يتحدث لـ«الأسبوع» في الذكرى الـ51 لنصر أكتوبر.. اللواء محمد قشقوش: مصر هزمت إسرائيل «عسكريًا وسياسيًا»
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
- الحرب مجموعة معارك ربحناها جميعا باستثناء «نصف الثغرة» قبل تصفيتها ببَسالة
- استرداد مصر باقي سيناء بالدبلوماسية «انتصار سياسي» يجهض خطاب الكيان
- أعتز بدوري القتالي وحصولي على نوط الشجاعة العسكرى من الطبقة الأولى
- إرادة مقاتلي القوات المسلحة المصرية قهرت التجهيزات القتالية المتقدمة للعدو
يواصل اللواء أركان حرب، د.
يعتز اللواء «قشقوش»، عضو الهيئة الاستشارية بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، بدوره الفكري- التنويري، بعد دوره القتالي خلال حرب أكتوبر المجيدة. كان خلالها قائد سرية مظلات، برتبة رائد، قبل حصوله على نوط الشجاعة العسكرى من الطبقة الأولى، من الرئيس الراحل، جمال عبد الناصر. مصدر اعتزازه أن القوات المسلحة المصرية، وفق حديثه لـ«الأسبوع» في الذكرى الـ51 لحرب أكتوبر المجيدة «نجحت في حسم الحرب، رغم تباين التجهيزات القتالية الإسرائيلية: قوات جوية متقدمة، دفاعات جوية متحركة، أسلحة متنوعة، كما وكيفا».
يتوقف اللواء «قشقوش» بفخر وإكبار أمام إرادة مقاتلي القوات المسلحة المصرية «هزموا العتاد الإسرائيلي المتطور، من واقع تقديرات المختصين في المعاهد والأكاديميات العسكرية، الإقليمية والدولية لحجم الإنجاز العسكري المصري، وتحليلهم لأسباب الهزيمة الأكبر، التى مُنيت بها إسرائيل، منذ نشأتها. يستشهد بالعِلم العسكرى الاستراتيجى في تحديد مقاييس النصر والهزيمة في الحروب، ومعايير كسب أكبر عدد من المعارك المكونة للحرب، والأهم، تحقيق هدف -أهداف- الحرب».
معايير التقييميتمسك اللواء «قشقوش» بحسابات شديدة الدقة، لا تعرف المجاملة أو الخداع، ولا يمكن التلاعب بها «وفق القياسات والتقييم الاستراتيجي لتقييم الحروب، فإن إسرائيل تعرضت لهزيمة عسكرية- سياسية. أولا، القياس الميدانى: يفرِّق بين الحرب والمعركة، كون الحرب مجموعة معارك: برية، جوية، بحرية، ودفاع جوي، والتى يجب أن يفوز بها الطرف المنتصر، كما في حالة مصر خلال حرب أكتوبر. حققت الهدف المخطط للحرب، وكل معاركها، عدا المرحلة الأولى من معركة ثغرة الدفرسوار، قبل التعامل معها، وتصفيتها ببسالة».
يشير اللواء «قشقوش» إلى «القياس السياسى العسكري، كثاني معايير تقييم الحروب الحديثة، يتمثل في تحقيق الهدف -الأهداف- من الحرب. منذ وقف إطلاق النار وفض الاشتباك حتى تحرير طابا، فقد حققت مصر انتصاريين: الأول انتصار سياسي أدى إلى اتفاق سلام، واسترداد كل الأرض وتبقى الجزء الصغير في طابا. الثاني، انتصار القانون الدولي، حيث خاضت مصر ٦ سنوات في المحكمة الدولية حتى استُرِدت الأرض المصرية، ما يعني خسارة إسرائيل، باسترداد مصر لسيناء/61 ألف كيلو متر، تشكل ٦٪ من مساحة مصر».
يربط اللواء «قشقوش» المزاعم الإسرائيلية المتواصلة حول حرب أكتوبر بـ«حالة غرور مرضية، مثيرة للشكوك حول عقلية الإسرائيليين. تتفاقم هذه الحالة بسبب الخسائر الكبيرة التي منيت بها خلال حرب الاستنزاف -1000 يوم- ثم حرب أكتوبر، بما شهدته من خطط ميداينة، وتكتيكات عسكرية، واستراتيجيات، تبوح باحترافية جهات التخطيط في مصر. الوثائق النادرة التى تواصل وزارة الدفاع المصرية الكشف عنها، تباعا، تؤكد مهارة التخطيط الاستراتيجي العسكري، والتنظيم والتدريب، وجسارة التنفيذ، وإدارة الحرب بمراحلها، من خلال مئات الآلاف من الخرائط، البرقيات، والمحادثات الميدانية، قبل وقف إطلاق النار».
