الجزيرة:
2025-01-31@10:43:52 GMT

المسرح الجزائري.. رحلة تاريخية تجمع الفن والهوية

تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT

المسرح الجزائري.. رحلة تاريخية تجمع الفن والهوية

منذ انطلاقته الأولى اضطلع المسرح الجزائري بتقديم الرسالة الثقافية والترويج للهوية الجزائرية ليظل صامدا رغم التحديات.

ويرى الباحثون أن بدايات المسرح الجزائري، تعود إلى النصف الأول من القرن الـ19، مع ظهور مسرح الظل والعرائس، ليظهر مباشرة بعدها مسرح الحلقة الذي كان ينشطه "المداح" في الأسواق الشعبية والساحات العامة.

وفي هذا الصدد، قال المخرج والأكاديمي الدكتور حبيب بوخليفة، إن الانطلاقة الفعلية للمسرح بالجزائر، كانت سنة 1911م، ضمن مبادرات مجتمعية وثقافية، للدفاع عن "الشخصية الجزائرية الثقافية القاعدية"، مشيرا إلى اتساع رقعة هذه المبادرات المسرحية التي كان لها هدف واحد ووحيد وهو التعبير عن الهوية الثقافية الجزائرية والحفاظ عليها، ليعرف الشعب الجزائري المسرح بمفهوم الجمهور سنة 1921م، عن طريق مسرحية "جُحا" لمؤلفها شيلالي علي المدعو "علالو" والتي أحدثت ثورة وقفزة ثقافية في المجتمع الجزائري، لتتوالى بعدها المسرحيات والتي نجحت في استقطاب جمهور غفير وقتها.

مسرح الاستقلال

وأضاف أنه بعد استقلال الجزائر سنة 1962م، تم تخصيص صرح ثقافي مميز، بأهداف واضحة بحيث أوكلت مهام تسييره إلى المسرحي الراحل مصطفى كاتب (1920 – 1989)، ليكون بذلك ميلاد المسرح الوطني الجزائري الذي اختيرت له بناية ساحة بورسعيد التاريخية التي تعود إلى سنة 1853. ويعتبر الفنان الراحل محيي الدين باشطارزي (1897 – 1986) الذي تحمل اسمه اليوم مؤسسة المسرح الوطني الجزائري، أول من أدخل المسرح الجزائري إلى الخشبة كما أسهم في اكتشاف العديد من المواهب في المسرح ومجالات فنية أخرى.

وأوضح الدكتور حبيب بوخليفة أن افتتاح الموسم الأول للمسرح الوطني الجزائري كان سنة 1963 بعد تأميمه بعرض مسرحية "أبناء القصبة" من إخراج المخرج، مصطفى كاتب عن نص عبد الحليم رايس، لتتوالى بعدها إنتاجات المسرح الوطني الجزائري بما يقارب 200 عمل مسرحي أثرى به رصيد هذه المؤسسة الثقافية الصامدة إلى يومنا هذا.

وتابع أن فترة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي شهدت استرجاع العديد من بنايات المسارح وتمت إعادة تهيئتها وتخصيصها لخدمة الفن والفنانين والمواطنين وتوزيع الإنتاج المسرحي في مختلف أرجاء الجزائر، لتبرز بعدها المسارح الجهوية في ولايات عديدة، كما تم بناء مسارح جهوية أخرى عبر العديد من المدن الجزائرية، بهدف الوصول إلى المواهب والقدرات المسرحية وخلق حركية وإبداع مسرحي فعال وحيوي. كما اهتم مسؤولو الثقافة باستحداث العديد من المهرجانات المسرحية الوطنية والدولية إضافة إلى مهرجانات محلية، لتنتج تظاهرات عديدة أهمها أيام مسرح الجنوب، المهرجان الوطني للمسرح الفكاهي بولاية المدية، والمهرجان المحلي للمسرح بسيدي بلعباس، وغيرها.

تحديات العولمة

ويرى المخرج الدكتور حبيب بوخليفة أن المسرح الجزائري اليوم يواجه العديد من التحديات، منها: تأثير العولمة على بعض النشاطات المسرحية مما أفقدها روحها الأصلية "فنجد اليوم مجموعة من العروض التنشيطية أكثر منها فكرية وجمالية داعيا إلى ضرورة بقاء المسرح الجزائري مرتبطا بالمجتمع الذي ينتمي إليه وحيثياته الفكرية والروحية والانتماء العربي الإسلامي".

وشدد على أن المسرح الوطني الجزائري، مازال في قلب ممارسة الفن الرابع وحمل الرسائل السامية والترويج للهوية الجزائرية، وذلك من خلال تنظيم مجموعة من التظاهرات المسرحية إلى جانب تخصيص دورات وورش تكوينية بتعاون نوعي وعالي المستوى بالتنسيق مع مؤسسات التكوين الفني في شتى عناصر العمل المسرحي إلى جانب ديمومة العروض بإنتاجات مسرحية دورية.

وبالرغم من وتيرة التطور اللافتة التي ميزت مسيرة المسرح الجزائري، فإن هنالك عوامل عدة كانت سببا في تراجع مكانته في السنوات الأخيرة.

ومن جهته، قال الممثل والباحث في الحركة المسرحية عبد الحميد رابية، إن المسرح الجزائري، اليوم في تراجع مقارنة بما كان عليه سابقا، إذ لم تعد المسارح تحقق ذلك النجاح السابق وهذا لعدة اعتبارات من أهمها أن توجهات الشباب تختلف اليوم عن الماضي، خاصة مع الانتشار الكبير لوسائل التواصل الاجتماعي التي حجبت الأضواء عن كثير من الفنون التقليدية التي تغنت بها الأجيال السابقة". كما يفتقر المسرح للترويج ليكون جاذبا للمهتمين فقط، ناهيك عن مشاغل الحياة التي فرضتها العصرنة والوقت الضيق الذي نتج عنها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات العدید من

إقرأ أيضاً:

نائب وزير الخارجية يشكر الجانب المجري لدعمها مصر في العديد من الملفات

استقبل السفير أبو بكر حفني محمود، نائب وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين في الخارج، مارسيل بيرو، مستشار الأمن القومي لرئيس وزراء جمهورية المجر، والوفد المرافق، اليوم، وذلك بمشاركة السفير وائل حامد، مساعد وزير الخارجية للشئون الأوروبية، والسفير ياسر هاشم، نائب مساعد وزير الخارجية.

أكد نائب وزير الخارجية على عمق العلاقات بين مصر والمجر، التي ترتكز على أسس متينة من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.

 وأشار إلى التفاهم القائم بين البلدين حول الكثير من الموضوعات، والتطلع للبناء على ما تشهده من زخم في مختلف المجالات، لاسيما عقب توقيع الإعلان المشترك حول الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في فبراير ٢٠٢٣. 

ووجه نائب الوزير الشكر للجانب المجري على مواقفه الداعمة لمصر في العديد من الملفات، مشيراُ إلى استمرار التنسيق والتشاور بين الجانبين في مختلف المحافل بما يخدم مصالح البلدين، والحرص المشترك على تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والاستثمارية.

شهدت المباحثات تبادلا للرؤى إزاء عدد من القضايا الإقليمية والدولية الملحة ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والأزمة السودانية والأوضاع في البحر الأحمر، والتطورات في منطقة الساحل الإفريقي فضلا عن جهود مكافحة الهجرة غير الشرعية ومحاربة الفكر المتطرف.

ومن جانبه، أعرب مستشار الأمن القومي لرئيس وزراء المجر عن تقدير بلاده لدور مصر المحوري في تحقيق الاستقرار الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، مشيدًا بالجهود التي تبذلها القاهرة في هذا الإطار.

واستعرض نائب الوزير حجم التطور في العلاقات المصرية الإفريقية بأبعادها المختلفة، كما تمت الإشارة إلى جهود الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، ومركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام، على صعيد تبادل الخبرات وتدريب الكوادر وتنفيذ عدد من المشروعات التنموية في الدول الإفريقية. 

واتفق الجانبان على مواصلة التشاور لإطلاق مشروعات وبرامج تنموية مشتركة في القارة الإفريقية.

مقالات مشابهة

  • أبرز ندوات معرض الكتاب اليوم.. بينها «الفن والإبداع ومعركة بناء الوعي»
  • موعد صلاة الجمعة اليوم 31 يناير 2025 في العديد من المدن والمحافظات
  • المنتدى السعودي للإعلام يطلق مبادرة “جسور الإعلام” التي تجمع Netflix وSony وShondaland بالمواهب السعودية
  • رويترز: طائرة بلاك هوك العسكرية التي اصطدمت بطائرة الركاب كانت في رحلة تدريبية
  • بسمة وهبة: تصريحات الرئيس السيسي اليوم تاريخية.. "تحيا مصر وفلسطين"
  • مصطفى ليشع لبودكاست «في إيه»: دخلت عالم الفن صدفة
  • جولة لطلاب الأزهر في متحفي دار الكتب والوثائق القومية و الفن الإسلامي.. اليوم
  • نائب وزير الخارجية يشكر الجانب المجري لدعمها مصر في العديد من الملفات
  • شومان: أئمة المذاهب الفقهية تعكس روح التعاون والاحترام التي يجب أن تسود بيننا اليوم
  • العروض المسرحية بـ"ليالي مسقط" تسلط الضوء على القضايا المجتمعية في قوالب ترفيهية وإبداعية