ذكرى طوفان الأقصى.. هل التبرع لأهل غزة واجب وأولى من غيرهم؟
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
مر اليوم الأثنين الموافق 7 أكتوبر لعام 2024 عام كامل على بداية الحرب التي شنتها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بشكل مفاجئ وواسع النطاق على إسرائيل، في عملية تحت اسم "طوفان الأقصى".
قُتل نحو 1200 شخص، واختُطف حوالي 250 أسيرًا إسرائيلية ونُقلوا إلى قطاع غزة، فيما ردّت إسرائيل بعملية"السيوف الحديدية"، إذ قصف قطاع غزة في اليوم ذاته، لتدخل المنطقة في حرب إلى الأن أسفر عنها دمار غير مسبوق وشبه كامل في قطاع غزة من العدو الإسرائيلي، وبدأت مع الحرب إيصال المساعدات إلى أهالي غزة من جميع الجهات والمؤسسات ويستمر الناس في السؤال حول : هل التبرع لأهل غزة واجب وأولى من غيرهم؟
قالت دار الإفتاء المصرية في فتواهاى رقم 8079 لفضيلة المفتي السابق الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء، أن الجهاد في سبيل الله تعالى شعيرةٌ ماضيةٌ إلى يوم القيامة، وهو حق كَفَلته القوانين الأرضية أيضًا؛ دفعًا للصائل وردعًا للمعتدي، وحفاظًا على العِرض والنفس والمال.
ووضح أن الجهاد -في اللغة- هو: استفراغ ما في الوُسع والطاقة مِن قول أو فعل، والشرع الشريف لم يجعله قاصرًا على الجهاد بالنفس فقط، فهناك جهاد الكلمة وجهاد المال.
وتابع جمعة أن النصوص الشرعية العامة في الجهاد تنطلق على كل ما يكون في طَوق المكلف وقدرته، وليس مقصورًا على الجهاد بالسِّنان فقط، وبعضها يُصَرِّح بذلك فعلا؛ فيقول الله تعالى عن القرآن الكريم: ﴿وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا﴾ [الفرقان: 52]، وعن الجهاد بالمال يقول سبحانه: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [الصف: 10-11].
حكم التبرع وإخراج زكاة المال لدعم الشعب الفلسطيني
وأكد جمعة أن كلَّ مَن وجد نفسَه عاجزًا بنفسه عن دفع المعتدي الصائل على الأرض والعِرض مِن المسلمين فإنه مُطالَب شرعًا ببذل ما يستطيع بماله عينًا أو نَقدًا لصَدِّ العدوان وتسلية المُعتَدَى عليهم مِن المستضعفين مِن الرجال والنساء والولدان.
وبين جمعة أن زكاة المال لها مصارف ثمانية مذكورة في قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة: 60].
وزكاة المال يُشرَع دَفعُها لأبناء الشعب الفلسطيني في غَزَّة من سَهم: "في سبيل الله"؛ لأنَّ دَفع العدو في حقهم مُتَعَيِّنٌ عليهم من باب جهاد الدَّفع. وكلُّ ما يُعِينُهم على البقاء ومقاتلة العدو وصَدِّ العُدوان هو مِن جُملة آلات الجهاد، سواء أكان مالًا أم طعامًا أم دواءً، وليست آلة الجهاد مُنحَصرة في السِّلاح فقط، بل هي شاملة لما ذُكِر أيضًا.
فيما أشار إلى أن الفقهاء قد قرروا أنه يُشرع دفعُ الزكاة للمجاهد في سبيل الله وإن كان غنيًّا؛ قال العلامة الخِرَقي الحنبلي عند كلامه على مصارف الزكاة: [وسَهم في سبيل الله، وهم الغُزاة، يُعطَون ما يشترون به الدواب والسلاح وما يتقوَّون به على العدو، وإن كانوا أغنياء] اهـ، قال شارحه الإمام ابن قدامة: [وبهذا قال مالك والشافعي وإسحاق وأبو ثَور وأبو عبيد وابن المنذر] اهـ. "المغني" (6/ 333، ط. دار إحياء التراث العربي).
وانتهى جمعة إلى أن ذلك جاء مستندًا على قولُ النبي صلى الله عليه وآله وسلم -فيما رواه الإمام مالك في "المُوَطَّأ"-: «لا تَحِلُّ الصدَقةُ لغَنِيٍّ إلا لخَمسة» اهـ، وعَدَّ منهم: الغازي في سبيل الله، وأما فقراؤهم ومساكينهم -وما أكثرهم- فإنهم يأخذون من هذا المَصرَف ومِن مَصرَف الفقراء والمساكين؛ لأنهم قد جمعوا وصفَ الفقر والمسكنة مع وصف الجهاد.
وعليه: فأبناء الأرض المحتلة الآن لهم أولوية في الجملة في استحقاق أموال الزكاة؛ نظرًا لشدة ظروفهم وحاجتهم المتعينة إلى الغوث -لا سِيَّما في قِطاع غَزَّة- ممَّا يعلمه القاصي والداني.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: طوفان الأقصى غزة قطاع غزة الجهاد حكم التبرع وإخراج زكاة المال الشعب الفلسطينى فی سبیل الله
إقرأ أيضاً:
بالصور: الاحتلال يعيق وصول آلاف المواطنين للأقصى بآخر جمعة من رمضان
أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية، بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي واصلت للجمعة الرابعة من شهر رمضان المبارك، فرض قيود مشددة على دخول المصلين القادمين من الضفة الغربية إلى مدينة القدس المحتلة، لأداء الصلاة في المسجد الأقصى المبارك.
ومنذ فجر اليوم الجمعة، بدأ مئات المواطنين من كبار السن التوافد على حاجز قلنديا للوصول إلى القدس، لأداء صلاة الجمعة الأخيرة من شهر رمضان في المسجد الأقصى، وسط تواجد مكثف لقوات الاحتلال الإسرائيلي، على حاجزي قلنديا العسكري شمال القدس المحتلة، وحاجز "300" الفاصل بين مدينتي بيت لحم والقدس، ودقّق في هويات المواطنين، ومنع من هم دون سن 55 عاما من الرجال و50 عاما من النساء وحصلوا على "تصاريح خاصة"، من دخول القدس، ورغم ذلك توافد آلاف المواطنين منذ صباح اليوم، عبر الحاجزين في محاولة الوصول إلى المسجد الأقصى.
وأفاد شهود عيان لوكالة الأنباء الفلسطينية بأن قوات الاحتلال أعادت عشرات المسنين على حاجزي قلنديا وبيت لحم كانوا في طريقهم للمسجد الأقصى، بحجة عدم حصولهم على التصاريح المطلوبة التي تمكنهم من الدخول.
كما فرضت قوات الاحتلال قيودا مشددة على بوابات المسجد الأقصى المبارك، ودققت في هويات الشبان على مداخل البلدة القديمة وأبواب المسجد، ومنعت عددا منهم من الدخول.
المصدر : وكالة وفا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين بدء صرف دفعة مالية جديدة لـ 4343 من عمال غزة المتواجدين بالضفة حماس : جاهزون للمفاوضات رغم تنصل إسرائيل من المبادرات إصابة شاب برصاص الاحتلال في مخيم عسكر شرق نابلس الأكثر قراءة تفاصيل اجتماع وفد حماس مع وزير خارجية تركيا في أنقرة الاحتلال يعرقل وصول آلاف المواطنين للأقصى إسرائيل: نقاش يدور حول فكرة تحويل السلطة الفلسطينية إلى مناطق إدارية المعارضة الإسرائيلية تطعن في قرار نتنياهو إقالة رئيس "الشاباك" عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025