يبسط اللواء «قشقوش» المعادلة، رقميا: «لو كانت حرب أكتوبر عام 1973 من 10، فمصر حققت 8.5، بينما حققت إسرائيل 1.5. وهو أمر لا يقل أهمية عما تحقق خلال حرب الاستنزاف، التى مرت بـ3 مراحل فرعية، ارتبطت بتنامي القوة العسكرية المصرية، تسليحًا وتدريبًا، بدءًت بمرحلة الصمود وبناء الدفاعات، ثم مرحلة التصدى بعد التهجير والاشتباكات النيرانية المختلفة عبر القناة، انتهاء بمرحلة الردع، ردًا على عربدة الطيران الإسرائيلى بالعمق المدنى المصرى».
يتذكر اللواء «قشقوش» مرحلة عبور القوت المصرية لقتال القوات الاسرائيلية فى سيناء، خلال حرب الاستنزاف «عبر الكمائن ضد دورياتها، والإغارات على المواقع الحصينة لخط بارليف، وكيف تكبد العدو خسائر كبيرة فى الافراد والأسلحة والمعدات، فضلا عن العودة بالكثير من الأسرى، الذين أفادوا فى التخطيط لحرب العاشر من رمضان- السادس من أكتوبر، لاحقًا، والتي كانت حربا عادلة وحتمية، اعتمدت بالأساس على إرادة وعزيمة المقاتل المصري، والدعم الشعبي اللامحدود».
مبادرة «روجرز»يتوقف اللواء «قشقوش» عند مبادرة «روجرز، التى كانت الفاصل الزمني، في أغسطس 1970، بين حرب الاستنزاف، والاستعدادات النهائية لحرب أكتوبر. المبادرة، طرحها، وزير الخارجية الأمريكى الأسبق، وليام روجرز، بعد مبادرات عدة، مصرية، عربية، ودولية، اعتمادا على قرار مجلس الأمن، رقم 242، المتعلق بانسحاب إسرائيل من جميع الأراضى، التى احتلتها بعد الرابع من يونيو عام 1967».
يقول اللواء «قشقوش»: «قبلت إسرائيل ومصر مبادرة، روجرز، رغم تلاعب القوى الدولية، آنذاك، بصياغة القرار 242، وجعله مطاطا لخدمة إسرائيل، التى طرحت، حينها، مبادرة مثيرة للسخرية: ينسحب الجيشان المصرى والإسرائيلى خلف قناة السويس بمسافة 50 كم كنوع من فض الاشتباك مع تطهير قناة السويس وفتحها لخدمة الملاحة الدولية مع المساهمة فى التطهير وربما بنسبة من دخل القناة»!
يفسر أسباب قبول إسرائيل بالمبادرة «ربما أكثرها أهمية، تفاقم الخسائر البشرية للجيش الإسرائيلي: قتلى وجرحى وأسرى، خلال المرحلة الثالثة من حرب الاستنزاف المصرية، التى اعتمدت على زيادة أعمال الكمائن والإغارات ضد مواقع العدو ودورياته ومواقع خط بارليف الحصين، وقد شرفت بقيادة إحدى المجموعات مرات عدة، أكبرها ضد الموقع الحصين للمعدية رقم 6 شرق الاسماعيلية».
في المقابل «وافقت مصر على مبادرة، روجرز، التي دخلت حيز التنفيذ فى 8 اغسطس1970، لاستكمال بناء حائط صواريخ الدفاع الجوى، غرب قناة السويس، كون المبادرة ستوقف غارات القوات الجوية الإسرائيلية، وتمنح حرية حركة لتعزيز الدفاعات الجوية، خارج مدى مدفعية العدو، وحيوية حائط الصواريخ في تغطية قواتنا التى ستعبر القناة خلال حرب أكتوبر 1973، بعمق 15-20 كم، داخل سيناء، لاحقا».
الإعداد الشامليربط اللواء «قشقوش» بين العملية «بدر» الاسم العسكري لحرب أكتوبر، والأجواء الروحية في شهر رمضان «بدر، من عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم- حتى حرب أكتوبر، كانت دليلا على الانتصار على العدو رغم فارق القوة والعتاد العسكري. إنه الإيمان بالله والوطن وعدالة القضية، مع عزيمة الرجال، والتخطيط العلمي الدقيق، المبني على الحقائق، لاسيما المعرفة الدقيقة بكل ما يتعلق بالقوات الإسرائيلية المعادية، آنذاك، نقاط قوتها، وضعفها، وكيف حيدنا الأولى، وركزنا على الثانية. أيضا، الدراسة الدقيقة لمسارح العمليات: برًا، بحرًا، وجوًا، بالظروف الجوية والبيئية والمناخية المؤثرة، وحسابات أخرى».
يوضح ملامح حالة «الإعداد الشامل لمسرح العمليات: الطرق، السكك الحديدية، الموانئ البحرية والجوية، إعداد مناطق وخطوط دفع الاحتياطيات، المناطق الإدارية، السيطرة، مع التحركات التكتيكية المنضبطة لمئات الآلاف من القوات، وعشرات الآلاف من المركبات المختلفة، ومئات الدبابات عبر الطرق ومحاور التقدم، مع عبور كباري الاقتحام المتنوعة لقناة السويس والمعديات المختلفة نهارا وليلا، ثم السيطرة بالتوقيتات. التخطيط الدقيق كان يراعي جميع التفاصيل التكتيكية والفنية، حتى جميع المصاعب والعوائق المتوقعة، بغرض حلها بدقة، والتغلب عليها، دون أن تؤثر على قواتنا، أو تشعر القوات المعادية بما يتم، من خلال الاستفادة من خطة الخداع الاستراتيجي».
الخداع الاستراتيجى«الخداع الاستراتيجى»، بحسب اللواء «قشقوش» كان «محورًا فرعيًا، لكنه هام جدًا، في الخطة الشاملة لحرب أكتوبر عام 1973. نجحت مصر في خداع إسرائيل وكل القوى الدولية المناصرة لها، كالولايات المتحدة الأمريكية. كانت تأكيدا على قوة أجهزة الاستخبارات المصرية، التى غررت بأقوى أجهزة الاستخبارات الكبرى، عالميا، ومن ثم، امتلكت مصر عنصري المفاجأة والمبادأة، وهما من أهم مبادئ الحرب. مصر، فرضت توقيت ومكان وكيفية بدء تنفيذ العمليات، مع تحقيق المهمة الرئيسية للقوات المسلحة المصرية -اقتحام قناة السويس، ظهرا- وتدمير خط بارليف الحصين، كأقوى خط دفاعى فى العالم وقتل وأسر من فيه إلا من فرّ هاربًا».
خلال العمليات «تم صد وتدمير الهجمات المضادة المدرعة الإسرائيلية المتتالية. وصلت قواتنا إلى عمق 20 كم، وهو المدى الذى فرضته مظلة الدفاع الجوى المصرية، الموجودة غرب قناة السويس. ولو كانت مظلة التغطية أكثر تقدما ومسافة لتقدمت قواتنا إلى عمق سيناء. خلال الحرب نفسها، لولا الجسر الأمريكى المباشر - الدعم اللوجيستي المفتوح- إلى العريش لهزمنا إسرائيل على مستوى الدولة، وقد كانت هي تعرف ذلك، وتستعد للخيار شمشون: عليّ، وعلى أعدائي، عبر إعداد أسلحتها النووية فى ديمونة قرب حدودنا دفاعا عن وجودها».
يشير اللواء «قشقوش» إلى أن «خطة الخداع الإستراتيجى: سياسية، اقتصادية، وعسكرية. اعتمدت على خطاب رئاسي يرحب بالأرض مقابل السلام، وعشرات التحركات والتكتيكات الأخرى، التي توحي بعدم استعداد مصر للحرب، من خلال تسريح قوات، فتح باب العمرة للراغبين في الذهاب للأراضي المقدمة، تأخر مصر في إطفاء شعلات حقول بترول خليج السويس إلى ما قبل بدء الحرب، تأخر إغلاق المجال الجوى المصرى، تزامن توقيت الحرب مع شهر رمضان، وتدريبات سنوية معتادة للقوات المصرية، وعدم قدرة إسرائيل على التعبئة. خطة الخداع انطلت حتى على شريحة كبيرة من النخب في مصر، فاعتقدت أن مصر، لن تحارب»!
