حزب الأمة يبحث الخروج من ( تقدم) قريبا
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
المكتب السياسي يبحث الخروج من ( تقدم) قريبا..
(حزب الأمة).. المعركة القادمة
تقرير_ محمد جمال قندول
يبدو أن الأوضاع في حزب الأمة القومي ستصل مرحلة المواجهة الداخلية الحادة ، وذلك جراء ارتفاع درجات التوتر التنظيمي بسبب موقف الحزب العتيق واتخاذه الحياد واصطفافه داخل مجموعة (تقدم) الذراع السياسي للميليشيا.
الأوضاع ينتظر أن تأخذ منحى آخر من التصعيد بالداخل من الرافضين لمسار الخط السياسي الحالي، ويقوده قيادات رفيعة.
الموقف السياسي
وكشفت مصادر مطلعة ل(الكرامة) عن الاستعدادات التي تجري داخل الأمة القومي لعقد اجتماع المكتب السياسي بالقاهرة، خلال الفترة القليلة القادمة، وذلك لحسم مسار الحزب وعلاقته بتنسيقية ( تقدم).
المصادر أكدت أن أبرز أجندة الاجتماعات المرتقبة مناقشة الخروج من مجموعة (تقدم) ومغادرة خط الحياد، وذلك تماشيا مع رغبة قطاعات الحزب خاصة الشباب.
وتقود قيادات كبيرة توجها معارضا للموقف السياسي الحالي للأمة بقيادة ابراهيم الأمين ومحمد عبد الله الدومة والفريق صديق إسماعيل ورؤساء الحزب بالولايات ويعتبرون بأن الخط الحالي للأمة مختطف من مجموعة تعبر عن أشواقها وليس بأغلبية الجماهير التي لم ولن ترحب بالأوضاع الحالية.
انقسام كبير
وينتطر أن يناقش اجتماع المكتب السياسي المرتقب عقده بالقاهرة تقييم أداء الأمانة العامة، وكذلك تلقي تقارير اللجنة السياسية عن الأوضاع.
ومنذ أشهر، يعيش الحزب تحت وطأة الصراعات، حيث أن هناك انقسام كبير قاد لمذكرة تصحيحة قدمها رؤساء الحزب بالولايات رافضين المسار الحالي، خاصة بعد تمدد الغضب الشعبي اتجاه حزب الإمام جراء مواقفه الأخيرة، بجانب تصاعد الخلاف قبل أشهر بين الأمانة العامة بقيادة الواثق البرير ومساعدة رئيس الحزب رباح الصادق، حيث تبرأت الأخيرة من مواقف الحزب بشأن الحرب الجارية في السودان منذ نحو عام.
وفي مايو الماضي انعقد اجتماع
بالقاهرة لاختيار محمد عبد الله الدومة رئيساً لحزب الأمة القومي بإجماع كل أعضاء المكتب التأسيسي.إنضم لقناة النيلين على واتساب
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: حزب الأمة
إقرأ أيضاً:
ما حدث في المكتب البيضاوي رسالة أخرى للحكام العرب
كشفت المناوشة التي حصلت داخل المكتب البيضاوي بين ترامب وزيلنسكي والتي غادر هذا الأخير أمريكا مطرودا، عن أن العالم دخل مرحلة مختلفة عما سبقها. فكل من يفكر في الذهاب إلى واشنطن عليه أن يهيئ نفسه لكل الاحتمالات، لأنه سيلتقي هناك بشخصية استثنائية لا تعترف بالعديد من القيم وتقاليد العمل الدبلوماسي التي استقرت بعد هزيمة أدولف هتلر.
فالرئيس الأوكراني كان الأضعف بكل المقاييس، ولم تكن بين يديه أوراق مهمة يمكن أن يغري بها مضيفه وتجعله يتعامل معه بندية. حتى الثروات المعدنية المدفونة في تراب بلاده فرض عليه أن يتنازل عن نصفها مقابل الحرب المجنونة التي لا يزال يخوضها ضد روسيا، ولم يبق له في رصيده سوى تعاطف أوروبا مع بلاده، وهو تعاطف لن يمكنه من الصمود طويلا أمام القوة الروسية الزاحفة، فلولا الدعم الأمريكي الواسع لانهار الجيش الأوكراني في وقت سريع. والجميع يدركون الحاجة الأكيدة لاستمرار هذا الدعم، خاصة مع قرب انطلاق المفاوضات لإنهاء هذا النزاع غير المسبوق منذ الحرب العالمية الثانية.
