سودانايل:
2024-12-22@10:00:28 GMT

السودان وحوار الأمن والسلام في افريقيا

تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT

د. الشفيع خضر سعيد

في العام 2010، أسس رئيس جنوب أفريقيا السابق، ثابو مبيكي، مؤسسة تحمل اسمه كمنظمة غير حكومية، وحدد أهدافها في دعم تحقيق النهضة الأفريقية عَبْرَ تعزيز الديمقراطية والحكم الرشيد وحقوق الإنسان والتكامل الإقليمي، والسعي إلى تعزيز ثقافة التفكير النقدي والمشاركة الفكرية بين القادة والعلماء والمواطنين الأفارقة بشأن القضايا ذات الأهمية القارية والعالمية.


وكما هو معروف، فإن الرئيس مبيكي اضطلع بدور رائد في تحويل منظمة الوحدة الأفريقية إلى الاتحاد الأفريقي، وفي صياغة وتنفيذ الشراكة الجديدة من أجل تنمية أفريقيا، كما توسط في العديد من الصراعات والأزمات في القارة، كما هو الحال في السودان وزيمبابوي وكوت ديفوار وجمهورية الكونغو الديمقراطية. وفي هذا الصدد، نظمت المؤسسة في الرابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري النسخة الأولى من ملتقى الحوار الأفريقي السنوي للسلام والأمن بهدف توفير منصة للقادة السياسيين والاقتصاديين الأفارقة والعلماء وواضعي السياسات لمناقشة تحديات السلام والأمن الحالية التي تواجه القارة، وتطوير الحلول العملية حيالها. شارك في الملتقى عدد كبير من الرؤساء ووزراء الخارجية والدفاع الأفارقة، في الخدمة والسابقين، إضافة إلى قيادات العمل العام والمجتمع المدني والأكاديميين ومراكز البحوث والدراسات.
شاركت في هذا الملتقى، ورأيت من المفيد أن ألخص للقارئ، في مقال اليوم والمقالات التالية، بعضا من نتائجه وبعضا مما تولد عندي من انطباعات حول ما دار من نقاش، خاصة وأن العديد من المداخلات تطرقت إلى مسألة الحرب في السودان.
وكمدخل للنقاش، تناولت الورقة المفاهيمية للملتقى، بعضا من التحديات التي تواجه قضايا السلام والأمن في أفريقيا، ومن بينها:
*الصراعات الداخلية في القارة والتي تغذيها المظالم السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فضلا عن التدخلات الخارجية، حيث العديد من الحروب الأهلية والنزاعات العرقية والانقلابات العسكرية والحركات الانفصالية، مما تسبب في استدامة العنف الدموي والأزمات الإنسانية والانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان، ووصول أعداد النازحين واللاجئين إلى أرقام مهولة، كما في السودان وجنوب السودان وليبيا والصومال ومالي وأفريقيا الوسطى والكونغو الديمقراطية وإثيوبيا والكاميرون وموزامبيق.
*أصبحت أفريقيا مركزا عالميا وأرضا خصبة لمختلف الجماعات الإرهابية، والتي بعضها له صلات بالشبكات الدولية. وتنشط هذه الجماعات في مناطق مختلفة من أفريقيا مستغلة ضعف الحكم والفقر والتهميش وعدم الاستقرار.

كل تحديات السلام والأمن هذه، ظلت تقوض الجهود التي تبذلها البلدان الأفريقية لتحقيق أهدافها وتطلعاتها الإنمائية، بما في ذلك الرؤية القارية لجدول أعمال الاتحاد الأفريقي لعام 2063

