قالت مجلة "بوليتيكو" إن وكالات الاستخبارات الأمريكية واجهت معضلة تتعلق بجمع المعلومات عن غزة.

ونقلت المجلة عن مسؤولين حاليين وسابقين قولهم إن الولايات المتحدة طالما كافحت من أجل جمع معلومات استخباراتية عن حركة حماس.

وأضافت المجلة في تقرير لها أن الولايات المتحدة زادت من عمليات جمع المعلومات عن قطاع غزة بعدما فوجئت بهجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

ولكنها تواجه ثغرات في جمع المعلومات الاستخباراتية المهمة لإنهاء النزاع. وقد مضى عام على الحرب ولا تزال الوكالات الاستخباراتية الأمريكية تكافح لفهم الدينامية السياسية الداخلية لحركة حماس شبه المسلحة، وإن كانت مستعدة لوقف إطلاق النار وطموحها البعيد الأمد في غزة وكل الأجوبة التي يحتاجها صناع السياسة الأمريكية لمنع اندلاع حرب شاملة في المنطقة.


وقال مسؤولون في الاستخبارات، حاليين وسابقين، إن الإدارات الأمريكية اختارت وعلى مدى العقود الماضية عدم التركيز أو منح الأولوية لجمع المعلومات الاستخباراتية وتحليلها عن غزة وحماس.

ومنذ هجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر، منحت إدارة جو بايدن الأولوية لجمع المعلومات الأمنية عن الأزمات الأجنبية الأخرى، بما فيها  النزاع بين "إسرائيل" وحزب الله، والحرب في أوكرانيا، والتهديدات القادمة من الصين.

وعلق نورمان رول، مدير الأمن القومي السابق لبرنامج إيران والمستشار السابق لمشروع مواجهة التطرف قوله: "المجتمع الاستخباراتي ضخم وكذا الأولويات التي كلف بها فريقه"، مضيفا: "في غياب مطالب صناع السياسة، يحرك النظام مصادره ونوجه شركاءنا لأهداف يعتقد أنها مهمة لصناع السياسة".

واعتمدت"بوليتيكو" على أربعة مسؤولين أمريكيين بارزين حاليين وسابقين، وثلاثة أعضاء في الكونغرس ومساعدين فيه لغرض هذا التقرير.

وقد أدت "النقطة العمياء" حول غزة إلى تدقيق مباشر في أعقاب هجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر.

وفي إحاطات، أخبر المسؤولون الاستخباراتيون المشرعين في الكونغرس إنهم ذهلوا مما قامت به حماس، وقد استغرق التخطيط للهجوم أشهرا إن لم يكن سنوات، وهو من أكثر الهجمات فتكا منذ هجمات 9/11. وقد ضغط أعضاء الكونغرس البارزين على المسؤولين الاستخباراتيين وطالبوهم بإجابات:

هل تلقت الولايات المتحدة تحذيرات؟ وكيف فات الهجوم على "إسرائيل"؟

ولم يكن لدى المسؤولين الاستخباراتيين أجوبة مريحة للمشرعين، فقد اعتمدت الولايات المتحدة بشكل كبير على "إسرائيل" لتزويدها بمعلومات من داخل غزة، وفشل الإسرائيليون بالتعامل وبجدية مع التحذيرات الداخلية.

وقد كشفت الهجمات فجوة مهمة في المعلومات المتوفرة عن غزة وفهم حماس بشكل عام، مما أدى إلى جهود واسعة لجمع المعلومات عن القطاع. وقامت الوكالات الاستخباراتية وعلى مدى العام الماضي بجهود لجمع المعلومات الاستخباراتية عن غزة وحماس، حيث نشرت المسيرات والأقمار الصناعية وأجهزة الرقابة مثل الرادارات بهدف فهم أساليب حماس العسكرية، وكل هذا أسهم في مساعدة "إسرائيل" على تحديد مواقع حماس في غزة.

وتعلق المجلة أن الفجوات في المعلومات الاستخباراتية عن غزة ستعقد من جهود الإدارة الأمريكية التوصل إلى صيغة تسهم في وقف إطلاق النار.

ولا يعرف أين تكمن نقاط الضعف الأمريكية، إلا أن المحاولات بشأن صفقة إطلاق سراح الأسرى لدى حماس ووقف إطلاق النار التي اقترحتها الولايات المتحدة كشفت عن عدم الوضوح.

