كتب - محمود مصطفى أبوطالب:

قالت الدكتورة نهلة الصعيدي، مستشار شيخ الأزهر لشؤون الوافدين، رئيس مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب، إن أهمَّ ما تمتاز به المؤسساتُ التعليمية المتميزة هو تعدُّدُ جوانبها، وتنوعُ أنشطتها، وثراءُ برامجها، مبينة أنه لم يَعد ينفع الدارسَ أن يهتم فقط بالمناهج الدراسية والواجبات المنزلية والمحاضرات العلمية، لكنه لابد أن يتجاوز ذلك إلى ما يخاطب نفسَه وقلبَه ومشاعرَه، يتخذ منها هُدًى ونورًا ونُضجًا لعقله وتربيةً لسُلوكه.

وأكدت رئيس مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين، خلال كلمتها اليوم باحتفالية مسابقةُ «مئذنة الأزهر للشعر العربي»، أن المسابقة ساعدت الدارسين على تحقيق منافع كثيرة، والحفاظَ على الانتماء الثقافي للأمة، الذي لم يعد لونًا من ألوان الترف الفكري، وإنما هو سلاح لمقاومة الغزو الثقافي للأمة والاحتلال الفكري للشعوب، وتحقيق لشرط من شروط التقدم الحقيقي الذي يُخرج الأمة من مأزق التخلف الموروث والهيمنة الوافدة.

وأضافت "الصعيدي" أن هذه المسابقةُ قيمتَها من قيمة المؤسسة التي خرجت منها "الأزهر الشريف"، الذي بعث أشعة العلم والعرفان في أقطار العالم، وحفظ اللغة العربية والثقافة الإسلامية في عصر التدهور والانحطاط وسيادة الاستعمار الغربي على الأقطار الإسلامية، كما أنها اكتسبت أهميتها من أهمية هدفها وأهمية موضوعها وأهمية رسالتها المتمثلة في الحفاظ على اللغة العربية، التي هي الركيزة الأولى لوحدة الأمة وتقدُّم مسيرتها الحضارية، والتي هي وعاء ثقافتنا العربية التي تنهض بتكوين الإنسان الواعي لتراثه وقيمه، وتَصْقُلُ فكرة ووجدانه ليكون قوة فعالة في التقدم الاجتماعي والاقتصادي والحضاري.

وأوضحت نهلة الصعيدي، أن إطلاق مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب لهذه المسابقة، وتَبَنِّيَه لها، إنما يأتي في إطار جهوده المتواصلة في تحقيق رسالة الأزهر الشريف في نشر اللغة العربية وتعليمها، من خلال كثير من برامجه ومشروعاته ومبادراته المهمومة بتقدير هذه اللغة الشريفة حقَّ قدرها وإشاعتها في العالمين، والتي تعمل على حُسن تعليمها، واستواء الطُّرق إلى ذلك، وبذل كل جهد في سبيل استيعاب الطلاب لضروب المعرفة بعيدًا عن عُقَدٍ خلَّفتْها الأوضاعُ الحاضرةُ في نفوس أبنائنا وأجيالنا مما تُرمَى به العربية من الصُّعوبة والقصور.

وبينت، أن تنظيم مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب لهذه المسابقة في مواسم متتالية، يأتي إدراكًا منه لأهمية الشِّعر، فقد جاءت في موسمها الأول عن «الأزهر الشريف وعلمائه»، وفي الثاني عن «اللغة العربية ومكانتها السامِيَة بين اللغات»، وفي الثالث عن «مصر ومكانتها التاريخية بين الدول»، وها هو ذا الموسمُ الرابع لمسابقة مئذنة الأزهر في الشعر العربي يجيء عن المرأة؛ إيمانًا منا بمكانتها السَّامقة، وإسهامها المحوري في بناء الأمم والمجتمعات، بل والحضارة الإنسانية.

وفي ختام كلمتها، وجهت نهلة الصعيدي تحيةً للشعراء الملهَمين والملهِمين الذين شاركوا في هذه المسابقة، والذين بلغ عددُهم مائة وسبعة عشر متسابقًا، حيث تم اختيار خمسين قصيدة من إبداعاتهم للنشر بديوان المسابقة، مؤكدة أن المسابقةَ وليدةٌ رغبة صادقة في خدمة الإسلام واللغة العربية، وأن مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب الذي يؤدِّي دورًا كبيرًا في الحفاظ على اللغة العربية ونشرها؛ عازمٌ على أن تتطوَّر هذه المسابقة، وتَسْمُوَ، وتَسْمُقَ، وتتشكَّل في أبعاد أخرى وأشمل وأكثر عالمية.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: طوفان الأقصى حكاية شعب حسن نصر الله سعر الدولار الطقس أسعار الذهب الهجوم الإيراني الانتخابات الرئاسية الأمريكية الدوري الإنجليزي محور فيلادلفيا التصالح في مخالفات البناء سعر الفائدة فانتازي نهلة الصعيدي شيخ الأزهر الاحتلال الاسرائيلي الجيش الاسرائيلي الأزهر الشريف اللغة العربیة هذه المسابقة

إقرأ أيضاً:

«أبوظبي للغة العربية» يطلق مؤشراً جديداً لقياس «قوّة ارتباط المجتمع باللغة العربية»

أبوظبي (الاتحاد)
أعلن مركز أبوظبي للغة العربية عن مؤشرٍ جديد لقياس «قوّة ارتباط المجتمع باللغة العربية» وتتبعها، وذلك بالتزامن مع إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد    آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تخصيص عام 2025 ليكون «عام المجتمع».
ويعتمد المؤشّر على نموذج إحصائي لقياس تطوّر ارتباط المجتمع باللغة العربية، بحسب العوامل الفردية والعائلية والمؤسسية. بيانات تجريبية تقيس الاستخدام الفردي للغة العربية في القراءة، والكتابة، والتحدث والتواصل والرقمي، إضافة إلى استخدام اللغة ضمن المحيط العائلي وخاصة مع الأطفال. ويقيّم المؤشر الارتباط المجتمعي باللغة، ومدى التفاعل معها والترويج لها، ويرصد العوامل المؤسسية التي يقوم مركز أبوظبي للغة العربية برفدها بمشاريع وبرامج تدعم اللغة العربية وحضورها في المجتمع، كنشر الكتب ودعم المحتوى الإبداعي ورعاية المواهب الشابة وتطوير مهاراتهم وتنظيم معارض الكتاب والفعاليات والمهرجانات، وتقديم الجوائز الأدبية وغيرها.

أخبار ذات صلة الابتكار الثقافي.. تصميم المستقبل بمقاييس إماراتية أدباء وباحثون: القراءة.. صانعة الخيال والابتكار الثقافي

تعزيز الهوية الثقافية
قال الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية: «يأتي هذا المؤشر تجسيداً لرؤية القيادة تجاه بناء مجتمع متماسك ومزدهر، والذي يشكّل ارتباطه باللغة العربية تعزيزاً للهوية الثقافية في الإمارات، واعتزازاً بهويته الوطنية. وتنصب جهود المركز منذ تأسيسه في تعزيز روابط المجتمع باللغة العربية في المجالات الإبداعية والمعرفية والثقافية بين مختلف الأجيال من مواطنين ومقيمين، ومن الناطقين باللغة العربية والناطقين بغيرها، تجاه ترسيخ قيم التعاون والانتماء والتجارب المشتركة والحفاظ على التراث الثقافي».
وسيتم احتساب قيمة المؤشر الرقمية لمجمل سكان إمارة أبوظبي ولمختلف فئاتهم الديموغرافية المختلفة ضمن قيم تتراوح ما بين الارتباط الكامل باللغة والابتعاد الكلي عنها؛ بهدف وضع الخطط وتنسيق المبادرات، وصولاً إلى تطوير قوة ارتباط المجتمع باللغة العربية تدريجياً.
مؤشر الانطباعات
يتزامن إطلاق هذا المؤشر الجديد مع إعلان مركز أبوظبي للغة العربية عن أحدث نتائج «مؤشر انطباعات اللغة العربية في المجتمع» الذي يتتبع المركز تطوّره منذ عام 2021 بهدف تقييم الانطباعات العامة عن اللغة العربية في مجالات المعرفة والثقافة والإبداع، بين الناطقين بها وبغيرها من سكان الإمارة، وذلك ضمن دراسة مسحية دورية لأداء اللغة العربية في أبوظبي مقارنة باللغة الإنجليزية، بحسب بحث ميداني مستمر بمشاركة أكثر من 6 آلاف فردٍ سنوياً من مجتمع العاصمة، بعمر 15 عاماً فما فوق.
وقد أظهرت أحدث نتائج مؤشر الانطباعات تصدّر اللغة العربية انطباعات المشاركين ضمن عامل الإبداع المرتبط بجماليات اللغة ومدى استخدامها بالمحتوى الإبداعي مقارنة بالإنجليزية، إضافة إلى تصدر العامل الثقافي المرتبط بالإرث التاريخي والحضاري، فيما تصدرت الإنجليزية في عامل المعرفة المرتبط بمدى توفر المواد العلمية وانتشارها في الأبحاث والعلوم.
تمكين ودعم 
في هذا السياق، قال الدكتور علي بن تميم، رئيس «مركز أبوظبي للغة العربية: «إن نتائج مؤشر انطباعات اللغة العربية مقارنة بـ(الإنجليزية) تشير إلى أن الناطقين بكل لغة يؤمنون بتفوّق لغتهم ضمن مختلف عوامل المؤشر ولكن تطوّر انطباعاتهم عن لغتهم يأخذ اتجاهاً مغايراً لذلك. وبهذا فإن نتائج المؤشر تدعو إلى دراسة مستفيضة، تشمل العلوم الاجتماعية والإنسانية، إلى جانب اللغوية للوصول إلى كيفية تطوّر الروابط اللغوية في مجتمع يقوم على التنوع والعيش بتناغم وتعاون».
وأكّد رئيس مركز أبوظبي للغة العربية: «ستسهم نتائج مؤشراتنا في تطوير مبادراتنا الاستراتيجية الموجهة لمختلف فئات المجتمع لدعم حضور اللغة العربية وانتشارها، بوصفها لغة علم وثقافة وإبداع، إلى جانب تمكين إنتاج المحتوى العربي والتقنيات الرقمية ذات الصلة، ودعم البحوث العلمية في مجال تطويرها».

مقالات مشابهة

  • عبير رأفت مشرفاً على مركز تعليم اللغة الإنجليزية بجامعة أسيوط
  • مركز الثقافات المحلية: موروثنا الثقافي ليس من الماضي… بل ركيزة وطنية للحاضر والمستقبل
  • مرصد الأزهر: التفكك الأسري عامل رئيس في انجراف الشباب نحو التطرف الفكري
  • مجمع الملك سلمان العالمي يُطلق مُسرِّعة ابتكارات اللغة العربية
  • "تعليم قنا" تبحث تطوير الأداء المدرسي في اجتماع موسع مع مديري المدارس الابتدائية
  • وكيل الأزهر يعتمد نتيجة المسابقة السنوية لحفظ القرآن 2025/2024
  • محمد بن راشد: اللغة العربية وعاء ثقافتنا وشعار وحدتنا وتاريخنا
  • تعليم السويس تنشر نماذج استرشادية لبوكليت الشهادة الإعدادية
  • التعليم تنشر نماذج "البوكليت" في مادة اللغة العربية لطلاب الشهادة الإعدادية
  • «أبوظبي للغة العربية» يطلق مؤشراً جديداً لقياس «قوّة ارتباط المجتمع باللغة العربية»