*الجرائم المنظمة العابرة للحدود الوطنية، مثل الاتجار بالمخدرات والاتجار بالبشر والاتجار بالأسلحة والاتجار بالحياة البرية والجريمة السيبرانية وغسيل الأموال، وكلها جرائم تقوض الحكم وسيادة القانون، وتدمر التنمية في القارة، فضلا عن تسهيل أنشطة الجماعات المسلحة والإرهابية، كما أنها تشكل تحديا للتعاون والتنسيق على الصعيدين الإقليمي والدولي.
*تواجه أفريقيا أيضا عدوانا خارجيا وتدخلا من القوى الأجنبية، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، مما يهدد سيادتها وأمنها وسلامتها الإقليمية وأمنها، وكثيرا ما كانت لهذه التدخلات عواقب سلبية على السلام والاستقرار في البلدان والمناطق المتضررة، فضلا عن شرعية ومصداقية الاتحاد الأفريقي وآلياته الإقليمية.
كل تحديات السلام والأمن هذه، ظلت تقوض الجهود التي تبذلها البلدان الأفريقية لتحقيق أهدافها وتطلعاتها الإنمائية، بما في ذلك الرؤية القارية لجدول أعمال الاتحاد الأفريقي لعام 2063، وجدول الأعمال العالمي لأهداف التنمية المستدامة، كما أدت إلى تآكل ثقة الشعوب الأفريقية في قادته ومؤسساته، وكذلك في شركائه وحلفائه. لذلك، فإن الدافع والأساس المنطقي لملتقى حوار السلام والأمن في أفريقيا، والذي تقرر عقده سنويا، يكمن في الحاجة إلى تعزيز قدرة القادة الأفارقة وواضعي السياسات والعلماء على معالجة الأسباب الجذرية للصراعات وانعدام الأمن في أفريقيا، بما في ذلك دراسة مختلف العوامل والديناميات التي تسهم في الصراعات وانعدام الأمن في أفريقيا، مثل الفقر وعدم المساواة والإقصاء والتهميش والعجز في الحكم وانتهاكات حقوق الإنسان، والتدهور البيئي وتغير المناخ والتدخل الخارجي. وكذلك وضع استراتيجيات وآليات فعالة لمنع نشوب النزاعات وإدارتها وحلها وإعادة الإعمار والتنمية بعد انتهاء النزاع، والسعى إلى معالجة الآثار غير المباشرة لهذه الصراعات على البلدان المجاورة. كما أن الملتقى سيوفر فرصة لاستكشاف الأدوات الحالية والمحتملة لمعالجة هذه العوامل والديناميات، مثل هيكل السلام والأمن الأفريقي، وهيكل الحكم الأفريقي، ومنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، والميثاق الأفريقي للديمقراطية والانتخابات والحوكمة…الخ. والمؤمل من الملتقى أن يعزز ثقافة الحوار والتعاون والتضامن بين أصحاب المصلحة الأفارقة بشأن قضايا السلام والأمن، وتعزيز التنسيق والتآزر بين الاتحاد الأفريقي والجماعات الاقتصادية الإقليمية والجهات الفاعلة والمؤسسات الأخرى ذات الصلة. أيضا سيعزز الملتقى مبدأ الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية، الذي يعترف بالمسؤولية والملكية الأساسية للجهات الفاعلة الأفريقية في مواجهة تحديات السلام والأمن التي تواجه القارة. أيضا، سيسهل الملتقى تبادل الخبرات والدروس المستفادة، وسيعزز الشراكة بين الاتحاد الأفريقي والجماعات الاقتصادية الإقليمية والمؤسسات الأخرى، مثل الأمم المتحدة، ومصرف التنمية الأفريقي، والاتحاد الأوروبي، والقطاع الخاص الأفريقي، والمجتمع المدني الأفريقي، والشتات الأفريقي، في دعم مبادرات السلام والأمن في أفريقيا. ويعمل الملتقى على زيادة الوعي وتعبئة الدعم من المجتمع الدولي والشركاء لتنفيذ هيكل السلام والأمن الأفريقي وهيكل الحكم الأفريقي، فضلا عن تشغيل القوة الاحتياطية الأفريقية والقدرة الأفريقية على الاستجابة الفورية للأزمات، وتسليط الضوء على دروس الدعاية للسلام والتنمية المستدامة، والعمل على تسخير إمكانات البحث الأكاديمي وتحليل السياسات والابتكار لإعلام وإثراء سياسة وممارسة السلام والأمن في أفريقيا، وسد الفجوة بين النظرية والواقع، والإعتراف بقيمة ومساهمة مراكز الفكر الأفريقية والمؤسسات البحثية والمراكز الأكاديمية في توليد ونشر المعرفة والأدلة بشأن قضايا السلام والأمن في أفريقيا، وفي تقديم المشورة والتوصيات المتعلقة بالسياسات إلى الاتحاد الأفريقي والجماعات الاقتصادية الإقليمية والجهات الفاعلة والمؤسسات الأخرى. وسيؤكد الملتقى على الإعتراف بدور ومساهمة المبتكرين ورجال الأعمال والتكنولوجيين الأفارقة في تطوير وتطبيق حلول مبتكرة وإبداعية لمواجهة تحديات السلام والأمن في القارة، مثل استخدام المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي.

