اللواء رأفت سعدة أحد أبطال حرب أكتوبر يحكي قصة النصر
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في شهر أكتوبر من كل عام، تتعدد قصص البطولات التي سطرها أبطال القوات المسلحة في حرب أكتوبر المجيدة ، بحيث تعتبر كل قصة منها تصلح لبطولة مسلسل أو فيلم كامل ، لأنها تحكي قصص النصر وذكريات ممزوجة بالتضحيات والدماء الزكية التي ، روت أرض سيناء الطاهرة ، وطهرتها من دنس العدو الغاصب ، لتتسلمها الأجيال الحالية ، خالية من الأحتلال لتعود إلي حضن الوطن من جديد .
ومن بين أبطال حرب أكتوبر ، الذين شاركوا في حرب أكتوبر المجيدة ، لواء أركان حرب رأفت يوسف محمد سعدة سلاح مدرعات ، الدفعه ٦٤ حربية والذي تخرج في ٥ / ٨ / ٧٣ ١٩ ، أي قبل الحرب بشهرين فقط ، وهو إبن قرية الحندقوقة مركز الحامول محافظة كفر الشيخ ،
يحكي اللواء رأفت سعدة أحد أبطال حرب أكتوبر ، قصة النصر ، قائلاً في البداية ،تم توزيعنا على الفرقة الرابعة المدرعه الكتيبة ٢٠٨ ،
بدأت التدريب المركز، تكتيكي ورماية تكتيكية نهارية وليلية مستمرة.
ثم بدأنا تجهيز الدبابات واستكمال التجهيزات للحرب وفى يوم ٦ أكتوبر بدأ الصمت ووقف كل التحركات.
يقول سعدة ،استلمنا المهمة وتتلخص فى التحرك، من منطقة السفرة إلى جبل جنيفة، ثم التوجه إلى منطقة حوض الدرس على شاطئ القناة الغربى، لنحتل الساتر الترابى المواجه للنقطة القوية ٣٩ ، ونقوم بتدمير العدو بالاشتراك، مع قوات النسق الأول للفرقه ١٩ مشاه ومنع العدو من القيام بالهجمات الضادة على القوات اللى تقوم بالعبور للشاطئ الشرقى للقناة وتأمين إنشاء كوبرى عائم رقم ٣٩ .
وأوضح ، في الساعه الثانية تماماً، قامت القوات الجوية بالضربة الجوية ، وكانت الطائرات تطير على ارتفاع منخفض وعبرت القناه فى خط واحد "كالمسطرة"، ثم بدأت فى القصف المركز على النقاط القوية و أبراج المراقبة، وعلى الاحتياطات فى العمق ومراكز القيادة لمدة عشرة دقائق ثم بدأت فى العودة تدريجيا، وبعد رجوع الطائرات بدأت المدفعية فى التمهيد النيران على طول الجبهة .
