تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

51 عامًا من الفخر والعزة  مرت على انتصار الجيش المصرى فى حرب أكتوبر 1973   ومازالت  ذكراها العطرة  تبقى عيدًا لكل المصريين؛ تخليدًا لقوة إرادتهم وصلابتهم، ولكفاءة قواتهم المسلحة وقدرتها القتالية المتميزة والتى سطرت ملحمةً وطنيةً خالدة فى حفظ تراب هذا الوطن   ويأتي شهر أكتوبر من كل عام حاملاً معه نسائم الانتصار والمجد تلك الأيام التي نستحضر فيها دروس النصر، ونحتفي بالأبطال والشهداء.

. ونحيي ذكرى انتصارات أكتوبر العظيمة 

أبطال مصر

وفى هذه المناسبة  الغالية، تعرض «البوابة نيوز» نماذج لأبطال مصر لا يعرفهم الكثيرون، ولم يسمعوا أو يقرأوا عنهم كثيرًا، ونلقى الضوء عليهم، لنؤكد أن أبطال مصر فى العقل والقلب والوجدان،  ومع كل ذكرى للنصر يهل اسمه مع باقى الأبطال الذين قاتلوا بشرف وبسالة وفداء وضحوا من أجل كرامة الوطن وعزته وسطروا بصدورهم البطولات والانتصارات التى حطمت أساطير الوهم للعدو وغيرت نظريات الحرب فى العالم وحملت حرب أكتوبر بين طياتها العديد من القصص لأبطال سطروا أسماءهم بحروف من نور فى تاريخ مصر.
 


الأسطورة محمود بكر صائد الدبابات الإسرائيلية

خاصة فى معارك الدبابات وأبرزهم محمود محمد صادق بكر"، ملقب بـ "صائد الدبابات" أحد أبرز من حمل لقب "صائد الدبابات" فى حرب أكتوبر، بعدما نجح فى تدمير عدد كبير من الدبابات والمجنزرات هو ابن قرية دروة التابعة إداريًا لمركز ومدينة ملوى، جنوب محافظة المنيا، الذى يروى حكاياته، ذكرياته، وقت الحرب فى ذكرى حرب ٦ أكتوبر.

ويحكى العديد من القصص والروايات الحقيقية من أرض المعركة، والتى أظهرت حنكته وصلابته وإرادته القوية فى دحر العدو واستعادة أرض الفيروز من أيدى المغتصب وتنفيذ المهام الموكلة له بكل دقة وحرفية، فقد ولد " البطل محمود محمد صادق بكر " فى السابع والعشرين من شهر ديسمبر ١٩٤٥، وأُحيل على المعاش على منصب مدير عام مدرسة وحدة دروة الإبتدائية عام ٢٠٠٥، التحق بالقوات المسلحة فى ٣٠ يونيو ١٩٦٨، بسلاح المدرعات، ثم التحق بمعسكر الجنزير «الذى يحتوى على الآليات المجنزرة من سيارات نصف مجنزرة ودبابات» حتى أصبح «سائق دبابة» من طراز T٣٤ .

وحكى ابن محافظة المنيا عن ذكرياته مع حرب أكتوبر قائلا " منذ ٥٠ عامًا، هب الجيش المصرى، بضباطه وجنوده المخلصين، لاستعادة سيناء القطعة الغالية من أرض مصر العزيزة وبوابتها الشرقية، التى ظن العدو الإسرائيلى أنه قادر على حمايتها وضمها لأراضيه، والمصريون رضخوا للأمر الواقع، واستسلموا لقوة إسرائيل بطائراتها الحديثة وساترها الترابى بارليف وكنا ننتظر بفارغ الصبر قرار العبور ورد الكرامة واسترداد الأرض، وهو ما حدث بالفعل وقررت القيادة السياسية شن ضربات ضد العدو الإسرائيلى.

وفى صباح السادس من أكتوبر ١٩٧٣ صدرت الأوامر وكنت فى طليعة الأبطال الذين اقتحموا قناة السويس ووطأت أقدامهم الشاطئ الشرقى للقناة وتسلقوا الساتر الترابى ليشاركوا فى رفع العلم المصرى على الضفة الشرقية للقناة وأضاف أنه رغم مرور أكثر من خمسين عاما على حرب أكتوبر المجيدة، التى شهدت واحدة من أعنف معارك الدبابات عبر التاريخ، لا تزال تمثل هذه المعارك علامات مضيئة سطرها رجال المدرعات البواسل فى تاريخ الجيش المصرى، حيث كان لها دور استراتيجى فى تدمير اللواءات الإسرائيلية المدرعة وتحقيق النصر التاريخى.
 


