الجزيرة:
2024-11-21@16:40:58 GMT

إسرائيل أبادت 6644 عائلة في غزة كليا أو جزئيا

تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT

إسرائيل أبادت 6644 عائلة في غزة كليا أو جزئيا

غزة– يجمع ما بين الطفلة رغد العجل (15 عاما) وابنة عمها جنى (5 أعوام) أنهما الوحيدتان المتبقيتان على قيد الحياة من أسرتيهما اللتين أُبيدتا على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي في حربه المتواصلة على قطاع غزة.

ففي 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، قصفت طائرات الاحتلال المنزل الذي كانت توجد فيه العائلة بمدينة دير البلح، مما أسفر عن استشهاد العشرات، ومنهم أفراد أسرتي الطفلتين.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2حرب غزة تزعزع قدرة إسرائيل على الاقتراضlist 2 of 2جهود إيران لدعم غزة خلال عام من الحربend of list

واستشهد على الفور رمزي وشيرين والدا رغد وجميع إخوتها وعددهم 9 (7 بنات وولدان)، وبقيت رغد الناجية الوحيدة. كما استشهد حمزة ونوال والدا ابنة عمها جنى وأختاها الوحيدتان (جنات 3 سنوات، وفاطمة سنة ونصف السنة).

وتعيش رغد وجنى حاليا في رعاية عمّهما في خيمة وسط القطاع في ظروف تفتقد لأدنى متطلبات الحياة.

وتعد الطفلتان مثالا حيا على المجازر الإسرائيلية التي استهدفت العائلات الفلسطينية خلال الحرب التي بدأت بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتسببت إما بمحوها بالكامل وإما جزئيا.

الطفلتان جنى(يمين ) ورغد العجل فقدتا جميع أفرد أسرتيهما في قصف إسرائيلي استهدف منزلا سكنيا (الجزيرة) ما المقصود بإبادة العائلات؟

يقصد بإبادة إسرائيل للعائلات الفلسطينية قتل جميع أفراد العائلة دون أن يتبقّى أحد منهم على قيد الحياة، أو قتل جميع أفراد الأسرة سوى فرد أو أكثر ممن نجوا من مجزرة.

وتعد "إبادة العائلات" من أهم ظواهر الحرب الإسرائيلية على غزة، حيث مسحت الآلاف من العائلات من السجل المدني الفلسطيني بفعل المجازر الإسرائيلية المتواصلة.

كم عدد العائلات التي أبيدت كليا أو جزئيا؟

بحسب بيانات خاصة حصلت عليها الجزيرة نت من وحدة المعلومات الصحية بوزارة الصحة الفلسطينية بقطاع غزة، فقد بلغ عدد العائلات التي مُحيت بالكامل، أو بقي منها فرد أو فردان، بفعل مجازر الاحتلال 6644 عائلة.

وفي التفاصيل، يبلغ عدد العائلات التي محيت بالكامل 901، أما عدد العائلات التي تبقّى منها فرد واحد فهو 2270، في حين بلغ عدد العائلات التي تبقى منها فردان 3473 عائلة.

وتفيد البيانات ذاتها بأن عدد العائلات التي محيت بالكامل وكان عدد أفرادها من 2 إلى 5 هو 712، أما عدد العائلات التي محيت بالكامل وكان عدد أفرادها أكثر من 6 فهو 189 عائلة.

وبخصوص عدد العائلات التي بقي منها فرد واحد وكان عدد أفرادها من 2 إلى 5 فقد بلغ 1941، في حين أن عدد العائلات التي بقي منها فرد واحد وكان عدد أفرادها أكثر من 6 بلغ 329.

وأما عدد العائلات التي بقي منها فردان وكان عدد أفرادها من 2 إلى 5 فهو 3113، في حين أن عدد العائلات التي بقي منها فردان وكان عدد أفرادها أكثر من 6 بلغ 360.

ما الأيام التي شهدت كبرى المجازر الإسرائيلية؟

يوضح مدير إدارة الإمداد والتجهيز في جهاز الدفاع المدني بقطاع غزة محمد المغيّر أن غالبية العائلات التي تعرضت للإبادة كليا أو جزئيا راحت ضحية المجازر الكبرى التي ارتكبتها قوات الاحتلال خاصة في الأشهر الأولى للحرب.

وذكر المغيّر، في حديث للجزيرة نت، أن قوات الاحتلال في بداية الحرب تعمدت ضرب مربعات سكنية كبيرة، مما أسفر عن استشهاد المئات، بينهم الكثير من العائلات.

