تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في شهر أكتوبر من كل عام، تتعدد قصص البطولات التي سطرها أبطال القوات المسلحة في حرب أكتوبر المجيدة ،  بحيث تعتبر كل قصة منها تصلح لبطولة مسلسل أو فيلم كامل ، لأنها تحكي قصص النصر وذكريات ممزوجة بالتضحيات والدماء الزكية التي ، روت أرض سيناء الطاهرة ، وطهرتها من دنس العدو الغاصب ، لتتسلمها الأجيال الحالية ، خالية من الأحتلال لتعود إلي حضن الوطن من جديد .

ومن بين أبطال حرب أكتوبر ، الذين شاركوا في حرب أكتوبر المجيدة ، لواء أركان حرب رأفت يوسف محمد سعدة سلاح مدرعات ، الدفعه ٦٤  حربية والذي تخرج في ٥ / ٨ / ٧٣ ١٩ ، أي قبل الحرب بشهرين فقط ، وهو إبن قرية الحندقوقة مركز الحامول محافظة كفر الشيخ ، 

يحكي اللواء رأفت سعدة أحد أبطال حرب أكتوبر ، قصة النصر ، قائلاً  في البداية ،تم توزيعنا على الفرقة الرابعة المدرعه الكتيبة ٢٠٨ ، 
بدأت التدريب المركز،  تكتيكي ورماية تكتيكية نهارية وليلية مستمرة.
ثم بدأنا تجهيز الدبابات واستكمال التجهيزات للحرب وفى يوم ٦ أكتوبر بدأ الصمت ووقف كل التحركات.

التوجه إلى حوض الدرس على شاطئ القناة الغربي

يقول سعدة ،استلمنا المهمة وتتلخص فى التحرك،  من منطقة السفرة إلى جبل جنيفة، ثم التوجه إلى منطقة حوض الدرس على شاطئ القناة الغربى، لنحتل الساتر الترابى المواجه للنقطة القوية ٣٩ ، ونقوم بتدمير العدو بالاشتراك، مع قوات النسق الأول للفرقه ١٩ مشاه ومنع العدو من القيام بالهجمات الضادة على القوات اللى تقوم بالعبور للشاطئ  الشرقى للقناة وتأمين إنشاء كوبرى عائم رقم ٣٩ .

وأوضح ، في الساعه الثانية تماماً، قامت القوات الجوية بالضربة الجوية ، وكانت الطائرات تطير على ارتفاع منخفض وعبرت القناه فى خط واحد "كالمسطرة"، ثم بدأت فى القصف المركز على النقاط القوية و أبراج المراقبة، وعلى الاحتياطات فى العمق ومراكز القيادة لمدة عشرة دقائق ثم بدأت فى العودة تدريجيا، وبعد رجوع الطائرات بدأت المدفعية فى التمهيد النيران على طول الجبهة .

منع أي دبابات صهيونية من الاقتراب من الشاطئ

وأشار اللواء سعدة ،بدأنا الصعود على الساتر الترابى والضرب بشراسة وسرعة وتدمير أي أهداف أمامنا ، ومنعت مع زملائى أى دبابات صهيونية من الاقتراب من الشاطئ، وقمنا بتدميرها وكذا العربات المدرعة، تم تدميرها، وفى هذه الأثناء ساهمت بفاعلية فى تدمير عدد من الدبابات،  وبدأت قواتنا بالاستيلاء على كامل الشاطئ الشرقى للقناة وبدأنا انشاء الكوبرى العائم بواسطة سرية المهندسين  اللى كانت مستعدة

الله أكبر تخترق عنان السماء

وتابع ، استمرينا فى القتال طوال الليل والمكان يكاد يكون جهنم ،و بدأ العدو يقصف بالمدفعية الثقيلة، و حدث هجوم من العدو على مكان الكوبرى اللى "إحنا" متواجدين فيه، لكننا استمرينا بالقتال وكلمة الله أكبر تخترق عنان السماء والروح المعنوية للقوات كانت فى السماء والجميع يعمل بأقصى طاقة ولا يكل ولا يمل ولا يخاف