القنطرة شرق.. المعركة الأعنف

وعن ذكرياته عن حرب أكتوبر ومعركة استعادة القنطرة شرق قال «قضينا أربعة أشهر هى مدة التدريب داخل المعسكر، لم يتوقف التدريب مطلقا، فكان التدريب ليلًا ونهارا»، وبفضل الله أتممت التدريب على الدبابة T٣٤ بالإضافة إلى التدريب على الدبابات ٥٤ و٥٥، أفضل طراز كان موجود فى الجيش آنَذاك، استعدادًا لخوض الحرب دون علم بالموعد وكانت نقطة تمركز الكتيبة، فى ذلك الوقت كانت فى القنطرة غرب، وكنت قد التحقت بالكتيبة ٢١٩ الفرقة ١٨ بقيادة العميد فؤاد عزيز غالى، تلك الكتيبة التى كانت شاهدة على أشرس معركة دبابات فى حرب أكتوبر.

وكان الهدف الذى كلفت به الكتيبة ٢١٩ الفرقة ١٨ بقيادة العميد فؤاد عزيز غالى هو «تحرير وتطهير القنطرة شرق»، بأقل خسائر وتحطيم الحصون التى بناها العدو الإسرائيلى فى ذلك الوقت وتابع إن القوات التى كلفت بالهجوم وصلت الساعة الثانية صباحا إلى قناة السويس تحت تأمين القصف الجوى والقصف المدفعى وبعد ذلك استخدمنا القوارب فى الوصول إلى النقاط القوية للعدو وتمكنت فرقة المشاة فى اقتحام وعبور القناة، وبعد أن عبرت القوات حاصرت المدينة ليلة ٧ أكتوبر، حيث القوات التى كلفت بالهجوم وصلت الساعة الثانية صباحا الى قناة السويس تحت تأمين القصف الجوى والقصف المدفعى وبعد ذلك استخدمنا القوارب فى الوصول إلى النقاط القوية للعدو وكان عددها ٤ نقاط وقمنا بإسقاط ٣ نقاط، وكان هذا بعد مرور ساعات قليلة من الحرب.

 

هجوم الطيران الإسرائيلي

تابع "محمود محمد صادق" وفى يوم ٨ أكتوبر اشتد علينا هجوم الطيران الإسرائيلى بشكل كثيف، بعدما أمدت أمريكا إسرائيل بالعتاد والسلاح، ولكن كنا أبطال لم نعرف معنى الهزيمة أبدا "الأرض أرضنا ومش هنسيبها مهما كلفنا الأمر فإما أن نعيش أبطال وإما أن نموت شهداء.

وأضاف نجحنا فى السيطرة عليها بعد ٣ محاولات سابقة وحالة كر وفر مع قوات العدو، وفى نهاية المطاف تم السيطرة على المدينة التى تم تأمينها، وتم عمل حصر للمكاسب والخسائر فى الكتيبة من جانب العميد فؤاد عزيز غالى، قائد الكتيبة، والتى أسفرت عن خسارة ٣ دبابات مصرية مقابل ٣١ دبابة.

وتابع، تحرير مدينة القنطرة شرق المطلة على الضفة الشرقية لقناة السويس، كان بمثابة الضربة الأقوى للعدو المحتل منذ اندلاع الحرب، نظرا لأهمية القنطرة شرق الاستراتيجية فى المعارك، مؤكدا أن سلاح المدرعات فى حرب أكتوبر ١٩٧٣ المجيدة، تألق وحقق انتصارات رائعة فى معارك كبرى شهيرة خالدة حيث قدم جنود الدبابات المصريون أفضل ماعندهم من إمكانيات وكان رجال مدرعاتنا الأبطال خلال هذه المواجهات الدامية أساطير فى البذل والتضحية والفداء.

وأضاف أنه شهدت حرب السادس من أكتوبر الكثير من المعارك الملحمية، وبدأت معارك الدبابات يوم ٦ أكتوبر عندما تقدمت كتائب الدبابات فى سيناء بعد أن عبرت فوق الجسور المنصوبة، وانضمت لفرق المشاة التى سبقتها بالعبور تحت وابل من نيران العدو الإسرائيلى، وبدأت تأخذ دورها فى مساندة القوات المصرية فى حصار نقاط العدو الحصينة فى خط بارليف والاستيلاء عليها وقدمت بمدافعها معاونة نيرانية فعالة متحركة لقوات المشاة الزاحفة فى تدمير الدبابات الإسرائيلية، التى أسرعت لتتصدى للقوات العابرة فى مرحلة بدء تكوين رؤوس الجسور المصرية.