ويقول المكتب الإعلامي الحكومي إن إسرائيل ارتكبت 3628 مجزرة خلال أيام الحرب، أسفرت عن استشهاد أكثر من 41 ألفا و600.

وأوضحت بيانات وحدة المعلومات الصحية بوزارة الصحة والتي حصلت عليها الجزيرة نت، أن كبرى المجازر التي ارتكبت في الحرب كانت في أشهر أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول 2023.

وذكرت البيانات أن يوم 24 أكتوبر/تشرين الأول الماضي كان الأكثر دموية حيث بلغ عدد الشهداء الذين سقطوا خلاله 626، تلاه يوم 23 من الشهر ذاته، حيث بلغ عدد الشهداء 579. وبلغ العدد يوم 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي 554 شهيدا، وفي يوم 4 نوفمبر/تشرين الثاني بلغ 575، وفي 8 ديسمبر/كانون الأول بلغ 532، وفي 6 ديسمبر/كانون الأول الماضي بلغ 491 شهيدا.

ما الذي يتسبب في إبادة العائلات؟

يوضح رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان رامي عبده أن سبب إبادة العائلات خلال العدوان الحالي هو انتهاج جيش الاحتلال سياسة قصف المنازل على رؤوس ساكنيها دون أي تحذير مسبق.

وأضاف عبده "الاحتلال يقتل العائلات سحقًا تحت الأنقاض باستخدام مقذوفات متعددة من الصواريخ والقنابل التي يصل وزن بعضها لأكثر من طن".

وضرب مثالا بقصف الاحتلال في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 2023 مربعا سكنيًّا يعود لعائلة "أبو عيدة"، مما تسبب في استشهاد نحو 120 شخصًا.

ما الأسلحة المستخدمة في إبادة العائلات؟

يوضح المسؤول في الدفاع المدني بغزة محمد المغيّر أن الاحتلال يستخدم في قصف منازل المواطنين قنابل عمياء، أميركية الصنع، تبلغ زنتها 2000 رطل (900 كيلوغرام)، وهي الأكبر من سلسلة قنابل من طراز مارك 80، والتي تسببت في هذا العدد الكبير من العائلات التي أُبيدت.

وأضاف المغير، في حديثه للجزيرة نت، أن إسرائيل أسقطت 16 قنبلة من هذا النوع (900 كيلوغرام) على بناية التاج بمدينة غزة يوم 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مما أدى إلى استشهاد نحو 400 شخص، ما زال نصفهم تحت الأنقاض حتى الآن.

أما رامي عبده فيوضح أن القنابل الأميركية "مخترقة التحصينات"، ومنها صاروخ "بي إل يو-109" (BLU-109) من إنتاج شركة جنرال ديناميكس الأميركية، كانت من أبرز القذائف التي استخدمها الاحتلال الإسرائيلي في قصف البنايات السكنية، مما أدى إلى إبادة هذا العدد الكبير من العائلات.

ما أبرز مجازر العائلات؟

فيما يلي أمثلة على مجازر العائلات مرتبة حسب عدد الشهداء:

عائلة أبو عيدة (5 نوفمبر/تشرين الثاني 2023): 120 شهيدا. عائلة دغمش (17 نوفمبر/تشرين الثاني و17 ديسمبر/كانون الأول 2023): 109 شهداء. عائلة جحا (6 ديسمبر/كانون الأول 2023): 117 شهيدا. عائلة سالم (19 ديسمبر/كانون الأول 2023): 85 شهيدا. عائلة المغربي (23 ديسمبر/كانون الأول 2023): 70 شهيدا. عائلة أبو علبة (7 يناير/كانون الثاني 2024): 70 شهيدا. عائلة قدورة (22 نوفمبر/تشرين الثاني 2024): 55 شهيداً. عائلة الصواف (18 نوفمبر/تشرين الثاني 2024): 50 شهيدا. عائلة شهاب (12 أكتوبر/تشرين الأول 2023): 50 فلسطينيًا. عائلة أبو صافي (5 ديسمبر/كانون الأول 2023): 49 شهيدا. عائلة البطنيجي (7 أكتوبر/تشرين الأول 2023): 43 شهيدا. عائلة ملكة (19 نوفمبر/تشرين الثاني 2023): 40 شهيدا. عائلة اسليم (30 ديسمبر/كانون الأول 2023): 40 شهيدا. عائلة عبد الغفور (7 ديسمبر/كانون الأول 2023): 35 شهيدا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجامعات نوفمبر تشرین الثانی 2023 دیسمبر کانون الأول 2023 أکتوبر تشرین الأول الأول الماضی من العائلات بلغ عدد أکثر من

إقرأ أيضاً:

هذه هي المخططات الخفية التي تُدبّرها إسرائيل لتركيا

لم يعد اليمين الأكثر تطرفًا في إسرائيل، يبدي أي قدرٍ من الحياء أو التحسب والحذر، وهو يبوح بما يختزنه في عقله الأسود، من مخططات ومشاريع، تكاد تطال مختلف دول المنطقة ومجتمعاتها، وتمسّ بالعمق، أمنها واستقرارها وسيادتها وسلامة أراضيها ووحدة شعوبها.