نقلا عن القدس العربي  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: السلام والأمن فی أفریقیا الاتحاد الأفریقی فی القارة فضلا عن

إقرأ أيضاً:

الإتحاد العربي يشيد بمؤسسات الدولة في نجاح الملتقى السابع للإستثمار الرياضي

اصدر الإتحاد العربي للتسويق والإستثمار الرياضي ،برئاسة خالد بن سليمان الطخيم ،برقيات شكر لكل للمؤسسات العربية والمصرية  والوزارات التى ساهمت في نجاح الملتقي السابع للإستثمار والتسويق والصناعة الرياضي الذي اقيم بالقاهرة في ديسمبر ٢٠٢٤ .

 

كما تم تقديم كل معاني الشكر لكل الجهات والادارات والشركات والمؤسسات ،التى ساهمت في نجاح هذا الحدث الاقتصادي الرياضي الكبير الذى تحرص وزارة الشباب والرياضة المصرية بقيادة السيد الدكتور اشرف صبحى وزير الشباب والرياضى ،و الذى قدم كل دعم ساهم في خروج هذا الحدث بصورة مشرفة امام العالم.

 

كما وجه الإتحاد العربي الشكر للسيد السفير محمدى النيى على مشاركتة بالجلسة الافتتاحية للملتقى،و لكافة الدول العربية التى شاركت تلبية لدعوة Asmia ،كما تم توجيه الشكر لكل الشركات أعضاء الاتحاد العربى للتسويق والاستثمار الرياضى على دعمها ومساندتها في نحاج هذا الحدث القوى فى منطقتنا العربية،كما ابرز الإتحاد الدور الرائد  للشركة المنظمة على اخراج هذا الحدث بصورة تليق ان يكون هذا الحدث تحت رعاية دولة رئيس مجلس وزراء مصر ،ووجه الشكر  لكليات علوم الرياضة على مشاركتها بممثليها فى الحدث،وايضا للشركات العالمية الصينية والاسبانية والإيطالية والبلغارية والهولندية والصربية والسعودية والاماراتية والعمانية والكويتية والبحرنية والموريتانية والتونسية والسورية والمغربية  على تلك المشاركة والثقة فى الملتقى السابع للاستثمار والصناعة الرياضية ديسمبر ٢٠٢٤ ،كما وجه الإتحاد الشكر لمصر للطيران الناقل الرسمى للوفود المشاركة بالملتقى،ولشركة لجام الرياضية بالمملكة العربية السعودية لعرض رؤيتها فى الشرق الاوسط خلال الخمس سنوات القادمة.