وفي مناسبات عديدة، زعمت إدارة بايدن أن حماس قبلت الاقتراح، لكن الجماعة خرجت ورفضته صراحة، وقد حدث نفس الشيء مع "إسرائيل". ويقول ميكي بيرغمان، الخبير في المفاوضات الدولية للرهائن والمدير التنفيذي لـ"غلوبال ريتش": "عندما يتعلق الأمر بحماس، لو أسأنا التقدير في الكيفية التي يتفاوضون فيها (وقد أسأنا التقدير) فإننا ننتهي بصيغ غير مترابطة".


وإذا لم يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في أي وقت قريب، فإن جمع المعلومات الاستخبارية حول العمليات الداخلية للحركة سوف يكون ضروريا أيضا لمعرفة متى تصبح حماس ضعيفة بما يكفي بحيث تتمكن الولايات المتحدة ــ وما تأمله "إسرائيل" ــ من إعلان انتصار الحرب، كما يقول. وكما يعقد النزاع المتصاعد مع حزب الله من فرص وقف إطلاق النار، ذلك أن الحزب اللبناني ربط غاراته الصاروخية ضد "إسرائيل" بوقف الحرب في غزة. وليس من الواضح إن كان هناك تغير في تفكير الحزب بعد الهجمات الإسرائيلية الأخيرة ضده.

ولم يعلق لا مجلس الأمن القومي أو "سي آي إيه" أو مدير الأمن الوطني على ما ورد في التقرير.

وقال مسؤولون وضباط استخباراتيون أمريكيون سابقون إن الولايات المتحدة بدأت تعتمد بشكل كبير على الإسرائيليين في جمع المعلومات الاستخباراتية عن غزة وحماس في أواخر التسعينيات من القرن الماضي عندما بدأت واشنطن في التعامل مع الفلسطينيين مباشرة على الجبهة السياسية. ومنذ ذلك الحين، كلفت الولايات المتحدة وحدات معينة بتتبع حماس والضفة الغربية وغزة، لكن هذه الوحدات غالبا ما كانت صغيرة مقارنة بتلك التي تغطي بلدانا وقضايا أخرى في المنطقة.

وطالما ملأت الولايات المتحدة الثغرات في المعلومات الاستخباراتية، إلا أن القصور بدا واضحا بعد هجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر. وقال رول، المدير السابق للاستخبارات الوطنية لشؤون إيران: "أطلقنا على هذا فشل استخباراتي إسرائيلي وعلينا أن نوضح أنه أيضا فشل استخباراتي أمريكي".

وتشير المجلة إلى أن الاستخبارات الأمريكية واجهت العديد من العقبات لجمع وتحليل المعلومات عن غزة، والمشكلة الأكبر هو أن القطاع معزول إلى حد كبير عن بقية العالم. ولهذا فالحصول على معلومات استخباراتية موثوقة من مصادر بشرية داخلها صعب. ويقول تيد سينغر، المسؤول السابق في "سي آي إيه" إنه ومنذ توقف الزيارات الرسمية الأمريكية إلى غزة عام 2003، بات من المحتم أن يتضاءل الفهم الأمريكي للقطاع، و"لا شيء  يعادل المصادر البشرية فيما يتعلق بجمع المعلومات الاستخبارية. كما أن تجنيد المصادر والتعامل معها في منطقة محظورة يمثل خطرا كبيرا، سواء من الناحية الجسدية أو من منظور مكافحة التجسس، وبالنسبة للضابط المسؤول أو العميل".

وقد أصبح الوضع معقدا أكثر بعد هجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر، فقد حوصر  القطاع تماما، ويجد الصحفيون وجماعات الإغاثة صعوبة بالدخول إليه، مما يجعل من تجنيد أرصدة بشرية وعملاء أمرا معقدا. وواجه المسؤولون والدبلوماسيون والعملاء الأمريكيون مشاكل في الدخول إلى غزة. وكثيرا ما يواجه الفلسطينيون مشاكل في الحصول على التصاريح التي تسمح لهم بمغادرة القطاع.

وفي غياب المعلومات الشاملة من المصادر البشرية ــ بما في ذلك في غزة وعواصم الشرق الأوسط الأخرى في المنطقة ــ اضطر المسؤولون الاستخباراتيون إلى اللجوء إلى مصادر أخرى لمحاولة فهم العمليات الداخلية لحماس. وفي الوقت الحالي، لا توجد تفاصيل واضحة حول التي الطريقة التي تجمع بها الولايات المتحدة حاليا المعلومات عن حماس، وهي غامضة في الحد الأدنى.