العبور بعد إنشاء الكوبري وقنبلة ألف رطل تسقط خلفنا

ويوضح اللواء سعدة ، بدأت القوات المدرعة تعبر بعد إنشاء الكوبرى ،وانا أقوم مع زملائى ،واستمرينا على نفس الوتيره لمدة يوم ، بالضرب من فوق الساتر لتأمين القوات التى تقوم بالعبور، وفى ثالث يوم ونحن نقاتل من على الساتر كانت طائرات العدو تهاجم الموقع، وقامت طائرة معادية بالقاء قنبلة ألف رطل،  و "ربنا ستر" سقطت خلفنا بعشرة أمتار تقريبا ، وعملت حفرة عميقة، وبعد فتره وجدت زميلي عقيد أ.ح عصام زكى ومعه قاس السرية،  نزلت فاعطونى مهمة التوجه مع قاس إلى بور توفيق للمساعدة فى تدمير النقطة القوية فى لسان بور توفيق لأنها لم تسقط حتى الآن وكانت هى مهمه ك٤٣ صاعقة.

المساعدة فى سقوط نقطة قوية للعدو ، والمساعدة فى أسر 36 ضابطا و جنديا من العدو

و توجهت خلف قاس، وكانت المهمة أطلع بدبابتى على الساتر العلوى فى مواجهة مدخل اللسان لقطع الطريق على اى إمداد قتالى دبابات أو عربات مدرعة او إمداد إدارى ، وقمت بالصعود إلى الساتر وبدأنا بالضرب على النقطه القوية من الجانب الأيسر، ووصلت الدبابات على الشاطى المواجه للنقطة ،وبدأنا القصف بقوة بمختلف أنواع الذخيرة، وبعد حوالى ٤٥ دقيقة، بدأت النقطة تستسلم ورفع الراية البيضاء ، وقد تم أسر ٣٦ ضابطا وجنديا من النقطة القويه ببور توفيق، والحمد لله ثم اخدت تعليمات بالعودة لموقعك، وتم شكرى على المساعدة فى سقوط النقطة

الصواريخ تسقط طائرات العدو كالعصافير

وعدت إلى الساتر الترابى، وبدأت الضرب على مسافات بعيدة، لأن قواتنا المدرعة عبرت، وبدأت فى التقدم فى العمق بنجاح واستمر العدو بضرب الكوبرى بالمدفعية ، وكان المهندسين يصلحون التالف بسرعة وكفاءة عالية وشجاعة منقطعة النظير بفضل الله ،وكانت طائرات العدو تهاجم من حين لآخر ولكن كانت الصواريخ سام ٢ وسام ٣ من القواعد تسقطها كالعصافير ،ولا تجرؤ طائرة للعدو على القصف.

القوات تتقدم والعدو يرتد مذعورًا و لايستطيع المواجهة

وكانت الأمور تسير بيسر وسهولة بتوفيق الله،  والقوات تتقدم والعدو يرتد مزعورا ، فالعدو جبان للغاية و غير قادر على المواجهة المباشرة، ولكن يستخدم النيران من بعيد

وبعد ذلك قررت القيادة العسكرية دفع مدرعات فى عمق العدو ، وفعلا بدأت المدرعات فى العبور من الكوبرى ليلاً ،حيث أن العدو لايجيد القتال الليلى، وفعلاً اندفعت اللقاءات فى عمق العدو ووقعوا فى كمائن العدو اللى كانت محضره مسبقاً ، وجاءت البلاغات بأن العدو لديه طائرات عمودية تضرب صواريخ مضادة للدبابات تسمى تو، وهى موجهة بالليزر ، قالوا أنها وصلت من أمريكا حديثا، و كانت السبب فى خسائر المدرعات.

نجاح 7 دبابات للعدو فى التسلل

وبدأ العدو قصف جوى بطائرات، الليل الأسود،  ودى كانت قادرة على الهروب من الصواريخ و هي أيضا امريكية، وفوجئنا أن هناك اشتباكات فى غرب القناه ، و أبلغونا ان هناك ٧ دبابات نجت فى التسلل غربا وهنا أدركت أن هناك ثغرة.

