حداثة السن وقتها لم تمنع هذا الشعور القوى بالفخر، أن نقرأ عن البطولات وننتمى إلى هذا الانتصار، 51 عاما على ملحمة أكتوبر الخالدة، نقلت لنا السينما القليل، فلا شيء يماثل روعة ما حدث، نحن الذين ذهبنا في رحلات إلى خط بارليف حصنهم المنيع، وشاهدنا معدات العدو الصهيونى، وحكى لنا القادة فى جيش مصر العظيم قصص البطولات.

نحن الذين قرأنا كتب قادة جيشنا التى روت ملاحم البطولة الخالدة لجنود مصر، عظماء هذا الشعب الذين ولدوا من رحم الريف والحارة ومناطقها الراقية، لم تفرق بطولاتهم بين مكان نشأتهم، ومهما حاولت إسرائيل إعادة كتابة تاريخ خزيها غير المسبوق وتبريره أو النيل من هذا النصر العظيم فلن تستطيع، لأن كل الحقائق مدونة منذ الأيام الأولى للنصر، وما دونه قادتها ومحللوها في السنوات التالية مباشرة على الحرب كان مكتوبا بنار الهزيمة وحرقة القلوب وقسوة الانكسار ومرارة الخروج المذل من أرض سيناء.

لا يمكن أن تنمحي من ذاكرة القارئ المصري والعربي كتب صدرت عن حرب أكتوبر، حملت للقارئ رائحة أرض المعركة وخفايا التحضير لها ومنها: "مذكرات حرب أكتوبر" للفريق سعد الدين الشاذلي، "مذكرات الجمسى- حرب أكتوبر 73" للمشير محمد عبد الغنى الجمسى، و "وانطلقت المدافع عند الظهر" للواء محمد عبد الحليم أبو غزالة، و"حكاية المجموعة 39- مدد يا رفاعى مدد" عن الشهيد العظيم إبراهيم الرفاعي للكاتب محمد الشافعي، و"رحلة الساق المعلقة - من رأس العش إلى رأس الكوبرى" للعميد أركان حرب عادل يسرى، ولموسى صبرى "وثائق حرب أكتوبر"، وعادل وديع فلسطين "يوميات حرب أكتوبر"، وجمال الغيطاني "المصريون والحرب".

كذلك كتاب المؤرخ العسكري اللواء جمال حماد "المعارك الحربية على الجبهة المصرية.. حرب أكتوبر 1973" ويعد الكتاب تحليلا محايدا دقيقا مستفيضًا في شرح نقاط القوة والضعف، والأخطاء الاستراتيجية التي وقعت فيها أطراف المعركة، ولم يترك الكاتب شاردة أو واردة بدءا من التمهيد للمعركة وانتهاءً بوقف إطلاق النار، ومرورا بمقاومة أهل السويس الأبطال للعدو عند حصار المدينة بعد وقوع أزمة الثغرة.

إذا أضفنا لهذا الكتاب وغيره كتاب الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل "أكتوبر السلاح والسياسة»، الذى يسرد فيه يوميات الحرب على ثلاثة محاور هي «القاهرة» و«تل أبيب» و«واشنطن»، متضمنا الكواليس السياسية واللحظات الحرجة والفاصلة منذ وفاة الرئيس عبد الناصر، وتولي الرئيس السادات نهاية بتوقيع اتفاقية السلام.

رغم هذا الكم الهائل من الكتب التى كتب أغلبها رجال من أرض المعركة، وأرخ للبعض الآخر كُتّاب من واقع وثائق حقيقية، تظل محاولات يائسة للعدو لدس السم فى العسل إثبات بطولة زائفة وهو أمر ليس غريبا على قادة إسرائيل بشكل عام، فما بالنا بقائد حرب مهزوم - على الرغم من ذلك - كانت الحقيقة تقفز بين سطر وآخر مما كتبه موشيه ديان وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك في مذكراته "قصة حياتي"، فقد كتب عن اليوم الأول من حرب أكتوبر: "وأصبح العبور الآن حقيقة واقعة، ولم تعد مواقعنا الحصينة سوى فخاخ للموجودين فيها إن لم نستطع رد المصريين إلى الضفة الغربية، وهذا ما لم أكن أشترك مع رئيس الأركان وقائد الجبهة الجنوبية في افتراض إمكانية حدوثه".