وبدون تقديم معلومات محددة، تحدث المسؤولون والمشرعون بطريقة عامة عن كيفية جمع واشنطن المزيد من المعلومات داخل غزة.

ففي حين تمتلك إسرائيل برنامجها الخاص للأقمار الصناعية، إلا أن الأقمار الصناعية الأمريكية هي أكثر تطورا. فقد ساعدت الولايات المتحدة "إسرائيل" من خلال تبادل الصور من أقمارها الصناعية لمساعدة القوات الإسرائيلية على اكتشاف الأنفاق ومراكز القيادة الأخرى لحماس. كما ساعدت صور أقمارها في توجيه السياسة الأمريكية بشأن المساعدات الإنسانية وقضايا الوصول داخل غزة. وتستخدم الولايات المتحدة مسيراتها لجمع معلومات استخباراتية مماثلة.

وليس من الواضح المدى الذي تعتمد فيه الولايات المتحدة على  سلطة التجسس الرقمي، والفقرة 702 من قانون الرقابة الاستخباراتية الأجنبية، لجمع المعلومات عن غزة. ويسمح هذا القانون لوكالات الاستخبارات الأمريكية بقراءة الرسائل الإلكترونية وغيرها من الاتصالات الإلكترونية للأجانب في الخارج. ومن المرجح أن الولايات المتحدة تستخدم هذه السلطة بطريقة ما، كما قال مسؤولون سابقون.

وفي السنوات الأخيرة، ابتعد قادة الجماعات التي تدعمها إيران، بمن فيها حماس، إلى حد كبير عن الهواتف المحمولة واستخدموا بدلا من ذلك أجهزة "بيجر" وأشكالا أخرى من الاتصالات، مثل أجهزة "ووكي توكي" في محاولة لتجنب المراقبة الأمريكية. وأضاف مسؤولون حاليون وسابقون أن الولايات المتحدة تستخدم المصادر المفتوحة من أجل تحليلها أمنيا، بما فيها التقارير الصادرة عن منظمات حقوق الإنسان ومنظمات الإغاثة وكذلك الصحفيين المحليين. وفي حين يرى البعض في مجتمع الاستخبارات أن مثل هذه المعلومات أقل موثوقية، يزعم آخرون أنها ضرورية لفهم الوضع على الأرض في غزة اليوم.


وفي الأيام التي أعقبت هجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر دفع مشرعون الإدارة بالتوقف عن الاعتماد على الإسرائيليين لجمع المعلومات عن غزة. وكان هناك قلق عظيم في أروقة الكونغرس، وبخاصة لجان الاستخبارات بالحاجة الملحة لإصلاح الوضع وزيادة الفهم الأمريكي لما يجري على الأرض.

وبالنسبة لبعض المشرعين لم يعد هناك مجال للثقة بالإسرائيليين، على الأقل فيما يتعلق بحماس. وقد حث نفس المشرعين المجتمع الاستخباراتي على تقديم إحاطات مستمرة عن النزاع وضغطوا مسؤولي الاستخبارات للحصول على معلومات حول ما تجمعه الولايات المتحدة بالضبط عن غزة وكيف يستخدمه صناع السياسات.

ولا تزال تفاصيل النقاشات داخل المجتمع الأمني قليلة، وما هو واضح  أن وكالات الاستخبارات الأمريكية، وسعت من التشارك الأمني مع "إسرائيل"، هذا إلى جانب زيادة جهودها الخاصة لجمع المعلومات عن حماس وغزة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية غزة حماس الفلسطينيين امريكا فلسطين حماس غزة مخابرات صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاستخبارات الأمریکیة هجمات 7 تشرین الأول الولایات المتحدة المعلومات عن غزة جمع المعلومات عن إطلاق النار فی غزة

إقرأ أيضاً:

عبدالمنعم سعيد يكشف أبرز التحديات التي تواجه الحكومة.. وهذه حقيقة مشروع التوريث - (حوار)

كتب- عمرو صالح:
كشف الدكتور عبدالمنعم سعيد المفكر السياسي وعضو مجلس الشيوخ، عن أبرز التحديات التي تواجه الحكومة في بناء الجمهورية الجديدة ورفع المستوى المعيشي للمواطن البسيط وإحداث نقلة إيجابية برحلة حياته اليومية.

