشعب السوداني هو صاحب القرار في تحديد مستقبله
رمطان لعمامرة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، شدد على أن تطبيق إعلان جدة يحمل في طياته إمكانية التقليل من سفك الدماء.
التغيير: وكالات
مع اقتراب الحرب في السودان من عامها الثاني، أكد السيد رمطان لعمامرة، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للسودان ضرورة مضاعفة الجهود وتنسيقها بهدف التوصل إلى حل سلمي يراعي سيادة السودان واستقلاله ووحدة أراضيه، ويضع حدا لأكبر أزمة إنسانية في العالم.
وشدد لعمامرة على أن الحل يجب أن يكون سياسيا داعيا للاعتماد على الحكمة، والقدرة على تجاوز الأسباب التي دفعت بطرفي النزاع إلى الحرب. وأكد أن الشعب السوداني هو صاحب السيادة والقرار فيما يتعلق بمستقبله.
وفي حوار مطول مع أخبار الأمم المتحدة، في نيويورك، تناول المسؤول الأممي الوضع المتدهور في السودان، والتحديات التي تواجه جهود السلام، مشيرا إلى أنه يبذل قصارى جهده من أجل إقناع المتقاتلين وأصحاب القرار بأن الحل الوحيد هو الحل الذي سينتج عن إرادتهم السياسية المشتركة.
وشدد السيد لعمامرة على ضرورة أن تحظى حماية المدنيين في السودان بالأولوية القصوى، مجددا دعوة الأمين العام للأمم المتحدة بوقف العدائيات خلال شهر رمضان.
التعلم من أخطاء الماضيالسيد رمطان لعمامرة دعا السودانيين إلى استخلاص العبر من تجارب الماضي، قائلا إن التحركات الجارية من أجل التوصل إلى حل لابد أن تتم في سياق احترام سيادة السودان واستقلاله ووحدته – شعبا وترابا. ومضى قائلا:
“أعتقد أن هذا أمر أساسي لا غبار عليه. وبالنسبة للأمم المتحدة – وبالنسبة لي أنا شخصيا – سأبقى أكرر وألح على هذه النقطة لأنها أساسية، لأننا نريد أن نخرج من هذه المحنة بسودان قوي وموحد، وبسودان يستخلص العبر من تجاربه التاريخية المعاصرة، ويتخذ القرارات الضرورية كي لا تتكرر الأخطاء التي تكون قد تسببت في اندلاع حروب في الماضي القريب، بما فيها الحرب الحالية”.
ميثاق نيروبيوبشأن التطورات الأخيرة في العاصمة الكينية نيروبي، حيث وقعت مجموعات سياسية وعسكرية ميثاقا يعبر عن نية لإنشاء سلطة حاكمة في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، أشار السيد لعمامرة إلى تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة والتي أعرب فيها عن قلق بالغ إزاء هذه الخطوة، التي قال إنها تزيد من خطر تفتيت السودان. ونبه لعمامرة إلى أن كل ما من شأنه أن يوسع الفجوة بين السودانيين بدلا من جمع شملهم “غير مرغوب فيه”.
وتطرق أيضا إلى خريطة الطريق التي صدرت في بورتسودان في التاسع من فبراير، والتي قال إن الأمين العام للأمم المتحدة رحب بها وطلب من جميع السودانيين المهتمين أن يشاركوا فيها بأفكارهم لإثراء الوثيقة التي قال إن من شأنها أن تسهل النقاشات المطلوبة لإعادة بناء دولة سودانية واحدة متماسكة.
وقال المبعوث الشخصي للأمين العام إن البناء على الطرح الحالي هو الخطوة التالية التي هو على استعداد لخوضها “رغم حساسيتها وصعوبتها”. وأكد ضرورة التنسيق بين مختلف المبادرات المطروحة الرامية للتوصل إلى حوار وطني سوداني شامل.
وأضاف قائلا: “همنا الوحيد هو إقناع من يهمهم الأمر بالانخراط في الطريق الذي نرى أنه يحمل في طياته بذور الحل التوافق المقبول والمرضي للجميع”.
دور المجتمع الدوليفي هذا الخصوص، دعا المبعوث الأممي المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته وتنسيق الجهود لدعم السلام في السودان، منبها إلى أن انخراط المجتمع الدولي الجاد لحل الأزمة في السودان يتطلب “دراسة متأنية وموضوعية وفهما دقيقا” لمعطيات الوضع، بما في ذلك جذور النزاع، وتاريخه، وأبعاده، والمؤثرين فيه، والتدخلات الأجنبية، والعناصر الأخرى التي يجب أخذها في الاعتبار عند دراسة الوضع.
وتفاديا للتضارب بين المبادرات، قال لعمامرة إن الجهود الدولية والإقليمية لابد أن يتم توحيدها كي تصبح “صوتا واحدا قويا”. وأضاف قائلا: “بكل تأكيد حل أزمة السودان وإنهاء الحرب والمأساة ومعاناة المواطنين كلٌ متكاملٌ، هناك مداخل كثيرة، ولابد من تنسيق الجهود من خلال العمل الجاد في كل مدخل من مداخل الأزمة”.
