عضو لجنة التحكيم بمسابقة «مئذنة الأزهر» للشعر: الأزهر يعمل على تعزيز الهوية
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
أعرب الدكتور عبده إبراهيم، العميد السابق لكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر وعضو لجنة التحكيم بمسابقة «مئذنة الأزهر» للشعر، عن شكره لفضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، على جهوده المتواصلة في إعلاء اللغة العربية ونشرها، من خلال هذه المسابقات والجهود المستمرة، وأن الأزهر يظل دائمًا صرحًا علميًّا وثقافيًّا يسعى إلى تعزيز الهوية والقيم والأخلاق في نفوس الأجيال الجديدة.
وأكد الدكتور عبده إبراهيم خلال كلمته اليوم في حفل تكريم أوائل الفائزين في مسابقة «مئذنة الأزهر» للشعر، أن المؤسسات التعليمية في الأزهر لم تكن يومًا محصورة في المحاضرات العلمية أو المناهج الموجهة للطلاب، بل كان لها دور فعّال في المجتمع، حيث كانت «يدًا داخل المؤسسة والأخرى في المجتمع»، وعبّر عن سعادته بأن مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب بالأزهر قد تبنى قضايا تعزز قيم المجتمع وتعلي من شأنه، من خلال مجموعة من الأنشطة والمسابقات، وأهمية هذه الأنشطة والمسابقات في تعزيز الهوية والقيم ودعم قضايا الأمة والمجتمع والتعريف بها.
وأوضح أن مسابقة مئذنة الأزهر، التي شرف بعضويتها في لجنة التحكيم منذ الموسم الأول، كان موضوعها هذا العام في موسمها الرابع عن تمكين المرأة، والحفاظ على حقوقها ووضعها في المكانة التي تليق بقيمتها وقدراتها وتضحياتها على مدى التاريخ، وكانت كل مواسم المسابقة تجسيدًا لهذا الجهد الذي يبذله الأزهر ومركز تعليم الطلاب الوافدين، حيث إن الشعراء المشاركين يمثلون نبض الأزهر وقيمه، ولا بد في المتسابق أن يكون قد تشبع بالفكرة التي يعبر عنها.
وأكد الدكتور عبده إبراهيم أن جميع المشاركين في المسابقة هم فائزون، حتى لو لم يتمكنوا من الحصول على مراكز متقدمة، حيث إن الفائزين ليسوا وحدهم الذين يستحقون التكريم، بل إن كل من شارك هو فائز بحد ذاته، مشيرًا إلى أن معايير المسابقة كانت دقيقة ومرتبطة بجذور التجربة الشعرية، مما أسهم في انتقاء الأفضل من بين المتسابقين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عضو لجنة التحكيم مسابقة مئذنة الأزهر الأزهر مئذنة الأزهر مئذنة الأزهر
إقرأ أيضاً:
درس التراويح بالجامع الأزهر: الإسلام جعل التكافل مبدأً راسخًا لتوازن المجتمع
أكد الدكتور مجدي عبد الغفار، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، أن الإسلام جعل التكافل مبدأً راسخًا يحقق التوازن بين أفراد المجتمع، وليس مجرد تفضّل أو إحسان، بل هو مسؤولية شرعية واجتماعية، حيث أمر الله به في قوله: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾.
وأوضح أن أمة الإسلام وُصفت بأنها أمة التكافل والتراحم، وقد تجلّى ذلك في سيرة النبي ﷺ قبل بعثته وبعدها، حيث وصفته السيدة خديجة رضي الله عنها بقولها: إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتعين على نوائب الحق.
وأشار الدكتور عبد الغفار خلال درس التراويح اليوم السبت بالجامع الأزهر، إلى أن التكافل في الإسلام يتجاوز الجانب المادي إلى أبعادٍ أعمق، تشمل التكافل النفسي والاجتماعي، فالإنسان قبل البنيان، والمجتمع المتراحم لا يمكن أن يترك فيه الغنيُّ الفقيرَ دون سند، ولا الطبيبُ المريضَ دون علاج، بل يسود فيه الشعور بالمسؤولية الجماعية.
واستشهد بما وقع لسلمان الفارسي رضي الله عنه، حين كان مكاتبًا مديونًا، فجاء رجلٌ إلى النبي ببيضةٍ من ذهب، فسأله النبي: ماذا صنع الفارسي؟ فلما علم أنه لا يزال في كربه، أرسل له المال ليساعده في سداد دينه، حتى استطاع سلمان أن يتحرر من الرق ويلزم النبي في كل غزواته بعد ذلك.
وبيّن أن التكافل لا يقتصر على سد الاحتياجات المالية، بل يشمل أيضًا التكافل في المشاعر، فالإنسان قد يُثقل كاهله الهمّ، فيحتاج إلى من يواسيه، كما حدث مع قيس بن ثابت رضي الله عنه، الذي نزل فيه قول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ﴾. إذ اعتزل في بيته باكيًا، يظن أن عمله قد حبط، حتى أرسل إليه النبي من يطمئنه ويبشره بأنه من أهل الجنة.
وأكد الدكتور مجدي أن هذا النموذج الإسلامي في التكافل يُظهر أن الإسلام لا يسعى إلى القضاء على العاصي، بل يسعى للقضاء على المعاصي، وأن واجب المجتمع المسلم أن يكون قائمًا على التراحم والأخذ بيد الضعيف والمخطئ، حتى يكون الجميع في طريق الخير والاستقامة. فالتكافل في الإسلام ليس إحسانًا من فردٍ إلى آخر، بل هو ركيزة من ركائز بناء الأمة، تجعلها قادرةً على مواجهة التحديات، وتحقيق معاني العدل والاستقرار.