آخر الصيحات التي خرجت من أفواه قادته، جاءت على لسان الوزير جدعون ساعر، ودعوته لتشكيل "حلف أقليات" في الإقليم، تستند إليه إسرائيل في استهداف أعدائها من شرقي المتوسط إلى ضفاف قزوين.

لم يكن الرجل قد قضى سوى أيام قلائل، في منصبه على رأس وزارة الخارجية، إثر انقلاب نتنياهو على وزير دفاعه، حتى بدأ يُلقي على مسامعنا، بعضًا من فصول "نظرته الإستراتيجية" للإقليم، الذي تشكل إسرائيل فيه، "أقلية وسط أغلبية معادية"، مُقترحًا البحث عن "مُشتركات" مع أقليات أخرى، بدءًا بدروز سوريا ولبنان، وليس انتهاء بأكراد سوريا، والعراق، وتركيا، وإيران، فاللعب على ورقة "المكونات"، كفيل بجعل إسرائيل، "أكبر الأقليات وأقواها"، في فسيفساء المشرق العربي وهلاله الخصيب ودول الجوار الإقليمي للأمة العربية.

الأمر الذي يدفع على الاعتقاد الجازم، بأن ساعر لم يعرض سوى رأس جبل الجليد من مشروعه لـ "تجزئة المجزَّأ"، في حين ظل الجزء الأكبر منه، غاطسًا تحت السطح، وهو بالقطع، يشمل مختلف "المكونات" الاجتماعية في دول المشرق وجوارها الإقليمي.

وبالنظر إلى السياق الذي طُرح فيه، "حلف الأقليات" وتوقيت هذا الطرح، يمكن الافتراض، بأن تركيا، قبل غيرها، وأكثر من غيرها من الدول المستهدفة، هي الحلقة الأولى في إستراتيجية التفكيك المنهجي المنظم، لبنية هذه المجتمعات ووحدة وسلامة أراضي هذه الدول.

فأنقرة، رفعت وتيرة انتقاداتها لحرب إسرائيل البربرية على غزة ولبنان، وهي تقدم حماس والجهاد وبقية الفصائل الفلسطينية، بوصفها حركات تحرر وطني مشروعة، في مواجهة "طوفان الشيطنة" و"حرب الإلغاء" اللذين تتعرض له من قبل آلة "البروباغندا" الإسرائيلية، المدعومة من قبل أوساط غربية وإقليمية وازنة.

ولعلّ هذا ما تنبهت إليه القيادة التركية، مبكرًا وقبل أن يُخرج ساعر ما في جوفه، عندما بدأت التحذير من مغبة تطاير شرارات الحرب إلى سوريا، وعلى مقربة من حدودها، بل وإبداء الاستعداد لمواجهة تركية – إسرائيلية إن تدحرجت كرة النار، وعجز المجتمع الدولي عن وقفها.

وفي كل مرة صدرت فيها عن أنقرة، تحذيرات من هذا النوع، كانت أنظار المسؤولين والناطقين باسمها، تتجه إلى لعبة "المكونات" التي تريد إسرائيل فرضها على الإقليم، بدعم وإسناد من دوائر غربية عديدة، وتحت حجج وذرائع ومزاعم شتى.

مبادرتان استباقيتان

في هذا السياق، يمكن النظر إلى المبادرات الاستباقية الأخيرة التي صدرت عن أنقرة، وأهمها اثنتان: الأولى؛ داخلية، وصدرت عن دولت بهتشلي، حليف أردوغان وزعيم الحركة القومية و"ذئابها الرمادية"، الرامية لإغلاق ملف المصالحة بين أتراك تركيا وكردها، وهي مبادرة كانت مفاجئة لجهة توقيتها والجهة التي صدرت عنها، وسط قناعة عامة بأنها لم تأتِ منبتّة عن السياق الإقليمي، وانفلات "التوحش" الإسرائيلي من كل عقال، وأنها لم تأتِ من دون تنسيق مسبق بين الحليفين: بهتشلي وأردوغان.