وتعاونت المدرعات المصرية مع وحدات صواريخ المشاة وأوقعوا خسائر جسيمة فى صفوف الدبابات الإسرائيلية بلغت ١٢٠ دبابة فى اليوم الأول وحده وبحلول صباح اليوم الثانى ٧ أكتوبر أتمت الدبابات المصرية حشدها فى سيناء وتوزيعها على فرق المشاة الخمس حيث بلغت ٨٠٠ دبابة و١٣ ألف سيارة ومركبة ومدرعة مرافقة مساندة وفى يوم ٨ أكتوبر شاركت الدبابات المصرية فى قطاع الجيش الثانى الفرفة الثانية مشاة فى معركة تدمير الكتيبة ١٩٠ المدرعة الإسرائيلية، بقيادة العقيد عساف ياجورى وقاموا بأسره وشهد يوم ١٣ أكتوبر قتل الجنرال ألبرت ماندلر أكبر وأشهر قائد إسرائيلى فى معارك الدبابات، مؤكدا أنه كان لسلاح المدرعات دور بارز فى التمهيد لنصر أكتوبر، ومثلت معارك الدبابات مستودعا للبطولات، حيث قدم جنود الدبابات الكثير من التضحيات والفداء خلال المواجهات الضارية التى دارت فوق رمال سيناء أمام العدو الصهيونى.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أكتوبر 1973 الانتصارات انتصارات اكتوبر حرب أكتوبر 1973 ذكرى انتصارات اكتوبر العدو الإسرائیلى صائد الدبابات فى حرب أکتوبر القنطرة شرق

إقرأ أيضاً:

أبطال أكتوبر.. على محمد على بيه| حكاية شهيد سطر اسمه بحروف من ذهب فى تاريخ الوطنية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تزخر صفحات البطولة التى سطرها المقاتل المصرى فى حرب 1973 بالعديد من القصص التى تلهم الأجيال، لتظل مصدر فخر للأمة، فحكايات الفداء والتضحية لأبطال القوات المسلحة يتغنى بها الجميع، وكلمات الثناء والشكر لا تكفيهم. فهم خير أجناد الأرض، وهم من ضحوا بالغالى والنفيس من أجل وطنهم، أبطال لا يهابون الموت، ويرفعون شعار النصر أو الشهادة، أما الهزيمة فلا تعرف لهم طريقًا، وهذا هو حال العسكرية المصرية التى أثبتت، وما زالت أن وطنيتها وولاءها للشعب فى المواقف المصيرية، وأكدت القوات المسلحة صلابتها واستعدادها القتالى فى مواجهة الأحداث الداخلية والمؤامرات الخارجية.

وتحتفل مصر هذا الشهر بمرور 51 عامًا على انتصارات السادس من أكتوبر، الذكرى الغالية على قلوب المصريين، ذكرى الانتصار العظيم الذى سيظل محفورًا فى وجدان كل مصرى، ليدعونا للفخر بالعسكرية المصرية التى رفعت أعلام النصر، وأنجزت بالإيمان والقوة والروح أسمى عمل عسكرى فى تاريخ مصر والأمة العربية. 

وفى هذه الذكرى الغالية، تعرض «البوابة» نماذج لأبطال مصر لا يعرفهم الكثيرون، ولم يسمعوا أو يقرأوا عنهم كثيرًا، ونلقى الضوء عليهم، لنؤكد أن أبطال مصر فى العقل والقلب والوجدان، ومنهم البطل الشهيد طيار على محمد على بية، نسر فى سماء نصر اكتوبر يحقق الأمجاد "كبد العدو خسائر فادحة فى الطلعات الجوية.

قصة بطل من أبطال أكتوبر سطر اسمه بحروف من ذهب فى الوجدان مع أبطال كانت تضحياتهم فخر للجميع، الشهيد طيار محمد على بية، الذى سطر أسمى معانى الشرف والبطولة مع أبطال تزخر السجلات العسكرية بأسمائهم وبطولاتهم وقصص استشهادهم، ودمائهم التى ارتوت منها أرض الفيروز لتطهير تراب وطننا الغالى من العدو الصهيونى فكان الشهيد الطيار محمد على بيه نسر من نسور الجو فى سماء انتصارات أكتوبر فكان لاستشهاده قصة.