وفى اليوم التالى، فوجئت بالمقدم أ محمد قادم من ناحية الكوبرى اللى كان مسؤل عن تأمينه وكان هذا الكوبري فى مواجهة الفرقة ٧ مشاه وجاء بالفصيله الدبابات ،وقال إن هناك كتيبه دبابات معادية متقدمة ،وقامت بدفع سرية مدرعة ومعها عربات مدرعة، وبدأنا ندرس الموقف الذى يتلخص أن الكتيبة هدفها دفع السرية المدعمة لتدمير الكباري وفصل الجيش الثالث عن مدينه السويس، وباقى الكتيبة تهجم على مدينة السويس مشاه للهجوم على الكوبرى 
وفعلا أخذنا قرار بالدفاع عن الكوبري، وأبلغت رجالى لن يمر العدو الا على أجسادنا  النصر أو الشهادة والجميع كانوا جاهزين بروح عالية وببسالة ، وبدأنا نتحرك إلى اتجاه العدو واحتلينا منطقة دفاعية محكمة.

وقام قائد “ف” دبابات بالتحرك فى اتجاه الجناين على يساري، على أن أقوم أنا بصد السرية المعادية وهو يشتبك معها من جانبها.

وفعلاً بدأ العدو بالهجوم ،وبدأنا بفضل الله الاشتباك بقوة وبدقة الرمى وببسالة نادرة، وتم تدمير ٢ دبابة للعدو ،وعربة مدرعة فتوقفت السرية وبدأت فى الإرتداد واستخدام  سواتر أرضية، وفى تلك الأثناء تواصلت مع الزميل محمد و بدأنا الهجوم و الاشتباكات ولكن وقعنا فى كمين صواريخ مضادة للدبابات، و رغم ذلك واصلنا الضرب بأعلى معدل

لحظات قاسية ولكن الله سلم

فوجئت أننى واقع خلف الدبابة، وشعرت بأن قوة خارقة وهى ضغط انفجار صاروخ تو قذفتنى خارج الدبابة دون اى تحكم منى، ووجدت معمر الدبابة يجرى ناحيتي ، ويقع والسائق هرع، وقال حضرة الضابط مصاب ،وكان وجهي يغرقه الدماء ووضعت يدى على وجهي ،و كانت عينى اليسار غارقه فى الدماء و تبين أن تلك الدماء نتيجه "شظية" أصابت حاجبى الأيسر.
قام طاقم الدبابة الأيمن يهرع إلينا لأخذنا للخلف وكان المعمر لدبابتى كان يجرى ويقع لان رجله اليمنى قطعت، ولم يشعر فكان يقوم ويقع والرامي قطع كف يده ، فيما انسحب العدو للخلف، وعلمنا أن دبابة الزميل محمد تم تدميرها، وانا دبابتى اليسار تم تدميرها، وبقت دبابة واحدة ، وهى دبابتى اليمين ، وطبعا كانوا غسلو ا وجهي، وعرفت ان عينى سليمة ولله الحمد وارتديت إلى موقعي، والعدو انسحب للخلف و تم ارسال الجرحى إلى المستشفى الميداني للعلاج.

وبدأت تجهيز الدبابة للاستعداد لصد العدو لو حاول أن يهجم على الكوبرى ، وقبل الغروب بدا العدو يتقدم بحذر وانتظرت من جانبي لحين دخوله فى مرمى الدبابة المؤثر وقمت بالضرب بدقه مع السرعة وبدأ العدو فى الارتداد بسرعة، ودخل خلف الساتر الترابى على مسافة من واحد ونصف إلى اتنين كيلو مترا
وكان يوجد فصيلة هاون ٨٢ مم كانت مخصصة للاضاءة للكوبرى، واستخدمتها فى الضرب على العدو خلف الساتر اللى وقف فيه، ولم يتقدم العدو بعد ذلك شبرا واحدا

ويختتم اللواء رأفت سعدة ، أحداث كثيرة  مرت حتى انتهاء الحرب العظيمة بالنصر والحمد لله حصلت على نوط الواجب العسكري من الدرجة الأولى من الرئيس الراحل الشهيد محمد أنور السادات

IMG-20241005-WA0010 IMG-20241005-WA0009 IMG-20241005-WA0012 IMG-20241005-WA0007 IMG-20241005-WA0006

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أبطال حرب أكتوبر المجيدة الرئيس الراحل أنور السادات محافظة كفر الشيخ حرب أکتوبر بدأت فى IMG 20241005

إقرأ أيضاً:

«بدأوا 140 فردا وعادوا 141».. «الطريق إلى النصر» يكشف بطولات عملية لسان بورتوفيق

عرضت قناة «إكسترا نيوز» فيلما وثائقيا بعنوان «الطريق إلى النصر بين الصمود والاستنزاف»، من إنتاج قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية.

