سرايا - تتزايد في لبنان مخاوف من استخدام "إسرائيل" قذائف تحتوي على اليورانيوم المنضّب المحرم دوليا، لما لها من تداعيات صحية وبيئية خطيرة، خصوصا خلال استهداف منطقة الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت المكتظة بالسكان.


والأحد، قالت نقابة الكيميائيين في لبنان عبر بيان، إن حجم الدمار واختراق المباني والأرض لعشرات الأمتار (في عمليات الاغتيال) يؤكد أن "إسرائيل" استخدمت قنابل تحتوي على اليورانيوم المنضّب Depleted Uranium الذي يتمتَّع بقوة اختراق هائلة.




وأبرز ما تسببت به هذه القنابل المضادة للتحصينات هو اغتيال الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله في 27 سبتمبر/ أيلول المنصرم، إضافة إلى حديث منذ الجمعة عن اغتيال المرشح الأبرز لخلافته هاشم صفي الدين، الذي أُعلن عن انقطاع الاتصال به منذ غارة إسرائيلية استهدفته في الضاحية الجنوبية.


ما هو اليورانيوم المنضب؟
النائبة في البرلمان اللبناني المتخصصة بدراسة نوعية الهواء، البروفيسور نجاة صليبا، قالت إن “اليورانيوم المنضب هو من رواسب تخصيب اليورانيوم، وليس المادة النووية الأولى”.


وأضافت أن “اليورانيوم المنضب هو الذي يُستخرج من رواسب تخصيب اليورانيوم، وعادة يكون شعاعه أقل حدة بمقدار النصف، ويُطلق على المادة المشعة التي تنبعث منه مصطلح ألفا”.


و”يُستعمل اليورانيوم المنضب في القذائف لأنه معدن ثقيل جدا.. أثقل من الرصاص ولديه قوة اختراق كبيرة، وعندما ينفجر يتسبب بتشكل غيوم مشبعة بأوكسيد اليورانيوم، والتي من الممكن أن تنتشر في جسم الإنسان من خلال التنفس”، وفق صليبا.

مخاطر صحية
وحسب صليبا، فإن “هذه المادة لا تخترق جسم الإنسان، إنما تنشقها يؤدي إلى أضرار صحية على كافة أعضاء جسم الإنسان، وخصوصا الكبد. كما أن ترسبها يؤثر على التربة والمياه بشكل خطير”.

أما عن الاحتياطات التي يجب اتخاذها من جانب السكان، فقالت صليبا إنه “يجب وضع كمامة في المناطق التي تتعرض للقصف ومحيطها، كما أنه يجب تغطية الجلد وعدم تركه عرضة للغبار الملوث”.

ولفتت إلى أن “هذه القنابل استُخدمت في حرب الخليج (دون تحديد أي حرب) وحرب يوغسلافيا، ومؤخرا قامت الولايات المتحدة وبريطانيا بتزويد أوكرانيا بهذه القنابل لاستخدامها باختراق الدبابات الروسية، بحسب ما أكدت تقارير صحافية عدة”.

وقالت صليبا إن “تأكيد استخدام هذه القنابل في القصف على لبنان يحتاج إلى قياسات محلية، سواء من خلال جمع عينة من الغبار ودراستها في المختبر أم قياسها من خلال آلة مخصصة لرصد المواد المشعة”.

كيميائيو لبنان: “تحذير هام جدا”
وفق نقابة الكيميائيين في لبنان، عبر بيان الأحد، فإن إسرائيل استخدمت بالفعل قنابل تحتوي على اليورانيوم المنضّب في غاراتها على لبنان.

وأضافت أن “استخدام هذه الأنواع من الأسلحة المحرّمة دوليا، وخصوصا في العاصمة بيروت المكتظة بالسكان، يؤدي إلى دمار هائل، كما أنّ غبارها يتسبب بالعديد من الأمراض، خاصة عند استنشاقه”.

ودعت المجتمع الدولي إلى “وقف العدوان على لبنان، ووقف استخدام القنابل المحرمة دوليا”.

فيما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية في بيان الأحد، أنه لا أدلة حتى الآن على استخدام اليورانيوم في الاعتداءات الإسرائيلية ضد لبنان، وذلك بعد أن تواصلت مع هيئة الطاقة الذرية التابعة للحكومة.

وأضافت الوزارة أن مدير الهيئة بلال نصولي أكد أن “ليس من أدلة على استخدام اليورانيوم في الاعتداءات الاسرائيلية ضد لبنان حتى الساعة”.

ومنذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي وسّعت "إسرائيل" نطاق الإبادة الجماعية التي ترتكبها في غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، لتشمل لبنان والعاصمة بيروت، بغارات جوية غير مسبوقة كثافة ودموية، وتوغل بري بدأته في الجنوب، متجاهلة التحذيرات الدولية والقرارات الأممية.


ووفق الأرقام الرسمية، قتلت إسرائيل 2044 شخصا وأصابت 9678 منذ بداية القصف المتبادل مع “حزب الله” في 8 أكتوبر 2023، بينهم 1212 شهيدا و3427 جريحا، منهم عدد كبير من الأطفال والنساء، وأكثر من 1.2 مليون نازح، منذ أن بدأت تل أبيب شن حربها على لبنان في 23 سبتمبر وحتى مساء الأحد.

(الأناضول)

إقرأ أيضاً : 19 ألف مصاب في (إسرائيل) خلال عامإقرأ أيضاً : فلوريدا تستعد لإعصار جديد بعد هيلين المدمرإقرأ أيضاً : حزب الله: واشنطن وحلفاؤها شركاء للاحتلال في عدوانه

المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: لبنان لبنان الله الخليج أوكرانيا لبنان الصحة لبنان غزة لبنان لبنان الخليج لبنان الصحة الله غزة أوكرانيا الیورانیوم المنضب هذه القنابل على لبنان فی لبنان

إقرأ أيضاً:

خطأ سيُكلّف إسرائيل الكثير في لبنان... تقرير يتحدث عنه

ذكر موقع "عربي 21" أنّ الصحافي الإسرائيلي آفي أشكنازي قال إن فكرة  إعادة إنشاء البؤر الاستيطانية، التي تركها الجيش الإسرائيلي قبل 25 عاما، خطأ سيظل العديد من الأمهات والآباء يذرفون الدموع من أجله.

وأضاف في مقال له في صحيفة "معاريف"، أنّ "حرب غزة ولبنان أكدت أن إسرائيل ليس لديها استراتيجية، بل تعمل مثل محطة إطفاء، وقيادتها العسكرية والسياسية منشغلة بإطفاء الحرائق، وليس ببناء تحركات طويلة الأمد مبنية على رؤية واسعة، والردع جنباً إلى جنب مع الحقائق الإقليمية المتغيّرة، ومواجهة النجاحات العسكرية، هكذا في الشمال مع لبنان، وفي الجنوب مع غزة، وفي الدائرة الثالثة الأبعد أيضاً".

وتابع: "قبل أكثر من خمسين عامًا، وبعد صدمة حرب 1973، بنت إسرائيل لنفسها قوة عسكرية هائلة تتألف من فرق وفيالق، وقوات جوية ضخمة، وأنظمة قتالية تتمتع بقدرة عظمى، ولكن بعد مرور سنوات فقط أصبح من الواضح للجميع أنها لم تكن بحاجة حقاً لجيش ضخم بهذا الحجم، الذي يتطلب ميزانيات ضخمة، ويثقل كاهل موارد الدولة، مما أدى للأزمة الاقتصادية الكبرى في الثمانينيات، ووصفها الخبراء بـ"العقد الضائع للاقتصاد".

وأوضح أن "الجيش الإسرائيلي اجتاح لبنان في 1982 لطرد مسلّحي فتح الفلسطينيين الذين حوّلوا لبنان معقلاً لهم، ونجح بإبعاد الآلاف منهم عبر سفن الترحيل من ميناء بيروت، لكنه ظلّ عالقاً هناك 18 عاماً، وبنى شريطين أمنيين، وسرعان ما اتضح أن "الشريط الأمني" الذي كان سيحمي المستوطنات الشمالية، تحول إلى "فخّ" للجنود الذين يخدمون في المواقع الاستيطانية، من خلال وقوع العديد من الكوارث العسكرية للمروحيات وناقلات الجنود المدرعة".

وأشار إلى أنه "لمدة 18 عامًا، سفكت إسرائيل كثيرا من دماء جنودها في أرض الأرز، دون أي هدف حقيقي، وتطايرت صواريخ الكاتيوشا والقذائف نحو الشمال فوق رؤوس الجنود في المواقع، وشهدنا تسلل المسلحين داخل المستوطنات، مثل "ليلة الطائرات الشراعية"، والهجوم البحري في "نيتسانيم"، وغيرها، والآن نكرر الخطأ عينه، خاصة بعد الفشل أمام هجوم حماس في السابع من تشرين الاول، حيث يحاول الجيش الإسرائيلي استعادة ثقة الجمهور به، وخلق الأمن والشعور بالأمن لديه".

وأضاف أن "الجيش الإسرائيلي قام بالشيء الصحيح بمضاعفة قواته في الشمال، بثلاث فرق تضم آلاف الجنود وقوة نيرانية هائلة، ولذلك فإن الجيش الإسرائيلي مُحق بتحديد معادلة قتالية، يحدد فيها أنه سيعمل في مختلف أنحاء لبنان وسوريا ضد محاولات حزب الله لاستعادة قدراته العسكرية".

وختم بالقول إن "الهجمات على أفراد الحزب، ومخازن أسلحته، هي الطريقة التي يمكن من خلالها تحديد مدى الردع في لبنان والمنطقة، لكن إعادة إنشاء البؤر الاستيطانية، التي تركها الجيش الإسرائيلي قبل 25 عاما، خطأ سيظل العديد من الأمهات والآباء يذرفون الدموع من أجله، فقط لأنه استسلم لتحريض قادة المستوطنات الشمالية". (عربي 21)

مقالات مشابهة

  • ليتوانيا تنسحب رسميًا من اتفاقية حظر القنابل العنقودية بسبب التهديد الروسي
  • لماذا كل هذا الجدل بشأن نزع سلاح حزب الله؟
  • لا تفاهم على بقاء إسرائيل ولا ضمانات أميركية
  • تحذيرات أممية من شح الغذاء في القطاع.. وجنوب إفريقيا: إسرائيل تستخدم التجويع سلاحاً للإبادة الجماعية
  • جنوب أفريقيا: إسرائيل تستخدم التجويع سلاحًا في غزة
  • جنوب إفريقيا : إسرائيل تستخدم التجويع سلاح حرب في غزة
  • العفو الدولية تطالب بالتحقيق في جرائم إسرائيل خلال عدوانها على لبنان
  • خطأ سيُكلّف إسرائيل الكثير في لبنان... تقرير يتحدث عنه
  • نزع سلاح العمال الكردستاني يثير الرعب في إسرائيل
  • حماس ترفض دعوات إسرائيل وأمريكا لنزع سلاح الحركة