الرابح.. والخاسريقول اللواء «قشقوش»: «قبل هزيمة إسرائيل، هزمنا أكبر وأصعب مانع مائى فى التاريخ، ممثلا في عبور قناة السويس، بعرضها، وتغير اتجاه تيارها، وتغير ارتفاع سطح الماء نتيجة المد والجزر، وارتباطها بحالة القمر، وتأثير ذلك على العبور وتثبيت الكبارى المخصصة لعبور الدبابات، ثم خط بارليف، ذلك الساتر الرملى المرتفع - يتجاوز الـ7 طوابق- بزاوية انحدار صعبة جدًا، تقود من يحاول العبور لمياه القناة، ومن ثم فهو أقوى الخطوط الدفاعية المحصنة، عالميا، مقارنة بخطوط الحرب العالمية الثانية -ماجينو فى فرنسا، ونهر الراين فى ألمانيا- بقواته وأسلحته والالغام والنابالم المخصص لإشعال سطح القناة وأي قوات مصرية تحاول عبورها. تغلبنا على المانعين».
يشير إلى «تصدى القوات المصرية لاحتياطيات العدو من الدبابات المتدرجة فى العمق وتدمير معظمها وأسر بعضها سليمة، كانت محركات بعضها في وضع التشغيل، ما يعكس حجم هلع قوات العدو، ومباغتتها، مع أسر العديد من القوات الإسرائيلية، مع منع طيران العدو من الاقتراب من قناة السويس، بقوة الدفاع الجوى المصري». يضيف: «حتى في معركة السويس، نجحت مصر في حصار الحصار الإسرائيلي للسويس، والانتصار في الجزء الثاني من معركة الدفرسوار، المعروفة بتصفية الثغرة، بعد صد قوات العدو، التى حاولت اقتحام الإسماعيلية، وتكبيدها خسائر فادحة في السويس: قوات، دبابات، ومدرعات».
تصفية الثغرةيتطرق اللواء «قشقوش» بسخرية لـ«خيال الحكومة الإسرائيلية، التي كانت ترتب زيارة لرئيستها آنذاك، جولدا مائير، لمدينة السويس، وإلقاء كلمة عالمية، تحت العلم الإسرائيلى. قبلها، فشلت القوات الإسرائيلية فى التوجه للإسماعيلية، شمالا، فاتجهت، جنوبا، ناحية السويس، لخلو الطريق من القوات المدرعة المصرية، التى عبرت إلى سيناء بأوامر من الرئيس الراحل محمد أنور السادات، لتخفيف الضغط الإسرائيلى عن سوريا، ضمن ما يعرف بقرار تطوير القتال يوم 14 أكتوبر. تشهد الفترة التى سبقت صدور قرار مجلس الأمن، رقم 339، في 24 أكتوبر 1973- 28 رمضان 1393 ه، وقرار وقف إطلاق النار يوم 28 من الشهر نفسه، بسالة القوات المصرية، وصمود أهالي السويس في مواجهة ثغرة الدفرسوار».
يعود اللواء «قشقوش» بالذاكرة إلى تلك «الأيام المشهودة، عندما تكاتفت القوات المصرية - دعم الفرقة 7 بقيادة العميد أحمد بدوى، والفرقة 19 بقيادة العميد يوسف عفيفى، حينها- مع أهالي مدينة السويس الباسلة. قَطع مصادر المياه والكهرباء والوقود لإجبار المدينة على الاستسلام، ولكن السويس كما انتصرت فى القتال فقد انتصرت فى الصمود.وبالتعاون مع مهندسى الفرقة 19 شرق القناة، حيث تم حل مشكلة مياه الشرب بالبحث عن الآبار القديمة التي كانت تزود قوافل الحجاج برًا عبر وادى الحجاج بسيناء، وتم العثور على أكبرها طاقة ونقاء ليكفى السويس ويمد منه الجيش في حال الضرورة. أما الكهرباء، فتم حلها بدفع السولار من الجيش عبر القناة لتشغيل المولدات الاحتياطية لصالح المهام الحرجة مثل الأجهزة الطبية وبنك الدم».
