كيف نستعد للوباء الثلاثي القادم؟
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
أعلنت هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية من خلال موقعها الرسمي عن حملة تطعيم في البلاد ضد فيروس "كوفيد-19" وفيروسات الإنفلونزا. وأشار الإعلان الذي نشر في 3 أكتوبر/تشرين إلى أن هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية تهدف إلى الحماية من "وباء ثلاثي" من الفيروسات هذا الشتاء. فما الوباء الثلاثي؟ وكيف الحماية منه؟
الوباء الثلاثييشير موقع كلية الطب في جامعة ييل بالولايات المتحدة إلى أنه لا يوجد تعريف علمي لهذا المصطلح، ولكنه ببساطة يشير إلى انتشار الفيروس التنفسي المخلوي (RSV) وفيروس الإنفلونزا وفيروس "كوفيد-19" إلى حد قد يؤدي إلى إرهاق أقسام الطوارئ في المستشفيات.
ينتج عن الإصابة بهذه الفيروسات الشديدة العدوى أمراض تنفسية، وتسبب جميعها أعراضا تشبه أعراض البرد، مثل السعال وسيلان الأنف. في المقابل، لكل إصابة سمات فريدة تميزها، مثل فقدان حاسة التذوق أو الشم مع كوفيد، والصفير عند الأطفال المصابين بفيروس الجهاز التنفسي المخلوي. وبينما يعاني العديد من الأشخاص من مرض خفيف من هذه الفيروسات، فإن عوامل مثل العمر والصحة العامة تجعل البعض أكثر عرضة لدخول المستشفى والوفاة. وفي حالة كوفيد، حتى الشباب الأصحاء أصيبوا بأعراض كوفيد الطويلة الأمد.
الفيروس التنفسي المخلويالفيروس المخلوي التنفسي فيروس شائع في الشتاء ويمكن أن يسبب مرضا يشبه البرد. يصاب معظم الأطفال الأصحاء الذين تزيد أعمارهم على عامين والبالغين الذين تقل أعمارهم عن 60 عاما بحالة خفيفة نتيجة إصابتهم بالفيروس والتي تتحسن في غضون أسبوع تقريبا. ويمكن أن يصاب الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 عاما أو أكثر بأمراض الجهاز التنفسي السفلي جراء إصابتهم بالفيروس المخلوي التنفسي، مما يؤدي إلى حالات التهابية مثل الالتهاب الرئوي والتهاب القصيبات الهوائية.
أما الفئات الأكثر عرضة لخطر دخول المستشفى والوفاة بسبب فيروس المخلوي التنفسي فهي: الأطفال الخدج، والرضع حتى سن 12 شهرا (خاصة أولئك الذين تبلغ أعمارهم 6 أشهر أو أقل)، والأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين والذين يعانون من أمراض الرئة المزمنة وأمراض القلب الخلقية وضعف الجهاز المناعي و/أو الاضطرابات العصبية العضلية، ولا توجد علاجات بخلاف الرعاية الداعمة.
يمكن الحصول على اللقاح للحماية من الفيروس بعد استشارة الطبيب للتأكد من أنه مناسب لك، كما يمكن أن يحصل الأطفال والحوامل على اللقاح بعد استشارة الطبيب بما يضمن سلامتهم.
ماذا لو أصبت بالفيروس التنفسي المخلوي؟إذا أصبت بالفيروس ابق في المنزل عندما تكون مريضا، فالأشخاص المصابون بالفيروس قد يكونون معديين لمدة تراوح من 3 إلى 8 أيام. يعاني معظم الأشخاص من أعراض خفيفة وتتحسن حالتهم في غضون أسبوع أو أسبوعين. ويضمن شرب كثير من السوائل لمنع الجفاف وتناول الأدوية المتاحة دون وصفة طبية تخفيف الانزعاج والحمى. وقد يكون الجفاف أو ألم الأذن أو صعوبة التنفس علامات على عدوى ثانوية ربما تصبح خطيرة بما يكفي لتتطلب دخول المستشفى.
الإنفلونزا
تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن الإنفلونزا الموسمية عدوى تنفسية حادة تسببها فيروسات الإنفلونزا، وهي شائعة في جميع أنحاء العالم، ويتعافى معظم الأشخاص دون علاج.
تنتشر الإنفلونزا بسهولة بين الأشخاص عندما يسعلون أو يعطسون، والتطعيم أفضل طريقة للوقاية منها.
تشمل أعراض الإنفلونزا ظهور الحمى الحادة والسعال، والتهاب الحلق، وآلام الجسم، والتعب. يجب أن يهدف العلاج إلى تخفيف الأعراض، وعلى الأشخاص المصابين بالإنفلونزا الراحة وشرب كثير من السوائل. يتعافى معظم الأشخاص من تلقاء أنفسهم في غضون أسبوع، وقد تكون هناك حاجة إلى رعاية طبية في الحالات الشديدة ولدى الأشخاص الذين لديهم عوامل خطر.
توصي هيئة خدمات الصحية الوطنية البريطانية بلقاح الإنفلونزا للأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بمرض خطير بسبب الإنفلونزا، مثل كبار السن الذين يبلغون من العمر 65 عاما أو أكثر، والأشخاص الذين يعانون من بعض الحالات الصحية الطويلة الأمد.
فيروس كورونايسبب فيروس كورونا مرض "كوفيد-19". ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن الأشخاص الأشد تعرضا لخطر الإصابة بحالة مرضية وخيمة نتيجة الإصابة بهذا الفيروس هم الأشخاص البالغة أعمارهم 60 سنة وأكثر والأشخاص الذين يعانون من مشاكل طبية أساسية مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري وسائر المشاكل الصحية المزمنة (مثل المشاكل القلبية والرئوية والكلوية والدماغية) وضعف الوظيفة المناعية، والسمنة، والسرطان، والأشخاص غير المطعمين.