صحيح أن المبادرة، فجّرت قلق خصومها الداخليين، بالذات على "ضفتي التطرف القومي" الكردي – التركي، وأنها أثارت انقسامًا بين "تيار قنديل" داخل أكراد المنطقة، وتيار المصالحة والاعتدال، الذي يُعتقد أن عبدالله أوجلان، يقف على رأسه، من مَحبَسه على جزيرة "إمرالي".

وصحيح أن خصوم المصالحة عملوا على تفجير مركبها قبل إبحاره وسط تلاطم أمواج المواقف والمصالح المتناقضة، بدلالة الهجوم على شركة "توساش" في قلب العاصمة التركية في الثالث والعشرين من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وما أعقبه من تصعيد في العمليات طال مناطق داخل تركيا وخارجها (سوريا والعراق).. لكن الصحيح كذلك، أن قطار المبادرة ما زال على سكته، رغم العرقلة، وأنه قد يواصل مسيره، ما دام أن وجهته النهائية، تحصين الداخل التركي في مواجهة مؤامرات التفكيك.

أما المبادرة الثانية؛ فسابقة على تطورات الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان، وإن كانت اكتسبت زخمًا إضافيًا في الأسابيع الأخيرة، والمقصود بها، الرغبة التركية الجارفة بالمصالحة مع دمشق، وعروض الرئيس التركي المتكررة، للقاء الأسد، وإغلاق صفحات الخلاف (الصراع) بين البلدين.. وهي المبادرة، المدفوعة بجملة من الحسابات والاعتبارات التركية، من بينها قضية اللاجئين السوريين، وأهمها "المسألة الكردية".

والحقيقة أن أنقرة، لم تكن بحاجة لأن تنتظر جدعون ساعر ليخرج ما في "صندوقه الأسود" من مشاريع طافحة بالعدائية لتركيا، حتى تبدأ بالتحرك المضاد، وتشرع في العمل على إحباط مراميها وأهدافها، والمؤكد أنها كانت تدرك، أن "النجاحات" التي سجلتها إسرائيل على الجبهة الشمالية مع لبنان، وفي مواجهة حزب الله، وتكثيفها العمليات ضد حزب الله وإيران في سوريا، فيما يشبه الاستباحة الكاملة للأجواء والسيادة السوريتين، من شأنها إحياء النزعات الانفصالية لدى بعض تيارات الحركة الكردية في المنطقة، ما دام أن هذه النزعات كانت قد تغذّت تاريخيًا وتضخمت، على جذع "الغطرسة" و"الاستعلاء" الإسرائيلي.

كما أن التطاول الإسرائيلي المتكرر على إيران، سواء في عمقها أو مناطق نفوذها، وعدم نجاح الأخيرة في بناء معادلة ردع صارمة في مواجهة التهديدات باستهداف برنامجَيها النووي والصاروخي – من ضمن أهداف إستراتيجية أخرى – ساهم بدوره في زيادة المخاوف التركية، من تضخم الدور الإقليمي لإسرائيل، ولجوء تل أبيب لاستخدام أسلحة وأدوات من النوع الذي تحدث عنه ساعر: "حلف الأقليات".

العامل الأميركي

لم تكن علاقات تركيا بإدارة بايدن سلسة دائمًا، وغلب عليها التوتر في بعض الأحيان على حساب مقتضيات عضوية البلدين في "الناتو"، ومن بين جملة الأسباب الباعثة على فتور العلاقات وأحيانًا توترها، احتلت "المسألة الكردية" مكانة متميزة في صياغة شكل ومحددات العلاقة مع إدارة بايدن الديمقراطية.

فالرئيس بايدن، عُرِفَ عنه، تاريخيًا، تعاطفه الشخصي مع "الانفصالية" الكردية، وهو كان سبّاقًا من موقعه في مجلس الشيوخ لعرض تقسيم العراق إلى دويلات ثلاث. ودعم بكل قوة، قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والأطر والأذرع السياسية والاجتماعية والمالية المنبثقة عنها والموازية لها.

ونافح بقوة أيضًا عن بقاء وحدات من الجيش الأميركي في مناطق شمال شرق سوريا؛ لحماية الحركة الكردية وتدعيمها، إن في مواجهة دمشق وطهران وحلفائهما، أو بالأخص في مواجهة تركيا. وهو أغدق على أكراد سوريا، الأكثر قربًا من "مدرسة أوجلان" والـ "بي كي كي"، السلاح والعتاد، الأمر الذي لطالما قرع نواقيس الخطر في مراكز صنع القرار في الدولة التركية.