رمطان لعمامرة- حوار الأمم المتحدة مشاورات واسعة مع السودانيينكما سلط المبعوث الشخصي للأمين العام الضوء على المشاورات الواسعة التي أجراها مع طيف واسع من مكونات الشعب السوداني من الشباب والنساء ومنظمات المجتمع المدني بغرض الاستماع إلى آرائهم ومقترحاتهم. وأكد أهمية هذه المشاورات في فهم الأوضاع وتحديد الأولويات.
وأوضح أنه يحرص على العمل بـ “الكتمان”، بعيدا عن “دبلوماسية مكبرات الصوت”، وذلك، حسبما قال، لإعطاء الفرصة للمتحدثين للتعبير عن آرائهم بحرية. وقال إنه قدم رسميا لقيادتي الطرفين (الجيش والدعم السريع) قائمة بالتوصيات التي خرجت من هذه المشاورات مع ملاحظات المواطنين، وناشد أصحاب القرار الشروع في تنفيذ ما يمكن تنفيذه.
وأضاف قائلا: “العمل جار على قدم وساق، وسنقوم بجهدنا كاملا غير منقوص”، منوها إلى أن غياب تحقيق اختراق أو أي إنجاز كبير لن يهبط من العزم للوصول إلى ما نصبو إليه.
وفي السياق ذاته، قال السيد لعمامرة إن لقاءاته بالسلطات الحكومية في بورتسودان، تتسم بالاحترام. وأوضح أنه يحرص على الاستماع إلى جميع الأطراف، ويأخذ النصائح من أهل الحكمة، والراغبين في المساهمة في الحل.
وأضاف قائلا: “أعتقد أن واجب التوازن وكسب ثقة الجميع هو الذي يدفعني عند أخذ وجهة نظر الأطراف. أعتقد أن لكل طرف نظرة كاملة متكاملة مبنية – بطبيعة الحال – على حب السودان، لأنني أعتقد أنه ليس لأي واحد منهم وطن بديل، فالتركيز يجب أن يكون على هذا الوطن الواحد الذي يتسع للجميع. وأعتقد أنه سيحل الوقت الذي سينبثق عنه هذا الشعور بالحل السلمي المنشود”.
زخم في قمة الاتحاد الأفريقيالسيد لعمامرة كان قد شارك مؤخرا في قمة الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، ضمن وفد الأمين العام للأمم المتحدة، وبحث مع العديد من الأطراف سبل الحل السلمي في السودان بالتنسيق مع دول الجوار والمنظمات الإقليمية والدولية بدءا بالاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية والإيقاد ومنظمة التعاون الإسلامي. وأكد أن القمة أولت اهتماما كبيرا لقضية السودان.
ورحب في هذا السياق، بانتخاب السيد محمود علي يوسف رئيساً لمفوضية الاتحاد الأفريقي، وأشاد بدوره في دعم جهود السلام في السودان. وأشار إلى أنه عمل معه سابقاً في هذا الملف، وأعرب عن ثقته في أنه سيقدم إضافة قيمة للمفوضية.
هل من أمل في تنفيذ إعلان جدة؟قبل نحو عامين وقعت الأطراف السودانية في مدينة جدة السودانية إعلانا بهدف حماية المدنيين وتوفير وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.
وعندما سألنا السيد لعمامرة عن إمكانية تطبيق الإعلان على أرض الواقع والعقبات التي تحول دون ذلك، وصف المسؤول الأممي الإعلان بأنه “وثيقة واعدة وإيجابية، وهي الوثيقة الوحيدة التي وقعها الجميع واتفقوا عليها بعد أيام من انطلاق الحرب”، مؤكدا أن هناك ضرورة لإطلاق محادثات تحضيرية تقنية جوارية، قصد انطلاق التطبيق الفعلي لإعلان جدة بسرعة وبوتيرة سريعة.
وشدد على أن تطبيق إعلان جدة يحمل في طياته إمكانية التقليل من سفك الدماء. ودعا إلى العمل مع الأطراف المعنية، من أجل الوصول إلى فهم مشترك لمحتويات هذه الوثيقة، والشروع في تطبيقها في أقرب وقت ممكن.
“رسالة أُخوّة” إلى الشعب السودانيوفي ختام حواره مع أخبار الأمم المتحدة، وجه السيد لعمامرة رسالة إلى الشعب السوداني والأطراف المتصارعة، بمناسبة شهر رمضان قائلا إن الشعب السوداني محب للحرية والسلام والتعايش السلمي وأضاف قائلا:
“رسالتي هي رسالة أخوة. رسالة بقيم الإسلام التي يقدرها المسلمون وغير المسلمين. على المعنيين بالأمر أن يقتدوا دائما وأبدا بتعاليم الإسلام الحنيفة، ويقدّروا قدسية الحياة الإنسانية. فأملنا أن يستغل الأشقاء هذه الفرصة للتفكير في رمضان خال من العنف، رمضان ملؤه الأخوة والتطلع لمستقبل أفضل”.
* مركز أخبار الأمم المتحدة
أجرى الحوار: عبد المنعم مكي
الوسومأديس أبابا الأمم المتحدة الإسلام الاتحاد الأفريقي الجيش الدعم السريع السودان المجتمع الدولي رمضان رمطان لعمامرة ميثاق نيروبي