منع أي دبابات صهيونية من الاقتراب من الشاطئوأشار اللواء سعدة ،بدأنا الصعود على الساتر الترابى والضرب بشراسة وسرعة وتدمير أي أهداف أمامنا ، ومنعت مع زملائى أى دبابات صهيونية من الاقتراب من الشاطئ، وقمنا بتدميرها وكذا العربات المدرعة، تم تدميرها، وفى هذه الأثناء ساهمت بفاعلية فى تدمير عدد من الدبابات، وبدأت قواتنا بالاستيلاء على كامل الشاطئ الشرقى للقناة وبدأنا انشاء الكوبرى العائم بواسطة سرية المهندسين اللى كانت مستعدة
الله أكبر تخترق عنان السماءوتابع ، استمرينا فى القتال طوال الليل والمكان يكاد يكون جهنم ،و بدأ العدو يقصف بالمدفعية الثقيلة، و حدث هجوم من العدو على مكان الكوبرى اللى "إحنا" متواجدين فيه، لكننا استمرينا بالقتال وكلمة الله أكبر تخترق عنان السماء والروح المعنوية للقوات كانت فى السماء والجميع يعمل بأقصى طاقة ولا يكل ولا يمل ولا يخاف
العبور بعد إنشاء الكوبري وقنبلة ألف رطل تسقط خلفناويوضح اللواء سعدة ، بدأت القوات المدرعة تعبر بعد إنشاء الكوبرى ،وانا أقوم مع زملائى ،واستمرينا على نفس الوتيره لمدة يوم ، بالضرب من فوق الساتر لتأمين القوات التى تقوم بالعبور، وفى ثالث يوم ونحن نقاتل من على الساتر كانت طائرات العدو تهاجم الموقع، وقامت طائرة معادية بالقاء قنبلة ألف رطل، و "ربنا ستر" سقطت خلفنا بعشرة أمتار تقريبا ، وعملت حفرة عميقة، وبعد فتره وجدت زميلي عقيد أ.ح عصام زكى ومعه قاس السرية، نزلت فاعطونى مهمة التوجه مع قاس إلى بور توفيق للمساعدة فى تدمير النقطة القوية فى لسان بور توفيق لأنها لم تسقط حتى الآن وكانت هى مهمه ك٤٣ صاعقة.
المساعدة فى سقوط نقطة قوية للعدو ، والمساعدة فى أسر 36 ضابطا و جنديا من العدوو توجهت خلف قاس، وكانت المهمة أطلع بدبابتى على الساتر العلوى فى مواجهة مدخل اللسان لقطع الطريق على اى إمداد قتالى دبابات أو عربات مدرعة او إمداد إدارى ، وقمت بالصعود إلى الساتر وبدأنا بالضرب على النقطه القوية من الجانب الأيسر، ووصلت الدبابات على الشاطى المواجه للنقطة ،وبدأنا القصف بقوة بمختلف أنواع الذخيرة، وبعد حوالى ٤٥ دقيقة، بدأت النقطة تستسلم ورفع الراية البيضاء ، وقد تم أسر ٣٦ ضابطا وجنديا من النقطة القويه ببور توفيق، والحمد لله ثم اخدت تعليمات بالعودة لموقعك، وتم شكرى على المساعدة فى سقوط النقطة
الصواريخ تسقط طائرات العدو كالعصافيروعدت إلى الساتر الترابى، وبدأت الضرب على مسافات بعيدة، لأن قواتنا المدرعة عبرت، وبدأت فى التقدم فى العمق بنجاح واستمر العدو بضرب الكوبرى بالمدفعية ، وكان المهندسين يصلحون التالف بسرعة وكفاءة عالية وشجاعة منقطعة النظير بفضل الله ،وكانت طائرات العدو تهاجم من حين لآخر ولكن كانت الصواريخ سام ٢ وسام ٣ من القواعد تسقطها كالعصافير ،ولا تجرؤ طائرة للعدو على القصف.
القوات تتقدم والعدو يرتد مذعورًا و لايستطيع المواجهةوكانت الأمور تسير بيسر وسهولة بتوفيق الله، والقوات تتقدم والعدو يرتد مزعورا ، فالعدو جبان للغاية و غير قادر على المواجهة المباشرة، ولكن يستخدم النيران من بعيد
وبعد ذلك قررت القيادة العسكرية دفع مدرعات فى عمق العدو ، وفعلا بدأت المدرعات فى العبور من الكوبرى ليلاً ،حيث أن العدو لايجيد القتال الليلى، وفعلاً اندفعت اللقاءات فى عمق العدو ووقعوا فى كمائن العدو اللى كانت محضره مسبقاً ، وجاءت البلاغات بأن العدو لديه طائرات عمودية تضرب صواريخ مضادة للدبابات تسمى تو، وهى موجهة بالليزر ، قالوا أنها وصلت من أمريكا حديثا، و كانت السبب فى خسائر المدرعات.