وقال "سعيد"، خلال حواره لمصراوي، إن التحدي الأكبر للحكومة خلال مرحلة بناء الجمهورية الجديدة، هو زيادة ورفع معدلات النمو لكافة قطاعات الدولة المنتجة وتحقيق حالة توازن ما بين الصادرات والواردات الأمر الذي سينعكس بتوفير العملة الصعبة وتحسين المستوى المعيشي للمواطن.

وأشار "سعيد"، إلى أن ذلك يتطلب مشاركة القطاع الخاص بنسبة كبيرة بخارطة الاقتصاد القومي والعمل على إزالة أي تحديات تقف أمامه.

وإلى نص الحوار:

ما هي أبرز التحديات التي تواجه الجمهورية الجديدة؟

التحدي الأكبر الذي يواجه الجمهورية الجديدة هو تعزيز التنمية المستدامة وزيادة معدلات النمو بكافة القطاعات وتحقيق أرقام وقياسات تتناسب مع الزيادة السكانية وذلك يمكن أن يتم من خلال اتباع استراتيجيات الاقتصاد المتبعة بدول القارة الآسيوية والتي بموجبها يتحقق الانفتاح بالأسواق وتسهل إجراءات الاستثمار الخارجي خاصة أن مصر تتمتع بمساحة جغرافية كبيرة، الأمر الذي ينعكس بشكل إيجابي على الناتج المحلي ويرفع المستوى المعيشي للمواطنين.

كيف ترى تأثير صعود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للحكم على منطقة الشرق الأوسط؟

بكل تأكيد سيكون تأثير صعود ترامب لحكم الولايات المتحدة الأمريكية، سيء للغاية على العالم بأكمله وذلك كونه من يتمتع بصفات قادة أمريكا القدامى اللذين حكموا الولايات المتحدة قبل الحرب العالمية الأولى، خاصة مع فرض رسوم جمركية على المنتجات التي تروج بالأسواق الأمريكية وهذا ما يقوم به ترامب حاليا "وده هيسبب لأمريكا مشكلات مع أوروبا ودول حلف الناتو".

لكن هناك وجه اختلاف بينهم وبين ترامب وهو أن ترامب سيعزل أمريكا عن مشكلات الشرق الأوسط لكن سيكون له وكلاء وهم "إسرائيل والمملكة العربية السعودية"، مشيرًا إلى أن ترامب معجب بعمليات إسرائيل العسكرية التي نفذتها خلال الفترة الماضية ضد حزب الله اللبناني وإيران وغزة.

كما أنه يحتاج لرفع الحصيلة المالية للولايات المتحدة الأمريكية، وذلك سيتم من خلال وقف مشروعات الطاقة النظيفة مثل طاقة الرياح والطاقة الأحفورية والطاقة الشمسية التي بدأتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، والعودة للعمل بالبترول الصخري الذي سبق إنتاجه في ولاية ترامب السابقة وأوقفته إدارة بايدن باعتباره مكلفًا ضار بالبيئة.

وسيكون الاعتماد على النفط السعودي كبديل لمشروعات الطاقة النظيفة التي سيوقفها وظهر ذلك من خلال مطالبته للملكة العربية برفع استثماراتها بالولايات المتحدة الأمريكية من 600 مليار دولار إلى تريليون دولار.

كيف ترى الموقف المصري تجاه حرب غزة؟

لا يوجد شك بأن الدولة المصرية، على مر العصور كانت سندًا للقضية الفلسطينية منذ نكبة 1948 التي أعلن فيها إقامة دولة الكيان الصهيوني، ومع إندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023 لعبت الدبلوماسية أدوار كبيرة حتى توصلت لوقف إطلاق النار خلال الأيام الماضية.

وسطر مشهد عودة الفلسطينيين تاريخًا جديدًا للنضال والكفاح من أجل أرضهم وإنهيار مخطط التهجير لدول الجوار وتصفية القضية الفلسطينية لكن يبقى أن يكون للفلسطينيين موقفًا سياسيا مع منظمة حماس باعتبارها المسؤول الأول عن الدمار الذي حل بقطاع غزة خلال العام الماضي حيث أنهم نفذوا عملياتهم في 7 أكتوبر ولم يضعوا أي تصورا للرد الصهيوني في 8 أكتوبر والذي كان قد أدى لدمار قطاع غزة وتهجير السكان من الشمال للجنوب ومعاناة المدنيين لأكثر من عام في وضع إنساني مأساوي.

