هذا وقت المفاصلة: وقت توحيد السودان بتقسيمة الي دار سلام وناس حرب
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
ahmedsidahmed.contacts@gmail.com
د. احمد التيجاني سيد احمد
@@ بعد عام و نصف من الحرب التي اشعلتها مليشيات الكيزان و جيش الفلول المؤدلجون ، اري بان عدم الانحياز لمن يقضي عليهم يتسبب في اطالة أمدها و حتما الي ملء السودان بمغامري حماس وسواهم من حركات التكفير و الدواعش كالذي يحدث في افغانستان و الصومال و شمال سوريا والان ينطلق حثيثا من غزة الي لبنان.
** للعلم البلد الوحيدة التي قيض لها الله الوقوف بصلابة امام هولاء الأشرار هي تونس الخضراء حيث فطن ريسها المنتخب قيس سعيد الي خطورة التنظيم الاخواني و اتخذ خطوات جبارة للقضاء علي هذا المرض السرطاني البشع، ارجو ان تكلل بالنجاح بالرغم من ململة الرأسمالية الانتهازية التي لا يهمها شي سوي الغنيمة! والتي لا تري في شعوبها سوي ايدي عاملة رخيصة .
@امامنا خياران ثالثهما حرب طويلة طويلة الأمد لا تبقي و لا تذر و كانّها حرب ايام **سالي - فو- حمر** و لعمنا و جدنا و معلمنا الدبلوماسي الاديب المناضل جمال محمد احمد الدعاء بالرحمةً و التمتع بالفردوس الاعلي????.. جمال الذي حاول بلا جدوي لفت نظر مثقفين انقلبوا الي متخمين كسولين و العياذ بالله!
**هذا هو وقت الكلام الواضح :
**وقت الخياران ** و لعلهما يأتيان فرادي او جماعات و باي ترتيب.. فكليهما من مصلحة السودان و مستقبله السلمي الموحد:
**(١)** ان يتحد العقلاء و المثابرًون علي امن وسلامة ما تبقي من الشعب و البلاد من تحالف * تقدم* في طلب العون من الموسسات العالمية و الاقليمية، و تحديدا تقديم الطلبات الموثقة قانونيا و السير في تظاهرات كتلك التي اسقطت البشير . و تحديدا الالحاح علي ** ان تعجل الامم المتحدة و الاتحاد الأفريقي بإنزال قوات حفظ السلام و حماية المدنيين و القضاء علي أعمال العنف و القتل و الاغتصاب التي تقوم به الحركة الإسلامية من خلال جنودها و مليشياتها و منظماتها الامنية و الاستخبارية** لكن بد من دخول القوات الأممية او الأفريقية باوامر المدنيين و تحت حاضة *تقدم* السياسية لإنقاذ ما تبقي من السودان
**لقد نادينا بالإسراع في هذا الأمر منذ بدايات الحرب في أبريل ٢٠٢٣. و لقد كنت انظر مندهشا و اقراء متعجبا لمن كنا نحسبهم اصحاب فكر و راي يصمتون صمت القبور او يدعون للوقوف مع الجيش بزعم انه وطني وهم ادري بانه خلاف ذلك .
@سقط محمد جلال هاشم و سقط الكاتب عبد العزيز بركة ساكن وسقط الحزب الشيوعي السودان @ *سقطوا ليس بصمتهم القاتل و لكن بثرثرة بعضهم التي تجد في طياتها رايحة الاموال التي تزكم الأنوف
**و لكن ايضًا سكت الطيبون**
لم اجد في صمتهم طلب مال و حماية ، لكن جبنا و عدم مسئولية و انانية.
@ صمت الطيبون و اثر كثيرون منهم الالتجاء لبلاد امنة يبعثون بأبنائهم و بناتهم لمدارسهاً ومصحاتها و ينعمون بالتجول في مولاتها و متاجرها الراقية وأفئدتهم فارغة كفواد ام موسي لكن ليس لحزن وانما لإحباط ؛ والعياذ بالله!
@هولاء **يصمتون الصمت القاتل و ليس صمت العقلاء** .هم و هن كالذين قال فيهم المفكر السني الصوفي بن القيم : *في اللسان آفتان عظيمتان، آفة المتكلم، وآفة السكوت، فالساكت عن الحق شيطان أخرس والمتكلم بالباطل شيطان ناطق*.