نجاح 7 دبابات للعدو فى التسللوبدأ العدو قصف جوى بطائرات، الليل الأسود، ودى كانت قادرة على الهروب من الصواريخ و هي أيضا امريكية، وفوجئنا أن هناك اشتباكات فى غرب القناه ، و أبلغونا ان هناك ٧ دبابات نجت فى التسلل غربا وهنا أدركت أن هناك ثغرة.
وفى اليوم التالى، فوجئت بالمقدم أ محمد قادم من ناحية الكوبرى اللى كان مسؤل عن تأمينه وكان هذا الكوبري فى مواجهة الفرقة ٧ مشاه وجاء بالفصيله الدبابات ،وقال إن هناك كتيبه دبابات معادية متقدمة ،وقامت بدفع سرية مدرعة ومعها عربات مدرعة، وبدأنا ندرس الموقف الذى يتلخص أن الكتيبة هدفها دفع السرية المدعمة لتدمير الكباري وفصل الجيش الثالث عن مدينه السويس، وباقى الكتيبة تهجم على مدينة السويس مشاه للهجوم على الكوبرى
وفعلا أخذنا قرار بالدفاع عن الكوبري، وأبلغت رجالى لن يمر العدو الا على أجسادنا النصر أو الشهادة والجميع كانوا جاهزين بروح عالية وببسالة ، وبدأنا نتحرك إلى اتجاه العدو واحتلينا منطقة دفاعية محكمة.
وقام قائد “ف” دبابات بالتحرك فى اتجاه الجناين على يساري، على أن أقوم أنا بصد السرية المعادية وهو يشتبك معها من جانبها.
وفعلاً بدأ العدو بالهجوم ،وبدأنا بفضل الله الاشتباك بقوة وبدقة الرمى وببسالة نادرة، وتم تدمير ٢ دبابة للعدو ،وعربة مدرعة فتوقفت السرية وبدأت فى الإرتداد واستخدام سواتر أرضية، وفى تلك الأثناء تواصلت مع الزميل محمد و بدأنا الهجوم و الاشتباكات ولكن وقعنا فى كمين صواريخ مضادة للدبابات، و رغم ذلك واصلنا الضرب بأعلى معدل
لحظات قاسية ولكن الله سلمفوجئت أننى واقع خلف الدبابة، وشعرت بأن قوة خارقة وهى ضغط انفجار صاروخ تو قذفتنى خارج الدبابة دون اى تحكم منى، ووجدت معمر الدبابة يجرى ناحيتي ، ويقع والسائق هرع، وقال حضرة الضابط مصاب ،وكان وجهي يغرقه الدماء ووضعت يدى على وجهي ،و كانت عينى اليسار غارقه فى الدماء و تبين أن تلك الدماء نتيجه "شظية" أصابت حاجبى الأيسر.
قام طاقم الدبابة الأيمن يهرع إلينا لأخذنا للخلف وكان المعمر لدبابتى كان يجرى ويقع لان رجله اليمنى قطعت، ولم يشعر فكان يقوم ويقع والرامي قطع كف يده ، فيما انسحب العدو للخلف، وعلمنا أن دبابة الزميل محمد تم تدميرها، وانا دبابتى اليسار تم تدميرها، وبقت دبابة واحدة ، وهى دبابتى اليمين ، وطبعا كانوا غسلو ا وجهي، وعرفت ان عينى سليمة ولله الحمد وارتديت إلى موقعي، والعدو انسحب للخلف و تم ارسال الجرحى إلى المستشفى الميداني للعلاج.