كيف أثرت حرب غزة على مصر؟

الاقتصاد القومي المصري تأثر بشكل سلبي بسبب حرب غزة، وظهر ذلك من خلال أزمة البحر الأحمر التي أفقد قناة السويس خسائر فادحة تقدر بمليارات الدولارات فضلا عن تراجع أعداد السائحين 2 مليون الأمر الذي يشكل أمر سلبي على الناتج القومي من السياحة لكن تبقى القضية الفلسطينية في قلب القاهرة.

ما هي وجهة نظرك تجاه حل الدولتين؟

حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية لن يتم بوجود منظمة حماس كونها تصدر تهديدًا لأمن إسرائيل، ففي حالة عدم وجودها يمكن التفاوض مع إسرائيل لإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية من خلال طرح فكرة التطبيع مع السعودية من جديد كورقة إغراء للحكومة الإسرائيلية وذلك بإعتبار أن السعودية دولة تتمتع بوفرة في الموارد ومساحتها كبيرة.

كيف تابعت ظهور أحزاب جديدة على الساحة؟

الساحة السياسية متعطشة لأحزاب جديدة ولكن بشرط أن تحتوي على برامج جديدة وغير منسوخة أو متداولة ومن شأنها أن تعالج المشكلات الاقتصادية والمشكلات الاجتماعية التي تواجه الحكومة بالإضافة إلى امتلاكها لأجندة تتعلق بالسياسات الخارجية و فنون الدبلوماسية في التعامل مع الأزمة السودانية والليبية والسورية وكافة الأزمات المحيطة وطرح أفكار جديدة بشأن تطوير سيناء وإعمارها.

ذكرت إعمار سيناء.. حدثنا عن رؤيتك تجاه تلك الخطوة؟

سيناء تتمتع بمقومات جغرافية جيدة للغاية ولديها معالم سياحية دينية يمكن استغلالها في زيادة الدخل القومي من السياحة لكن إعمارها يتطلب خطة وإستراتيجية شاملة من الحكومة تتضمن دخول القطاع الخاص بكافة مراحل الإعمار بدعم حكومي وتحويلها من صحراء جرداء لمدن سياحية مثل ما حدث في جنوب سيناء.

خاصة أن الحكومة نجحت خلال الفترة الماضية بإحداث حركة تنموية بالمنطقة بتنفيذ مشروعات قومية مثل سحارات سرابيوم ومشروعات زراعية وغيرها من المشروعات التي كنا نتصور أنها تحتاج لمعجزة لكن يتبقى طرق الاستفادة من وجعل المواطن السيناوي يجني ثمارها وذلك يتطلب مشاركة القطاع الخاص في مراحل التنفيذ.

- دعنا ننتقل لمحور آخر وهو الأحداث السورية الأخيرة وتأثيرها على مصر؟

الأحداث الداخلية في سوريا لن تؤثر على الشأن المصري على الإطلاق لكنها تعد انتصارا لجماعة الإخوان ويتطلب توخي الحذر خلال الفترة المقبلة نظرًا للقرب الجغرافي السوري لمصر.

- بمناسبة ذكرك لجماعة الإخوان.. حدثنا عن خديعتهم لسرقة ثورة 25 يناير؟

ثورة 25 يناير أحدث فراغ سياسي كبير أتاح لجماعة الإخوان سرقة الثورة بسهولة حيث أن شباب الثورة الحقيقيون خرجوا بنوايا صافية مطالبين بالتغيير والإصلاح وإيقاف ما يسمى بمشروع توريث الحكم لجمال مبارك نجل رئيس الجمهورية في ذلك الحين "حسني مبارك"، ومع تخلي مبارك عن الحكم دعا نائب رئيس الجمهورية إن ذآك اللواء عمر سليمان شباب الثورة للحوار والتعرف على مطالبهم ولم يجد منهم أي مطلب محدد وأتضح بعد ذلك أنهم كانوا يطالبون برحيل مبارك عن الحكم فقط دون امتلاكهم أي برامج تنموية من شأنها أن تدفع عجلة تقدم البلاد للأمام.

الأمر الذي أعطى الفرصة للإخوان للانقضاض على الثورة واستغلالهم للعاطفة الدينية لدى المصريين وطرحهم برامج سياسية تحت عباءة الدين فضلا عن تأجيرهم للشقق المحيطة بميدان التحرير وإقامة مداخل وحواجز خرسانية للسيطرة على الميدان ذلك بتمويلات خارجية وتحريك الرأي لصالحهم.

وانتهت الأحداث بصعود محمد مرسي للحكم في انتخابات مزورة حيث كان الفائز فيها هو الفريق أحمد شفيق لكن الضغوط الخارجية والتهديدات بحرق مصر من قبل جماعة الإخوان في الداخل دفعت لصعود مرسي للحكم ..:والحمد لله ربنا سترها في 30 يونيو وإسقاط حكمهم".

- هل كان هناك مشروع لتوريث جمال مبارك للحكم؟

لم يكن هناك أي خطة لجمال مبارك للوصول لحكم مصر بل هي بدعة أخترعت بسبب تولي مبارك مناصب قيادية بالحزب الوطني الأمر الذي أعتبره من وجهة نظري أمر إيجابي لأنه كان همزة وصل جيدة بين رئاسة الجمهورية والقوى السياسية واستطاع أن يحقق بعض الإصلاحات السياسية منها تعديل مواد الدستور المتعلقة بالحكم حيث كان قبل 2005 يتبع نظام الاستفتاء وبعدها أصبح نظام الإنتخابات الرئاسية الذي يتيح التعددية فضلا عن الإصلاحات الإقتصادية إذ كان القطاع الخاص يمثل نسبة 70% من الاقتصاد القومي مما مكن مصر في ظل الأزمة الإقتصادية العالمية 2010 أن تحقق معدلات نمو 6.5 %.

وزارة التربية والتعليم تعتزم إضافة درجات التربية الدينية للمجموع الكلي.. ما رأيك؟

أعتبر أنه قرار عبثي حيث أن الدولة المدنية لا يدخل فيها الدين في الحكم أو السياسة، كما أنها تتيح الفرصة لعناصر الإخوان ببث سموم التطرف للتلاميذ من خلال معتقدات بعض أعضاء هيئة التدريس بالإضافة إلى أنها ستحدث نوع من أنواع الفرقة في الناتج الكلي وتتيح للبعض إدعاء المظلومية في درجاتهم بالإدعاء للعنصرية.

كما أن المجتمع المصري مجتمع متدين بطبعه ونحن من الدول التي لا تفتقر للدين في حياتها فالأغلبية يصوم رمضان ويصلي الجمعة، إذا كنا نريد التوسع في نشر الثقافة الدينية فيجب أن يتم ذلك من خلال وزارة الأوقاف حيث أنها تملك زيادة الدروس بالمساجد في فترات ما بين الصلوات وغيرها وكذلك بالنسبة للمسيحيين في الكنيسة.

اقرأ أيضا:
الرئيس السيسي يتلقى اتصالًا هاتفيا من الرئيس الأمريكي ترامب

دعوة وتهئنة.. تفاصيل ما دار في الاتصال بين السيسي وترامب

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

عبد المنعم سعيد تحديات الحكومة المصرية القطاع الخاص الاقتصاد القومي

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة الجيزة: تعيين أكثر من 4 آلاف بالقطاع الخاص بينهم 207 من ذوي الهمم أخبار وزير التموين يبحث التعاون مع شركة "طلبات مارت" في إطار الشراكة مع القطاع أخبار وزير المالية الأسبق: استثمار الحكومة في العقارات "رأس مال ميت" أخبار

مقالات مشابهة

  • ترامب: كندا يجب أن تكون من الولايات الأمريكية وتحظى بحمايتنا العسكرية
  • ‏حماس تطالب الوسطاء بإلزام إسرائيل بإدخال مواد الإغاثة التي نص عليها اتفاق غزة ووقف الانتهاكات
  • عبدالمنعم سعيد يكشف أبرز التحديات التي تواجه الحكومة.. وهذه حقيقة مشروع التوريث - (حوار)
  • إسرائيل تعترف: المعلومات عن اغتيال قائد كتيبة الشاطئ غير صحيحة
  • الجديد: منظومة “أيسر” ستخفض المرتبات إلى أقل من 60 مليار دينار لكنها تواجه عراقيل
  • رد قوي على مطالبة مندوب إسرائيل بالأمم المتحدة أمريكا مراقبة مصر عسكريا.. فيديو
  • ضربة موجعة لترامب.. 100 ألف توقيع لعزله من رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية
  • وزير الاقتصاد: الحكومة حريصة على تذليل عقبات عمل المنشآت ‏الصناعية
  • بسبب المهاجرين غير الشرعيين.. أزمات تواجه الولايات المتحدة بعد عودة ترامب
  • إعلام العدو: لا يوجد بديل.. حماس هي غزة وغزة هي حماس