تؤكد الإصرار والعزيمة التى يتمتع بها المقاتل المصرى، لنيل واحدة من الاثنين، إما النصر وإما الشهادة، فالطيار المقاتل محمد على بيه الذى ولد فى شهر ديسمبر ١٩٤٦، هو ابن قرية أولاد الشيخ على، إحدى قرى مركز مطاى شمال محافظة المنيا وتخرج فى الكلية الجوية عام ١٩٧٠، وبعد تخرجه مباشرة عمل فى تدريب القوات الجوية وتزوج وأنجب طفلين شارك فى حرب اكتوبر بكل فخر وشجاعة وسطرت بطولاته سجلات التاريخ فقد كان من أبطال الضربة الجوية التى كلفت العدو خسائر فادحة وكانت مفتاح النصر.

وقال أحد أهالى قريته إنه كان يتمنى الشهادة ولوطنه العزة والكرامة وكان واحدا من رجال القوات المسلحة البواسل الذين ساقهم القدر للاحتشاد فى الصفوف الأمامية للجبهة، والمشاركة فى الضربة الأولى الخاطفة والمفاجئة لشل حركة العدو على طول الجبهة ومنعه من التنفس وقطع الإمدادات عن جنوده فى سيناء الغالية ويروى عن قصة استشهاده أن الشهيد انطلق هو ورفاقه لتنفيذ المهام المكلفين بها، وعندما أصبحوا فوق الهدف تمامًا، أطلق الشهيد صواريخ طائرته مفجرًا مواقع وأهدافا للدفاع الجوى الإسرائيلية.

قام الشهيد بالتحليق والدوران حول الهدف بجانب البحث عن أى أهداف أخرى لم تصبها الصواريخ، إلا أنه وفى الدورة الثالثة له، أطلق العدو صاروخ مضاد للطائرات، تحطمت بسببه طائرته وانفجرت فى الهواء وصعدت روح الشهيد لخالقها.

بعد تكبيد إسرائيل خسائر فادحة فى الحرب المجيدة حكى أحد أبناء قريته أن زملاءه قالوا لهم إن الشهيد بعد أن رجع من الضربة الجوية التى قام بها مع زملاوه وأحدثوا خسائر فادحة للجيش الإسرائيلى عاد سالما وبعدها كان لزميله الدور فى الطلعة القادمة ولكن حدث لزميله بعض الإعياء وخرج للمرة الثانية الطيار "على محمد على بية" وهو صائم ولبى نداء الحرية والعزة والكرامة بكل فرحة وخرج بمكان زميله ليقوم بالطلعة الجوية وضرب معاقل وأهدافا اسرائيلية واستشهد هو ورفاقه بعدما كبد العدو الإسرائيلى خسائر فادحة حتى أصابت طائرته إحدى صواريخ العدو ليقتطف روحه الطاهرة وترتفع إلى السماء هو ورفاقه بعدما أدوا واجبهم الوطنى وأعادوا النصر لمصر.

وكرمت الدولة الشهيد "على محمد على بيه" بإطلاق اسمه فى عام ٢٠١٢ على المدرسة الابتدائية وظل رمزا من رموز انتصارات أكتوبر تاريخا محفورا فى ذاكرة المصريين، ومبعث فخر واعتزاز، وبطولات تتوارثها الأجيال، للتعرف على عبقرية الجندى المصرى، الذى لقن العدو درسًا لن ينساه فى فنون القتال والتخطيط، وحرروا الأرض واستعادوا الكرامة، وما زالت حرب ١٩٧٣ تحمل الكثير من الأسرار والبطولات التى قدمها رجال القوات المسلحة والشعب المصرى.

مقالات مشابهة

  • أبطال أكتوبر.. على محمد على بيه| حكاية شهيد سطر اسمه بحروف من ذهب فى تاريخ الوطنية
  • اعلام العدو: نحتاج لعقود للتعافي من ضربة السابع من أكتوبر
  • من أرشيف الجبهة.. حكاية صائد الدبابات البطل عبد العاطي
  • «الألفي» عن نصر أكتوبر: تأكدنا أننا سنحارب بمجرد تحرك طائراتنا لضرب العدو
  • نصر أكتوبر فى عيون السينما والدراما.. أعمال جسدت ملحمة النصر على الشاشة
  • الفجر تنشر قصة البطل محمود عبد الستار قائد معركة الدبابات الأسطورية في الثغرة وتفاصيل ملاحم الحرب والمقاومة
  • معارك ذات الكبارى وآخر اليد
  • مشاهد عقب أكبر ضربة إسرائيلية بالضفة الغربية منذ 20 عاما
  • رسالة عشق من صائد الدبابات بحرب أكتوبر لمصر: أتمنى العودة لميدان القتال