وربما لهذا السبب بالذات، سقطت أنباء فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية واكتساح حزبه الجمهوري مقاعد الأغلبية في مجلسَي الشيوخ والنواب، بردًا وسلامًا على تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان، فالأول نجح في إقامة "علاقات عمل" مثمرة، ونسج بعض خيوط الصداقة مع الأخير، لأسباب لا مجال للخوض فيها في هذه المقالة، وهو متحرر من أية صلات أو "مشاعر" حيال كُرد المنطقة، والأهم، أنه بادر في ولايته الأولى إلى الإعلان عن نيته سحب قواته من شمال سوريا، وقد يستكمل في ولايته الثانية، ما كان بدأ به، قبل تدخل مؤسسات "الدولة العميقة" الأميركية لإحباط مساعيه آنذاك.

على أن مشاعر الارتياح للتحولات الأخيرة في الإدارة والكونغرس الأميركيين، لا تكفي لتبديد مخاوف أنقرة مما يمكن لتل أبيب، أن تقدم عليه. فالأتراك، بلا شك، يدركون أتم الإدراك، "مساحات المناورة وحرية الحركة" التي تتمتع بها إسرائيل في علاقاتها مع الولايات المتحدة.

ويعرفون تمام المعرفة، أن اليمين الفاشي في تل أبيب، قادر على مغازلة مشاعر اليمين الأميركي المتطرف، ومداعبة أولويات "الدولة العميقة" في الولايات المتحدة، وبالضد من إرادة الإدارة في بعض الأحيان، إن تطلب الأمر و"المصلحة العليا" ذلك. ومن هنا يمكن القول إن مشوار تركيا في تعاملها مع "المسألة الكردية"، لن يكون معبدًا وسلسًا.

أنقرة تعوّل أيضًا على قلّة اهتمام ترامب بالقضية السورية، وتلمّست خلال ولايته الأولى، استعداده للتسامح مع دور روسي متنامٍ في سوريا، وتحبيذه تنامي هذا الدور على حساب الدور الإيراني بالأخص، فيما الرجل ربما يكون مقبلًا على فتح صفحة من التعاون مع الكرملين في أوكرانيا، وملفات أخرى، على الساحة الدولية.

وأنقرة تعوّل أيضًا على ما يمكن لموسكو أن تفعله بوحي من مصلحتها في خروج القوات الأميركية من سوريا، إن لجهة حفز جهودها للمصالحة مع دمشق، أو لجهة التوسط بين القامشلي والأسد، فضلًا عن تخفيف احتقانات علاقاتها مع إسرائيل، في ضوء ما يشاع عن جهود روسية للدخول على ملفات الوساطة بين إسرائيل ولبنان، ونوايا لم تتضح بعد، تنمّ على دعم روسي لقيام سوريا، بدور في الحد من قدرة حزب الله على إعادة بناء قدراته العسكرية، حال وضعت الحرب على هذه الجبهة، أوزارها.

هي مرحلة جديدة، تدخلها العلاقات التركية الإسرائيلية، تحكمها ثوابت ومتغيرات لدى الطرفين، في بيئة محلية وإقليمية بالغة التعقيد، والأيام المقبلة، تبدو محمّلة بكل جديد.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • صحة غزة: ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 43 ألفا و972 شهيدا
  • "عائلة رفعت قضة على الأشباح".. أغرب الجرائم التي يَزعم ارتكابها من الأرواح
  • هذه هي المخططات الخفية التي تُدبّرها إسرائيل لتركيا
  • مرسومان بتحديد الـ 21 من كانون الأول القادم موعداً لإجراء انتخابات تشريعية لمقعدين شاغرين في دائرة دمشق وآخر في دائرة مناطق حلب
  • وسائل إعلام العدو الإسرائيلي تعلن مقتل 27 جندياً للاحتلال في جباليا شمال قطاع غزة منذ مطلع تشرين الأول الماضي
  • وسائل إعلام العدو الإسرائيلي تعلن مقتل 800 ضابط وجندي للاحتلال منذ السابع من تشرين الأول 2023 غالبيتهم في قطاع غزة
  • الصحة اللبنانية: ارتفاع عدد الشهداء منذ أكتوبر 2023 إلى 3544 شهيدا
  • 3544 شهيدا في الهجمات الإسرائيلية على لبنان منذ أكتوبر 2023
  • طيران الإمارات: إلغاء الرحلات الجوية من بغداد وإليها حتى 30 تشرين الثاني 2024
  • غزة.. العائلات النازحة تكافح للحصول على الطعام