«تحت قيادة المحافظ، بدوي الخولي، والمستشار العسكرى للمحافظة، ومدير الأمن، ومكتب المخابرات العسكرية. اصطفت قوات المقاومة منظمة تحرير سيناء، بقيادة الراحل، حافظ سلامة، وشباب المدينة. بحسابات ميدانية، توقعت قيادة العمليات قدوم قوات العدو من المدخل الشرقى للمدينة، باتجاه ميدان الأربعين، فتم وضع كمائن قنص الدبابات، واحتلال الأسلحة الخفيفة للمبانى المحيطة. فوجئت دبابات ومدرعات العدو وقواته المظلية بأنها لقمة سائغة في السويس. غادرها تاركا دباباته وعتاده وقتلاه. قامت قواتنا بتدمير الدبابات السليمة التى تركها العدو حتى لايفكر فى استعادتها، لتستقر لاحقا فى معرض السويس العسكرى لتراها الأجيال. دباباتهم المدمرة تحولت إلى جزء من متحف حربى، وشاهد على هزيمة إسرائيل، تم اختيار يوم 24 أكتوبر عيدًا قوميًا للمحافظة، تأكيدًا على التلاحم بين الشعب والجيش، لتعزيز الاستقرار والتنمية الشاملة».
أسرار النصريرجع اللواء «قشقوش» الدور المهم فى نصر أكتوبر عام 1973 لـ«الشعب المصري، فإلى جانب الفخر بالدور المشهود للقوات المسلحة، لا يمكن تناسي بطولات وتضحيات شعبنا العظيم، الذي رفض تنحى الرئيس الراحل، جمال عبد الناصر، عن الحكم، بعد عدوان الخامس من يونيو عام 1967، وكيف وقفت الجماهير تؤازر قائدها، وقواتها المسلحة، حتى تحقيق النصر، تحت شعار: لا صوت يعلو على صوت المعركة، وأن ما اخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة. عندها، بدأ الإعداد الفعلى لحرب التحرير».
يقول اللواء «قشقوش»: «خلال أكثر من 6 سنوات، تحمل الشعب الكثير من المشقة لدعم المجهود الحربي. تحملوا ندرة السلع، ومعاناة المجمعات الاستهلاكية، وتخلوا عن الرفاهية، بل وبعض أساسيات المعيشة. تعبئة الطاقات المدنية من وسائل نقل ومياه وغذاء. تعبئة المستشفيات المدنية للصالح العسكرى والمدنى. تجنيد خريجى الجامعات الذين أسهموا فى استيعاب الاسلحة ومعدات القتال المتطورة وتضييق الفجوة المعرفية بين القائد والجندى، مساهمة بعض الشركات المدنية مع مهندسى القوات المسلحة فى بناء حائط صواريخ الدفاع الجوى ورفع الساتر الترابى غرب القناة لتمكين مدفعيتنا من فوقه من القصف المباشر لخط بارليف قبل وفى اثناء العبور».
«لك أن تتخيل معاناة مليون و500 ألف من المهجرين. تركوا منازلهم في مدن القناة الثلاث بورسعيد، الإسماعيلية، والسويس، لمدة 6 سنوات، حتى ترد القوات المسلحة المصرية بعنف على قوات العدو الإسرائيلي، فضلا عن تحمل عدد كبير من الأسر المصرية غياب الأزواج من الضباط والجنود لسنوات، أو استشهاد وإصابة بعضهم».
يؤكد اللواء «قشقوش» أن حرب أكتوبر كانت عادلة وحتمية لأسباب عدة: تحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلى، إنهاء آثار عدوان يونيو 1967، إعادة فتح قناة السويس أمام الملاحة الدولية واستفادة مصر من عائداتها، استئناف مسيرة المشروع القومى الوطنى الذى بدأته مصر منذ ثورة 1952 وتوقف منذ 1967. بعد النصر العسكرى فى الحرب، تحركت مصر لاستكمال النصر السياسى- الدبلوماسي، بإعادة سيناء وتعزيز السيادة الوطنية بالتنمية الشاملة.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الرئيس جمال عبد الناصر الرئيس محمد أنور السادات اللواء د محمد قشقوش حرب أكتوبر 1973 نصر أكتوبر 1973 القوات المسلحة المصریة حرب الاستنزاف أکتوبر عام 1973 الدفاع الجوى قناة السویس لحرب أکتوبر قوات العدو حرب أکتوبر خط بارلیف خلال حرب
إقرأ أيضاً: