عبد الله الشقليني والغوص في عالم مدينة امدرمان
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
كتاب "ست الشاي"لعبد الله الشقليني
عبد الله الشقليني والغوص في عالم مدينة امدرمان:
تقابلنا بداية السبعينات،ونحن ننتظر ان تتم مقابلتنا قبل ان يقرر قبولنا بقسم المعمار من عدمه.تشاء الصدف ان اقبل بقسم المعمار،وان ازامله وزميلتنا الراحلة هدي دفع الله،وهما مثلا وجه امدرمان الذي لم الفه من قبل.فقد درست كل مراحل الدراسة بالخرطوم وديومها.
وجدت عالما ساحرا،لم اتعرف عليه من قبل،ووجدت نفسي اغوص في سحر هذا العالم،لمعرفة مزيد من التفاصيل عنه،حتي انني تابعت التفاصيل الدقيقة لهذا العالم،في السنوات الاخيرة،وانا استمتع بحياة التقاعد،بالقراءات والوثائق.
كان للرحلات الدراسية اثناء الجامعة،فرصة لمزيد من التعارف معه،وكان عملنا مع البروف عمر سالم،وهو يعد رسالة الدكتوراة عن تخطيط الخدمات الصحية بمديرية النيل الازرق،في اعداد الاستبيانات عن القري التي اختيارها،بدء من شمال الجزيرة،وانتهاءا بمدينة الكرمك وقرية المقينص،فرصة لمعرفة احوال االبلاد،وللتجارب التي مررنا بها لنصل لتلك القري.اتذكر اننا قضينا اسبوعا برفاعة كان هو معنا وزميلي بكر وقاسم،لتقوم بتغطية قري ريفي الشكرية.وكانت الفرصة الثانية قضيناها بقرية كركوج،لنغطي قري نهر الدندر وبعض القري المجاورة لكركوج.
وجاءت رحلتنا الي جنوب السودان نهاية عام 1972،لنكتشف عوالم اخري من وطننا الحبيب،فكانت ايام بجوباأوايام بتوريت وكتري،ثم كانت زيارتنا لجامعة ماكريري بيوغندا ،حيث قضينا اسبوعا.
لكن اكثر فترة قضيناها سويا كانت اثناء التدريب بجمهورية المجر،ونحن في السنة قبل النهائية بالجامعة عام 1974.والتي استمرت مدة شهرين، فقد كان مسكننا باحدي احياء مدينة بودابست،وكان علينا ان نصحو باكرا،ونركب البص،لنصل لنقطة اللقاء اليومية مع بقية الزملاء.
تلك كانت تجربة ثرة في حياتي،فقد تعرفنا علي عالم الاشتراكية،وتناقضات ذلك العالم،رغم ما كانت توفره الاشتراكية من حياة كريمة،تضمن السكن والتعليم والعلاج المجاني.
رحلتي مع عبد الله طويلة،وقصص وذكريات وحكاوي ومواقف طريفة،وقد لمحت ذلك في هذه المجموعة القصصية،فانا اجد نفسي غائصا في هذه القصص،وشاهدا عليها،ومعايشا لعالمها وشخوصها.
اتمني للقارئ ان يجد فيها ما وجدته انا،فكل رؤيته،ونظرته لهذه القصص.
يوسف إدريس
اغسطس 2024
yidries@hotmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
فرصةٌ على طبق من ذهب
د. محمد عبد الله يحيى شرف الدين
(ضعيف يتعلق بأضعف)، هذه معادلة توصيفية تشف عن طبيعة شبكة العلاقات بين السعوإماراتي من جهة، والعدوّ الإسرائيأمريكي من الجهة الأُخرى.
عانى السعوإماراتي من وهن شديد، فلاذ بالعدوّ الإسرائيأمريكي يستمد منه القوة في مواجهة الشعب اليمني، وللمعطى ذاته والغاية نفسها لاذ الأخير بالأول، فشكلا طرفين أحدهما أضعف من الآخر.
ففي عدوان سعوأمريكي على اليمن لمدة تسع سنوات، استخدم العدوّ أفتك الأسلحة، وأقذر الأساليب في العدوان حتى منع الدواء والغذاء والوقود، في حصار مطبق براً وجواً وبحراً، وبتعاضد كبير بين طرفَي المتحالفين.
وأمام ذلك العدوان الكبير لم يستخدم اليمن ورقة باب المندب والبحار من حوله حتى جاءت معركة (طُـوفَان الأقصى)، معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، فكان حقاً علينا نصرة الشعب الفلسطيني.
باب المندب، وما أدراك ما باب المندب؟!!
خلاصته، إعلان ميناء أم الرشراش الإفلاس، بعد أن كان يحرك ما يقارب من (٧٠ %) من دخل الاقتصاد لكيان العدوّ الغاصب، ثم الحظر على الملاحة في البحرين الأحمر والعرب، والمحيط الهندي على العدوّ الإسرائيلي.
وعندما دخل العدوّ الأمريكي والبريطاني في خط المواجهة البحرية حرمت عليه بحارنا ومضيقنا، وفقد سيادته البلطجية فيها.
وهنا تأتي الفرصة، والفرصة تمر مر السحاب؛ إذَا لم يقتنصها الكيس الفطن، حَيثُ يحاول العدوّ الإسرائيلي والأمريكي إقحام السعوديّة والإمارات في استئناف عدوانها على اليمن، وتحريك مرتزِقتها في الداخل اليمني.
في اليمن قاطبة من شرقها إلى غربها، ومن جنوبها إلى شمالها استنكار واسع على المرتزِقة من محاولاتهم إشعال فتيل المواجهة؛ لأَنَّه خدمة مباشرة للعدو الإسرائيلي، ومساندة له على الشعب الفلسطيني المجاهد.
ثم السعوديّة والإمارات بذلك تمنحنا هدية على طبق من ذهب، وكما في المثل اليمني المشهور: (جاء الحب للصُّر)، فقد تحاشا الجيش اليمني طوال الفترة السابقة الحرب الشاملة ضدهما، وإنما كانت ضربات الجيش اليمني لهما عبارة عن حقن تهديئية، تهدئ من جموحهما، فقط، وفقط، أما اليوم؛ فالموازين تغيَّرت، فقد رأوا قائدهم الأعلى (الشيطان الأكبر) يتقهقر في بحارنا، وعجز عن حماية مصالحه، وبوارجه، وسفنه، وسفن رعاياه، وفشل فشلاً ذريعاً في الحد من القدرات العسكرية اليمنية، ناهيك بأن يستطيع القضاء عليها.
المعركة -إذَا ارتكب السعوإماراتي حماقة- ستكون بحرية بامتيَاز، فلن تمر سفينة لهما في بحارنا ومضيقنا، بل سيصل بموانئه إلى المستوى الصفري اقتصاديًّا، فليست جدة، والدمام، وأبو ظبي، ودبي، بأبعد من أم الرشراش، ويافا، وسيتراجع الاثنا عشر مليون برميل يوميًّا إلى مستوى لن يستطيعوا فيه توفير اثني عشرة قنينة.
لن يستورد أَو يصدر ميناء دبي حتى قنينة “وسكي”، فكل شيء مرصود، فتقنية الرصد والمراقبة وجمع المعلومات استخباراتيًّا لدى اليمانيين قد أذهلت العالم، وهذا ما عبر عنه قيادات استخباراتية أمريكية وبريطانية مؤخّرًا.
إلى اليوم وهذه اللحظة لا زالت سفن السعوإمارتي تمر من تحت رحمتنا رافعة ببلاغات إلى غرفة التحكم اليمانية: (نحن لا علاقة لنا بـ “إسرائيل” وأمريكا وبريطانيا).
أما إذَا تورطا؛ فلن يفلتا من صواريخنا ومسيّراتنا التي صاح منها سادتهم، ووقعوا ضحية سهلة.
أما منشآتهم النفطية؛ فسيكون مرور صواريخنا ومسيّراتنا مرور الكرام عليها، والكريم، يمنح كُـلّ ما لديه بسخاء، وجود عربي أصيل.
وبلا ريب كُـلّ ذلك بعين الله تعالى، ورعايته، وتوفيقه؛ إذ وفقنا لأشرف موقف، وأعظم عمل، وأجل نعمة وهبها لنا، ألا وهي مساندة الشعب الفلسطيني، في حين وقع السعوإماراتي ومرتزِقته في مستنقع الانحطاط، وأصبح بين براثن الغضب الإلهي.
مع العلم أن تحريك العدوان على اليمن؛ لن يشغلنا من مساندتنا للشعب الفلسطيني واللبناني، ولن يضعف من وتيرته، بل المواكبة عنوان المرحلة، وكما وفقنا الله تعالى على مواكبة أكثر من أربعين جبهة فينة عاصفتهم وأملهم الخائب، سنستوعب بإذن الله تعالى جبهات إضافية، ونحتويها، وجبهة الساحل الغربي، وساحل فلسطين عينان في وجه واحد، هو وجه اليمن المؤمن الحكيم.
وفي الأخير: من الترف العبثي تجريب المجرب، وتعلق الضعيف بأضعف منه خطل عقلي، فقط نذكر، بأن الشعب اليمني كان واعيًا منذ اللحظة الأولى لانطلاق عاصفتهم؛ أنه يواجه حِلفاً مكوناً من العدوّ الإسرائيلي والأمريكي والسعوإماراتي ومرتزِقتهم جميعًا، وبإمْكَانياتهم مجتمعة، فلم يرف له جفن، بل سدد الله رميات الشعب اليماني منكلة بالجميع، وستنكل بهم جميعًا مجدّدًا، كما وعد الله عباده المؤمنين، فقال تعالى: {إِن تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ، وَإِن تَنتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ، وَإِن تَعُودُوا نَعُدْ وَلَن تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ} [سُورَةُ الأَنفَالِ: ١٩] صدق الله العظيم.