يقول في موضع آخر: "وفى الساعات الأربع والعشرين الأولى من نشوب الحرب أصبحنا لا نملك سوى قوة ضئيلة من المدرعات على الجبهة المصرية، وما إن انهار خط الدفاع الأول حتى تدفق المصريون على سيناء بقوات ضخمة وبقوة هائلة من الأسلحة وقاتل لواء دبابات الجنرال البرت ماندلر ببسالة لإيقاف تقدم المصريين ولم يكن هذا اللواء منتشرا وفق خطة الطوارئ في موقعه عندما بدأت الحرب ولذا فإنه ما إن تقدم للقتال حتى تعرض لنيران عنيفة من الدبابات المصرية بالضفة الشرقية".

يعترف ديان بأن الخسائر كانت فادحة، ويصف حرب أكتوبر مقارنة بالحروب الأخرى بأنها لم تكن فقط صعبة، بل كان جو الحرب نفسه صعبا، لأنهم كانوا يواجهون حشودا مصرية مسلحة بكميات ضخمة من الأسلحة. مرارة الهزيمة الثقيلة كانت تقطر من كل جملة في كتابه خاصة وهو يذكر حجم القتلى من خيرة ضباطه من الطيارين وقادة المدرعات والمظليين ومن الآباء والأبناء والجيران إضافة إلى الجرحى والأسرى.

فى كتاب آخر بعنوان «زلزال أكتوبر.. حرب عيد الغفران"، الصادر في مايو 1974 للمرة الأولى باللغة العبرية للكاتب الإسرائيلي المتخصص في الشئون العسكرية «زئيف شيف»، وهو أيضا عضو رئاسة تحرير صحيفة «هاآرتس»، يصف «شيف» في 400 صفحة من كتابه حقائق وخلفيات المعركة وما دار بين قادة إسرائيل، وذكر «زئيف شيف» صورا رائعة لبطولة المقاتل المصري، وبراعة التكتيك والتخطيط للقادة المصريين خلال المعارك.

كما وجه النقد العنيف للقادة الإسرائيليين الذين طغت خلافاتهم الشخصية على أخطر المواقف التي كان يتعرض لها الجنود، فكانت الهزيمة النكراء هي المحتوى الحقيقي لكتابه، فنجده في أحد مواضع كتابه يقول: "الوضع معقد جدا، على حافة القناة، جهود تخليص أفراد الحصون المحاصرة ينتج عنها قتلى كثيرون، ويزداد عدد القتلى كلما ازدادت محاولات الاقتحام، ونموذج ذلك جهود إنقاذ أفراد الحصن عند كوبرى الفردان، لقد أصيب قائد الحصن بإصابات بالغة وقطعت يده في القتال، وأصيب نائبه".

ويبعث قائد اللواء المرابط في مواجهة الحصن بثلاث سرايا لإنقاذ الرجال، سرية تلو الأخرى، ولا تصل واحدة منها إلى هدفها. وتصاب في هذا الجهد حوالى 40 دبابة إسرائيلية وحوالى 50 من أفرادها ما بين قتلى وجرحى، وفى النهاية يقع الحصن فى يد المصريين".

ويقول في موضع آخر من كتابه: «هذه هي أول حرب للجيش الإسرائيلي، يعالج فيها الأطباء جنودا كثيرين هكذا، مصابين بصدمة القتال، إن معظم مصدومي القتال، في الأيام الأولى، في مرحلة الصد، عندما كان الرجال يفقدون الاتصال بوحداتهم، وهناك أيضا المحاربون مع أطقم لم يعرفوهم على الإطلاق، مئات المصابين بهذه الصدمة".

ولم تتوقف إصدارات الصهاينة عن الحرب وكلها لم تكن سوى مرثيات حزينة للسقوط المدوي في يوم عيد الغفران، فها هو فيلم "جولدا" الذي عرض لأول مرة في مهرجان برلين فبراير 2023، والمأخوذ عن حياة رئيسة الوزراء آنذاك جولدا مائير يشير إلى صرخات الجنود عبر أجهزة الراديو وحالة الهزيمة النكراء التي تعرض لها جيش زعم قادته أنه لا يقهر.