وبدأت تجهيز الدبابة للاستعداد لصد العدو لو حاول أن يهجم على الكوبرى ، وقبل الغروب بدا العدو يتقدم بحذر وانتظرت من جانبي لحين دخوله فى مرمى الدبابة المؤثر وقمت بالضرب بدقه مع السرعة وبدأ العدو فى الارتداد بسرعة، ودخل خلف الساتر الترابى على مسافة من واحد ونصف إلى اتنين كيلو مترا
وكان يوجد فصيلة هاون ٨٢ مم كانت مخصصة للاضاءة للكوبرى، واستخدمتها فى الضرب على العدو خلف الساتر اللى وقف فيه، ولم يتقدم العدو بعد ذلك شبرا واحدا
ويختتم اللواء رأفت سعدة ، أحداث كثيرة مرت حتى انتهاء الحرب العظيمة بالنصر والحمد لله حصلت على نوط الواجب العسكري من الدرجة الأولى من الرئيس الراحل الشهيد محمد أنور السادات
IMG-20241005-WA0010 IMG-20241005-WA0009 IMG-20241005-WA0012 IMG-20241005-WA0007 IMG-20241005-WA0006المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أبطال حرب أكتوبر المجيدة الرئيس الراحل أنور السادات محافظة كفر الشيخ حرب أکتوبر بدأت فى IMG 20241005
إقرأ أيضاً:
«درة»: «وين صرنا» فيلم يحكي قصة حقيقية لأسرة فلسطينية عاشت ظروف الحرب ونقلتها بصدق
تشارك الفنانة التونسية درة فى مهرجان القاهرة السينمائى فى دورته الـ45، بفيلم «وين صرنا»، الذى ينافس ضمن مسابقة آفاق السينما العربية، واختارت «درة» هذه المرة أن تكون خلف الكاميرا، وتقدم العمل كمخرجة للمرة الأولى فى مشوارها الفنى.
فيلم «وين صرنا؟» يحكى عن «نادين»، شابة من غزة، وصلت إلى مصر بعد ثلاثة أشهر من الحرب، رفقة ابنتيها الرضيعتين، اللتين أنجبتهما قبل الحرب ببضعة أشهر بعد معاناة خمس سنوات، وتنتظر زوجها الذى لم يتمكن من الانضمام إليها إلا بعد شهرين.
وقالت «درة» فى حوار لـ«الوطن»، إنها تسعى إلى تقديم وجهة نظرها من خلال عمل إنسانى يحمل قيماً سامية وهادفة، وكان هدفها فى المقام الأول أن يقدم الفيلم رسالة داعمة للشعب الفلسطينى.
تمنيت أن يشاهد الأجانب هذا العمل ليتعرفوا على حقيقة ما يجرى فى «غزة»لماذا بكيتِ فى العرض الخاص لـ«وين صرنا»؟
- هذا أصدق وأفضل شعور بالنسبة لى، فبعد انتهاء العرض الخاص بالفيلم شعرت بفرحة عارمة، خاصة أن الجمهور قام بتصفيق حاد بعد انتهاء العرض، فكانت دموع فرحة، لأننى منذ البداية كنت أشعر أننى أريد تقديم رسالة محددة للجمهور، لعل وعسى يشاهده الأجانب ويأخذون عبرة من أحداث الفيلم، وأيضاً كان يهمنى بشدة آراء الفلسطينيين، فحاولت إبراز زاوية واحدة من زوايا كثيرة مروا بها.
أظهرت مشاعر الأمل والأمان خلال الأحداث.. من أكثر الرسائل التى أسعدتنى طلب فئة كبيرة من الفلسطينيين مشاهدة العمللماذا اخترتِ القضية الفلسطينية أن تكون هى عنوان تجربتك الإخراجية الأولى؟
- القضية الفلسطينية ممتدة عبر عقود، واختيارى لها لم يكن وليد اللحظة، فالأمر يشغلنى منذ فترة طويلة، وكنت أتمنى تقديم فيلم ملىء بالمشاعر الصادقة والحقيقية، فالفيلم لم يلم بكل تفاصيل القضية الفلسطينية، وليس عملاً توثيقياً لما يحدث فى فلسطين وغزة، ولكنه عمل يبرز مشاعر وأحاسيس شخصيات عاشت الألم وتأثرت به وبتفاصيله، وسعيدة بمشاركة تلك التجربة ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى ضمن مسابقة آفاق السينما العربية، فهذا شرف كبير لى.