@ولكي لا يقفز الاخوان المسلمون طربا بان هذا هو فكرهم و بان بن القيم من مفكريهم اقرأوا ما كتب عن العنف و الاذي و الذي هو شيمة الكيزانً: قال بن القيم :**الجاهل الظالم يخالفك بلا حجة ويكفرك أو يبدعك بلا حجة، وذنبك رغبتك عن طريقته الوخيمة،وسيرته الذميمة،فلا تغتر بكثرة هذا الضرب،فإن الآلاف المؤلفة منهم لا يعدلون بشخص واحد من أهل العلم**. و علي كل حال فان ما دعي اليه بن القيم من عدم التكفير و الإشهار لكاف بان يبعدك ايتها القارئة و أيها القاريء عن الكيزان الأباطيل فراسخا و مسافات ضوئية !
**(٢)** الوقوف جهارا نهارا مع قوات الدعم السريع متحدة مع كل القوات المسلحة التي عارضت انقلاب الكيزان (الجبهة الثورية و قوات عبدالواحد و الحلو ) ، و دعمهم معنويا و لوجستيا و مجتمعيا لحسم الحرب و حماية المواطنين و بداية *الجمهورية الثانية* المدنية السلمية الديمقراطية, حيث تعود القوات المتحالفة لمراكزها و تؤسّس جيش قومي موحد بامر الحكومة المدنية . (انا اتحدث بوضوح .. عند اهلنا النوبيين المقولة : لا يرقص الإنسان بوجه مغطي). ولقد شاء الله ان يفني الكيزان بعضهم في بعضهم . و اعلم ان كثيرون منهم لايزالون في صفوف قوات الدعم السريع ، لايرقصون كالدراويش العاشقين حتي الفناء . و انما لخصومة بعد محبة ووضوح روية بعد بلبلة.. و ما رحمة الله عن عباده ببعيدةً!
وها نحن نري قوات الدعم السريع تسيطر علي ثلاثة عشرة ولاية و هم يتقدمون بالرغم من تسليح دعم متتالي للكيزان من مثلث الشر الاخوان المسلمون و ايران و الدواعش الذي قال عنه أمير السعودية محمد بن سلمانً بانه **المثلث الذي يريد السيطرة على العالم عبر أيديولوجيا متطرفةو يروج إلى فكرة أن الله و الإسلام لا يأمرانا بنشر الرسالة فقط، بل ببناء إمبراطورية يحكمونها بفهمهم المتطرّف** @و لقد اكدت قيادة قوات الدعم السريع مرارا و تكرارا انهم مع السلم و مع الديمقراطية و مع جيش قومي موحد . اكدوا ذلك
- *خلال اجتماعات الاتفاق الإطاري الذي رفضه الكيزان و تسبب في حرب ١٥ أبريل ٢٠٢٣
- *واثناء محادثات جده و جنيف العديدةً
- *ومن خلال لقاءهم مع رئيس "تقدم" الدكتور عبدالله حمدوك الرئيس الشرعي للبلاد والذي اطاح به جيش فلول الكيزان
- *و من خلال خطابات قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) للامم المتحدة و الاتحاد الافريقي
@يري الكيزان ان السودان "دار حرب" يحكمه "ناس الحرب" .اكد الكيزان و المليشيات بان انتصارهم الوحيد هو الاستمرار في الحرب الي اقامة الدولة الإسلامية. "كما كتبت ابنة عرابهم حسن الترابي بان السودان للمسلمين و ليس للسودانيين"
@و بالمقابل فان كل تصريحات قوات الدعم السريع تؤكد دعمها لحكم مدني فدرالي بلا تفريق قبلي او عرقي و بموجب دستور ارضي يحفظ التنوع والتاريخ .
@ و مما لدي من معلومات فان قوات الدعم السريع لا تدير شئون المناطق التي تحت سيطرتها في ولاية الجزيرة وانما تترك للمواطنين امر تكوين لجان للأحياء و القري لإدارة الشئون العامة. اما في كردفان و دارفور فانهم يتركون الامر للإدارات الاهلية . هذا و بالرغم من انه "احتلال" لكن قوات الدعم السريع توفر حريات عامة و امن للمواطن العادي، بعكس القتل و السحل و الاغتصاب و التشهير بالجثث الذي تصر علي فعله مليشيات الكيزان و المستنفرين . و فيما اعلم و كما اخبرني بعض اهلي عندما اكتظت بيوتنا في بعض الوقت بجنود الدعم السريع فانه سمح لهم بالخروج و النزوح امنين. لم يتعرضوا للضرب او الاغتصاب او القتل و بقر البطون و رمي الجثث في الانهار كما يفعل أرهابيوا مليشيات الكيزان بالمواطنين ، ناهيك عن الالاف الذين يقتلون بواسطة قنابل الطيران و المسيرات و البراميل المشتعلة .