ورغم أن الفيلم حاول تزييف الحقائق (كما في الرواية الإسرائيلية حول ثغرة الدفرسوار) إلا أن الوثائق التاريخية وشهادات القادة العسكريين الذين عاصروا الحرب، فقد حوصرت القوات الإسرائيلية في مدينة السويس وتكبد خسائر مروعة وجُوبه بمقاومة أهل السويس التي ستظل محفورة إلى الأبد كجزء من تاريخ تلك المدينة الباسلة، ما دعا كيسنجر إلى زيارة القاهرة آنذاك والدعوة إلى وقف إطلاق النار كي لا تخسر إسرائيل صفوة جنودها الموجودين غرب القناة، قبل انسحاب المهزوم وعادت أرض سيناء كاملة لأصحابها، أصحاب البطولات، التى لا يمكن أن نعلم عددها، لأنها ببساطة بطولات أكبر من إدراك وتخطيط من لا يعرفون المقاتل المؤمن بالنصر أو الشهادة.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: نصر أكتوبر حرب أكتوبر 1973 الرئيس محمد أنور السادات مذكرات حرب أكتوبر حرب أکتوبر

إقرأ أيضاً:

اغتيال السادات.. من هم القادة العرب الذين دفعوا حياتهم ثمنا للتقرب من إسرائيل ومن يخشى ذات المصير؟

اقتراب الزعيم العربي من إسرائيل، والتعاون معها سراً أو علانية، ليس بالأمر بالهين. صحيح أنه يحقق له مكاسب دبلوماسية على الساحة الدولية، لكن الصحيح أيضاً أنه يعرضه للخطر والقتل.

اعلان

في ذكرى اغتيال السادات.. قادة عرب اقتربوا من إسرائيل فقتلوا وبن سلمان يخشى أن يلقى نفس المصير

اقتراب الزعيم العربي من إسرائيل، والتعاون معها سراً أو علانية، ليس بالأمر بالهين. صحيح أنه يحقق له مكاسب دبلوماسية على الساحة الدولية، لكن الصحيح أيضاً أنه يعرضه للخطر والقتل.

في مثل هذا اليوم بالتمام والكمال قبل 43 عاماً، اغتيل الرئيس المصري أنور السادات، في حادثة عُرفت باسم "حادثة المنصة". فقُتل برصاص جنود في جيشه.

وينظر إلى من كان يعُرف وقتها ببطل الحرب والسلام على أنه النموذج للزعيم العربي الذي دفع حياته ثمناً لعلاقته مع إسرائيل، حينما أقدم على مجازفة كبيرة بزيارة القدس عام 1977، في حين كان العالم العربي كله يكن العداء لتل أبيب.

الرئيس الأميركي يتوسط الرئيس المصري ورئيس الوزراء الإسرائيلي 06/09/1978AP file

لكن في الحقيقة، ليس السادات وحده من قتل بالرصاص أو القنابل نتيجة اقترابه من الدولة العبرية، فقد سبق زعيم وتلاه آخر، وفي هذه الأيام يخشى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أن يواجه المصير ذاته.

الرئيس المصري أنور السادات ونائبه حسني مبارك 06/10/1981AP Photo/Bill Foley

وهؤلاء هم: الملك عبد الله الأول، جد ملك الأردن الحالي، عبد الله الثاني بن الحسين، والرئيس اللبناني السابع للبنان، بشير الجميل، بالإضافة إلى أنور السادات.

الملك الذي وافق على التقسيم مبكرا

في مذكراته التي حملت اسم "كارثة فلسطين"، يروي الضابط الأردني عبد الله التل: "إنني حينما أستعرض في خاطري أسماء أولئك الذين ساعدوا العدو على اغتصاب فلسطين وتشريد عرب فلسطين أجدهم في عالم آخر تلفهم صفحات سود من تاريخ الكارثة، فملك الأردن (عبد الله الأول)، قضى صريع رصاصات على عتبات المسجد الأقصى، ورئيس حكومته (توفيق أبو الهدى) شنق نفسه".

وقُتل الملك عبد الله الأول عام 1951، بينما كان يهم بدخول المسجد الأقصى برصاصات أطلقها عليه شاب مقدسي يدعى مصطفى شكري عشو، لتطوى بذلك سيرة أول الزعماء العرب الذين اقتربوا من إسرائيل.

ملك الأردن عبد الله الأول 08/10/1947AP/ AP

وتقدم الأكاديمية في جامعة ماساتشوستس الأمريكية، ماري ولسن، السيرة الذاتية الأكثر رصانة لأول ملك أردني، وجاءت بعنوان "عبد الله وشرق الأردن بين بريطانيا والحركة الصهيونية".