أصبح مطلوبا من العالم العربي تدقيق النظر في المسار الذي يجب اختياره مستقبلا. ليس من المصلحة أن يعادي أمريكا، إلى جانب أنه غير قادر على ذلك نظرا لتشابك اقتصاديات معظم الدول العربية مع الاقتصاد الأمريكي، لكن يمكن للعرب أن يستفيدوا من الأزمة القائمة حاليا بين المحاور الكبرى للرأسمالية العالمية المتنافسة بشدة فيما بينها دون القطع مع أي طرف من أطرافها
لقد انهارت بلاده، وتضاعفت ديونها، وتقلص جيشها، وضعفت حيلتها، مما جعلها تحت رحمة الدائنين، وفي مقدمتهم أمريكا. وإذا توقفت واشنطن عن دعمها، أصبحت أوروبا مطالبة بوضع 300 ألف جندي لمواجهة روسيا حتى لا تبتلع أوكرانيا. وهو السيناريو الذي يتجنبه القادة الأوربيون نظرا لكون النتيجة المتوقعة من وراء الحرب غير المضمونة، وقد تؤدي إلى انهيار القارة العجوز.
في ظل هذا التحول الكبير في السياسة الأمريكية التي تمضي بشكل متسارع نحو الدوران في فلك بعيد عن بقية الأفلاك، وبالأخص الفلك الأوروبي، حيث يعتقد ترامب بأن الاتحاد الأوروبي تأسس للنيل من أمريكا، وهو ما جعل إيلون ماسك يدعو صراحة إلى انسحاب الولايات المتحدة ليس فقط من حلف الناتو، بل أيضا من منظمة الأمم المتحدة.. أصبح مطلوبا من العالم العربي تدقيق النظر في المسار الذي يجب اختياره مستقبلا. ليس من المصلحة أن يعادي أمريكا، إلى جانب أنه غير قادر على ذلك نظرا لتشابك اقتصاديات معظم الدول العربية مع الاقتصاد الأمريكي، لكن يمكن للعرب أن يستفيدوا من الأزمة القائمة حاليا بين المحاور الكبرى للرأسمالية العالمية المتنافسة بشدة فيما بينها دون القطع مع أي طرف من أطرافها.
ما حدث مع الرئيس الأوكراني يمكن أن يتكرر مع أي رئيس أو ملك عربي ينوي القيام بزيارة إلى واشنطن، وكلما كانت بلاده في حاجة للمساعدات الأمريكية عليه أن يتوقع كل أشكال الضغط والابتزاز والإهانة. ترامب لا يرحم أحدا، ولا يحترم إلا الأقوياء، وهو مستعد أن يلعب بمصائر الضعفاء سواء أكانوا أفرادا أم شعوبا، فيعمل على استغلال نقاط الضعف فيهم من أجل إشعارهم بكونه الأقوى والأقدر والأحق بأن يحقق أعلى المكاسب في لعبة القمار الدولية.
أمريكا وإسرائيل تقذفان بكرات النار واحدة تلو الأخرى داخل المجال العربي، وعلى الحكام العرب تلقف هذه الحمم المتساقطة هنا وهناك، والبحث عن التصدي لها، وما سيصدر عن القمة العربية سيحدد مؤشرات المستقبل ويكشف ضيق الهامش الذي بقي للعرب
أصبح تكتيكه مكشوفا لدى الجميع، وتتمثل استراتيجيته في رفع السقف عاليا، وانتظار ما يعرضه الطرف المقابل، فإن رآه مناسبا قبله، أو زاد في التصعيد حتى يحصل على ما يرضيه، إنها إستراتيجية كبار المحتكرين في السوق السوداء.
يمكن للحكام العرب التصرف فيما هو خاضع لصلاحياتهم، لكن عليهم الابتعاد كل البعد عما هو ليس تابعا لهم. هذا ما يراد لهم أن يفعلوه، فالتلويح بمصادرة غزة هو بمثابة رفع السقف إلى الأعلى، والمطلوب من الحكام العرب أن يقدموا البديل حتى لا يتم تهديدهم والإطاحة بعروشهم. وحتى لا يتيهوا في الصحراء، قُدمت لهم بعض البدائل، من بينها تجريد حماس من سلاحها وإخراجها من غزة مقابل الإبقاء على المدنيين لكي يتم وضعهم في أتعس الظروف والأوضاع. كما طرح عليهم أيضا أن تتولى مصر من جديد الإشراف على غزة لبضع سنوات حتى يستتب الأمر لإسرائيل. وهو لغم آخر من بين ألغام عديدة ستكون مهيأة للانفجار في كل لحظة.
فأمريكا وإسرائيل تقذفان بكرات النار واحدة تلو الأخرى داخل المجال العربي، وعلى الحكام العرب تلقف هذه الحمم المتساقطة هنا وهناك، والبحث عن التصدي لها، وما سيصدر عن القمة العربية سيحدد مؤشرات المستقبل ويكشف ضيق الهامش الذي بقي للعرب. ليست حماس هي المستهدفة فقط، وإنما ما تبقى من فلسطين، إلى جانب الدول المجاورة لها. فما يجري حاليا هو الخطوة الأخيرة قبل الإعلان عن قيام إسرائيل الكبرى، فلا تساهموا في بنائها.