ما الرسالة الأساسية من الفيلم التى أردتِ تقديمها للجمهور؟
- منح الأمل لأى شخص يشاهد الفيلم، هذا هو الهدف الأساسى من تقديم هذا العمل، وذلك لأن الفيلم الوثائقى والتسجيلى له خصوصية لا يمكن الخروج عنها، وقد وصلتنى رسائل كثيرة من الجمهور من الدول العربية، ومن أكثر الرسائل التى أسعدتنى أن هناك فئة كبيرة من الفلسطينيين يريدون مشاهدة الفيلم، وطلبوا منى ذلك.
هل هدف الفيلم تحقيق أى مكاسب مادية بعد عرضه سينمائياً؟
- لم أفكر فى ذلك الأمر مطلقاً، فلم يكن هدفى تحقيق أى مكاسب تجارية، لأننى تحمست لتقديم تجربة فنية مُفعمة بالمشاعر والأحاسيس، خاصة أننى تأثرت بشدة بما يحدث حالياً مع أهل غزة، والفيلم يعكس واقع القضية الفلسطينية من خلال قصة حقيقية لأسرة عاشت ظروف الحرب، وهو ما أثر فى نفسى، وأردت أن أنقله بصدق إلى الشاشة.
هل كنت تفكرين فى تصوير مشاهد من الحرب بالفعل؟
- جالت بخاطرى أفكار صعبة للغاية وكنت أريد تصويرها خلال أحداث الفيلم، ولكن من الصعب تنفيذها، لأن لها علاقة بغزة والمعبر، وكان من المستحيل أن تحدث فى ظل الظروف الراهنة التى تمر بها البلاد، فكان هذا تقييداً بالتأكيد للإبداع، ولكن حاولت تقديم الفيلم فى أكثر صورة ملائمة، وأيضاً من الصعوبات التى واجهتنى أننى قدمت الفيلم مع أسرة عادية تأثرت بظروف الحرب، ولم أتعامل مع فنانين محترفين.
حرصتِ من خلال الفيلم على تقديم أعمار مختلفة عاشت ظروف الحرب، ما السبب وراء ذلك؟
- هدفى من تصدير الأعمار المختلفة فى العمل هو نقل مشاعر الحرب والخوف بشكل مختلف، فالطفلة الصغيرة كانت حزينة على كتبها المدرسية التى استخدمتها الأسرة لإشعال النيران بديلاً للحطب، وذلك غير المشاعر التى عاشتها الفتاة الجامعية التى تفكر بشكل مختلف عن الأم التى تفكر فى أولادها لدرجة أنها تنسى نفسها، فكل شخص كان لديه مشاعر منفصلة، وهذا يعد صورة مصغرة لما عاشه الشعب الفلسطينى بشكل عام على مدار سنوات طويلة، واكتشفته عندما اقتربت منهم.
الفيلم يحمل العديد من المشاهد الصعبة، ما كواليس مشهد شعور أحد أبطال الفيلم بالذعر بعد سماع صوت طائرة فوق منزله بمصر؟
- المشهد كان معناه عميقاً ومهماً، وهو الإحساس بالأمان، فهذه التفاصيل الصغيرة أهم من عرض مشاهد الانفجارات والحروب، لأن أجواء الحرب خلقت لديهم حالة من القلق جعلتهم يشعرون دائماً بوجود طائرة سوف تقصفهم فى أى وقت، وسوف ترمى قنبلة لتنهى حياتهم فى أى لحظة، وهو مشهد صعب، وفكرة شعورهم بأن هذه طائرة عادية تحمل ركاباً له معان كثيرة، ومعناه الأول هو شعور الإنسان بالأمان، بعد شعوره الدائم بالخوف من الموت فى أى لحظة.