كما تقدم الإتحاد بالشكر على جهود الاتحاد المصري للصناعات على المشاركة بوفد خلال الملتقى ،كما وجه الإتحاد العربي للاستثمار والتسويق الرياضي بالشكر الى وزارة الاستثمار المصرية علّى التنسيق والدفع بعدد من المستثمرين،ولوزارة الإسكان على مشاركة عدد من شركات التطوير العقاري المرتبط نشاطها بتطوير المنشات الرياضية ،ولكافة المشاركين من جهاز المشروعات الصغيرة بمجلس الوزارء على مشاركته فى الجلسة الافتتاحية للملتقى،ولثقة ادارة الاندية والفنادق لمشاركتها فى فاعليات الملتقى وعرض بعض أصولها ،كما تقدم الاتحاد بالشكر لمشاركة النادى الاهلى المصرى وشكرا لفندق كونراد كورنيش النيل القاهرة على حسن الاستضافة التى اعتدناها سنوياً ،واصدر الإتحاد العربي الشكر للجنود المجهولة أعضاء الامانة العامة للاتحاد العربى للتسويق والاستثمار الرياضى على الجهد الكبير الذي بذلوه في سبيل تحقيق هذا الإنجاز الرائع  برئاسة الدكتور خالد بن سليمان الطخيم.

 

كما تقدم الإتحاد العربي بالشكر لكافة وسائل الإعلام المصرية والعربية والعالمية على دعمها وتغطيتها لفاعليات هذا الحدث الكبير ،و وزارة آلشباب والرياضة المصرية فى الملتقى وعرضها فرصها الاستثمارية في مجال الرياضة والشباب،كما ابرزالإتحاد دور مؤسسة قطرالرياضية  لعرضها فرصها الاستثمارية في المنشآت الرياضية التى شيدتها خلال كاس العالم الذى نظمتة وما وجدته من ترحاب وإشادة  بهذا العرض خلال فاعليات الملتقى،كما تقدم الاتحاد بالشكر الى السفارة السعودية التى عرضت فرص أستفادة الدول العربية المحيطة بالمملكة العربية السعودية من استضافة المملكة لكاس العالم ٢٠٣٤ ،كما تقدم الاتحاد بالشكر الى مؤسسة اكسس المعنية باختيار المدن الرياضية العالمية وشكراً للجنة الدولية لقانون الرياضة على مشاركتها فى هذا الحدث ثقة منها فى مخرجات الملتقى ،ومصداقيتها.

 

كما تقدم الاتحاد بالشكر الى لجنة صياغة توصيات الملتقى برئاسة الدكتور المحترم عبدالله الفرماوي ،وشركة إيزيس للتسويق الرياضي اولى الشركات العاملة في مجال الخصخصة الرياضية بمصر ١٩٩٤ ومقرها منذ عام ٢٠١١ بالمملكة العربية السعودية على قيامها بالإشراف على البرنامج الفنى للملتقى وتستعد لعودة نشاطها بقوة بمصر خلال اكتوبر ٢٠٢٥.

مقالات مشابهة

  • سويسرا تعتمد استراتيجية جديدة لإفريقيا على قاعدة تعزيز الأمن والديمقراطية 
  • برلماني: قمة الدول الثماني للتعاون الاقتصادي منصة حيوية لتعزيز الأمن والسلام
  • منتخب السودان يستعد لمواجهة إثيوبيا في تصفيات افريقيا للمحليين
  • الإتحاد العربي يشيد بمؤسسات الدولة في نجاح الملتقى السابع للإستثمار الرياضي
  • مبعوث أممي يزور بورتسودان غداً في إطار جهود دولية لوقف الحرب
  • بلينكن: أزمة السودان تهدد السلام العالمي
  • لتعويض “خسارتها”.. روسيا تتحرك باتجاه ليبيا “الساحل الأفريقي والصحراء غرب ووسط أفريقيا”
  • الجزائر تدعو إلى وضع إطار ملزم لمنع سوء استخدام الذكاء الاصطناعي العسكري
  • تغير المناخ يفاقم الخسائر الاقتصادية في أفريقيا
  • أبو الغيط: القوة في تصور إسرائيل تجلب السلام والأمن وهذا وهم