 حرب الاستنزاف 

وجاء في الفيلم، أنّه وفقا للأدبيات العسكرية المصرية، انقسمت حرب الاستنزاف إلى مراحل فرعية، فما بين ردع وحسم ومواجهة بين شهري مارس ويونيو 1969 بدأت مرحلة الردع المصري بشل النظام الدفاعي للقوات الإسرائيلية، وصبت خلالها المدفعية المصرية جام غضبها على خط بارليف مع تصاعد حمى المواجهات، فواصلت الإغارات الفدائية لقوات المشاة ووحدات الصاعقة المصرية على المواقع الإسرائيلية بسيناء، وبات إحراز النصر القادم وشيكا لا محالة.

شهادات أبطال الصاعقة في حربي الاستنزاف وأكتوبر

وقال اللواء معتز الشرقاوي من أبطال الصاعقة في حربي الاستنزاف وأكتوبر: «نقطة لسان بور توفيق كان فيها دبابات ومدفعية، وكانت تستهدف السويس والزيتيات ومنطقة شركات البترول، وفي إحدى المرات اشتعلت المنطقة 7 إلى 8 أيام».

وأضاف الرائد حسني سلامة من أبطال الصاعقة في حربي الاستنزاف وأكتوبر: «كان يجب تأديب الموقع وشل قدراته، وتم التخطيط للعملية، إذ جرى تنفيذ إغارة صاخبة في وضح النهار بـ140 مقاتلا بكل أسلحتهم، ورفعت العمل في قلب الموقع الإسرائيلي واستمر مرفوعا لمدة 3 أيام».

 

وقال اللواء الدكتور أحمد شوقي الحفني من مخططي عمليات الصاعقة في حربي الاستنزاف وأكتوبر: «بدأت التخطيط في كيفية العمل على استهداف هذا الموقع، فقلت إنّ العملية يجب أن تكون في وضح النهار، كان هناك اعتراض، فقلت إنّ خسائرنا قد تزيد في الليل، لأن موقع العدو كان أمامه موانع كثيفة من الأسلاك، وكان تخطيها صعب جدا ليلا»

وقال اللواء معتز الشرقاوي من أبطال الصاعقة في حربي الاستنزاف والشرقاوي: «في هذه العملية تمكنت من أسر أحد أفراد العدو، بدأنا تنفيذ هذه العملية بـ140 فردا وعدنا 141 فردا».

وواصل: «حجم الخسائر الإسرائيلية، طاقم 5 دبابات، و37 فردا في الملجأ، و3 طاقم رشاشات، وكلهم قُتلوا بالكامل».

مقالات مشابهة

  • أبطال أكتوبر.. على محمد على بيه| حكاية شهيد سطر اسمه بحروف من ذهب فى تاريخ الوطنية
  • دمروا كتيبتي دبابات ومشاة.. تفاصيل بسالة قوات الصاعقة في معركة رأس العش
  • "الطريق إلى النصر": السادات طلب بلورة التخطيط لعملية هجومية بعبور القناة فظهرة "المآذن العالية"
  • «بدأوا 140 فردا وعادوا 141».. «الطريق إلى النصر» يكشف بطولات عملية لسان بورتوفيق
  • الشهيد الحي عبدالجواد سويلم يحكي كواليس مشاركته في حرب أكتوبر: غيرت مجرى حياتي
  • وثائقيات قطاع القنوات الإخبارية.. الطريق إلى النصر «بين الصمود والاستنزاف»
  • اللواء محيى نوح أحد أبطال الصاعقة : معركة رأس العش كانت رمزاً للصمود والثأر ورفع معنويات الجيش المصرى والشعب
  • 15 من أبطال أكتوبر وحرب الاستنزاف يروون قصص النصر في نقابة الصحفيين
  • أخذت بتاري.. أحد أبطال أكتوبر: خوض حرب 73 أسعد قرار في حياتي