شاهدت أفلاما وثائقية وأعمالا لكبار المخرجين قبل بدء العملتقديم فيلم وثائقى يحتاج إلى مقاييس خاصة، هل وجدتِ صعوبة فى ذلك؟
- كنت على دراية كاملة أننى عندما أقدم فيلماً وثائقياً، أننى سوف أسلك طريقاً صعباً، خاصة أن هذا النوع من الأفلام لديه فئة معينة من الجمهور، ولا يهم كل الفئات الأخرى، لذلك قبل بداية التجربة حرصت على مشاهدة كم كبير من الأفلام الوثائقية، وقرأت كتباً كثيرة لمخرجين فى هذا المجال، حتى يخرج العمل بهذه الصورة، لأننى كما ذكرت اعتمدت على المشاعر والأحاسيس بشكل أساسى.
هل اعتمدتِ على ترك مساحة للارتجال؟
- بكل تأكيد، فهناك جمل خرجت من الممثلين بمشاعرهم وأحاسيسهم، لم أجبرهم أن يقولوا جملاً بعينها، ولكنى كنت أترك الجمل تخرج منهم، كنت دائماً أسعى إلى أن يشعروا بحب وثقة وراحة خلال التصوير، لدرجة أنهم يروون تفاصيل حقيقية عاشوها، فكنت أترك مساحة كبيرة للارتجال، ثم أختار ما هو صالح أن يكون موجوداً فى الفيلم، أنا صورت 10 ساعات واكتفيت بساعة و20 دقيقة منها فقط، وكان مهماً بالنسبة لى أن أشاهد كيف تفاعلت الأعمار المختلفة مع أحداث الفيلم.
هل من الممكن أن تُعيد «درة» تقديم تجربة الإخراج مرة أخرى؟
- لم أحسم القرار بشأن هذا الأمر، ولكن من الممكن أن أكرر تلك التجربة مرة أخرى، لأننى أحببت تلك المهنة، لأنها تحمل نوعاً مختلفاً من التحدى، ووجدت تفاصيل ممتعة لم يعشها الفنان، فقد تأثرت بالعديد من المخرجين العالميين خلال عملى على هذا الفيلم، ومن الممكن أن أفكر فى دراسة الإخراج مستقبلاً لتطوير الموهبة.
ما خططك لعرض الفيلم بعد نجاحه جماهيرياً فى مهرجان القاهرة السينمائى؟
- سوف يتم عرض فيلم «وين صرنا» ضمن فعاليات مهرجان أيام قرطاج السينمائى، وسوف تكون هناك خطة لعرضه فى أكثر من دولة عربية دون الاقتصار على المهرجانات فقط، لأن جمهور المهرجانات له خصوصية محددة، وهم فئة بعينهم، وأنا أريد أن يشاهد الفيلم فئة كبيرة من الجمهور، لذلك أتمنى عرضه على منصة حتى يكون متاحاً للجميع.
بكاء كندة علوشاستقبلت ردود فعل إيجابية ولم أكن أتوقع كل هذا الحب، ولا أريد أن أنسى شخصاً، ولكن الجميع كان يقف على قدم وساق من أجل متابعة الفيلم، ووصلتنى رسائل إيجابية حول الفيلم، ولا يمكن أن أنسى رد فعل كندة علوش، التى حضنتنى بشدة بعد مشاهدة الفيلم، ودخلنا فى نوبة بكاء شديدة تأثراً بأحداثه، وأيضاً وجدت دعماً كبيراً من الفنانة هالة صدقى وسوسن بدر، وإشادة كبيرة من المنتج جابى خورى، وهذا بالنسبة لى تقدير غالٍ، وذلك لقيمته الكبيرة فى صناعة السينما.