@عدم تنفيذ احد او كلا الخياران لايتركان للشعب السودان سوي الاستمرار في النزوح و تنفيذ خطة افراغ السودان بالمضي في حرب الإبادة لعشرات السنوات كما اراد الكيزان لتنظيف السودان و ملءه بشرارم ارهابية يسمونها عناصر دولة المسلمين المجاهدين !! و هذا يعني ان ثوار السودان سيخوضون حرب اجيال حتي الانتصار المحتوم فوق جثث الملايين العروبيين- الإسلاميين الذين تعد الحركة الإسلامية الي نشرهم في كل البلاد لاقامة الخلافة التمكينية .. و من يري كتابي هذا هرطقة فليعيد قراءه تاريخ الحركة الإسلامية في السودان و في اصقاع و بوادي العالم المجروح . اللهم اني بلغت!!
كسرات
**الكلمةً الاولي : سالت سايلة : سوال بريً للقانونيين.أفتونا :ماهي الطرق القانونية التي يمكن أن نوقف بها اعمال كتيبة البراء بن مالك؟؟
**وغطايتها : لا اعتقد هنالك قانون سيوقف مليشيات الكيزان و جيش الفلول من قتل و إفقار الشعب.
**الكلمةً الثانية: دخول القوات الأجنبية تحت البند السابع او اي مسوغ آخر قد يكون وبالا علينا وعلي البلد اكثر حيث لم نرى لها نجاح في اي دولة دخلت عليها كذلك استمرار الحرب وما يلازمها ويصاحبها من شرور و ويلات
**و غطايتها: نحن في وبال آمده اكثر من ٥٠ عاما . حاول الشعب الثورة ثلاثة مرات و افشلت الاحزاب سعية و ادخلت الجيش في السياسة فوق بساط احمر و مزيكا سيادية ! ليس هنالك من بد سوي (١) الاستمرار في هذا الخمج لاربعة خمس حقب قادمةً تمتلي فيها جيوب مرتزقة السياسة بالدنانير و القبور الجماعية بجثث الشعب المسكين ؛ او (٢) انتصار القوات المتحالفة (الدعم السريع و الحركات المسلحة و الجبهة الثورية) تحت حاضنة مدنية سلمية بعدها تعود كلها الي ثكناتها لتكوين جيش قومي موحد ؛او (٣) تدخل اممي و يفضل ان يكون زنجيا كوشيا افريقيا يقود الشعب الي نصر مبين .
**لن يفيدنا الstatus quo بشي سوي دمار متواصل ماحق** .
نواصل
د. احمد التيجاني سيد احمد
٥ اكتوبر ٢٠٢٤ روما إيطاليا
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع بن القیم
إقرأ أيضاً:
لماذا توقفت أميركا عن تأييد الدعم السريع؟
في أواخر يوليو/تموز 2024 أبلغ المبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيريلو، الحكومة السودانية أنه سيزور السودان في الثامن من شهر أغسطس/آب من نفس العام برفقة مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية السفيرة سامانثا باور، وذلك للتباحث حول سبل إنجاح المبادرة الأميركية الخاصة بإنهاء الحرب في السودان عبر مفاوضات (جنيف) التي حُدد لها يوم الرابع عشر من نفس الشهر.
لكن بيريلو وضع شرطًا غريبًا لإتمام زيارته، وهو أن تتم المباحثات مع الجانب السوداني في مطار بورتسودان، وتحت حراسة مشددة من قبل فريق حراسة أميركي خاص، مبررًا ذلك بعدم استتباب الأوضاع الأمنية بالبلاد، الأمر الذي رفضته حكومة السودان، مما أدى إلى إلغاء الزيارة.
لكن، وبعد مرور قرابة أربعة أشهر على إلغاء تلك الزيارة، عاد المبعوث الأميركي وطلب زيارة السودان، ووافقت الحكومة السودانية على طلبه غير المشروط هذه المرّة، مما يُعتبر إقرارًا ضمنيًا – بمفهوم المخالفة – بشرعية الحكومة، وبأن الوضع الأمني مستتب وليس هناك ما يدعو للخوف والقلق.