وكان الملك طموحاً ساعياً إلى توسيع رقعة مملكته، وفق المؤلفة، إذ حاول تجميع أجزاء أخرى من العالم العربي تحت وصايته مثل سوريا والعراق وفلسطين، لكنه في الوقت نفسه كان يعتمد على الضباط البريطانيين وتمويل لندن لتغطية نفقاته، في ظل إمارته التي كانت بلا مدينة حقيقية وبلا موارد طبيعية.

ومنذ البداية، حرص عبد الله الأول، عندما كان لا يزال أميرا على شرق الأردن على تجنب انتقاد سياسة بريطانيا فيما يخص إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، وجاء في الكتاب نقلاً عن أحد الضباط البريطانيين "ما من شيء كان بالغ السوء لعبد الله سوى أنه جاء إلى القدس وعبر عن تأييده للصهيونية".

وتلقف عبد الله اقتراح اللجنة البريطانية التي عرفت باسم لجنة "بيل" عام 1937 القاضي بتقسيم فلسطين، قبل أن يصبح قرارا دوليا في 1947، مواصلا نسج علاقات مع الحركة الصهيونية لكنه في العلن كان يقول أشياء أخرى.

وقبيل إعلان دولة إسرائيل في منتصف أيار 1948، ألح على رئيسة الوكالة اليهودية حينها، غولدا مائير، إرجاء إعلان قيام دولة إسرائيل، ما يعكس حجم العلاقات بين الطرفين، ودخل جيشه المناطق المخصصة للعرب من فلسطين، وتخلت القوات الأردنية عن اللد والرملة، وأدى سقوط المدينتين وطرد سكانهما على أيدي القوات الإسرائيلية إلى تدهور مكانة عبد الله وسقوطها.

"لقد قتلت الفرعون"

اعلان

تقول جيهان السادات، زوجة الرئيس المصري الأسبق، أنور السادات: "منذ أن أعلن زوجي نيته الذهاب إلى القدس لعقد السلام مع إسرائيل علمت أنه سيقتل"، كما ورد في سيرة الرئيس المصري الراحل التي كتبها الصحفي الفرنسي، روبير سوليه، في كتابه الذي حمل اسم "السادات" فقط.

وكررت سيدة مصر الأولى آنذاك هذا الحديث في أكثر من مناسبة، فقالت في مقابلة مع برنامج "شاهد على العصر"، الذي كان يبث على شاشة قناة "الجزيرة" القطرية رداً على سؤال: "مَن قتل السادات؟"، فأجابت: "إن معاهدة السلام مع إسرائيل هي التي قتلته".

لكن ثمة تفاصيل في الأمر، إذ كان هناك ضابط في سلاح المدفعية يدعى خالد الإسلامبولي خطط لعملية الاغتيال، واختار العرض العسكري بمناسبة حرب أكتوبر، كونه سيشارك فيه.

جندي مصري يطلق النار على الرئيس المصري أنور السادات خلال العرض العسكري في 6 أكتوبر 1981AP/AP1981

واستبدل الإسلامبولي الجنود الثلاثة في عربته بثلاثة من عناصر تنظيم الجهاد بعدما أعطاهم مسهلا معويا قوي المفعول، وكان من بين هؤلاء حسين عباس القناص البارع، وفي المجمل شارك 6 عناصر في العملية.

اعلان

وفي اللحظة التي رفع فيها المسؤولون والجمهور أنظارهم للسماء للاستمتاع بتحليق الطائرات الحربية، توقفت عربة الإسلامبولي أمام المنصة التي كان فيها السادات. أشهر هذا الضابط رشاشه تجاه الرئيس وأطلق النار قبل أن يصيح "لقدت قتلت الفرعون"، ويُروى أنه صرخ في وزير الدفاع الجالس إلى يسار الرئيس المصري: "ابتعد، هذا الكلب هو من أريده".

وكانت تلك هي النهاية "غير المفاجئة" للسادات، بحسب ما كتبت صحيفة "التايمز" البريطانية حينها.

وكان مقتله نهاية طريق سلكه في التقرب من إسرائيل. وبدأ ذلك في زيارة القدس عام 1977، وبحسب سوليه، فقد حل الغضب محل الذهول في العالم العربي، ووقعت اعتداءات ضد سفارتي مصر وأثينا وبيروت، أما ملك السعودية حينها خالد بن عبد العزيز فقد "دعا الله بأن تسقط الطائرة التي تقل السادات إلى القدس وتتحطم قبل أن يصل إليها".

وفي نفس اليوم الذي أعلن فيه السادات الزيارة، قدم وزير الخارجية إسماعيل فهمي استقالته، رغم أنه كان من المعتدلين، وذكر فيما بعد أن زيارة السادات تعني عمليا الاعتراف بالإسرائيل وإنهاء حالة الحرب، أي الأوراق الأساسية لمصر، دون أن تحصل الأخيرة على شيء.

اعلانRelatedقبل خمسين عاما كانت حرب أكتوبر.. فأين أصبحت مصر الآن؟ تل أبيب تكشف تفاصيل جديدة عن زيارة السادات إلى إسرائيلرئيس على ظهر دبابة إسرائيلية

بشير الجميل حالة تختلف عن سابقيه، فقد كان قائدا لميليشيا مسيحية ارتكبت فظائع بحق المسلمين والفلسطينيين خلال الحرب الأهلية في لبنان. وكان حزب الكتائب الذي ينتمي إليه الجميل قد قرر في خمسينيات القرن الماضي بناء علاقات مع إسرائيل، إذا فإن هذه العلاقة لم تكن بحسب البعض "اضطرارا"، كما يقول المذكور في فترة الحرب الأهلية التي تواجهت فيه الكتائب مع الحركة الوطنية اللبنانية والفصائل الفلسطينية.

ونشرت صحيفة "هآرتس" وثائق عام 2022 تظهر أن إسرائيل بنت علاقات مع هذا الحزب وغيره في لبنان في الخمسينيات، كما تؤكد أن المخابرات الإسرائيلية سلمت شحنات أسلحة إلى مسلحي هذا التنظيم بعيد اندلاع الحرب الأهلية عام 1975.

الرئيس اللبناني بشير الجميل على متن سفينة عسكرية تابعة للبحرية الأمريكية المارينز 08/09/1982Bill Foley/AP

وانتخب بشير الجميل رئيساً في 23 آب/ أغسطس 1982، حينما كانت الدبابات الإسرائيلية تحتل بلاده إثر الغزو الذي أخرج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان. وشكك حينها كثيرون بنزاهة انتخابه، خاصة أن عددا من النواب أُجبروا على حضور جلسة التصويت على انتخابه، وساد اعتقاد بأن وضع الجميل رئيسا للبنان بهذه الطريقة هو جزء من خطة إسرائيلية لإقامة نظام سياسي لبناني موال لها.

ولم يمض الجميل في الحكم سوى 21 يوماً، إذ اغتيل في 14 أيلول/ سبتمبر، عبر تفجير مقر حزب الكتائب الذي كان يتزعمه، وقتل معه في الانفجار 26 شخصاً آخرين.

اعلاندبابة تابعة للجيش الإسرائيلي بالعاصمة اللبنانية بيروت 15/09/1982Bob Dear/AP

والمتهم الرئيسي في اغتيال الجميل هو حبيب الشرتوني، المنتمي للحزب السوري القومي الاجتماعي، وعُرف عنه قربه من الفصائل الفلسطينية والأحزاب اللبنانية. وبقي الشرتوني في السجن حتى عام 1990، وبعدما حاصرت وحدات من الجيش السوري القصر الرئاسي لإسقاط رئيس الحكومة الانتقالية حينها، ميشال عون، إلى أن حدثت اضطرابات مكنت الشرتوني من الفرار.

الرئيس اللبناني بشير الجميل مع أرئيل شارون وعدد من الجنرالات الإسرائيليينسوشال ميديا

ولا يعلم ما مصيره حتى الآن، لكن صحيفة "الأخبار" اللبنانية المقربة من حزب الله، نشرت عام 2023 مقالات باسم "حبيب الشرتوني"، أكد فيها أن الجميل "خائن وعميل"، بسبب صلاته مع إسرائيل.

بن سلمان يخشى تكرار السيناريو

وفي الوقت الراهن، يخشى ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، أن يواجه مصيرا مماثلا لمصير الملك عبد الله الأول وبشير الجميل والسادات، خاصة مع تزايد الإشارات عن قرب التطبيع بين الرياض وتل أبيب.

اعلان

وفي آب/ أغسطس الماضي، نقل موقع "بوليتيكو" الأمريكي عن أعضاء في الكونغرس التقوا بن سلمان، أن الأخير يخشى الاغتيال.

محمد بن سلمان: لا تعنيني القضية الفلسطينية وغير مهتم بها شخصيا لكن شعبي يهتم

وقد ذكر الأمير السعودي لأعضاء الكونغرس أنه يعرض حياته للخطر في متابعته صفقة كبيرة مع الولايات المتحدة وإسرائيل تتضمن تطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب.

ولي العهد السعودي محمد بن سلمانAthit Perawongmetha/Pool Photo via AP

وفي مناسبة واحدة على الأقل، استحضر بن سلمان أنور السادات، الزعيم المصري الذي قُتل بعد إبرام اتفاق كامب ديفيد وتساءل عما فعلته الولايات المتحدة لحماية السادات، وفقاً لـ "بوليتيكو".

اعلانRelatedبن سلمان يتحدث عن مخاوفه من الاغتيال: تطبيع العلاقات مع إسرائيل يذكره بمصير السادات

وأثناء مناقشته التهديدات التي يواجهها، شرح ضرورة أن تتضمن مفاوضات صفقة غزة مسارًا حقيقيًا لإقامة دولة فلسطينية، خاصة بعد أن أدت الحرب على القطاع إلى زيادة الغضب العربي تجاه إسرائيل.

 

شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية يتامى غزة.. سرق القصف أحبتهم وأحلامهم فذاقوا وجع الفراق وكبروا قبل الأوان تفاصيل جديدة حول عملية الموساد الإسرائيلي في اختراق أجهزة الاتصال 'البيجر' التابعة لحزب الله تونس: الملايين ينتخبون رئيسا للبلاد وسط انتقادات المعارضة وقمع المنافسين وخشية العزوف عن التصويت محمد بن سلمان إسرائيل اتفاقات كامب ديفيد جيهان السادات الأردن لبنان اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. الحرب في يومها الـ 366: غارات إسرائيلية مكثفة على غزة ولبنان تسفر عن قتلى وجرحى يعرض الآن Next يتامى غزة.. سرق القصف أحبتهم وأحلامهم فذاقوا وجع الفراق وكبروا قبل الأوان يعرض الآن Next مراجعة عام من الحرب: أهداف نتنياهو بين النجاح والفشل يعرض الآن Next تونس: الملايين ينتخبون رئيسا للبلاد وسط انتقادات المعارضة وقمع المنافسين وخشية العزوف عن التصويت يعرض الآن Next ضاحية بيروت الجنوبية تشهد الليلة الأعنف: أكثر من 30 غارة وانفجارات تهزّ العاصمة اعلانالاكثر قراءة من "الأم الحنون الحامية إلى دور المتفرج".. كيف فقدت فرنسا نفوذها في لبنان؟ بايدن يعارض أي ضربة إسرائيلية لمنشآت النفط الإيرانية كردٍ على الهجوم الصاروخي الإيراني محمد بن سلمان وكوشنير: دعم مالي كبير يستثمره صهر ترامب في إسرائيل وبحث مستفيض للتطبيع مع تل أبيب ناشطون يهاجمون مقر جامعة الدول العربية في تونس احتجاجا على موقفها من الحرب على فلسطين ولبنان حب وجنس في فيلم" لوف" اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومالصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيلحزب اللهحركة حماسلبنانطوفان الأقصىجنوب لبنانغزةروسيافرنساأوروبااعتداء إسرائيل Themes My Europeالعالمالأعمالالسياسة الأوروبيةGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامج Services مباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

مقالات مشابهة

  • النائب محمد الصالحي: انتصارات أكتوبر أكدت للعالم أن العسكرية المصرية أسطورة التاريخ
  • إسرائيل تكشف عدد عمليات الإطلاق التي حاولت استهدافها على مدار عام من الحرب
  • اغتيال السادات.. من هم القادة العرب الذين دفعوا حياتهم ثمنا للتقرب من إسرائيل ومن يخشى ذات المصير؟
  • كيف ساهم الدعم العربي في نصر أكتوبر؟.. مواقف خلَّدها التاريخ
  • العبور العظيم وطوفان الأقصى.. ضربات جعلت إسرائيل تتمنى حذف شهر أكتوبر من التقويم
  • د. منجي علي بدر يكتب: الذكرى 51 لنصر أكتوبر العظيم
  • نتنياهو: تعرضنا لأحد أكبر الهجمات الباليستية في التاريخ .. وسنرد على إيران
  • كيف أشعلت غزة أكبر حركة احتجاج في بريطانيا خلال التاريخ الحديث؟
  • أحد أبطال نصر أكتوبر يكشف أكبر خطأ استراتيجي لإسرائيل خلال الحرب (فيديو)