بوابة الوفد:
2025-03-06@18:54:47 GMT

3 آداب لتناول الطعام من القرآن والسنة

تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، مفتي الجمهورية السابق، أن الضوابط المأخوذة من القرآن والسنة التي تشكل عناصر مهمة في البناء الحضاري للمجتمع الإسلامي بل والبشري، ونستعرض فيما يلى أهم 3 آداب لتناول الطعام من القرآن والسنة.

جمعة يوضح دلائل الحب التي جرت أيام سيدنا النبي علي جمعة: علمنا رسول الله أن نقدم مصلحة الأمة على كل شئ 3 آداب لتناول الطعام من القرآن والسنة 

 

1- قوله تعالى: (وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) ، فالكم مهم ينظمه رسول الله ﷺ في الحديث الذي يرويه المقدام بن معدي كرب، حيث قال: «ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطنه، حسب ابن آدم ثلاث أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث طعام، وثلث شراب، وثلث لنفسه» (رواه النسائي والبيهقي في الشعب والحاكم في المستدرك واللفظ له)، ويدرك السلف الصالح هذا المعنى فيقول ابن ماسويه الطبيب لما قرأ هذا الحديث: «لو استعمل الناس هذه الكلمات لسلموا من الأمراض والأسقام، ولتعطلت المارستانات -أي المصحات- ودكاكين الصيادلة».

ويقول المروزي للإمام أحمد بن حنبل: «هل يجد الرجل في قلبه رقة وهو شبع؟ قال: ما أرى ذلك»، وقال إبراهيم بن أدهم: «من ضبط بطنه ضبط دينه، ومن ملك جوعه ملك الأخلاق الصالحة، وإن معصية الله بعيدة عن الجائع، قريبة من الشبعان، والشبع يميت القلب».

2- بل جعل الله سبحانه وتعالى الإطعام طريقاً لتكفير الذنوب واشترط أن يكون من أحسن الطعام وأعلاه، قال تعالى في كفارة اليمين: (فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ) ، وأوسط معناها أعلى، كما في قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً) ، بل لابد أن يكون حلالاً له مذاق وهو من أحسن ما يطعم الإنسان به أهله.

3- وسن لنا رسول الله ﷺ آداب الطعام، وأجملها في التؤدة والتمهل في الأكل، وعدم العجلة والإسراع فيه، فقال لابن عباس رضي الله عنه: «يا غلام، سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك» (أخرجه البخاري ومسلم) وقال ﷺ: «من أكل طعاماً، فقال الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة، غفر له ما تقدم من ذنبه» (رواه أحمد وأبو داود والترمذي والحاكم).

وأشار إلى أنه يجب علينا إذًا أن نرجع إلى الطعام الحلال ونتخير الطعام الطيب ونضبط سلوكنا في تناوله، فنصبح بذلك قادرين على القضاء على الشر في أنفسنا، وعلى الفساد في مجتمعاتنا، وعلى الاختلال في العالم وهذه دعوة قد يراها بعضهم بعيدة عن قضية بناء الحضارة إلا أنها جزء لا يتجزأ منها، فالطعام الطيب جزء من نفسية المسلم الطيب القادرة على بناء حضارة عادلة تستمر وتبقى على نقائها عبر الأجيال.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رسول الله الطعام 3 آداب تناول الطعام القرآن والسنة من القرآن والسنة

إقرأ أيضاً:

الاقتصاد في القرآن … نظام متكامل للعدالة والتنمية

بقلم : الخبير المهندس:- حيدر عبدالجبار البطاط ..

الاقتصاد هو عصب الحياة وهو العامل الأساسي في استقرار المجتمعات وازدهارها.
وقد أولى القرآن الكريم اهتمامًا كبيراً بالمفاهيم الاقتصادية ووضع أسساً متينة لنظام اقتصادي عادل ومتوازن يحقق التكافل الاجتماعي ويمنع الظلم والاستغلال. ومن خلال استعراض آيات القرآن نجد أن الإسلام قدّم رؤية اقتصادية متكاملة تجمع بين الإنصاف والاستدامة والتوازن بين المصلحة الفردية والمصلحة العامة.

العدل في المعاملات المالية

القرآن الكريم يشدد على ضرورة العدل في التعاملات المالية ويحث على النزاهة في البيع والشراء ويحذر من الغش والتلاعب بالموازين حيث يقول الله تعالى
﴿وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾ (الأنعام: 152).
وهذا تأكيد على أهمية الصدق في التجارة وضبط الأسواق لمنع الظلم والتفاوت الاقتصادي غير العادل.

تحريم الربا والاستغلال المالي

يعد الربا من أخطر الظواهر الاقتصادية التي تكرّس الظلم والاستغلال، ولهذا جاء تحريمه صريحًا في القرآن
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ (البقرة: 278).
فالربا يؤدي إلى تكديس الثروات لدى فئة قليلة على حساب الفقراء والمحتاجين بينما الإسلام يدعو إلى استثمار المال بطرق مشروعة تضمن النمو الاقتصادي العادل.

التوازن بين الإنفاق والادخار

من القيم الاقتصادية المهمة التي يدعو إليها القرآن هي الاعتدال في الإنفاق، بحيث لا يكون الإنسان مبذرًا ولا بخيلًا، كما في قوله تعالى:
﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا﴾ (الفرقان: 67).
وهذا المبدأ يضمن استقرار الاقتصاد الفردي والمجتمعي، ويحول دون الوقوع في الأزمات المالية.

الزكاة والتكافل الاجتماعي

يعتبر نظام الزكاة من أهم وسائل إعادة توزيع الثروة في الإسلام، وهو ليس مجرد عبادة، بل هو آلية اقتصادية تهدف إلى تحقيق العدالة الاجتماعية، حيث يقول الله تعالى:
﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ﴾ (البقرة: 43).
فالزكاة تعزز روح التضامن بين الأغنياء والفقراء وتسهم في الحد من الفقر مما يؤدي إلى استقرار المجتمع اقتصاديًا وأخلاقيًا.

محاربة الاحتكار والفساد الاقتصادي

الاحتكار والفساد المالي يؤديان إلى اختلال التوازن الاقتصادي، ولهذا نهى القرآن عن الممارسات التي تضر بالمجتمع، كما في قوله تعالى:
﴿وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ﴾ (الأعراف: 85).
وهذا يشير إلى ضرورة وجود رقابة على الأسواق، لضمان التنافس العادل، ومنع الاستغلال الذي يؤدي إلى الإضرار بالطبقات الضعيفة.

أهمية العمل والكسب الحلال

القرآن يحث الإنسان على السعي في الأرض والعمل الشريف، ويجعل الكسب الحلال وسيلة لتحقيق الاستقرار الاقتصادي، كما في قوله تعالى:
﴿فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ﴾ (الجمعة: 10).
وهذا يشجع على الإنتاجية والاعتماد على النفس، بدلًا من الاعتماد على الاقتراض والديون.

التوزيع العادل للثروة

من المبادئ الاقتصادية المهمة التي وضعها الإسلام، منع تكديس الأموال في أيدي فئة قليلة، وضرورة توزيع الثروات بشكل عادل، حيث يقول الله تعالى:
﴿كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنكُمْ﴾ (الحشر: 7).
وهذا يعزز التوازن الاقتصادي، ويمنع نشوء فجوات كبيرة بين الفقراء والأغنياء، مما يؤدي إلى استقرار المجتمع.

اخيرا ً ان الاقتصاد في القرآن الكريم ليس مجرد قوانين مالية، بل هو نظام متكامل يهدف إلى تحقيق العدل، والاستقرار والتكافل الاجتماعي.
ومن خلال هذه المبادئ يمكن بناء اقتصاد قوي ومستدام يحترم حقوق الأفراد، ويحقق التنمية الشاملة للمجتمع. فكلما اقتربت المجتمعات من هذه القيم زادت فرصها في تحقيق الازدهار والرخاء

حيدر عبد الجبار البطاط

مقالات مشابهة

  • مركز الأزهر العالمي يسلط الضوء على كيفية تعظيم كتاب الله في حياة المسلمين
  • شيخ الأزهر يوضح الفرق بين الودود والمحب في أسماء الله الحسنى
  • شيخ الأزهر يشرح معنى اسم الله «الودود» في القرآن ويؤكد: قد يوصف سبحانه بالمحب ولكنه لا يمكن أن يكون اسمًا له تعالى
  • شيخ الأزهر يشرح معنى اسم الله «الودود» في القرآن
  • الاقتصاد في القرآن … نظام متكامل للعدالة والتنمية
  • فعل كان يكثر منه النبي والصحابة في رمضان .. علي جمعة يوضحه
  • «تلاوة القرآن».. أفضل الذكر في رمضان
  • أمين الفتوى: المرأة تؤجر على إعداد الطعام لأهل بيتها في هذه الحالة
  • لو المراهق عمل في نفسه حاجة بيتحاسب زي الكبير العاقل؟ علي جمعة يجيب
  • احذر أن تكون منهم.. 4 صفات للمنافقين كشف عنها القرآن