وتمت الزيارة يوم الاثنين الماضي، حيث قابل بيريلو رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان بمكتبه بالعاصمة المؤقتة بورتسودان، كما قابل أيضًا نائب رئيس مجلس السيادة الفريق مالك عقار، وأجرى مباحثات مع وزير الخارجية السوداني علي يوسف، وقابل السلطان بحر الدين سلطان (دار مساليت)، وهي إحدى إثنيات إقليم دارفور ذات الأصول الأفريقية وحاضرتهم مدينة (الجنينة) التي تقع في أقصى غرب إقليم دارفور ومتاخمة لحدود السودان مع دولة تشاد.
وقد تعرضت هذه الإثنية لعمليات إبادة جماعية على أساس عرقي وعمليات تهجير واغتصاب للنساء، ودفن المئات منهم وهم أحياء على أيدي قوات الدعم السريع التي تحتل المدينة منذ قيام الحرب وحتى الآن، وهي مقابلة لم تتجاوز المواساة وإظهار الأسى والأسف بعد فوات الأوان.
وبحسب السفير محمد عبدالله إدريس، سفير السودان لدى واشنطن، فإن مباحثات المبعوث الأميركي للسودان "تطرقت إلى خارطة طريق لإنهاء الحرب، وكيفية إيصال المساعدات الإنسانية، ورتق النسيج الاجتماعي، فضلًا عن العملية السياسية كمخرج نهائي لما بعد الحرب".
ويصف الكثير من المراقبين للشأن السوداني زيارة بيريلو الأخيرة هذه بأنها زيارة "علاقات عامة"، تأتي في سياق المراجعة الأخيرة للملفات في أضابير مكتب الرئيس بايدن قبل رحيله عن المكتب البيضاوي بلا رجعة.
أرادت إدارة بايدن والحزب الديمقراطي أن تترك أثرًا يُحسب لها في ملف السودان الذي لم تتعاطَ معه بجدية، وسايرت فيه قوى إقليمية صغيرة حديثة الولادة كانت هي السبب في تأجيج الأزمة بالدعم المالي واللوجيستي والعسكري والدعائي لقوات الدعم السريع، ولم تتعاطَ مع الملف بصفتها قوة عظمى ينبغي أن تنظر لساحة السياسة الدولية بمنظار كلي يجعل من حفظ الأمن والسلم الدوليين قيمة عليا وغاية سامية تسعى إلى تحقيقها انطلاقًا من كونها تمتلك كل الموارد والإمكانات اللازمة والضرورية لتحقيقها.
كان في مقدور إدارة بايدن إدارة ملف الأزمة في السودان بصورة أكثر نجاعة وأكثر احترافية بما يفضي إلى حل مُرضٍ يكون أنموذجًا يُحتذى إقليميًا على الأقل. لكنها آثرت أن تحرز هدفًا في مرماها في اللحظة الأخيرة، من حيث أرادت تشتيت الكرة بعيدًا عنه. فقد صرّح بيريلو في لقائه بوزير الخارجية السوداني بأنه لا يرى مستقبلًا سياسيًا أو عسكريًا للدعم السريع في السودان.
فهل اكتشفت إدارة بايدن فجأة وهي تلملم أوراقها ومتعلقاتها لمغادرة البيت الأبيض، وبعد مرور 19 شهرًا من الحرب في السودان وما صاحبها من فظائع وانتهاكات جسيمة ومجازر مروعة ارتكبتها مليشيا الدعم السريع في حق المدنيين، أن هذه المجموعة المسلحة لا تصلح لأي دور سياسي أو عسكري في مستقبل السودان؟!
ألم تكن إدارة بايدن بما أوتيت من قوة ومن مؤسسات استشارية وأدوات استشعار مبكر وما تملكه من وسائل صنع القرار ومستودعات الفكر التي ترفدها بالمعلومات الموثقة، أن تصل إلى حقيقة ألّا مستقبل للدعم السريع في السودان فلا ترمي بثقلها خلف "الاتفاق الإطاري" الذي كان السبب الأساسي في إشعال نار الحرب؟!
ألم تكن إدارة بايدن عشية 15 أبريل/ نيسان 2023 تدرك أن العواقب ستكون وخيمة، وهي تبارك خطة الدعم السريع وجناحها السياسي (قوى الحرية والتغيير) للاستيلاء على السلطة بالقوة صبيحة اليوم التالي؟!
هل من أحد يمكن أن يصدق أن الدولة العظمى (الوحيدة) كانت ترى الأمور من نفس الزاوية الضيقة التي كانت تنظر منها قوات الدعم السريع وجناحها السياسي المهيض "قحت/تقدم"، على أن الأمر مجرد نزهة، وأن العملية لن تستغرق سوى ساعة من نهار؟! أم أنها كانت تدرك فداحة العواقب، وأنها مغامرة غير محسوبة، لكنها أرادت ذلك رعايةً لمصالح بعض صغار أصدقائها الإقليميين فأعطت الضوء الأخضر لإنفاذها ترضية لهم؟
لا أحد يستطيع الجزم بحقيقة المرامي والأهداف التي جعلت إدارة بايدن تنساق خلف أحلام وأوهام مجموعة مسلحة همجية، وأحلام أغرار دخلوا مضمار السياسة بلا دراية ولا خبرة ولا رؤية، يظنون أن الديمقراطية يمكن أن تُجلب عبر صناديق الذخيرة، لا عن طريق صناديق الاقتراع.
تقف خلفهم قوى تعاني متلازمة تضخم الذات ومصابة بجنون العظمة، وتؤمن بأن المال يمكن أن يحول المستحيل إلى واقع، والحلم إلى حقيقة، وأن البندقية هي الوسيلة الوحيدة للحفاظ على المصالح، وأن علاقات التعاون وحسن الجوار واحترام سيادة الدول ما هي إلا أساطير الأولين اكتتبتها الأمم المتحدة لا تُسمن ولا تُغني من جوع.
أضاعت إدارة بايدن فرصة ظلت سانحة ومتاحة لها طيلة أشهر الحرب في السودان بأن تقود عربة الأزمة للخروج بها بسلام إلى بر الأمان بلا كلفة كبيرة، ومن ثم تكتب في لوحها هذا الإنجاز أنها حقنت الدماء وجنبت السودانيين تلك المجازر المروعة والتشريد والتهجير والنزوح واللجوء، وفوق ذلك السخط عليها وتحميلها جزءًا كبيرًا من المسؤولية جنبًا إلى جنب مع مليشيا الدعم السريع.
لكنها اختارت أن تكون (مجرورة) بعربة المليشيا وجناحها السياسي، فكان حصادها الفشل. إنها العربة التي قادت الأحصنة!
ورغم أنه من المبكر الآن تحديد الاتجاه الذي سيسلكه الرئيس المنتخب دونالد ترامب بشأن الملف السوداني بعد تنصيبه رسميًا رئيسًا للولايات المتحدة في يناير/كانون الثاني من العام القادم، فإنه يمكن القول إجمالًا إنه لن يسير على ذات الطريق الخطأ الذي سلكه سلفه، وأفضى به إلى الفشل.
والراجح أن إدارة ترامب القادمة ستسلك طريقًا آخر أقل كلفة وأقصر مسافة، وذلك لعدة أسباب؛ أهمها أن الجمهوريين عُرف عنهم البراغماتية في السياسة الخارجية وليس الأيديولوجية. فالأولى واقعية والثانية قد تلامس الخيال في أحيان كثيرة.
كذلك فإن علاقة ترامب بروسيا جيدة، والسودان يحتفظ بعلاقات ممتازة مع روسيا، آخر شواهدها كان بالأمس، حيث استخدمت روسيا الفيتو بمجلس الأمن الدولي لصالح السودان ضد المشروع البريطاني الذي يدعو إلى "وقف فوري للأعمال العدائية بالسودان وحماية المدنيين".
وهو مشروع يرفضه السودان ويرى أنه مفخخ ويفتح الباب لتدخل قوات أممية في السودان، مما يعد انتقاصًا من سيادة الدولة وشرعية الحكومة، وإعادة مليشيا الدعم السريع وجناحها السياسي إلى المشهد مرة أخرى.
وقد وجد الفيتو الروسي ترحيبًا كبيرًا لدى الحكومة السودانية والرأي العام السوداني. لذلك فإن تعاطي ترامب مع الملف السوداني سيكون بتفاهم ناعم ومحسوب مع روسيا كغيره من الملفات التي فيها تقاطعات أميركية روسية.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية