صدق حسن نصر الله، حين تمنى أن يدخل الجنود الإسرائيليون برياً لجنوب لبنان، فتوعدهم بالهزيمة وبالفعل تردد الاحتلال الإسرائيلي كثيراً في التدخل برياً في جنوب لبنان، وجاءت أولى المحاولات الأسبوع الماضي حينما توغلت مجموعة من فرق النخبة لمسافة 500 متر في جبهة الجنوب اللبناني، إلا أن قوات حزب الله كبدتها خسائر فادحة، لدى محاولة اقتحامهم بلدة العديسة، وكفر كلا، وبلدتي مارون الراس ويارون.

أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 8 ضباط وجنود وإصابة 7 آخرين بجروح خطيرة لدى معارك عنيفة مع حزب الله، وهم ينتمون للواء الجولاني ووحدة إيجوز، ضمن قوات النخبة في الجيش الإسرائيلي، وقال حزب الله إن الخسائر الإسرائيلية تتجاوز الـ20 قتيلاً وجريحاً، وأشار عنصر ميداني في غرفة عمليات حزب الله إلى أن الصور التي نشرها الجيش الإسرائيلي لجنوده قرب منازل في قرية حدودية في جنوب لبنان، تم تصويرها في بقعة جغرافية تبعد عشرات الأمتار عن الأراضي المحتلة.

لفت العنصر الميداني في الحزب إلى أن الهدف من الحصول على هذه الصور، حاجة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، المأزوم كان الثمن أكثر من 20 قتيلا وجريحا في صفوف جنود النخبة، الأمر الذي أجبر الرقيب العسكري الإسرائيلي على إخفائه والتعتيم على الحدث، وأشار إلى أن مجاهدي المقاومة يرصدون ويتابعون ويتصدون لكل تحرك معادٍ عند الحافة الأمامية في جنوب لبنان، ويطاردون جنود العدو الإسرائيلي في قواعدهم وثكناتهم الخلفية على طول الخط الحدودي في الأراضي المحتلة، بقذائف المدفعية وصليات الصواريخ.

قال بيان صادر عن حزب الله إنه دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة والشريفة، ودفاعًا عن لبنان وشعبه، ورداً على الاستباحة الهمجية الإسرائيلية للمدن والقرى والمدنيين، اشتبك مجاهدو المقاومة بعد ظهر الجمعة مع جنود العدو الإسرائيلي أثناء محاولتهم التسلل باتجاه بلدة يارون، وقال نائب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم: إن الحزب مستعد لأي توغل بري إسرائيلي وسيتصدى له بقوة.

أكد نعيم قاسم "أن الحزب سيختار أميناً عاماً جديداً خلفاً لحسن نصر الله في أقرب فرصة"، متعهداً بمواصلة القتال ضد إسرائيل، والتحرك وفقاً للخطط الموضوعة بالفعل، واصفًا هجمات الحزب ضد إسرائيل حتى الآن بأنها عند "الحد الأدنى، وأن المعركة قد تكون طويلة، وأن العدو الإسرائيلي لن يحقق أهدافه وسنخرج منتصرين، سنفوز كما فزنا في 2006، على حد قوله، منتقداً تقديم الدعم من الولايات المتحدة لإسرائيل بلا حدود لإسرائيل.

في تدوينة على موقع، إكس، قال المتحدث العربي باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي: "الفرقة 98 بدأت أنشطة موجهة ومحددة في منطقة جنوب لبنان، ومن بينها قوات لواء الكوماندوز والمظليين والمدرعات من اللواء 7، أجرت الاستعدادات على مدار الأسابيع الأخيرة لتنفيذ عملية برية في جنوب لبنان، والتي بدأت قبل بدء العملية ونفذت القوات التدريبات المعنية.

طلب الجيش الإسرائيلي من سكان الجنوب في لبنان إخلاء حوالي 30 بلدة ظهر الثلاثاء الماضي، وقال إن مناطق المطلة ومسكاف عام وكفار جلعادي الحدودية مع لبنان أصبحت مناطق عسكرية مغلقة، وأكدت الخارجية الأمريكية أن إسرائيل أبلغتها نيتها شن عمليات برية في لبنان، حيث كان من المخطط لقوات الكوماندوز الإسرائيلية التوغل مسافة 500 متر لتنفيذ عمليات نوعية في الجنوب اللبناني، في المنطقة المقابلة لما يسمي بـ"إصبع الجليل"، وأصيب 4 جنود أثناء هذا التوغل، وتركزت العمليات في مناطق العديسة وكفر كلا ويارون ومارون الراس.

كان رئيس الأركان الإسرائيلي دعا الأسبوع الماضي، جنوده إلى الاستعداد لـدخول محتمل إلى لبنان، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه استدعى لواءين احتياطيين من أجل مهام عملياتية في الشمال. وتعهد وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، قبلها بإعادة سكان شمال إسرائيل إلى بلداتهم، وأكد أن التصعيد مع حزب الله دخل منعطفاً جديداً بتوجيه المزيد من الموارد إلى الجبهة الشمالية.

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، نقلاً عن مصادر مطلعة، إن قوات خاصة إسرائيلية، نفذت عمليات محدودة ولكن ذات هدف محدد في جنوب لبنان، وجمعت معلومات استخبارية، وأوضحت الصحيفة أن هذه العمليات شملت دخول أنفاق حزب الله، الواقعة على طول الحدود، وأن هذه العمليات تسبق عملية برية محتملة قد تشنها إسرائيل في لبنان، وأفادت الصحيفة أن هدف التوغل لإسرائيلي في لبنان هو تدمير الأنفاق والأسلحة لتي أعدها حزب الله بالقرب من الحدود.

جاء في بيان نشره المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، إنه بناءً على قرار المستوى السياسي، بدأ الجيش قبل عدة ساعات عملية برية محددة الهدف والدقة في منطقة جنوب لبنان، ضد أهداف وبنى تحتية إرهابية لتنظيم حزب الله الإرهابي، في عدد من القرى القريبة من الحدود، التي ينطلق منها تهديد فوري وحقيقي للبلدات الإسرائيلية في الحدود الشمالية. وأضاف البيان أن الجيش يعمل وفق خطة "مرتبة" جرى إعدادها في هيئة الأركان العامة وفي القيادة الشمالية والتي تدربت القوات لها على مدار الأشهر الأخيرة.

وأوضح البيان أن القوات البرية الإسرائيلية مدعومة بهجمات جوية لسلاح الجو وقصف مدفعي يستهدف أهدافا عسكرية في المنطقة بالتنسيق الكامل مع قوات المشاة"، وأكد أدرعي أن عملية "سهام الشمال" مستمرة بناءً على تقييم الوضع، بالتوازي مع القتال في غزة وجبهات أخرى، "وفقًا لقرار المستوى السياسي.

فيما واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عمليات الاغتيال حيث أكد الجيش الإسرائيلي، الجمعة، مقتل محمد رشيد سكافي، قائد منظومة اتصالات حزب الله بتنفيذ "ضربة دقيقة تستند إلى معلومات مخابراتية" في بيروت، الخميس، كما أعلنت حركة حماس الفلسطينية، الاثنين، استشهاد قائدها في لبنان فتح شريف أبو الأمين، وزوجته وابنه وابنته، في غارة جوية جنوبي البلاد استهدفت مخيم البص للاجئين الفلسطينيين في لبنان.

أعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- الاثنين الماضي- مقتل ثلاثة من أعضائها في الغارة الإسرائيلية على بيروت، ونعت الجبهة في بيان لها "الرفيق القائد محمد عبد العال، عضو المكتب السياسي للجبهة ومسئول الدائرة العسكرية الأمنية، والرفيق القائد عماد عودة، عضو الدائرة العسكرية للجبهة وقائدها العسكري في لبنان، والرفيق المقاتل عبد الرحمن عبد العال" قتلوا خلال الغارة الجوية التي استهدفت منطقة الكولا في العاصمة بيروت.

أطلقت إيران نحو 180 صاروخاً باتجاه إسرائيل رداً على اغتيال حسن نصر الله، وهي المرة الثانية التي تستهدف إيران إسرائيل بالصواريخ، وهذه المرة كانت الصواريخ أكبر من سابقتها في إبريل الماضي حيث أطلقت نحو 110 صاروخاً باليستياً و30 صاروخ من طراز كروز.

يذكر أن إسرائيل تدخلت برياً في لبنان 3 مرات سابقاً في عام 1978 في عملية الليطاني، واستمرت 3 شهور، وكانت بهدف تدمير البنية التحتية للمنظمات الفلسطينية في لبنان، وفي عام 1982 ووصلت القوات الإسرائيلية للعاصمة بيروت، وحاصرتها مع قصف مدفعي وجوي وبحري مكثف، وإنزال بحري لجنود مشاه ومدرعات شمال صيدا، واستغرقت العمليات 3 أشهر، والهدف إبعاد المقاتلين الفلسطينيين مسافة 40 كيلومتراً عن الحدود، وتدمير البنية التحتية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وإخراج القوات السورية من لبنان، ثم جاء التوغل البري الثالث عام 2006 واستمر لمدة 27 يوماً فقط، واقتصر علي البلدات الجنوبية المحاذية للشريط الحدودي، وبعمق لا يتعدى عدة كيلو مترات، بهدف تحرير الأسيرين الذين أسرهما حزب الله وفشلت العملية.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: حزب الله جنوب لبنان حسن نصر الله نعيم قاسم الجیش الإسرائیلی فی جنوب لبنان حزب الله فی لبنان

إقرأ أيضاً:

خليفة نصرالله.. تضارب الروايات الإسرائيلية عن مصير صفي الدين بعد غارات الضاحية

بغداد اليوم - متابعة

تضاربت الروايات الإسرائيلية الرسمية وغير الرسمية، اليوم الجمعة، (4 تشرين الأول 2024)، عن مصير القيادي في حزب الله اللبناني، (هاشم صفي الدين) بعد قصف عنيف على الضاحية الجنوبية ببيروت الليلة الماضية.

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، ان "مؤشرات متزايدة بأن (هاشم صفي الدين) قُتل في الغارة على الضاحية الجنوبية".

فيما قالت هيئة البث الإسرائيلية، ان "تقديرات إسرائيلية ترجح إصابة (صفي الدين) ولكن لا يوجد أي معطى يؤكد مقتله".

وأضافت، ان "ترجيحات بإصابة عدد من قادة المنظومة الاستخبارية في حزبالله في الضربة على الضاحية".

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية، قد أفادت أمس بان "سلاح الجو الإسرائيلي ألقى نحو 73 طنا من القنابل على مقر لحزب الله بالضاحية الجنوبية يعتقد أن صفي الدين كان فيه".

وقال ثلاثة مسؤولين إسرائيليين، ان: "الغارات استهدفت اجتماعا لكبار قادة حزبالله بينهم هاشم صفي الدين وان هدف الهجوم كان موجودا في أعمق مخبأ".

يشار الى ان هاشم صفي الدين القيادي البارز في حزب الله اللبناني يُعد الخليفة المحتمل للأمين العام حسن نصر الله الذي اغتيل بقصف عنيف في الضاحية الجنوبية ببيروت في 30 أيلول الماضي.


مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي لا يريد لحزب الله أن يتنفس
  • رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: يجب أن نمنع حزب الله من التنفس
  • لبنان: تجدد غارات الجيش الإسرائيلي،وحزب الله يقصف شركة صناعات عسكرية
  • اشتباكات قوية بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله في جنوب لبنان
  • آخر التقارير والمعلومات بشأن مصير خليفة حسن نصرالله.. وحزب الله يلتزم الصمت
  • ‏إذاعة الجيش الإسرائيلي: مقتل أكثر من 400 عنصر من حزب الله من البر والجو منذ بدء التوغل البري الإسرائيلي
  • خليفة نصرالله.. تضارب الروايات الإسرائيلية عن مصير صفي الدين بعد غارات الضاحية
  • إعلام إسرائيلي: الاجتياح البري لجنوب لبنان بدأ يصل إلى بلدات جديدة
  • باحثة سياسية: لبنان يواجه تهديدًا كبيرًا بسبب الاجتياح البري الإسرائيلي