ومع ذلك، فقد يُصاب أي شخص في أي عمر بمرض "كوفيد-19" ويعاني من حالة مرضية وخيمة أو يلقى حتفه.
هل يمكن أخذ اللقاحات الثلاثة كلها مرة واحدة؟قررت المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها أنه من الآمن الحصول على لقاحي "كوفيد-19" والإنفلونزا في الوقت نفسه. ويتم البحث عن آثار إعطاء اللقاحين في حقنة واحدة.
ويشير موقع كلية الطب في جامعة ييل إلى أن لقاحات الفيروس المخلوي التنفسي لكبار السن والحوامل (اللواتي يمكنهن نقل الأجسام المضادة إلى أطفالهن حديثي الولادة) لا تزال جديدة، ولا توجد بيانات في هذا الوقت لتقول على وجه اليقين إن كان إعطاء هذه اللقاحات في الوقت نفسه مع اللقاحين الآخرين هو أفضل إستراتيجية. قد تحدث آثار جانبية أكثر في حالة أخذ اللقاحات الثلاثة معا.
تجنب العدوىتوفر اللقاحات حماية قوية إلا أنها قد لا تحمي دائمًا من العدوى، لذا فمن الحكمة اتخاذ احتياطات إضافية. بالنسبة لكوفيد-19، يمكن الاحتفاظ باختبارات منزلية وجعلها في متناول اليد لاستخدامها عند الشعور بالمرض حتى لا ينتشر الفيروس.
وتقدم المراكز الأميركية السيطرة على الأمراض والوقاية إستراتيجيات أخرى للوقاية من فيروسات الجهاز التنفسي الشتوية، منها ما يلي:
استخدام الكمامة. تحسين جودة الهواء داخل الغرف من خلال تهويتها باستمرار. تطهير الأسطح والحفاظ على نظافتها. الحفاظ على نظافة اليدين. الابتعاد عن الأشخاص المرضى.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فیروس المخلوی التنفسی التنفسی المخلوی الأشخاص الذین کوفید 19 إلى أن
إقرأ أيضاً:
علماء ينجحون في فك الشيفرة الوراثية للإنفلونزا
أوضحت نتائج دراسة أجراها باحثون في فرنسا ونشرت في مجلة "Nucleic Acids Research كيفية تغليف فيروس الأنفلوانزا المجهري لمادته الجينية وحمايتها مما يفتح آفاقا جديدة لمكافحة العدوى الفيروسية وصنع أدوية أفضل لموسم الإنفلونزا.
وتشتهر فيروسات الإنفلونزا بتسببها في أوبئة موسمية وجوائح عرضية، مع التهديد المستمر لسلالات إنفلونزا الطيور التي قد تنتقل من الحيوانات إلى البشر.
وتعد المادة الجينية أساسا في قدرة الفيروس على الانتشار والبقاء، وهي مغلفة بعناية في غلاف بروتيني مثل لفافة مجهرية.
وباستخدام تقنيات تصوير متقدمة، أنشأ العلماء الخريطة الأكثر تفصيلا حتى الآن لكيفية تجميع الفيروس لمادته الجينية.
وركز البحث الذي أشرف عليه المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي وجامعة غرينوبل الفرنسية، على البروتين النووي، وهو بروتين حيوي يعمل كغلاف واقٍ للحمض النووي الريبوزي الفيروس، أي تعليماته الجينية.
واستخدم الفريق نهجا متقدما لتفكيك وإعادة بناء هيكل البروتين الفيروسي في بيئة مختبرية.
ومن خلال إزالة أجزاء صغيرة من هيكل البروتين، تمكن الباحثون من إنشاء نسخ أكثر استقرارا وأقل مرونة من الحزمة الجينية الأساسية للفيروس.
وسمح ذلك للباحثين بالتقاط صور دقيقة للغاية تكشف كيف تلتف المادة الجينية عبر هيكل البروتين.
وكان أحد الاكتشافات المفاجئة مرونة تغليف الفيروس الجيني، ووجد الباحثون أن البروتين يمكن أن يستوعب بين 20 و24 وحدة بناء جينية، مع جانب واحد من البروتين أكثر تكيفا من الآخر.
وقد تفسر هذه المرونة كيفية قدرة الفيروس على التغيير والتكيف بسرعة، وهو سبب رئيسي لصعوبة الدفاع ضد الإنفلونزا كل عام، وفقما ذكر موقع " studyfinds" العلمي.
ومن النتائج التي كشفت عنها الدراسة أيضا وجود تفاعلات معقدة بين البروتين والمادة الجينية، إذ لا يظل الحمض النووي الريبوزي سلبيا داخل البروتين، بل يساعد بنشاط في تشكيل هيكل الفيروس، مما يساهم في المرونة العامة للجسيم الفيروسي.
وأشار الباحثون إلى أن الأحماض الأمينية الأربعة عشر الأولى للبروتين تلعب دورا حاسما في وظيفتين رئيسيتين هما توفير المرونة للفيروس ومساعدته على التحرك داخل الخلايا المضيفة.
وفي ملخص للدراسة، قال الباحثون: "يمهد هذا الاختراق الطريق لتصميم جزيئات دوائية جديدة قادرة على الارتباط بغلاف البروتين، وإضعاف الحمض النووي الريبوزي الفيروس، ومنع تكاثر فيروس الإنفلونزا، الذي يؤثر على الملايين".
وعلى الرغم من أن الدراسة أجريت في بيئة مختبرية محكمة، إلا أنها تمثل خطوة حاسمة في فك آليات أحد أكثر التهديدات الفيروسية تكيفا واستمرارية في العالم.